قارورة الحياة ...ج/2...

ماجد امين

الحوار المتمدن-العدد: 5197 - 2016 / 6 / 18 - 22:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

قارورة الحيـــــــــــــــاة ج /2 ماجد اميـــــــــن " تصور تخيلي للحياة لقادمه "
كنا قد ذكرنا في الجزء الاول من المقال ...طريقتان لتشذيب او تقنين مانحمل من خلايا ...وعلى اعتبار ان بنيوية جسمنا ماهو الا كيس يحمل ملايين من ذلك الخليط الرجراج والذي بشبه الى حد ما كاسا يحوي الخليط الهلامي "
بالتاكيد نحن اكتسبنا صفات وانماط لايمكنننا التخلي عنهنا بسهوله ....
اي لايمكن لاحدنا ان يتصور كينونته بدون شهوة الجنس او شهوة الاكل او شهوة التملك او التحسس او التمتع بالنظر او الشم ...كذلك لايمكننا ان نتصور ان نعيش بدون غرائز ...او بدون طوطميات تعودنا عليها , ولكن ..لابد لنا من المغامرة والمجازفه ...
العيش الطويل او الخلود او السفر عبر مسامات تقاس بالميكرون او احتى اقل او التصرف كما كنا كجسيمات راقصة ربما تخرق حتى سرعة الضوء بطريقة ما ...
كلها تتطلب المغامرة ...
يظن المعارضون لانتاج انماط جديدة من التكيفات ..ان عمل كهذا مسيء للاخلاق او معارض لنواميس الخلق التقليدية ...
ولكن لابأس ...بامكاننا الا نتخلى عن نكوصيات لحياتنا السابقه ..بل اننا بكل يسر وسهوله يمكننا ارجاع لحظات او اكثر لانماطنا السابقه ...
وحتى اقرب الصورة ...نذكر المثال التالي : كان الانسان في السابق يسافر ممتطيا الحيوانات ومنها الخيول او غيرها ...ولكنه في عصر الطائرات او القطارات او المركبات الحديثة ...
ولكننا الان نحتفظ بهذه الوسائل ولم نتخلى عنها بل استطعنا استخدامها في السباقات او المتعه ...وكذلك الامر بالتسبة للوسائل الاخرى ..
اذن بامكاننا اعادة محاكاة الحياة لفترات متقطعه لاغراض ارضاء بعض النهم او الذكريات ..وهذا مايعطي مرونة في التواصل ولكن باحتفاظنا بانماط الحياة الطويله اي لاتفريط بالمتعة او الشهوة ولا انغماس كلي بنمط كلاسيكي قديم ..
ولكن يبقى السؤال الاهم ...
ماذا سيحل بكل هذا التراث وهذ النتاج الحضاري والتقانات والمزارع والبنوك والعملة ورؤوس الاموال والنظم الاقتصادية والادارية ..؟
ومامصير الكنائس والمعابد والمساجد والالهه وسيل كبير من الميثولوجيا الارضية ..
والذكريات والحكايا والاهم من كل ذلك الحروب والمملكات والايقونات التي انتجها البشر لدهور من الزمن ؟
من الطبيعي هنا ان نقف في مفترق طرق ...وهو الاتجاه وفق الرغبة الانتقائيه في انتاج انماط غير تقليدية ..
لذلك سيبقى الامر اختياريا بين من يرغب ان يبقى على النمط التقليدي وبين المجدد والمغامر ...
علينا الاننسى ان العالم الجديد تكون بايدي وبفكر المجددون ..والمغامرون ...
ومن المؤكد سيجد المجددون عقبات جمة لعل في مقدمتها ...اين ستكون وجهاتهم ...
هل سيتجهون للسفر عبر المجرات للاستكشاف وان يكونو مجسات انذار لحماية الوجود من الفناء ...ام سيتكيفوا مع عوالم اخرى لانتاج انماط حضارية ليست مادية مائة بالمائه بل تشكيل عوالم الماديات مع افاق الفراغات ..
كل ذلك سيبقى ...مجرد تكهنات لانعلم كيف ستكون ...

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل