أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عصام شعبان حسن - دواء المصري في قبضة التجار














المزيد.....

دواء المصري في قبضة التجار


عصام شعبان حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 05:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



دواء المصري في قبضة التجار
عصام شعبان
7 يونيو 2016

سهم جديد تطلقه السلطة على الفقراء. إذ أصدر رئيس الوزراء المصري قراراً برفع أسعار الأدوية التي تقل تسعيرتها عن 30 جنيهاً بنسبة 20%. جاء القرار بعد ممارسة ضغوط من قبل مجموعات المصالح المكونة من غرفة الصناعات الدوائية.
لقد أعلنت حكومة هشام إسماعيل، أن القرار جاء تطبيقاً لسياساتها الاقتصادية التي تنتهج التحرير الاقتصادي، وبهذا القرار، تحالفت الحكومة والشركات الخاصة لضرب المريض مجدداً وانتهاك حقوقه في الطبابة، وتوفير الدواء. لقد أصدر مجلس الوزراء القرار معلناً وجود أسباب عديدة، منها أن شركات الأدوية المصرية التابعة للدولة تخسر بسبب الأسعار المنخفضة، حيث تبيع الأدوية بأقل من تكلفتها، كما أن الشركات الخاصة لا تستطيع توفير ما تحتاجه السوق في ظل انخفاض الأسعار. وكررت الشركات الخاصة الأسباب ذاتها، مضيفة إليها ارتفاع تكاليف إنتاج الدواء، والتي تتضمن أسعار الخدمات والطاقة، وارتفاع سعر صرف الدولار وكذلك الأجور.
أُعتبر قرار رفع الأسعار الحل السحري لإنقاذ شركات الدواء المتعثرة، وتوفير الأدوية في السوق، وراحت الدوائر الحكومية تدعي إنها أصدرت القرار لصالح الشعب، وقامت شركات الأدوية الخاصة بشكر الحكومة على هذا القرار، بعد تسيب سعر الدواء لأكثر من 25 عاماً.
في الحقيقة، إن تبريرات الدولة والقطاع الخاص لهذا القرار تحمل عدداً من المغالطات، أولها أن أسعار الدواء في مصر لم تشهد استقراراً، فقد ارتفعت الأسعار مرات عديدة خلال السنوات العشر الماضية. كما أن رفع سعر الدواء جاء كمطلب متكرر من المستثمرين في قطاع الصناعات الدوائية حيث تجاوزت معه مخططات خصخصة القطاع الصحي التابع للدولة منذ عام 2007 على يد وزير الصحة حاتم الجبلي. أما فيما يخص ارتفاع أسعار الدواء المرتبط بتكلفة الإنتاج، فهذه حجة باطلة لأن الدولة تقدم تسهيلات عديدة للشركات الاستثمارية ومنها شركات الدواء، وتتضمن التسهيلات والمزايا الاستثمارية الحصول على الإعفاءات الضريبية، والاقتراض من المصارف وجدولتها.

وإذا تحدثنا عن ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز، وكذلك سعر الدولار، فإن نسب الزيادة لا تتناسب مع قيمة الارتفاع في أسعار الدواء التي شهدتها مصر مؤخراً. أما بالنسبة إلى أجور العاملين في القطاع الصحي، فحدث ولا حرج، إذ إن العاملين في مصانع الأدوية يتقاضون رواتب أقل من باقي القطاعات.

