أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض محمد رياض - البناء الدرامي بملحمة جلجامش - نهاية الجزء الأول -3-















المزيد.....

البناء الدرامي بملحمة جلجامش - نهاية الجزء الأول -3-


رياض محمد رياض

الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 09:38
المحور: الادب والفن
    


توقفنا في المقالة السابقة عند الحدث الانعطافي الثاني الذي جاء فيه رجل من مدينة أوروك يدعو أنكيدو للتصدي لجلجامش الذي عاث فسادا في المدينة، وقد عزم انكيدو على تلبية مطلب أهل أوروك، وقادنا هذا لمشهد الذروة لكن قبل أن نستعرضه معا، علينا أن نتذكر النقاط التي ختمنا بها المقالة السابقة وهي:
1. استعرض الكاتب في البداية إنجازات بطل ملحمته.
2. وصف البطل وصفا جسمانيا ومعنويا.
3. صنع الخطاف بأن استعرض مشكلة أغرق فيها القاريء حتى يبحث معه عن حل.
4. هذه المشكلة تصف حياة البطل وشعبه وعالمه الذي يحياه قبل أن تجرفه الأحداث.
5. صنع مبررا لوجود الخصم.
6. أضفى عليه من القوة مايجعله ندا كفؤا للبطل ليتزن الصراع الذي يعد له.
7. وصف الخصم جسديا ومعنويا، حياته وعالمه الذي يحيا به.
8. صنع رابطا ليلتقي طرفي الصراع لينتزع كلا من عالمه و يشركهما في قصته من خلال صراع أعده بإتقان، وكان هذا هو الحدث الانعطافي الأول في مسار الأحداث.
9. بعد الحدث الانعطافي الاول، بدأ الجزء الثاني من الملحمة أو مايسمى act 2 وهو الصراع الذي بدأه جلجامش بالحيلة وليس المواجهة.
10. انطلت على انكيدو الحيلة وانتصر جلجامش كما أراد وخلت الغابة من الرجل الوحشي هذا وتمكن الصيادون من ممارسة عملهم، لكن كل صراع يضمر بداخله بذرة صراع جديد.
11. عشنا مع انكيدو والبغي أيام هنية، لكن هذه الأيام قادت أنكيدو إلى فترة التأهيل وهي الفترة التي يستعد فيها البطل لملاقاة الوحش، فترة إخراج البطل من عالمه المعتاد وتمرينه للدخول في العالم الجديد.
12. عرض الكاتب حدثا انعطافيا ثانيا وهو قدوم رجل من أوروك يدعو أنكيدو لمساعدة المدينة للتخلص من ظلم جلجامش، هذا الحدث الانعطافي الثاني يقود بالضرورة الى مشهد الذروة وهو مشهد مقابلة أنكيدو وجلجامش.
13. في هذا الجزء من الملحمة قام الكاتب بالآتي جعل من أنكيدو بطلا يتعاطف معه القاريء، جعل جلجامش خصما قويا، جعل من البغي المنتور أو الحكيم الذي ساعد البطل في فترة التأهيل، جعل الرجل من أوروك هو الرسول الذي يدعو البطل إلى الدخول إلى عرين الأسد لملاقاة حتفه أو الحصول على الكنز كمايقول جوزيف كامبل و كريستوفر فوجلر.
حسنا تقول الملحمة "سار انكيدو في المقدمة ومن خلفه البغي. لما دخل أوروك ذات الأسواق تجمع الناس حوله، وعندما وقف على الطريق..احتشد الناس حوله وأخذوا يقولون: إنه يشبه جلجامش في بنيته وإن يكن أقصر قامة منه وأقوى عظاما، حيث ولد اعتاد أن يأكل أوراق الشجر ويرضع لبن الحيوانات البرية." هكذا سار انكيدو الى أوروك وجمع الناس حوله الذين هتفوا بقوته، كان هذا اليوم الذي حل به انكيدو على أوروك يوم عرس اشتارا، اشتارا فاتنة المدينة التي كانت تزف لعريسها، ذبحت الذبائح ووزعت المشروبات، لكن انقض جلجامش ورجاله على العرس هدو الزينة وقادوا العروس من يديها محمولة الى جلجامش بعد أن أبرحوا عريسها ومن اعترض طريقهم ضربا، زينوا غرفة لجلجامش ليفض فيها بكارة العروس، وأعدوا الفراش وأرقدوا اشتارا وأوقدوا البخور واستعد جلجامش ليتصل بالآلهة الليلة على جسد اشتارا كما كان يزعم لأهل المدينة، وحين اقترب من فراش اشتارا وجد انكيدو يقف يسد عليه الطريق ويمنعه من الدخول إلى المخدع.
