أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح راهي العبود - رضا علي ....... ما كتب عنه , وما لم يكتب















المزيد.....


رضا علي ....... ما كتب عنه , وما لم يكتب


صباح راهي العبود

الحوار المتمدن-العدد: 5189 - 2016 / 6 / 10 - 21:25
المحور: الادب والفن
    


عندما إنضم الى قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة ببغداد لم يدرفي خلده ولا في أحلامه يوماً أنه سيصبح موسيقاراً بارعاً وملحناً رقيقاً يشنف أسماع الناس بصوته الدافئ وعزفه الجميل وألحانه الشجية على الرغم مما يملكه من عشق فطري للموسيقى , لكن إختياره ضمن باقة المنشدين في فرقة الموشحات في دار الإذاعة العراقية والتي تحولت الى فرقة إنشاد (الأولى) هي التي فتحت أمامه الطريق الى فن التلحين والعزف. تلك الفرقة التي أسسها وقادها الفنان روحي الخماش القادم من الأراضي المحتلة في فلسطين عام 1948,وكان يساعده في هذا الشأن الفنان السوري عازف الناي علي درويش القادم من حلب وهو شيخ كبير السن (80عام) ,وكانت فرقة المنشدين هذه تضم فنانين شباب هم إضافة الى رضا علي كل من ( أحمد الخليل , ناظم الغزالي , محمد كريم , يحيى حمدي , جميل سليم , خالدة عبد الرحمن ) . وكان لمرافقة هؤلاء النخبة الفنية الى جانب العازفين في الجوق الموسيقي التابع للإذاعة العراقية الذي أسسه وقاده صالح الكويتي عام 1935, الى جانب قدراته الذاتية وشغفه بالموسيقى ومعايشته لزملائه في قسم الموسيقى في المعهد,دافعاً لرضا علي لتعلم أصول العزف على ألة العود وبوازع ذاتي . ولقد تمكنت فرقة الإنشاد من تسجيل الكثير من الموشحات والأغاني التي كان أغلبها من ألحان صالح الكويتي وأخيه داود قبل إجبارهما على الهجرة الى فلسطين المحتلة مطلع خمسينات القرن الماضي.
قبل الخوض فيما أنجزه رضا علي من ألحان بغدادية عذبة لابد من التحدث قليلاً عن نشأته وبداياته . فهو رضا إبن علي عبد الرحمن النقاش ,من عائلة كردية فيلية دينية متزمتة. نزحت من إيران نتيجة لما كانت تلاقيه من ظلم وقهر وجوع لتسكن في جانب الكرخ ببغداد وتحديداً في منطقة الكريمات بالشواكة. وهنا ولد رضا علي عام 1929 ,أكمل دراسته الإبتدائية ثم المتوسطة في مدارسها ثم تقدم للإنتماء الى معهد الفنون الجميلة فتم قبوله في قسم الإخراج والتمثيل ليتخرج منه عام 1948,وهذا يعني أنه لم يدرس الموسيقى أكاديمياً على الرغم من ولعه بها ومحاولاته لتعلم العزف ذاتياًعلى العود الذي كان يملكه والذي حطمه والده على رأسه لأن والده يعد ممارسة الموسيقى من الموبقات ومؤشرات السقوط الأخلاقي التي لا يجوز الخوض فيها البتة. ومع كل هذا واصل رضا علي العزف والتدرب وتطويرقابليته في هذا الصدد الى أن غدا من أبرز رواد الموسيقى العراقية الحديثة في خمسينات وستينات القرن المنصرم وبتميز واضح.
بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة عيًن معلماً للنشيد في المدرسة الجعفرية الإبتدائية في بغداد ,وهناك أخذ يلحن الأناشيد المدرسية والموشحات . في هذه الأثناء كان شغوفاً بسماع أغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم وغيرهم من عمالقة الفن والغناء ذلك الزمان, ومغرماً بمتابعة الأفلام التي يشاركون في تمثيلها ليوفرمن خلال ذلك فرصة سماع أغاني هؤلاء الفنانين .وحرص على سماع المقامات العراقية ودرسها عن كثب إذ يعدها رافداً أصيلاً ومنبعاً لكل الألوان الغنائية العراقية الأصيلة, وإن الإلتزام بها واحترام أصولها يعطي للأغنية العراقية نكهتها الفواحة الطيبة وتميزها عن غيرها من الأغاني العربية.
