أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سناء بدري - هل هي صحوه دينيه ام وحشه دينيه















المزيد.....

هل هي صحوه دينيه ام وحشه دينيه


سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 19:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ ما يقارب الثلاث عقود قامت الصحوه الدينيه كما اطلق عليها انذاك ولا زالت حتى يومنا هذا.
لكن سؤالنا هل بالفعل كانت صحوه دينيه جعلت المسلمين اكثر تسامحا ورحمة وقبولا للاخر المختلف ام انها وحشه دينيه ايقظت الكراهيه والحقد للاخر المحتلف.
هناك باث ومستقبل.هناك من يزرع ويحصد.هناك من يبرمج ويغسل العقول.هناك من يزرع الامل وهناك من يحبط.هناك ملقي ومتلقي من يزرع ثقافة الموت ومن يزرع ثقافة الحياه.
كل هذا وغيره الكثير يمكن ان يلقن لاتباع المسلمين وتوجيههم .فايات القتل والجهاد والتي يعترف معظم المسلمين ان لها اسباب لنزولها وانها كانت صالحه لزمن ما لم تعد تصلح لزماننا واسقاطها واستنساخها لحاضرنا هو عوده الى الوراء ,اي الى التخلف والتصحر والبداوه .
هذه الوحشه ادت الى ايقاظ المارد من قمقمه وظهور كل مناهج التشدد والتزمت والتسلف وصولا الى الارهاب. اشتد عود الاسلام السياسي ليطالب بان الاسلام هو الحل.
هم يعلمون ان الاسلام ليس حلا للمشاكل الاقتصاديه ولا السياسيه ولا العلاقات الدوله ولا العلم والتطور وتقدم الطب والزاعه و و ,, الاسلام هو دين وعلاقه بين الخالق والمخلوق ليس اكثرقضيه ايمانيه ومعتقد.
لكن طرح شعار الاسلام هو الحل تزامن معافول وغياب معظم حركات التحرر التقدميه واليساريه بعد سقط المعسكر الاشتراكي وهيمنه الامبرياليه الغربيه الامريكيه على سياسة العالم. هيئى الملاين من اتباع المسلمين الى تقبل فكرة عودة الخلافه واسلمة العالم وان الطريق الوحيد الى ذلك هو الجهاد وبمفهوم واقعي هو القتل والاعتدا والاباده والاغتصاب والسبي وهذا كله ادى الى ظهور الارهاب المتأسلم.
ان انتشار الوهابيه والكثير من مدارس التشدد في الاسلام واعادة اجترار افكار ابن تيميه وامثاله وصولا الى تعاليم ومناهج كل متشددي الاسلام السياسي وخصوصا الاخواني امثال سيد قطب وحسن البنا كل ذلك ربى وثقف اجيال شابه كثيره من اتباع المسلمين لتبني الافكار الارهابيه, بعد ان سوق وروج لها وغسلت ادمختها بان محاربة الكفار والاخر المختلف هي حروب مقدسه وجهاد باسم الاسلام.
الانسان في داخله الخير والشر, وعندما يعبئ لممارسة الشر تحت مسميات دينيه ويتخذ من الموروث الديني مثالا ويبرمج عقله على ان ما يقوم به في صالح الدين والاسلام هنا تكون الطامه الكبرى.
هذه الوحشه بدءت منذ عودة الخميني وانتصار حكم الملالي في ايران على الشاه وهذا قوى المسلمين الشيعه.
في المقابل ظهور القاعده وطالبان في الحرب الافغانيه وتزاوج المال السعودي والخليجي مع العسكري الامريكي لسقوط السوفيت ومن ثم سقوط جدار بيرلين والمعسكر الاشتراكي وافول نجم الشيوعيه قوى المعسكر السني.
من هنا برزت وطفت الى السطح المدارس والمناهج الاسلاميه المتشدده لدى الطرفين الشيعي والسني وبدا التنافس بينهما.
غياب الافكار التقدميه والاشتراكيه والشيوعيه عن الساحه كانت الفرصه الذهبيه لعودة وظهور كل حركات الاسلام السياسي والذي لم يكتفي بصراعته الداخلي بين طوائفه ومذاهبه بل ايقظ كل حنين وتاريخ الماضي واعاد ة عقارب الساعه الى الوراء و استحضاره واسقاطه واستنساخه على واقعنا الحالي.
ان الارهاب المتأسلم الذي يحاول الكثيرين من اتباع المسلمين المعتدلين رفضه او انكاره يستلهم افكاره من نظريات وافكار سياسيه اسلاميه دينيه بحت لا من نظريات فلسفيه يساريه او يمينيه عالميه..
هي من الموروث الاسلامي وايات القرأن والسيره النبويه ,,وكل من يدعي ان هؤلاء لا يمثلون كل المسلمين هذا صحيح لكن ما يمارس من ارهاب وقتل هو باسم الاسلام ومن اسقاطات ماضي الاسلام ومن استنساخ تاريخ الاسلام ومن حروب الاسلام ومن موروث الاسلام وهم جزء من المسلمين.
من المؤكد ان الدفاع عن الدين والمقدسات والوطن هو واجب اخلاقي وادبي وديني لكل انسان وليس للمسلم فقط.
