أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عصام شعبان حسن - الثورات العربية مستمرة والاقتصاد أساسها














المزيد.....

الثورات العربية مستمرة والاقتصاد أساسها


عصام شعبان حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 12:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



عصام شعبان


أمام أزمة الملايين من الشباب المعطلين، نتاج عجز الدولة ونمط الاقتصاد من توفير فرص العمل، سعت السلطات العربية إلى تبرير فشلها بحجة عجز موازناتها. كذا، بذلت الدول وأصحاب رؤوس الأموال والمنظمات التابعة لمؤسسات التمويل الدولي محاولات حثيثة لتوصل رسالة مفادها أن الدولة ليست مسؤولة عن التشغيل أساساً، بل تريد أن تتخلص من العمالة الزائدة في الجهاز الحكومي. ففي مصر مثلاً، تضيق السلطة ذرعاً بـ7 ملايين موظف بالدولة وتعلن أنها لا تحتاج سوى إلى مليون منهم، هكذا أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقفه تعليقاً على رفض مجلس الشعب لقانون الخدمة المدنية والذي يهدف فعليا لتقليص العمالة.

وتواجه الطبقة الحاكمة في الوطن العربي أزمة البطالة المتصاعدة بين الشباب بمحاولة نفيها أحياناً، أو التملص من مسؤوليتها في التشغيل، ومرات تدعي أن فرص العمل متوفرة، لكن الشباب يفضل الجلوس في المقاهي، أو ترجع أزمة التشغيل لعدم تناسب تخصصات خريجي الجامعات مع فرص العمل المتوفرة بالسوق. أما الواقع فهو أن السوق تعاني من الركود، وحركة الإنتاج المعطلة نتاج تركز الاستثمارات في القطاعات المالية والعقارية، ما لا يوفر فرص عمل. كما أن رأس المال ورجال الأعمال يحتاجون إلى طوابير البطالة لأنها تقلل من كلفة اليد العاملة، وتخسف بالأجور الأرض، الأمر الذي يزيد مكاسبهم.
تزيد أزمة البطالة وتتوسع خصوصاً بين الشباب، وتعاني الفئات المفقرة بالمناطق المهشمة وأطراف المدن إلى جانب البطالة نقص الخدمات، لذا تظل تلك المناطق ساخنة ومؤهلة للانفجار.
"التشغيل استحقاق يا عصابة السراق" بهذا الشعار بدأت فصول الحراك التونسي من جديد. درس تونس يدلل بما لا يدع مجالاً للشك على أن الحركة الاجتماعية لن تتوقف، وأنها الجزء الأبرز والمضمون الحقيقي للثورة التي اندلعت.
لكن هناك فصلاً مقصوداً بين احتجاجات فئات الشعب المفقر وبين الصراع السياسي، السلطة تحاول فرض هذا الفصل. والسياسيون من أتباع الفئات الحاكمة يفصلون أيضاً نضال الشعب ويعتبرونه من ضمن المطالب الفئوية التي ليس لها علاقة بمطالب التغيير والحرية. السلطات ومؤيدوها والنخب، يلتقون على خط واحد ويتصورون أن الحراك العربي خمد، متناسين أن أسباب الحراك لا تزال قائمة، وأن الشعوب حين انتفضت لم تخرج ليذهب مبارك ويأتي من يطبق سياساته الاقتصادية مثلاً.

سيظل نموذج تونس في الحراك الاجتماعي ملهماً. نظرة إلى تاريخ الحراك الشبابي المتعلق بالحق في التشغيل تمكننا من رؤية المشهد. ظهرت روابط المعطلين عن العمل ونشطت منذ 2005 وكونت لها مكاتب جهوية بعد الثورة. ومنذ العام 2001 تصاعدت الحركة الشبابية الاحتجاجية بتونس، وكان الاتحاد العام للشغل واتحاد طلاب تونس يلعبان دوراً هاماً في مساندة المطالب.
لم يمنع النظام القمعي أن تواجه تلك التنظيمات فساد الحكام، وساندت رغم ضعفها المحتجين الذين رفعوا مطالب الحرية ومواجهة الفساد والحق في العمل. كشفت التحركات الاجتماعية عن الوعي لقضية التنمية وعلاقتها بتوفير فرص عمل وتعافي الاقتصاد. يربط المحتجون بين طبيعة السلطة الناهبة ومعدلات البطالة ويرون الاقتصاد التونسي مسيطرا عليه من فئات محدودة تنشط بمجالات لا توفر فرص عمل. لم يكن الشباب وحدهم من انتفض، فأهالي المناطق المهشمة كانوا في المقدمة بداية من الحوض المنجمي مروراً باحتجاجات بن قردان التي رفضت البطالة والتهميش والقمع وغيرها من مناطق الأطراف التي تعاني انعدام الخدمات وندرة فرص العمل. أتت احتجاجات الحوض المنجمي الثانية في 2008 لترفع مطالب التشغيل أيضاً فقوبلت بقمع بوليسي غير مسبوق. تضامن طلاب الجهة مع المنتفضين وانتقل التضامن إلى الجامعات والمعاهد الثانوية وأعلن الاتحاد العام للشغل والاتحاد العام لطلاب تونس مساندته. ومع انتفاضة سيدي بوزيد بدأت شرارة الثورة. الآن تتكرر الأحداث بقفصه وتالة وسليانة والقصرين. مطالب تونس سترفع في دول عربية أخرى من جديد، والاقتصاد هو أساسها.

(باحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية)



#عصام_شعبان_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل اقتصادي للقضايا النسوية
- عن عنف السلطة المسكوت عنه
- نظام السيسي يمنع الانتقاص من سلطاته ونسبة المشاركة بالانتخاب ...
- الشباب وسلطة 30 يونيو
- مصر: عام من قمع الحريات وعودة الدولة البوليسية
- الأجور والثورات
- نهب الفلاحين وتدمير الزراعة في مصر.. أزمة الأسمدة نموذجاً
- من يرفع أسعار الغذاء؟
- أكتوبر موعد مع الثورة... فالسكر مر يا خرطوم
- عصام شعبان حسن - كاتب وباحث و عضو السكرتارية المركزية للحزب ...
- عن منجهة المنهج وفلسلفة التبرير (1)
- جيفارا الرمز والانسان والمناضل *
- الشعب يريد تغيير نمط الحياه ...الشعب يريد تغيير نمط الانتاج
- نحلم بحجم الوطن ... نحلم بحجم الثورة لا لبتر الثورة ..نعم لم ...
- المحجوب مناضلا لأخر لحظة ......... معلما على درب النضال
- الفيس بوك وحركة التدوين مدخل فى قراءة واقع مأزوم
- مدخل لعلم الاقتصاد السياسي
- حول الاضراب ….
- صيف حافل بالاحتجاجات العمالية
- مشاكل عمال النقل بالغربية واضراب عمال السويس


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عصام شعبان حسن - الثورات العربية مستمرة والاقتصاد أساسها