أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد امين - أللنسا ه.....















المزيد.....

أللنسا ه.....


ماجد امين

الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 22:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(الاسطورة الاخيرة ....قبل ان يغادر الانسان ذاته الدونيــــــــــه ..ليتجه الى حلمه الاكبر ..حلم داعب مخيلته كثيرا ..
ودفع من اجله انهارا من دم ..من خلال تسطيره لآلاف العقائد والاديان ...في محاولة فهم وجود الاشياء ...والامل المنشود بادراك الحقيقة المطلقة ..وهو ان يكون الها )"...............

" ماجـــــــــــد اميــــــــــن "


الاهدـــــــــــــا ء : الى روح من سأله الكاهن : أيــــــــن الله ..؟؟
فأجاب بألم :الله تحت ردائي ..... الى شهيد العشق الانساني ليرتقي في سموه لمرتبة الالهة ...
الى جسد الشهيد المصلوب على باب خراسان ...المغيث الحلاج "

( 1)
طاء /الاول ..."صوت الانسان ....ليس مزمورا من مزامير الكاهن ..."بكاء الطفل القروي "
*********************************************************************************
القريــــــــة الاولى ...امتزاج الطين بالماء ...قارورة النماء ...ترنيمة الراعي وهو يهش بعصاه قطيع الغنم ..
رائحة النهر ....تغري الغرانيق الهاربة من الصحراء ...
رتل ...ماجين كلمات الاسطورة التي سطرت على جدار المعبد القديم الخاوي ...اعتراه خوف اصطكت له اسنانه وسرت في جسده رعشة غريبه ..
وهو يسمع عواء الريح وعواء الذئب ...تساءل في عمق ذاته : لعواء الريح وعويلها ..وعواء الذئب ورهبته ..لارحم علي من عواء الكاهن وسوطه اللعين الذي الهب ظهري ...كان" ماجين "..يهمهم مع نفسه كالمحموم ...
لم يفارق مخيلته حلقات الاطفال وهي تهزأ به ...ونظرات الاستحقار من كبار القرية ونسائها ...بالسخرية ..
"ماجين "..الولادة الخطأ ...للرذيلة التي لف بها كالقماط ...فهو ابن ...لشمخية ...بائعة اللبن والقشطة ..زوجة الرجل الاشيب الذي افنى التسعين من عمره في الزيجات المتعدده ...لكنه خرق الشرف بصرخة كاذبه ..حين وجدالسامري في مخدع شمخية ..ذلك المخدع المقدس من التبن والقش وبين زرائب الجاموس ورائحة الروث والشبق الجنسي لطفلة جيء بها عنوة لاحضان الشيخ معروف ...
وهكذا كان قدر ماجين ان يولد مسخا ...ومحط سخرية رغم نقاء قلبه ونقاء عينيه اللتان ورثهما من زرقة عيون شمخية ...
.......كان ياتي مساءا عند النهر ..ويجمع كوما من الحجارة ويضع تعويذة تركتها شمخية في عنقه ...هو لايعرف كنه الطلسم او التعويذة سوى خرقة خضراء ملفوفة حول حجر كريم من العقيق ...عند نضوب الشعاع الذهي للشمس عند عين حمئه ...يغريه المنظر بالبكاء عند مذبح امه ...
كان يذوب وجدا بذكرياته وهي تضمه لصدرها وتحنو عليه ...قتلوها لانها عار قبل ان تكون عورة ..
كان القبر هو كومة الحجارة التي جثمت على صدر ماجين ...كما جثمت على الحزن الذي يطوق القرية بالحزن ...
هكذا كان ماجين متخفيا في خرابة المعبد القديم ...يتيما ...فالشيخ معروف مات بعد رجم.." شمخية".. وقتلها بعد ستة اشهر ...