الارهاب وقتل المدنين والعزل في اوطاننا وحتى في الغرب من قبل التنظيمات المتأسلمه هذا ليس دفاعا عن الدين ولا الوطن . دعوات الجهاد وتكفير الاخرين ورفض الاخر المختلف على اساس ديني او مذهبي لا يصب في مصالحة الاسلام.
ان ما يقوم به الارهاب المتأسلم وتنظيم داعش وامثاله يجب ان لا يجد له التبرير حتى من المسلمين المعتدلين.
بالامس قام مسلم امريكي من اصول افغانيه بقتل 50 شخصا في نادي للمثليين وجرح اكثر من 53 اخرين .لا يهمنا ما هي صفة القتلى وانتمائهم الاجتماعي لكن القتل على اساس قناعات دينيه اسلاميه متطرفه لا نجد له التبرير.
اما ان يبرر البعض القتل على اساس ان هناك حروب صليبيه قامت قبل 8 قرون وان الغرب قتل في الحرب العالميه الاولى كذا مليون والحرب العالميه الثانيه كذا مليون والعوده الى ابادة الهنود الحمرمن قبل البيض في امريكا والاستعمار الفرنسي والبريطاني والاحتلال الاسرائيلي والارهاب الصهيوني والامريكي كل ذلك لا يبرر القتل والارهاب هذا من جهه ومن جهه اخرى نحن لا نوافق على كل ارهاب دولي امبريالي او صهيوني قام بحق المسلمين لكن قتل الابرياء لا يعد دفاعا عن النفس ولا الدين.
البعض يقول ان امريكا قتلت مليونين عراقي منهم مليون طفل.
ان احتلال العراق مرفوض وغير مبرر وهو جريمة حرب لكن لماذا عندما يذكر ذلك نرفض ان نذكر ان من تأمر على العراق هم ايران المسلمه وتركيا المسلمه والسعوديه المسلمه ودول الخليج المسلمه و و و , واكثر من نصف العالم الاسلامي كان موافقا ومسهلا لدخول الامريكين وداعما مديا وعسكريا بهذه الحرب القذره واللاخلاقيه.
حروب المسلمين والتي نسمها باسمها الرومانسي فتوحات اسلاميه طوال عقود لم تكون حروب اخلاقيه.واذا قورنت الاعداد الهائله من القتلى بهذه الحروب على مدار ال1400 عام بالاضافه الى باقى الحروب الاسلاميه الاسلاميه لضاهت اعداد القتلى بالملاين.
للتذكير فقط الحرب الايرانيه العراقيه بالامس حصدت اكثر من 8 مليون مواطن معظمهم من المسلمين بالاضافه الى الاقليات الاخرى وما نشاهده في سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان اليوم من قتل على الهويه وعدد الركعات لا يحتاج الى تفصيل.
هذا الافغاني الامريكي قام بعمله الارهابي في ارولندو,هل كان دفاعا عن العراق ام فلسطين ام انه معبئ ومشحون دينيا وفعل فعلته نتيجة التلقين وبرمجة عقله لكراهية الكفار.فهو اصلا مولود في امريكا ولا يعرف اين تقع العراق او فلسطين.
من قاموا في العمليه الارهابيه في باريس وبروكسل هل كانت فعلتهم دفاعا عن الاسلام وعن فلسطين ام كراهية دينيه للاخر المختلف.
اذا ارد البعض محاربة امريكا هل يكون ذلك بقتل المدنين ام بقتل جنود امريكين في ساحات اداء الخدمه مثلا.
منما يؤسف اننا نقراء لمئات الكتاب الليبيرالين والمعتدلين المسلمين يكتب جملة واحده فيها يستنكر قتل المدنين والابرياء والعزل وبالمقابل بعد كلمة لكن يستحضر كل تاريخ الماضي منذ الدعوه للاسلام وحتى يومنا هذا بالاف الجمل لتبيرير قتل الارهابي للمدنين العزل.
حتى الارهاب يجدون له المبررات.
هل تعرفون ما معنى عمل ارهابي ؟
هو قتل العزل والمدنين والابرياء من غير الجنود.
المسلمون يقولون انه ليس صحيحا ان كل مسلم ارهابي وهذا صحيح لذا لا تكيلوا بمكيلين بالمقابل ليس كل غربي امبريالي او كافر او صليبيي.
من قال ان الحرب اليوم بين الاسلام والمسيحيه مثلا.
في بريطانيا تشير اخر احصائيه ان عدد المسيحين فيها يشكلون 48%وان غير المسيحين بلا دين ومسلمين وغيرهم من الاقليات يشكلون 52% وقس على ذالك كل اوروبا وحتى امريكا .
ان الصراع الديني اختفى تقريبا ولم يعد له وجود تقريبا الا عند المسلمين فهم مستعدين للجهاد والقتال حتى يوم الدين.
الصراع اليوم ثقافي حضاري علمي ابداعي تكنولوجي.
ان النظرية التى يحملها الملاين من المسلمين ان دعم الاستبداد والهيمنه في منطقتنا من الغرب ادى الى التشدد الديني والتزمت.هي مجرد شماعه اذ ان المناهج الدراسيه الدينيه والخطاب الديني المتشدد وبرمجة العقول على الكراهيه والحقد من الدعاه والشيوخ ورجال الدين هوالذي ادى الى ظهور الارهاب اليوم.
والا ما هو تفسير عدم وجود الارهاب في سنوات الخمسينات والستينات وقبلها او بعدها من القرن الماضي.
حتى علاقات المسلمين بالاقليات المسيحيه واليهوديه كانت افضل بمرات ومرات.