بدأ رضا علي مشواره الفني بتلحين أغنية (حبك حيرني) ,ثم أغنية (ذكريات) التي كتبها زكي جابر ,ثم أغنية (مالي عتب وياك) . وكغيره من ملحني تلك الفترة كان يغني الأغنية التي يلحنها قبل أن يعطيها لمطرب غيره إذ كان التنافس شديداً بين ملحني تلك الفترة وهم أحمد الخليل وناظم نعيم وعباس جميل وغانم حداد ووديع خنده وعلاء كامل وغيرهم ,وقد نجح رضا علي في تأدية ألحانه لما يملكه من صوت بغدادي دافئ حنين وذي شجن جعل مطربو تلك الفترة يتزاحمون للحصول على لحن من ألحانه وأولهم المطربة المصرية(من أصول سورية) نرجس شوقي التي كانت تعمل في ملاهي بغداد والتي بدأت مشوارها مع رضا علي بأغنيتها الشهيرة (شدعي عليك ياللي حركت كلبي) وهي من إيقاع الجورجينا العراقي الشجي.
شدعيلك ياللي حركت كلبي , كون إبلوتي يبليك ربي ..... سهران ليلك مهدوم حيلك
تتحسر ولفك ما يجيلك , تتوسف ولفك ما يجيلك
بعيوني أشوفك مثل حالي تتسلى بونينك , مثلي بالسهر تكضي الليالي ولا واحد يعينك
تتحسر ولفك ما يجيلك , تتوسف...................
من تسمع عدوك جايب أخبارتتغير ألوانك , هذا اللي يحط عل حطب نار وتحير بزمانك
تتحسر ولفك...................................الخ.

ثم توالت الألحان وانتشرت الأغاني التي لحنها رضا لنفسه والتي بلغت (70) لحناً, ومئات الألحان التي غناها مطربون عراقيون وعرب من الأردن وسوريا ولبنان ومصر. فمن ضمن الأغاني التي أداها بنفسه :-
تدري شكد أحبك , الردته سويته , جيرانكم يهل الدار, تعالي ياحنينه , حك العرفتونه وعرفناكم , عله الميعاد إجيتك , سلملنه يريح الهاب, يا ورد الورود ياورد , ليله من العمر , يدرون لو ما يدرون , مركب هوانه ,الله من هجرانكم , محلا وادينه إو جماله (أبريت مشترك مع المطربة وفاء) , موشح ياهاجري , يحق لك , جاني عتب وياك , غنو يا أطيار , يا صايد كلبي , نيران إلك بالكلب , آني بهوه الحلوين , يا صايم , هاك الروح خلهه تروح , وعيونك ما بدلك , داده دسمعي داده , عذبني كما شئت (قصيدة نزار قباني) , الله وياك روح إتمهل بحبك ...... الخ
. كما غنى لثورة تموز 1958 ( من الله النصروحنه إنتصرنه ) وهي من كلمات الشاعر الغنائي إبراهيم أحمد. أما أغنية ( سمر
سمر) التي بثت من إذاعة بغداد ثم سجلت على إسطوانات من قبل شركة جقماقجي عام 1953 فقد رفعت رضا علي الى مجده الغنائي الذي لم يحلم به يوماً, وفي وقت مبكر من حياته الفنية , ولتصبح أغنية الجماهيرعلى مدى سنين عدة وبدون منافس, وإنتشرت ونالت شهرة غير مسبوقة لأي أغنية أخرى زمنذاك لتصبح أغنية العائلة العراقية على إمتداد البلاد فأخذ يرددها الصغار والكبار في أعيادهم واحتفالاتهم وسفراتهم ومناسباتهم السعيدة لما تمتلكه هذه الأغنية من بساطة الكلمات ووضوح معانيها وسهولة اللحن وعذوبته الذي ينسجم مع أذن السامع العراقي. ومن دلائل محبة الناس لهذه الأغنية هوأن مراكز تسجيل المواليد سجلت عام 1953 اسم ( سمر وسمره وسميرة ) لكثير من المواليد الجدد من الإناث. ثم إمتدت شهرتها الى الى الدول العربية المجاورة .
