أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صباح راهي العبود - عصابات بأنماط متنوعة.














المزيد.....

عصابات بأنماط متنوعة.


صباح راهي العبود

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 14:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عصابات بأنماط مختلفة
كنا ونحن شباباً نندفع لقراءة كل ما يقع بين أيدينا من كتب متوفرة زمانذاك وبضمنها كتب الفلسفة المبسطة , ومنذ ذلك الحين ترسخت في أذهاننا مفاهيم من بينها أن كل مافي الكون هوفي حالة حركة مستمرة وتغيٌر دائم وتجدد ,فلا سكون ولا جمود (وهذا ما ورد في المفاهيم الديالكتيكية) ,ومما زاد في قناعاتنا تلك هو تخصصنا بموضوع الفيزياء في الجامعة ,وإتضح لنا فيما بعد بأن هذه الديمومة في الحركة والتغير لا تخص المادة حسب وإنما تنسحب على جميع الظواهر الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وغيرها.فتقليعات المودة وفصال الملابس ,وحلاقة الشعر , وعادات إعداد الطعام وأنواعه, ووسائل الترفيه, والمواصلات والإتصالات , وأساليب الحكم ,وأنماط العلاقات الإجتماعية, وتقييم المجتمع للمرأة, والعلاقات بين الدول , و......كلها تتغير وتتحرك ,وحتى طرق تشكيل العِصابات المحلية أو المناطقية أو الدولية فهي الأخرى تخضع لهذا المفهوم وهذا هو محور وهدف مقالتنا هذه.
مصطلح العِصابة يعني لغوياً رباط الرأس ( العصبة ) إشارة الى الرباط القوي بين جمع من الناس سواء أكان هذا الجمع خيراً أم شراً ,وتطور هذا المصطلح فأصبح المشاع عنه هذه الأيام تجمع من البشر تربطهم ببعضهم علاقات وأهداف ليست نظيفة إذ يقومون بممارسة أنشطة سلبية شريرة ,وعادة ما يكون لهذا التجمع قائد وأتباع مستسلمون خاضعون ومسيرون من لدن هذا القائد (زعيم العصابة أو التنظيم) ,وهم يسعون الى تحقيق مصالح ذاتية هي في الغالب تصب في خراب المجتمع وسرقة أمواله وأحياناً تصففية من لايعجبهم وجوده , وهم يعدون أنفسهم قادة لبقية الناس على الرغم من أنهم لا يقدمنون لهم أي إنجاز أومنفعة, لا بل يعاملونهم بإحتقار, وأذا صدر منهم أي إنجاز فهو يصب في مصلحتهم الذاتية أو لتغطية جرم من جرائمهم المتواصلة.
ولوصادف وجود عصابتين أو أكثر في مكان واحد فسيتم السعي لعقد إتفاق بين هؤلاء فهو خير من الخلاف والتقاتل إذ سيتفقون على صيغة معينة لتوزيع الغنائم .
قد يكون هذا الإتفاق بين دولتين أو أكثر من الدول ا لإمبريالية للإستحواذ على ممتلكات وخيرات الشعوب المستضعفة وتقاسمها على شكل غنائم ( كما حصل في معاهدة سايكس بيكومثلاً) وبذلك سيكون تصرف هذه الحكومات المتسلطة على رقاب شعوب أخرى وكأنه نوع متطورمن إرهاب العصابات إذ يوصف بهذه الصفة ما تقوم به الدولة المسَعمرِة من دور شرير يتجلى بإحتلال دولة من الدول وربما منطقة برمتها ليسرق خيرات شعبها تحت حجج وتبريرات لهذا الإعتداء الآثم ,وهذا هو نفسه ما تقوم به العصابات. والدول الإمبريالية تتصارع فيما بينها ليستحوذ الأقوى على أعظم ما يستطيع من فوائد ,وتحاشياً لما قد يحصل من صراع وتقاتل فيما بينها فإنها ستلجأ الى الإتفاق لتوزيع الغنائم وإدامة النهب لأطول فترة ممكنة تقوم تلك الدول أو الجماعات بوضع ترتيبات وتنظيم محاصصة ليستمر السلام فيما بينها .
