أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عصام شعبان حسن - المهمّشات فى فصول الاحتجاج العربي














المزيد.....

المهمّشات فى فصول الاحتجاج العربي


عصام شعبان حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5101 - 2016 / 3 / 12 - 12:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عصام شعبان

لم تلق مساهمات النساء في الحركات الاجتماعية الاهتمام الكافي، رغم ما قدمته النساء العربيات من تضحيات، وخوضهن العديد من المعارك، لم تهمّش النساء، بل تم تهشيمهن. لعل أحد أسباب هذا الغياب، أن من يكتب عن الحراك يتوقف عند رصد أشكال الاحتجاج الذي تنتجه مؤسسات سياسية أو تنظيمات نقابية، في المقابل، فإن النسوة اللواتي قدن فصولاً من الاحتجاج لم تنلن الحظ نفسه من الاهتمام.

تقع غالبية مساهمات النساء في الحراك في خوضهن معارك تتعلق بمطالب اقتصادية واجتماعية، أو حتى حراك ضد الاعتقال والتعذيب، وغالبية البطلات اللواتي قدن الحراك لا ينتمين إلى مؤسسات تمارس دعاية أو تعريفا بدور هؤلاء القياديات. باختصار، لم تلق أدوار النساء الاهتمام ذاته الذي يناسب أدوارهن. لا بل يغلب على نظرة المهتمين بالحركات الاجتماعية، الاقتناع بأن المهمشات غير مؤثرات في الصراع السياسي الذي تخوضه النخب السياسية، وقادة الأحزاب والجمعيات، لا بل يرى البعض أن وجودهن في دائرة الضوء غير مسموح به أساساً.

ارتبط تجاهل دور النساء في النضال الاجتماعي بغياب القوى السياسية التي تعبر عنهن، فلا روابط تجمعهن، ولا كتل سياسة حقيقية تساندهن، لا بل إن العديد من الفاعلين السياسيين يستغربون، ويفاجأون بالطاقة الكامنة في الطبقات الاجتماعية المسحوقة التي تعاني الفقر وتدني مستوى التعليم، فيقفون مندهشين من التحركات الجزئية التي تقودها نساء مناطق الأطراف والأحياء الفقيرة.

على سبيل المثال لا الحصر، تناقش النخب المصرية قضية ارتفاع أسعار السكن، وتحويله إلى سلعة وأداة للاستثمار والربح، عبر إقرار قوانين تحرر العلاقة بين المالك والمستأجر كقانون الإيجار الجديد. وكذلك استيلاء المستثمرين على ملايين الأراضي بتسهيلات حكومية. وكذلك يناقشون خطط الاستيلاء على المواقع العمرانية المتميزة في قلب المدن والتي يسكنها الفقراء.

في المقابل، شهدت محاولات الاستيلاء على الأراضي التي يسكنها الفقراء مئات التظاهرات والاعتصامات. وتصدرت النساء في مناطق قلعة الكبش والدويقة وماسبيرو لهذا المخطط، ورفعت شعارات "لا للإخلاء والترحيل، نعم للتطوير". واستطاعت النساء مواجهة مخططات المستثمرين والدولة التي تحابيهم. ثلاث نسوة من قلعة الكبش تعرضن للمحاكمة بتهم التظاهر في العام 2008، ناهيك عن حالات الاعتداء والحبس التي تعرضت لها نساء الدويقة وماسبيرو.

وفي المصانع، قادت النساء الاحتجاجات العمالية، وبرز دورهن في قطاع الغزل والنسيج، وقبلهن برزت عاملات الغزل والنسيج في مصانع الإسكندرية، مئات الكوادر النسائية تصدرن المشهد، لكن تجاربهن لم تُدرس بشكل كاف، ولم تمنح الكتابات أو الأبحاث لهن الدور المستحق.
في أتون الثورة، خرجت النساء الفقيرات اللواتي اخترن خوض معاركهن ضد النظام وشاركن في الثورة، لكن عدسات الكاميرات وأقلام الكتاب ظلت تنشد معزوفتها في غزل يطاول الطبقة الوسطى.