سمره وسيعة عين عيني سمر ,حلوه وجمالج زين عيني سمر . سمر سمار يسمر . منج يغار الكمر .
عيني سمر وين تروح , إنت القلب وإنت الروح وإنت الروح.
يسميره ألله وياج دتأملي . كلبج يحب الغير لو بس إلي . لأجلج أنه تبريت من كل هلي. عيني سمر وين تروح .....
تشهد علينه البيض ويه السمر. وأتمنه كون وياج أكضي العمر. للكلب صار هواج نشوة خمر. عيني سمر وين ....
مو كل غزال يكول عندي حسن . ولا كل حبيب ينوح مثلي ويون . يكفي التجافي عاد مو راح أجن . عيني سمر وين .....
من جهة أخرى ونظراً للنجاح الكبير الذي حظيت به أغنيتها (شدعي عليك) إندفعت نرجس شوقي لتغني المزيد من ألحان رضا علي :- هاي خدود يو لاله, يا بوسطجي , أنا بيا حال وانت تلوم بيه , اللوم , يا قاضي الغرام , سلم عليً ويهواني, يا أعز الناس , يا حلو , داده دسمعي داده .... وعندما سُئل رضا علي عن سر نجاح نرجس شوقي في تأدية أغاني باللهجة العراقية الصعبة وهي مصرية أصلاً , كان رده أن نرجس شوقي عاشت في بغداد وملاهيها منذ عام 1947 قبل أن تبدأ بتأدية أغاني باللهجة العراقية ,فكانت تلك الفترة كافية لها لتتعلم تلك اللهجة ولم يكن الأمر صعباً عليها.
أما المطربة اللبنانية نهاوند والتي كانت تغني في ملاهي بغداد آنذاك فقد غنت من ألحان رضا علي أغان عدة منها ( أين ياليل صباباتي وأحلامي وكأسي , إتدلل عليً إتدلل , وين ألكه الحبيًب وين ألكاه , وين سكة الحبيب , يبا يابه شلون عيون عندك يابه .ولأغنية ( شلون عيون ) قصة ملخصها أن نهاوند وقعت بحب شاب طويل وسيم أنيق بغرة بيضاء, واسع العينين بشكل مثير إسمه (س ....) كان يحرص على الحضورالى الملهى الذي تعمل فيه نهاوند في كل ليلة خميس على جمعة قاطعاً مسافة 150 كم ليصل بغداد. وتتويجاً لهذا العشق طلبت نهاوند من شاعر الأغاني الشهير (سيف الدين ولائي) أن يكتب لها أغنية تتغزل بالحبيب وعينيه القاتلتين, ثم قدمته لرضا علي ليضع له لحنا , فكانت أغنية يبا يابه الرائعة والتي فاجئت بها حبيبها الذي يراقبها من صومعته في الملهى لتلهب به قلبه العاشق وتحرقه وتزيده ضراماً :-
يبا يابه شلون عيون عندك يابه , قلبي بغرامك مفتون والله يابه , يبا يابه شلون عيون عندك يابه.
خدك كمر لو مصباح يضوي ضي , وليلة تهاني إو أفراح لهل حي , النور بجبينك لاح شوي شوي . واهل البلد ما يدرون ,يبايابه شلون عيون عندك يابا.
سبحان رب السواك من بلور , جامع بخدك لونين نار ونور, لا بالإنس مثلك صار لا بالحور . محصن بحرف النور , يبه يابه شلون
يابو قوام الفتان يامحلاك , تمشي وكلوب العشاك تمشي وياك , كل إحنه نوكف صفين نتلكاك , كل الحبايب يدرون ,يبا يابه شلو..
أما المطربة السورية راوية فقد غنت هي الأخرى عدة أغاني من تلحين رضا علي طيلة فترة عملها في بغداد ,من هذه الأغاني :- كلب كلب , جايبلي خبر , بلوني بلوني , مريت على باب الدار , صل عالنبي , بعت روحي , تدري بالكلب تدري , أدير العين ما عندي حبايب , ميكفي دمع العين يابويه.