هل القيام باعمال ارهابيه في الغرب سيؤدي الى زوال الاسلاموفوبيا وكراهية الاسلام.
يجب على الجميع ان يفهم ان كل عمل ارهابي متأسلم في بلادنا او في الغرب لا يقرب الاخر المختلف من المسلمين.
ان صعود اليمين في العالم الغربي يتاثر من ازدياد الارهاب المتاسلم .
نعم هناك عدة اسباب لتصاعد اليمين بالغرب ولا ننكر ان هناك عدة مشاكل ادت الى ذلك لكن ارهاب المتأسلم وظف وكان طوق نجاه لهذا اليمين وهو نسيبا محق.
المرشح الامريكي ترامب يتقبل التهاني بانه كان محق بمحاربة الاسلام ولا ندعي ان هيلاري ستكون افضل لكن الا يجب على الاسلام اليوم ان يقف مع الذات ويعيد الحسابات.
شخصيا لا يهمني ولا يعنيني موقف ترامب لكن خلال كتاباتي اطمح الى وجود المعتدلين من المسلمين الذين يقبلون الاخر المختلف والبعيدين عن العنف والارهاب.
اطمح بالدول العلمانيه في منطقتنا وحلم لن يتحقق في عهدي اتمنى ان تحققه الاجيال القادمه للخروج من نفق الظلمات .





#سناء_بدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل والتفكير بعيدا عن الاقصاء والتكفير
- المسلمون يعيشون الحاضر على اسقاطات الماضي
- هؤلاء لا يمثلون الاسلام
- نعم هناك اختلاف بين المسلمين والاسلام
- المسلمون شيطنوا الغرب منذ الحروب الصليبيه
- الغرب يريد اسلاما معتدلا وليس امريكيا
- ستقود سيارتها ام ستبقى في مطبخها
- بالعلمانيه الناس سواسيه كاسنان المشط
- تجارة الرقيق الابيض والدعاره
- اسرائيل والسعوديه تلتقيان على محاربة ايران
- المجتمعات الاسلاميه..الفضيله مقابل العلمانيه الرذيله
- الاسلام ليس دين ودوله
- الارهاب له دين وهويه
- التلقين وبرمجة العقول تنتج اسلاما ارهابيا متطرفا
- تبريرات الارهاب الاسلامي لضرب ديمقراطية اروبا
- ما بين الايدولوجيه العلمانيه والايدلوجيه الاسلاميه
- محاربة الارهاب تبدء من لجم السعوديه
- هل الدين افيون الشعوب
- الفرق بين استفزاز المسلمين واستفزازهم للاخرين
- هل يفهم المسلمين اصول وجوهر الدين


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سناء بدري - هل هي صحوه دينيه ام وحشه دينيه