|
بين قوجمان و زارا ضاع رأسمالنا
موسى راكان موسى
الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 02:04
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يسترسل الرفيق حسقيل قوجمان في إطروحاته الأخيرة المتعلقة بالرأسمالية تناول بعض الآراء التي تُحسب أنها آراء معاصرة ، يتناولها لأنها تبدو و كأنها تزعزع ما يُحسب كعقيدة من حيث بلورة تصوّر عام للرأسمالية (المُتمرحلة) أو (المُتطوّرة) . و لكلمة الرفيق قوجمان سطوة في مثل هذا الميدان ، إذ يُتخذ قوله مرجع و يُعتبر رأيه فصل ــ و ربما لهذا فقد برز صوت الرفيق الشاب سعيد زارا كي لا يخلو الميدان للرفيق العجوز ، صوت معارض يتبنى شيئا من تلك الآراء المعاصرة [ التي يتناولها الرفيق قوجمان ليفندها ] ؛ فيبدي كلاهما من الملاحظات و الإشارات و الإستشهادات في ما أمسى يبدو ماراثونا للتتابع .
لا فظاظة في ماراثون للتتابع بين الرفيق العجوز و الرفيق الشاب في تناول مواضيع متعلقة بـ(الرأسمالية) ، إلا أن هذا الماراثون يسير في ميدانين منفصلين من قِبَل الرفيقين [ أو الفريقين ] ؛ و ليس الأمر فقط كون الفريقان يسيران في ميدانين منفصلين ، بل أيضا السير نفسه ليس نفسه عندهما :
* فالرفيق قوجمان في طرحه [ المُعنون بالعنوان العجيب (الرأسمالية حركة طبيعية إجتماعية) ! ] يبدأ بمسلمات ، و ينتهي بمسلمات ، و ما بينهما كم من المسلمات ؛ و هو بالطرح لا يفعل شيئا سوى السرد للمسلمات [ و التي يمكن لأي مبتدأ يدرس الماركسية أو شبه الماركسية أن يتلوها كما حفظها من كتيبات الحقبة الفاشسوفيتية ] ، تاركا فسحة ليسرد الرأي المعاصر [ و هو ليس مجرد سرد ، إذ هيئته تدفع بالسؤال التالي : كيف لـ(رأي) أن يصمد أمام (مسلمات) ؟! ] ــ و هذه المسلمات ليست إلا مغالطات ؛ سواء من حيث المواقع التي حلت فيها ، أو من حيث هي ذاتها هي مغالطات [ كما العنوان الذي إعتمده رفيقنا العجوز ] .
* أما في الميدان الآخر حيث الرفيق زارا ، يحاول جاهدا أن يٌنطِقْ ماركس و لينين بما يتبناه من رأي معاصر ؛ كما لو أنه يريد إستنباط هالة قداسة للرأي الذي يتبناه من جثة نالت منها الديدان و أخرى محنطة [ و هي محاولة بائسة تضفي طابعا تبعيا على رفيقنا الشاب و الميدان الذي يسير فيه و طريقة سيره لصالح الرفيق العجوز و ميدانه و طريقة سيره ؛ ربما الأمر يعود إلى موقع قوجمان في نفس زارا ــ لكنه ليس مبررا لهذه التبعية و الضرر الذي يجري بسببها ] ــ أما آن الأوان لكي ينطق سعيد زارا دون أن يكون لينين و ماركس قناعا للنُطق بما يفترض بسعيد زارا نفسه أن ينطق به [ خاصة و أنه هو الحي المعاصر لا ماركس أو لينين ] ؟! .