من أشهر المطربات العراقيات اللواتي غنين من ألحان رضا علي هن زهور حسين (إشبيك يكلبي , تفرحون أفرحلكم , نجي لحدج , يابنت البلد غنتها في فلم ورده عام 1957) . أحلام وهبي غنت له ( إيه لو لا , أريد أشوف الحب , إنت زعلت .... ) . وحيدة خليل ( وين ألكه الولف ) . سهام محمد (ألله من عين الناس ) . صاحب شراد (عجيبه يحلو والله عجيبه) . عفيفة إسكندر (كلب كلب, جاييني بخبر , مريت على بيت الدار, صل عالنبي , أغار من الهوى , بعت روحي , تدري بالكلب تدري , قيل لي قد تبدلا ,يا غريب إذكر هلك). مائدة نزهت ( حمد يحمود , حرام , مر يا أسمر, بيا عين جيتو تشوفوني , إنتظار , وجه حبيبي , يناري , يكولولي توب ..... ) .كما غنى من ألحانه داود العاني , عبد الجبار الدراجي , فرج وهاب , لميعة توفيق , ياس خضر , وفاء بغدادي , قحطان العطار , أمل خضير , سعدي توفيق , فؤاد سالم ..... وآخرون كثرمن العراقيين والعرب رددوا وكرروا أغانيه وألحانه.
عندما إلتقى رضا علي المطربة فائزه أحمد ببغداد وهي مطربة لبنانية الأصل لأب سوري قدم لها اللحن الكبير( ميكفي دمع العين يا بويه) الذي تسبب في شهرتها وهي لما تزل حديثة عهد بالغناء ولم تكن معروفة من قبل , إذ رفضتها لجنة الإختبار التي تقدمت لها في دمشق لكن قبلتها لجنة الإختبار في حلب. وبعد النجاح الذي حققتها تلك الأغنية قدم لها رضا علي أغان أخرليرفعها الى مجد لم تكن تحلم به على الإطلاق. من هذه الأغاني :- خي لا تسد الباب , الله وياك وح تمهل بحبك , الحب يلعب بكيفه , جيرانكم يهل الدار , شبيك يكلبي . وبهذه الألحان يكون رضا علي قد أطلق فائزه أحمد الى الجمهور كمطربة عظيمة قبل أن يلحن لها محمد عبد الوهاب أغنية ( ست الحبايب ) الشهيرة . وعلى الرغم مما فعله رضا علي وما بذله معها من جهود لنيل تلك الشهرة, فإنها ( رحمها الله ) لم تذكرإسمه يوماً في أي محفل ومناسبة طيلة حياتها وسيرتها الفنية مع الأسف وهذا ما آلم رضا علي كثيراً .
لقد حظيت هذه الأغاني والألحان الشجية بالإنتشارفي أرجاء الدول العربية وعلى نطاق واسع حتى أضحى إسم رضا علي معروفاً في تلكم البلدان. ولكونه معلماً فإنه كان يستثمر العطلة الصيفية التي تمتد لأكثرمن ثلاثة شهورليسافر الى الدول العربية لنشر الأغنية العراقية من خلال الندوات والمقابلات والحفلات واللقاءات الفنية التي ينجزها في تلكم البلدان ,و ما يطرحه من ألحان تمس شغاف القلب مستعملاً كلمات سهلة قريبة الى قلب كل عربي ,وبذلك يًعد رضا علي أول من وضع الأغنية في متداول الألسن في البلاد العربية وقربها من الحنجرة العربية إذ إستعمل اللهجة البغدادية القريبة من إذن السامع العربي وإبتعد عن (الحسجة الجنوبية) أي اللهجة المحلية الصعبة والعميقة المعاني التي يتعامل بها سكان الجنوب وخاصة الشعراء الشعبيون منهم وهي لغة غريبة عن كل العرب خارج العراق. وهذا ما يفسرتقبل المستمع العربي لأغانيه التي يختارها بشكل عجيب وذكي . ولا بد من الإشارة الى أن الأغنية العراقية تتميز عن باقي الأغاني العربية بأنها ذات طابع خاص ولحن عاطفي شجي ممزوج بلوعة حزن وألم .
في أول زيارة له خارج العراق كانت للأردن عام 1961 إذ إلتقى هناك بأحد الأصدقاء الذي كان يعمل في الإذاعة الأردنية , فقدمه لبعض المسؤولين في الإذاعة الأردنية , ولأن إسم رضا علي معروف لديهم لما وصل إليهم من أغاني مما سهل له إمكانية الإتفاق على تسجيل أربع من أغا نيه الشائعة في حينه ( على الميعاد , حنطاوي , ذوبني كلبي وذاب , أنا وحبيبي ), ثم سافرالى بيروت وزار المكتب الفني هناك حيث سجل للإذاعة اللبنانية عشر أغاني بصوته , ولحن لفهد بلان أغنية جميلة ( ياسامري )على طريقة الحدو البدوي .