تتشكل العصابات وتنمو وتزدهر عادة في الدول التي تضعف فيها سيطرة القانون وتغيب أو تتراخى فيه الرقابة فيأتمن السيئون العقاب فتسود شريعة الغاب لتتشكل عصابات ثانوية في كل مؤسسة في الدولة ( وزارة,مديرية عامة ,منشأة,.....) فيقوم كبيرها بتقريب مجموعة من الإنتهازيين والمتملقين من العاملين أو الذين يتم تعيينهم في تلك المؤسسة من قبل الكبير وبعناوين معينة يكون عملها إعداد الترتيبات وتسهيل عملية إستحواذ زعيم العصابة الكبيرة على المال ومزاولة الفساد بكل أشكاله وأنماطه المختلفة المعلن أو المبطن. وهؤلاء هم مستفيدون بدرجة أقل من تغاضي المسؤولين عن كل ما يصدر منهم من إساءات وجرائم مما ينتح عنه فساد أكبر وظلم أعظم وأشرضاربين بعرض الحائط كل القواعد والقوانين الوضعية والإجتماعية والعرفية وحتى القيم الدينية السماوية ونصوصها التي يتكئ عليها أغلب هؤلاء غير مبالين بما يظهره الآخرون من فضح وإستنكار لأعمالهم الدنيئة من خلال وسائل الإعلام المختلفة من صحف وقنوات فضائية ومواقع تواصل إجتماعي بالإضافة الى فعاليات جماهيرية مثل التظاهر أو مايدور بين الناس من أحاديث في النوادي والمجالس ,وهذه الفعاليات غالباً ما ستكون ضعيفة التأثير على عصابات إستحوذت على عقول بسطاء الناس وحولت الكثير منهم الى أدوات طيعة إذ تطرح هذه العصابات نفسها على هيئة أحزاب ذات مبادئ وشعارات براقة لا يُنجز منها شيء البتة.
إذا ظهرفي دولة ما عدة عصابات متقاربة الأهداف والتطلعات فيسعي قادة هؤلاء الى تنظيم إتفاق وفقاً للمشتركات العديدة ليتم تشكيل (كتلة) تقوم بتنظيم عمليات النهب المنظم بدون صخب ولا زعل, ولا بد من أن تتفق هذه الكتلة مع الكتلة المخالفة لها فتكون المحاصصة الكريهة حلاً يوفر بقاء وديمومة التسلط ومزيد من الفساد ,ولابد من السكوت على مساوئ الأخرعلى وفق مبدأ ( إسترلي وأسترلك ) والستر من ألله.
غالباً ما يكون زعيم العصابة شخصاً ذا ذكاء , يستخدم عقله ليستفيد من بعض الوسائل والتقنيات الحديثة الى جانب ممارسة الحيلة والكذب والإخفاء لجعل هذه الأفعال الدنيئة غيرظاهرة للعيان ,وهم في كل تصرفاتهم لا يستحون حتى وإن أكتشف أمرهم وجرمهم لأنهم يمتلكون متطلبات السيطرة والبقاء من قوات مسلحة , وحكام غير عادلين , وأنظمة ودساتير سُنت على حسب مزاجهم لخدمة أهدافهم . والى جانب ذلك هناك عصابات لديها وزارات ,وتعقد إتفاقيات ومعاهدات مع منظمات وقوى سياسية ودول مجاورة وغيرمجاورة مما يشجع هذه العصابات على ممارسة إرهاب أعنف والتصدي لأي محاولة خلاص من لدن شعوبها المظلومة.
لابد لنا في الختام من أن نشير الى أن ديمومة حكم مثل هذه العصابات في أي بلد تتطلب العمل على تهميش وإنهاء دور قوى الخيروالديمقراطية فيه ,وهذا مايتم الآن إنجازه بحقارة في بلدنا الحبيب العراق...........



#صباح_راهي_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقديرعمر الآثار
- تراث غنائي عراقي.............حضيري أبو عزيز
- محسن جبرالكوفي ...مطرب عاشق مات مسلولاً
- ذكريات مدرس في مدرسة مسائية
- نوري .....وبصمة الجسد
- سلاماً نساء العالم.. ...عشية اليوم العالمي للمرأة
- القفز من فوق السياج
- قيطان الحذاء المفقود
- العلماء أفكار وأجساد.....وأفكارهم لا تفنى بقتلهم
- النذالة و الأنذال
- منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي......وحقوق الإنسان
- عندما تجاهلت اللبوة نصيحة الأسد
- الدقة.....وأسواق الدقة.
- القيثارة البابلية تعزف لحن الوداع لرحيل محمد جواد أموري..... ...
- (اللايك) في مواقع التواصل الإجتماعي........ذوق وأخلاق ,أم تم ...
- كريم راهي الشاعر والقاص ..........والجائزة الأولى.
- الجن يحقق حلم العاقرات
- العصافير تحضر ليلة الزفاف
- المادية الديالكتيكية عرض مبسط
- زغير آل عنون والعبقرية الخارقة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صباح راهي العبود - عصابات بأنماط متنوعة.