كان ..سامري ...يلاحق الفتى اينما يحل ..لكن .."ماجين ".يبغضه بالفطرة وكأنه يعلم ان سامري هو سر عذابه وهو الذي رسم وصمة العار في جبينه ..
يحضر ماجين حلقة التعلم التي يديرها الكاهن ماهود ...الشيخ ماهود ...لكنه كالعادة محط ازدراء الشيخ واقرانه ..وكان الشيخ غالبا مايذكره بشمخة ...كان هكذا يلفظ اسمها ..."شمخة "...
ينظر الشيخ ماهود للطفل بنظرات حانقه ..ومايزيد الامر اذلالا هو ترديد ماهود ...لقصة المرأة التي اغرت هاروت وماروت ...وزليخه ...وامراة لوط ...
لقد كره .."ماجين ""حلقات الشيخ التي ترافقها نظرات الاثم والرذيلة ...
سامري كان ذكيا جدا ..وكان يقرا الكتب القديمة ...هو متدين بالمظهر لكنه في الخلوات سكير وينظر للنساء بعين الشهوة ...
"اه لو ظفرت بك يابن ال ......" هكذا كانت خلجاته تخبيء ل.."ماجين "...من الشر الكثير ...
كان سامري يكن الكره لاهل القرية الاولى ...فهو يتذكر طفولته ومامر به من ذكرى اليمة ...فقد جلب مسبيا عبر الصحراء ...
ولم تفارق مخيلته قتل ابيه واعمامه وجاره "الحاكيام " ...سيقوا جميعا عبر الصحراء ليصل هو وأمه الى القرية ...
......في احد الامسيات الشديدة البرودة ..كانت خطوات ماجين تتنقل من الدير في اقصى القرية ... القس بنيامين كان الوحيد الذي يرق لحال ماجين ..فكان يعطيه من الملابس والهدايا وبعض الطعام ...ويصلي له امام ايقونة العذراء وهو يضع بده على رأس ماجين ...
...لقد حفظ ماجين صلاة القس ...وهو يردد انها اسهل من صلاة الخليفة ..ويقصد الشيخ ماهود ...!!
وهي الاقرب حميمية له بفعل الحرمان بدلا من همهمات سامري وتعويذاته الخبيثة ...لكنه يتوقف امام قصة ام المسيح ويتذكر قصة امه ...
" كم انت قاس ...ايها الاله او الرب فيسوع من غير اب وانا ابن الرذيلة التي حملتها مع قماطي الى اليوم .."
هكذا اطلق غضبه للسماء واسرع الخطى نحو كوم الحجارة التي يعبث بها الاطفال يوميا ..وقد اعياه جمعها كل يوم ...
مر مسرعا فلمح الشيخ ستار الصابئي وهو يعمد طفلا في ماء النهر ...وتذكر طفولته البائسه ...كان الشيخ ستار منهمكا بينما كانت النساء تقدم النذور من طيور البط والخضيرى ...ضغط بقوة بانامله الناعمه على تعويذة شمخية ..واغرورقت عيناه الزرقاوان بدرر من دموع الاذلال ....
تسارعت خطواته الغضة ...فقد احاط الظلام الدامس وانتقلت الشمس الى عين حمئة ..فيما برز القمر من سباته ليطل مابين الغمام ..
خطوات .."ماجين " هي خطوات نبي مقهور يبحث عن حضن افتقده منذ غضاضة صغره ...احس بطعم اللبن من حلمة ثدي المغدورة ..فاحس بأنانية الولوج الى الدفء .....
قدح مشهد النار والرجل الضخم يقاد الى لهيبها ووهجها ...ارتعدت فرائصه .. حتى "تارح " او آزر ..كان يصيح مهللا لاشعال اوار نار مقدسة تفضي الى فضيلة حرق الاجساد خوفا على الهة ...من بطش الاله الغليظ الطباع ...
صرخ "تارح " او آزر : ويحك ايها المتحذلق ..انها النار التي اخبرك الهك بها ...
كان ماجين ...يقلب بصره ويقلب عقله لقبول رواية الخليفة كما يسميه ...نكاية بالشيخ الملتحي" ماهود "..فكم اذله بتذكيره دوما على انه بيضة الرذيلة ...وانه ولد من رحم عاهر ...
كانت افكار التصادم بين فلسفة الخليفة وغرائز طبعت على قماطه ليكون لقيطا معلوما ...تدللهم في سماء معبد الوجدان الذي يلقي به صباح مساء في مسرح السخرية والاستهزاء ...
بيــــــــــد ان جسما حارا ورائحة مخمورة وذراعان قويان شدا تلابيبه الممزقه ..ليصحو مفزوعا ولتختفي كل غيوم المعبد المسكون بالعواء وتراتيل العميان والصم والبكم ...ونباح الكلاب ...ونهيق حمار يحمل .....مايحمل
رفع راسه المطأطأ منذ ان قذفته اقدار الرذيلة من رحم اظلم ..مطلقا بكاءاته المتقطعة ...
ثم مالبث ان ابتلع لعابه الذي اوشك على الجفاف ...والقى بنظرة من عينين مرهقتين وجفن لم يرسو بشواطئه حلم مذ اصبح الواحا لزورق محطم تتقاذفه الامواج ومجذافا اطاحت به اعاصير الطوفن الازلي ... ....
كان جبلا من نار ولم يكن جبلا جليديا ....ادرك "ماجين " بغضاضة جسده امام هذا العملاق التلمودي بان اشرعته ستمزق لامحالة ,
اطلق الجبل زئيرا وتمخض عن وعيد مزمجر ..!!
"الى اين ....".ياابن السا...ق....طه "...اليوم لن ينفعك لا الشيخ العفن ولا الاب ...فانا من صنع هؤلاء ...ثم قهقه بشيء من الاستشفاء ...انتم عبيد ليس اكثر من ذلك ...!!
اسمع ..الم تأت معي ساضع الشمعدان المقدس لافقأ.. عينيك هاتين ...
استجمع .."ماجين " بعضا من روعه ...وقال : ايها التلمودي الخبيث ...بسببك كانت مآساة امي ومأساتي ...
لكني رغم بغضي لك ساسمع ماتقول وانفذ ماترغب ....فانتم من فضلكم هذا ...واشار بسبابته للسماء ..ثم اردف قائلا ..
هذا ماقاله لنا الخليفة ...ماهود ...!!

سحب العملاق ذو الذراعين الكثين الغلام "ماجين "..وسط عواء متعال ..وسارا بعيدا باتجاه المعبد المهجور ..وغابا في حلكة الليل عن ناظر الحقيقة ...ليصوغا تاريخا لكل منهما ...

"عندما ينبلج الفجر ....وتتنفس الشمس بعد استيقاضها ...ستخطو خطوات التاريخ لصياغة احداث تكتم وتخفي رغبات وارهاصات ...
فالخوف اشبه باللص الذي يخبو تحت ضوء الشمس ...ويبرز مابين احجار الظلمة وصخور العتمة ليزرع في الانفس جذور الشهوة والانتقام ..ويسقي ...مانبت بنهر الدم ....هذا هو اله نصفه حيوان ونصفه الاخر الانعتاق "....ماجد أمين "

*****************************************************************************************



#ماجد_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجينوم ....- The master keyGenome-
- فلاسفة دهريون ......في الاسلام ... ج/2...ابوذر الغفاري ...في ...
- فلاسفة دهريون ......في الاسلام . ج/1....-علي بن ابي طالب - ...
- الاديان حاجة القطيع ....واغلال في عقول التصوف


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد امين - أللنسا ه.....