ياسامري دك إكهوه .... سَيروا علينه احبابنا
خلنا على عهد الهوى .... مهما يطول إفراكنا
بعد الصفا لمنا الهوى .... والحب نما بكلوبنا
ولقد إختفت هذه الأغنية ولم يستمر بثها في الإذاعات ,ولم يعرف سبب إختفائها على الرغم من جمال اللحن والكلمات والإيقاع .
تعرف رضا علي في بيروت على المطربة صاحبة الإبتسامة الرائعة والجمال الهجين والصوت البدوي الساحر سميرة توفيق ,وتمخض هذا اللقاء عن عدة ألحان قدمها رضا لها ثم واصل ذلك بعد حين في زيارات متكررة كان يقضي أيامه في ضيافتها وهذا دليل كرمها ومحبتها له وتقديرها لجهوده معها. ولعل أهم الأغاني التي سجلتها من ألحانه هي :- اللوم مرمر حالي , شما يردون , سرب الكطه , الله وياك , أشقر وشعره ذهب , مكدرأكلك مع السلامه روح , وحدك ملكت الروح يبن العشيره وغيرها .
ندرج أبرز المطربات والمطربون العرب والتين غنوا ألحاناً وضعها الموسيقار رضا علي : - فائزه أحمد, نهاوند, راوية, سميرة توفيق, نرجس شوقي, فهد بلان, نازك ( لقاء , عذبني كما شئت, عيني وغلى من عيني ) , سعاد هاشم, الثلاثي المرح (أسعد يوم ..) , حفصه حلمي, سلامه, مها الجابري, مصطفى كريديه, قمر حجازي, محبوبه جبور, زينه التونسيه, إنصاف منير , فؤاد حجازي ) وآخرون ..
في زيارته لمصرغنا له عبد الحليم حافظ ( ذوبني كلبي ) , ثم لحن له قصيدة نزار قباني ( إني خيرتك فاختاري ) لكن عبد الحليم لم يسجلها بحجة المرض وحجج أخرى وفي الحقيقة أن أحدهم أشار عليه بعدم تسجيلها . ولدى زيارة عبد الحليم لبغداد عام 1964 إتفق مع رضا علي على إنجاز مشروع فني لكنه أحبط وإنتهى أمره. أما سفراته الى أمريكا وفرنسا ,والحفلات التي أقيمت له في تلك البقاع فقد حظيت بحضور كثيف للعراقيين المغتربين الذين كانوا يبكون عندما يسمعون تلك الأغاني التي تذكرهم بأهلهم وموطنهم وهم بعيدون غرباء في وقت شحت فيه وسائل الإتصال وصعب السفر وإقتصرالتواصل على الرسائل البريدية حسب.
لعل من أبرز كتاب أغاني رضا علي هوالشاعر الغنائي ( سيف الدين ولائي) الذي كان موظفاً في بلدية الكاظمية, إذ كتب له الكثير من الأغاني ليضع لها الحاناً جميلة إضافة الى شعراء أغاني آخرين منهم محد حسن الكرخي , إبراهيم أحمد, حسن نعمة العبيدي, عدنان السماوي, جودت التميمي , كريم راضي العماري, حسن الخزاعي.
إن النجاح الذي حصل عليه رضا علي كمطرب وملحن وما لا قاه من نجاح وشهرة واسعة إمتدت على طول وعرض العراق وتوسعت الى كل الدول العربية ,لم ينسه كونه خريج معهد الإخراج والتمثيل ,فلقد جرب حظه كممثل عام 1948 فشارك في مسرحية (ممثل وطرب) مع الفنان جعفر السعدي ,بعد ذلك بسنين عدة إشترك في فيلم ( ياليل ياعين ) الذي غنا فيه معظم أغانيه. والفيلم العراقي ( إرحموني ) عام 1958 مع الفنان القدير بدري حسون فريد والفنانة هيفاء حسين حيث أدى رضا علي أوبريت (وادي الرافدين) بالإشتراك مع الفنانة وفاء في إستعراض جميل وكان إنموذجاً رائعاً للأغنية الخمسينية إذ إحتوى الأوبريت على تنوع في الإيقاع والمقامات وتميز بتوزيع موسيقي رائع . وكان الأبريت يتحدث عن جمال العراق بسهوله وجباله وأنهاره ونخيله وكل معالم الجمال العراقي ,أخرج الأوبريت على طريقة أغنية أسمهان في ليالي الأنس في فينا, والإستعراض كان من أداء فرقة الباليه الألمانية (هاتاس) .وفي الفيلم ذاته قدم رضا علي دعاء ( ياعباد الله) وغنت هيفاء حسين (ياوليدي) بما يشبه النواعي.