تريد شركات الأدوية رفع الأسعار ومقارنتها مع الأسعار العالمية، فيما تكلفة الإنتاج متدنية، فأسعار الأدوية، ولو تم قياسها بقانون فائض القيمة أو مقاييس التكاليف، فإن الناتج سيكون لصالح الشركات، إذ إن حساب الفارق بين المادة الخام (المادة الفعالة ومكون العلاج) وبين السعر مخصوماً من الأجور يكشف مدى التلاعب والكذب الذي تمارسه شركات الأدوية. ووفقاً لما تحصل عليه الشركات من تسهيلات ومزايا، كتوفير شبكة الطرق والمواصلات، ووفرة اليد العاملة، وتدني الأجور، نستطيع معرفة حجم الأرباح التي تريد الشركات زيادتها من الهجمة الشرسة التي تتبناها الأن، وتنفذها الحكومة.
إلى ذلك، تحقق شركات الأدوية أرباحاً طائلة، بسبب الميزات التنافسية، التي تربط حجم سوق الدواء، والكثافة السكانية، ووجود العديد من الأمراض الناتجة عن الفقر، والتلوث، خاصة أن الأمراض التي تصيب المصريين تتعلق بالجهاز الهضمي والتنفسي، وقد شهدت أدوية هذه الأمراض ارتفاعات في أسعارها، ما يعني أن حجم المتضررين من القرار يمثل شريحة كبيرة من الشعب المصري. كما أن القرار شمل أيضاً رفع أسعار الأدوية المزمنة مثل القلب والكلى والضغط، وهي أدوية تستخدم بشكل يومي، ما يعني أن معدلات الربح اليومي ستتضاعف بحكم حجم المبيعات.
حاولت الدولة تخفيف وقع القرار معلنة، أن الادوية التي سترفع أسعارها، هي تلك الأدوية التي تقل أسعارها عن 30 جنيهاً، وبحسب الإحصاءات، فإن الارتفاعات ستطاول نحو 70 دواءً.
والقول إن الدواء سلعة، ونفي مبدأ الحق في الصحة، أمر مرفوض، حيث لا يمكن الاستغناء عن العلاج، أو استبداله، كما أن عجز المواطنين عن توفير العلاج، يؤدي إلى تفاقم الأمراض، والأزمات الصحية، مما يعني زيادة التكلفة الاقتصادية.
لا شك في أن قرار رفع الأسعار لن يكون الأخير، خاصة إذا استمرت الحكومة على ذات المنوال. إن قطاع الدواء في مصر يحتاج إلى توسيع إنتاجه وتطوير إدارته، ووقف نزيف الخسائر. فالمعالجة لا بد أن تكون من خلال وضع دراسات بحثية ترتبط بإنتاج الدواء، وضخ الأموال، إذ لا يمكن تحميل المرضى فاتورة إصلاح تلك الشركات، فهناك مليارات تقوم الدولة بصرفها دون مبرر.



#عصام_شعبان_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابة الصحفيين. مصر تحاصر حصارها
- الأرقام تكشف أوهام سماسرة المال
- التمرّد يواجه الاستبداد
- العمّال العرب: هموم واحدة ومطالب مشتركة
- الاقتصاد مدخل السيادة المصرية
- عطش فى بلد النيل
- كيف تُحوِّل اقتصاداً إلى جمعية إحسان؟
- أنظمة تنتج البطالة وتبررها
- المهمّشات فى فصول الاحتجاج العربي
- من فصول العطش والموت في مصر
- الثورات العربية مستمرة والاقتصاد أساسها
- مدخل اقتصادي للقضايا النسوية
- عن عنف السلطة المسكوت عنه
- نظام السيسي يمنع الانتقاص من سلطاته ونسبة المشاركة بالانتخاب ...
- الشباب وسلطة 30 يونيو
- مصر: عام من قمع الحريات وعودة الدولة البوليسية
- الأجور والثورات
- نهب الفلاحين وتدمير الزراعة في مصر.. أزمة الأسمدة نموذجاً
- من يرفع أسعار الغذاء؟
- أكتوبر موعد مع الثورة... فالسكر مر يا خرطوم


المزيد.....




- سعر الدولار مقابل الدينار العراقي بجميع البنوك وفي بورصة الك ...
- بعد الانخفاض الاخير .. ارتفاع سعر الدولار اليوم من جديد في ا ...
- البسي وشخللي بالدهب على السفرة “سعر الذهب عيار 21 أخر تحديث ...
- شبح -بارس الجنوبي- ومضيق هرمز.. اقتصاد العراق في اختبار جديد ...
- العراق مهدد اقتصادياً جراء استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل ...
- تأخر جداول الموازنة يربك الوضع الاقتصادي.. أسعار الغذاء مهدد ...
- أوبك تتوقع متانة الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من 2025
- مصر: تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية..انخفاض الجنيه والب ...
- 11 مليار دولار خسائر دولة غانا من تهريب الذهب في 5 سنوات
- كالكاليست: إسرائيل تضحي باقتصادها لصالح جبهات الأمن


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عصام شعبان حسن - دواء المصري في قبضة التجار