# ففيما يتعلق بتناول مواضيع مرتبطة بـ(الرأسمالية) ، هناك نقاط هي التي تستوجب التركيز [ كي لا يضيع الرأسمال ] بعيدا عن مسلمات قوجمان [ المغالطات ] ، و عن معارضة زارا [ التبعية ] :
ـــ الإنتاج الرأسمالي هو إنتاج سلعي ، لكن ليس كل إنتاج سلعي هو إنتاج رأسمالي ؛ بالتالي فإن مسألة وجود (إنتاج سلعي) من عدمه ليست مسألة حاسمة في بحث و إقرار النمط الإجتماعي العام . ـــ البروليتاريا هم عمال مُنتجين للسلع ، لكن ليس كل عامل مُنتج للسلع هو بروليتاري ؛ بالتالي فإن مسألة وجود (عمال مُنتجين للسلع) ليست مسألة حاسمة في بحث و إقرار النمط الإجتماعي العام . ـــ الإقتصاد ليس محرك التاريخ ، و ليس المركز الذي تدور حوله المجالات الأخرى ، و ليس القاعدة التي تتحرك وفقا لها المجالات الأخرى ؛ بالتالي فإن التركيز على البناء الإقتصادي دون الأبنية الأخرى في المجتمع ككل لا يحدد و لا يقرر النمط الإجتماعي العام ، لكنه يقوم بدور تضليلي [ و يمكن العودة للمزيد بالنظر في سلسلتنا بالحوار المتمدن المُعنونة بعنوان (شعوذة إقتصادية) ] . ـــ ما بين (قوة العمل المُختزنة) و (قوة العمل المباشرة) يكمن تناقض هو هو أساس أي إستغلال ؛ فالإستغلال الرأسمالي قائم على التناقض بين (قوة العمل المُختزنة) و التي تتمثل بالنقود السلعية ، و (قوة العمل المباشرة) و التي تتجسد في موضوعات مادية [ السلع ] ــ و كِلاهما ضمن صنف [ القوة | الحقيقية ، المادية ] ؛ و يمكن العودة لمزيد من التوضيح إلى النظر في ما تم تناوله في (الجهد المبذول [قوة العمل]) و (النقود) و (السلعة و الخدمة) في سلسلتنا بالحوار المتمدن المُعنونة بعنوان (القوة) .
ـــ الصراع الكائن في الحقبة الفاشسوفيتية حول علمية العلوم بالنسبة لتضمنها الماركسية أو لتصريحها بالمادية الديالكتيكية إنتهى مع إنتهاء الحقبة الفاشسوفيتية ، و أي حديث اليوم عن هذا الصراع أو تبنيه مجرد عبث مراهقين لم يبلغوا سن الرشد بعد و لم يعوا متغيّرات العصر . ـــ الماركسية ليست حِكرا لمن يسمون أنفسهم ماركسيين ــ و الماركسية بذاتها لا تضمن أي صفات أو مبادئ أخلاقية . ـــ الواقع هو هو من حيث هو الواقع ، لا من حيث هو ما أخبر عنه ماركس أو لينين أو غيرهما ــ و الواقع ليس هو مجرد ما يطفو على السطح ، و ليس ما هو موجود في العمق ، لكنه هو السطح و العمق بكل موجوداتِهما .
#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وقفة مع خطاب رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حم
...
-
شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُت
...
-
شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُت
...
-
شيء من مهدي عامل
-
شيء عن التجنيس في البحرين - مقدمة
-
شيء عن عيد العمال
-
تهافت المانفيستو النمري
-
حين تبكي الهوامير .. خالد الرويحي كنموذج
-
شيء عن اللغة العربية سيسيولوجيا
-
شيء عن اللغة العربية سيكولوجيا
-
شيء عن اللغة العربية أبستمولوجيا
-
شيء عن اللغة العربية مقدمة
-
الدجل الطبقي - الصراع الطبقي
-
الدجل الطبقي - مجتمع لا طبقي
-
الدجل الطبقي - الطبقة بين الواقع و التجريد
-
الدجل الطبقي - مقدمة
-
شيء عن الفرق و التناقض و الإعتراض
-
شيء عن التعددية
-
شيء عن التفريط و الإعتدال و التطرّف
-
ورقتي المشاركة في الملتقى الفكري السنوي (( خصائص تطوّر الرأس
...
المزيد.....
-
من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا
...
-
بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل
...
-
نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
-
القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
-
-حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس
...
-
بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية
...
-
مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
-
محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
-
خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
-
رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|