يوليدي يالله نام وخلي السهر لأمك
عيني التي متنام ترعاك وتسلمك
نم ييمه نام ... يوليدي يبعد أمي وأبويه
في نهاية مشواره في التمثيل شارك في فيلم ( لبنان في الليل ) مع المطرب محمد سلمان والمطربة المحبوبة الشحرورة صباح والممثل رشدي أباظه قدم رضا علي خلاله أغنية ( إسألوه لا تسألوني ) التي لحنها أصلاً للمطربة مائدة نزهت وهي بمثابة رسالة عتاب لزوجها وديع خنده وإسمه الفني سمير بغدادي الذي كان ( زعلان ) معها,ولقد كتب كلماتها الشاعر الغنائي سيف الدين ولائي وغناها رضا علي ضمن الفيلم قبل أن تغنيها مائدة نزهت .
إسألوه لا تسألوني إسألوه .... مزعلت منه عليُ زعلوه
هو محبوي وعليُ زعلوه .... ولوه ولوه عواذلنه ولوه
عافني والسبب ما أدري شكول .... كلمه وحده سمعهه من العذول
وآني ما أزعل شما هجره يطول .... ولوه ولوه عواذلنه ولوه
خلي كلبه (قلبه) بالعواذل يبتلي .... إوتالي يتذكر وليفه الأولي
إو أدري بمحبوبي مرجوعه إلي .... ولوه ولوه عواذلنه ولوه
ذنبه مو ذنبي بعد يكفي العتاب .... خلص كلبي من الملامه والعتاب
ماكو واحد للصلح يفتحلي باب ....ولوه ولوه عواذلنه ولوه.
إستطاع رضا علي بألحانه الجميلة ومعه الملحنون الشباب جميل سليم , روحي الخماش, سالم حسين, منير بشير , أحمد الخليل,وديع خنده, ناظم نعيم,علاء كامل, حسين قدوري ,عباس جميل وآخرون من خلال ماقدموه من غناء وألحان بروح بغدادية جميلة إعطاء جرعة تنشيط للموروث الشعبي الفولكلوري لتحييه وتجعله في متناول الجميع يتغنون به بعد أن أضاف له إضافات نوعية كبيرة أحدثت فيه إنتقالة رائعة عملت على سد الفراغ والهوة التي حدثت في أعقاب ترحيل صالح الكويتي وصحبه العازفين مطلع خمسينات القرن الماضي,
ونظراً لما قدمه رضا علي من جهود كبيرة في تطوير الأغنية العراقية ونشرها في عموم الوطن العربي والعالم فقد منحته وزارة الثقافة والإعلام عام 1959 لقب ( سفير الأغنية العراقية ) بإحتفال أقيم لهذا الغرض على مسرح الرشيد في بغداد.
لرضا علي من الأولاد سامر وأحمد من زوجته الأولى المسيحية وهما الآن مهاجرين في دول الشتات , أما زوجته الثانية وهي كردية فقد أنجبت له ( نور ) التي تعيش الآن في السويد.