تكمل الأسطورة فتقول "رأى جلجامش انكيدو هائجا، الذي ولد في البرية بشعر رأسه الغزير نصب قامته وتقدم إليه، تصادما في المكان الذي يقام فيه سوق البلاد، سد انكيدو الباب بقدمه ومنع جلجامش من الدخول، هنالك أمسك كل منهما بالآخر وتصارعا كثورين، حطما عمود الباب وارتج الجدار." أمسك كل منهما بالآخر، أحاط كلا منهما جذع الآخر بذراعيه، كأوتاد مثبتة بالأرض قاوم كلا منهما الآخر، حتى ثنى جلجامش ركبته وقدمه ثابتة في الأرض، رمى انكيدو بثقل جسده كاملا على جلجامش الذي زفر في غضب ولم يستطع رفع انكيدو عنه لكنه مازال مثبتا قدميه ودافعا بجذعه لجسد انكيدو، تذكر الرؤيا، كلمه انكيدو قائلا، يالك من بطل فذ ولدتك أمك، أمك نينسونا بقرة أوروك الوحشية- وهذا من قبيل تعظيمها- رأسك مرفوع فوق رؤوس الأبطال، وقدر لك انليل الملك على الناس، وبقوتك تفوقت على أمراء العالم.
تحامل جلجامش حتى وجد أنه لن يستطع أن يصمد كثيرا فأشار إلى أحد رجاله الذين أقبلوا جميعا يقيدون قدم انكيدو وينزعونها ليطرحوه أرضا، ثار المتفرجون من قوم أوروك لكن لم يبالِ جلجامش أو رجاله، دفع انكيدو الرجال بقدميه فسقطوا كقطع الخشب الهشة، استغل جلجامش تشتيت انتباه انكيدو ولكمه عدة لكمات متتالية أسفل عينه بجوار أذنه في أنفه ترنح أنكيدو وخر صريعا عند قدم جلجامش.
ظن الجميع أن العراك انتهى وأن الصراع حسم لصالح جلجامش حتى جلجامش نفسه تأهب للدخول الى اشتارا مزهوا بنصره إلا أنه وجد من يقبض على كاحله ويعتصره، حاول التملص لكنه لم يستطع الفرار من هذه الكلابات البشرية، استدار جلجامش واستعد لركل صدر انكيدو الذي تلقى قدم جلجامش بين كفيه وجذبها بقوة فسقط جلجامش بجوار انكيدو وبدآ صراعا جديدا يتدحرجان فيه على أرض سوق أوروك والناس تهرول أمامهما، قال جلجامش لانكيدو بينما يمتطيه ويكيل له اللكمات، إنك لقوي عنيد من أين حصلت على كل هذه القوة لقد أرهقتني وكدت تصرعني، همس انكيدو بينما ثقل جسد جلجامش يضغط على صدره، لقد صرعك ظلمك وبطشك إن شعب أوروك يكرهك ولن أدعك تظلمهم بعد اليوم، ونهض دافعا جلجامش وأحكم ذراعيه على خصره الذي أخذ يتلوى ويرتطم بالمعروضات من فواكه و خضروات وأقفاص من الأرانب، لمَ لاتكون أحد رجالي وأعطيك راتب أربعة؟، ماجئت إلا بحثا عن صديق، صديق! رددها جلجامش وتذكر رؤاه وتفسيرات أمه نيسنونا، انثنى محاولا تفادي أحد الأقفاص التي رماه بها انكيدو، وقال لقد حلمت بك وعندها توقف انكيدو مبهوتا، ماذا؟!
انتهى الصراع وأخذ جلجامش انكيدو من يديه، آثار الضربات والركلات وأتربة السوق تغطيهما، وتوجه إلى أمه حكيمة أوروك يستعطفها لتشمل انكيدو برعايتها لتعلنهما أخوين لا يفترقان، ناشدها يقول "إنه أقوى من في البلاد، وبأسه شديد، قوته جبارة مثل قبضة آنو، ما من أحد يصمد له اشمليه برعايتك..ليس له من أب أو أم، شعر رأسه الطليق لم يحلق أبدا، في البرية ولد، فلم يربه أحد." كان انكيدو على مقربة سمع توسلات جلجامش لأمه شعر بالأسى لحاله فامتلأت عيناه بالدموع، وافقت الأم وقررت رعاية لقيط الغابة.
"هناك وقف انكيدو وسمع كلام جلجامش لأمه، امتلأت عيناه بالدموع، شعر بالأسى فأطلق زفرة أليمة، راح يعاني، أحنى جلجامش رأسه، ضمه إليه، أمسك كلا منهما بالآخر وجلسا سويا، ويداهما متشابكتان كالعشاق قال جلجامش لانكيدو: ياصديقي لماذا امتلأت عيناك بالدموع وشعرت بالأسى و المعاناة؟ فتح انكيدو فمه وقال لجلجامش: إن الحزن يخنقني ياصديقي، تراخت ذراعاي ووهنت قواي ."
إلى هنا وانتهى الجزء الأول من الملحمة بمشهد عاطفي جميل بين صديقين لتوهما مازالا طازجي الصداقة، ولنستعرض معا الجزء الأول في هذا الرسم البياني:


1. تمهيد يستعرض به انجازات البطل.
2. وصف البطل جسمانيا ومعنويا.
البداية

0 ~ 10 % • حكمته، رحلته وأخبار ماقبل الطوفان.
• سور أوروك حول معبد إيانا.
• طريقة خلقه، عطايا الآلهة.
• مواصفات جسده.
• هيأته وأسلحته وقوته.
1. مشكلة تشد القاريء ويصف بها حال البطل وعالمه قبل بدء القصة الفعلية ومبرر لوجود الخصم .
2. وصف الخصم جسديا ومعنويا
3. إظهار قوته بما يجعله ندا للبطل
الحدث الدفعة

10 ~ 25 % • ثورة أهل أوروك من بطش جلجامش .
• ذكر مساوئ جلجامش.
• خلق الآلهة للخصم انكيدو.
• منح الآلهة لانكيدو.
• وصف طريقة حياة الخصم.
1. صنع رابطا ليلتقي طرفي الصراع لينتزع كلا من عالمه و يشركهما في قصته.
2. بدأ الصراع بين جلجامش وخصمه بالحيلة. الحدث الانعطافي الأول

25 ~ 50 %


• شكوى صياد الغابة لجلجامش.
• اقتراح جلجامش بإرسال غانية مع الصياد لفتنة انكيدو.
• الرحلة الى الغابة والانتظار.
• حضور انكيدو لجدول المياه.
• مواقعة انكيدو للمومس.
• التشبع و الرغبة في العودة الى حياته القديمة.
1. فشل انكيدو في العودة الى حياته القديمة.
2. خضوعه للمومس، المنتور.
3. فترة إعداده وتدريبه للحياة الجديدة.
4. ذيوع صيته بما يهدد جلجامش. الانعطاف المركزي

50 ~ 75 %


• هروب الحيوانات منه.
• خذلان قواه.
• عودته خاضعا الى المومس.
• كلام المومس له عن أوروك وعظمة وبهاء أوروك.
• تدريب انكيدو في القرى المتاخمة لأوروك.
• انتظام حياته كحامي لرعاة القرى.
• أحلام جلجامش ورؤاه.
1. قدوم الرسول.
2. الدعوة لدخول عرين الأسد.
3. قبول الدعوة. الحدث الانعطافي الثاني

75 ~ 90 % • شكوى رجل من أوروك لانكيدو.
• دعوته لانكيدو بالانضمام الى ثوار أوروك.
• ذكر مساويء جلجامش وأسباب سخط شعب أوروك عليه.
• دخول سوق أوروك.
1. التصدي لجلجامش.
2. تحديه ومنازلته أمام رجاله وشعب أوروك.
3. الهزيمة في القتال لكن الفوز بالغاية وهو منع جلجامش من ممارسة بطشه على الناس .
( إعطاء كل شخصية المكافأة التي تستحق حسب قدرتها وتعاطف القاريء معها) الذروة

90 %


• تجميع الناس حول انكيدو.
• التصدي لجلجامش في دخوله على اشتارا.
• القتال تكافؤ القوى.
• خدعة رجال جلجامش.
• فوز جلجامش بالقتال.
• فوز انكيدو بصد جلجامش عن ظلمه وانقاذ اشتارا.

1. صداقة الخصمين.
2. حياة هانئة تؤذن ببدء مغامرات جديدة. النهاية
100 % • اقتناع جلجامش بكلام انكيدو.
• مراجعة الأم أكثر من مرة لمباركة الصداقة وإعلان الأخوة .
• النهاية بمشهد عاطفي يبين ما يعتمل في صدر انكيدو وجلجامش من معواطف ومشاعر جياشة.



#رياض_محمد_رياض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البناء الدرامي بملحمة جلجامش - الجزء الأول -2-
- البناء الدرامي بملحمة جلجامش - الجزء الأول -1-
- قصة إرث قديم ج 01
- القرد ج 05
- القرد ج 04
- يا من أفقدتيني طهارتي وقداستي
- • الصورة تهمس 01
- لقد كفرت بالنعيم و ما من عاقل به كفر
- و مالت أعناقكم الى الأمام كما النعام
- البدايات 02 - علم 01 - ستيفن هوكنج
- البدايات 01 - انثربولوجي 01 - دين الانسان 01
- القرد 04
- حكاية نهد 02 الأخيرة
- ملمع أحذية
- هذه من تكون ..؟!
- • حيثُ الظلام و لا أحد في بيتِ الأحبةْ
- يوتوبيا دوستوفيسكي 01
- كان اسمها مروة و ذات مساء قالت أتحبني كما أحبك
- حماقاتي دليلُ حبك
- ليلة أخرى


المزيد.....




- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة
- منح المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف وسام جوقة الشرف الفرنسي ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض محمد رياض - البناء الدرامي بملحمة جلجامش - نهاية الجزء الأول -3-