في تونس، كانت تحركات أمهات العاطلين عن العمل في الحوض المنجمي أولى حلقات الاحتجاج، حين شاب الفساد مسابقة التشغيل. فقد ذهبت أمهات الشباب العاطل عن العمل، والذين تجاوز بعضهم 35 عاماً للاحتجاج أمام أبواب المصانع والمجالس البلدية ترددن: "نريد الشغل لأبنائنا". كما تعالت صرخات الأمهات: "علمنا أولادنا وهم الآن عاطلون، بائسون، بلا عمل وبلا مستقبل، تحملنا العناء في تربيتهم وتعليمهم ولا نطيق الحزن في أعينهم".
شجعت أمهات وأخوات العاطلين عن العمل، أهالي سيدي بوزيد، لينطلق الحراك الثوري، ويتطور سريعاً بمشاركة باقي الجهات خاصة بعد انتحار البوعزيزي، وحتى قبله شهدت تونس حالات انتحار عديدة ارتبطت برفض الشباب لواقعهم. احتجوا ضد المجتمع والسلطة، شعرت النساء بالحزن على المنتحرين، ومن يعيشون الانتحار وهم أحياء.

في الأيام الأولى للثورة المصرية المجيدة، انتشر فيديو لأم تقول لأبنائها "ما تخفش إحنا نازلين عشان مستقبلنا ومعندناش إللي نخاف عليه". لا تخلو كل وقائع الاحتجاج العربي من النساء. النساء الفقيرات تحديداً شكلن بنضالهن شعلة للتضحية.

كما تظاهر أهالي منطقة الدرب الأحمر في القاهرة ضد واقعة قتل أحد أعوان الأمن لسائق شاب، إذ تقاضى السائق بدلاً من أجرته على نقل بضاعة رجل الأمن، رصاصتين في الرأس جعلتاه جثة هامدة. انطلقت نساء الدرب الأحمر إلى جانب الشباب تطالبن بمحاكمة القاتل، تهتفن ضد الحكومة ووزارة الداخلية، وتوجهن رسائل غاضبة ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فلم يكن جزاؤهن سوى القتل والتشريد.
شهدت القاهرة في الأسبوع ذاته أيضاً، مظاهرات الأطباء ضد واقعة الاعتداء التي تعرض لها طبيب في مستشفى المطرية. ووقفت القيادية النقابية منى مينا تتحدى والجمعية العمومية للأطباء اعتداء أجهزة الأمن على الأطباء أثناء تأدية عملهم، قائلة: "إن لم ندافع عن كرامة الطبيب، فكيف نؤدي واجبنا ونعالج المرضى".

منى مينا، وجميع المكافحات ضد السلطوية ووقائع التعذيب والاعتقال، نساء يستحققن كل التقدير والاحترام. نساء يصنعن التاريخ الذي لا يريده البعض أن يولد، ويستنكف البعض الكتابة عنه.
التحية واجبة إلى منى مينا وكل النساء اللواتي نعرفهن، وإلى الذين لم نتمكن من معرفتهن، فهن يدافعن عن كرامة كل المجتمع وحقه في الحرية والتعبير ولقمة العيش.
(باحث في الأنثروبولوجيا في جامعة القاهرة)



#عصام_شعبان_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فصول العطش والموت في مصر
- الثورات العربية مستمرة والاقتصاد أساسها
- مدخل اقتصادي للقضايا النسوية
- عن عنف السلطة المسكوت عنه
- نظام السيسي يمنع الانتقاص من سلطاته ونسبة المشاركة بالانتخاب ...
- الشباب وسلطة 30 يونيو
- مصر: عام من قمع الحريات وعودة الدولة البوليسية
- الأجور والثورات
- نهب الفلاحين وتدمير الزراعة في مصر.. أزمة الأسمدة نموذجاً
- من يرفع أسعار الغذاء؟
- أكتوبر موعد مع الثورة... فالسكر مر يا خرطوم
- عصام شعبان حسن - كاتب وباحث و عضو السكرتارية المركزية للحزب ...
- عن منجهة المنهج وفلسلفة التبرير (1)
- جيفارا الرمز والانسان والمناضل *
- الشعب يريد تغيير نمط الحياه ...الشعب يريد تغيير نمط الانتاج
- نحلم بحجم الوطن ... نحلم بحجم الثورة لا لبتر الثورة ..نعم لم ...
- المحجوب مناضلا لأخر لحظة ......... معلما على درب النضال
- الفيس بوك وحركة التدوين مدخل فى قراءة واقع مأزوم
- مدخل لعلم الاقتصاد السياسي
- حول الاضراب ….


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عصام شعبان حسن - المهمّشات فى فصول الاحتجاج العربي