لقد عانى رضا علي الكثير من الجور والقلق جراء ما مر بالعراق من ظلم وإضطهاد من لدن السلطة الدكتاتورية التي حكمت العراق خلال أكثر من ثلاثين عام والتي إنتهت بالإحتلال الأمريكي للعراق شأنه شأن ملايين العراقيين الذين دفعوا ثمن مواطنتهم بشكل أو بآخر ,ومعاناة رضا علي سببها كونه كردي فيلي , لذا قررت الحكومة طرده وعائلته الى خارج الحدود العراقية ضمن حملة ظالمة طالت ألوف العراقيين من ذوي الأصول الإيرانية, لكن ذلك لم ينفذ بحقه إذ تكللت المساعي ( واسطة قوية جداً ) بالنجاح في إبقاءه وعائلته ,والواسطة هذه هو خال إبنته نور اذي كلف صديقه ( سعدون شاكر وهو واحد من أقطاب الحكم والمسؤول عن التسفير و الترحيل القسري) بإلغاء قرار التسفيربحق عائلة رضا علي, ونجحت الجهود بإيقاف التسفير وإبقاء العائلة في العراق لتعيش القلق والخوف والذعر في كل لحظة عاشتها على مدى سنين أطول من طويلة كانت كفيلة بتحويل حياة هذه العائلة الى جحيم لا يطاق , فصاروا لا يستطيعون النوم ليلاً يرتجفون لكل صوت يسمعونه بالجوار بعد أن يحل المساء ,وتصاعد هذا الرعب خاصة بعد أن منعت أغانيه من البث عبر وسائل الإعلام العراقية , فتوقف عن الغناء لكنه بقي محتفظاً بقدرته التلحينية. وأسفر عن هذا التوقف فرصة عدم تقديم أية أغنية تمتدح القائد أو تبارك معاركه وحروبه المتتابعة المتعددة الأغراض والأهداف وهذا ما شرف رضا علي. ثم إنزوى ولبس ثوب التصوف وإنشغل بتقديم الموشحات والأناشيد الدينية إعتباراً من عام 1992 .وظل يغير سكنه ما بين الكرخ والكاظمية ومنطقة الدولعي والعامرية وشارع حيفا في محاولة للإبتعاد عن أعين رجال الأمن. وخلال هذه الفترة كان منشغلاً على الدوام في البحث عن وسيلة لمغادرة العراق الى أن أتيحت له فرصة للهرب خلسة عام 2001 ليصل أوربا ويتنفس الصعداء ويتخلص من أجواء الدمارالنفسي والموت البطيء. وفي بلاد الغربة والضياع ضاقت به السبل وإسودت في عينيه الدنيا فإضطر للعمل كعامل بسيط في معمل للصناعات الجلدية بإجور لا تكفي لسد الرمق, فعاش ظروفاً قاسية قبل أن يعود للعراق في أعقاب الإحتلال الأجنبي عام 2003 . بعد وصوله للوطن الغالي أصيب بجلطة دماغية شلته عن الحركة حتى وفاته في الرابع من أيلول عام 2005 تاركاً إرثاً ثراً من الأغاني والألحان التي مازال العراقيون يسمعونها بنشوة وإنتعاش تذكرهم بفترة الغناء الشجي والألحان الخالدة التي لا تُنسى.
لا يجب أن تستخدم الموسيقى للعب واللهو , بل هي تطهير للنفوس ,وراحة للقلوب .ومن هذا المنطلق علينا أن نعطي عملاً فنياً جيداً.............................................................................................................رضا علي .



#صباح_راهي_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الألحان والأنغام التراثية العراقية الشجية
- نشأة الكون .... والمادية الديالكتيكية
- غلبت أصالح في روحي.
- السيد الحبوبي وبعض من شعره المُغنى .
- الفنان التشكيلي محمد حسين جودي ......... مطربة الحي التي لات ...
- ما خنت هواك ولا خطرت ..... سلوى بالقلب تبرده
- أعزاء القوم .... والإذلال الجائر
- الدود الأبيض والدود الأسود
- مائدة نزهت ... وأغانيها السياسية
- الكم والنوع وإنتفاضة العراقيين.
- التلفون ..... وذكريات خمسينية.
- وزارة مقترحة بعد إنتفاضة المضطهدين.
- بمناسبة الذكرى الستين لإنتفاضة أهل الكوفة عام 1956.
- إنتفاضة أهل الكوفة عام 1956 ..........بمناسبة ذكراها الستين.
- إبن عمها أكبر منها سناً وحجماً.
- عصابات بأنماط متنوعة.
- تقديرعمر الآثار
- تراث غنائي عراقي.............حضيري أبو عزيز
- محسن جبرالكوفي ...مطرب عاشق مات مسلولاً
- ذكريات مدرس في مدرسة مسائية


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح راهي العبود - رضا علي ....... ما كتب عنه , وما لم يكتب