أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح راهي العبود - النذالة و الأنذال















المزيد.....

النذالة و الأنذال


صباح راهي العبود

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 18:43
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما تقف الى جانب شخص ما وتمد له يد العون في محنته وتساعده في حل مشكلة وقع فيها ,أو أن تسدي له معروفاً ثم يقابلك بإساءة لا مبرر لها إطلاقاً (وهو يتعمد ذلك) ولا يتراجع ولا يعتذر عن إساءته تلك فهذا هو النذل. وصفته التي يحملها هي النذالة. وهذا النوع من البشر كما تصفه مراجع اللغة هو ( المزدرى في أخلاقه وعقله , المحتقر في جميع أحواله ). والنذالة تعني السفالة وضياع الأخلاق والمباديء والتراجع عن الأقوال والأفعال والعهود والوعود بتعمد وبلا خجل ولا إستحياء . ويتصف حامل هذه الصفة بالتخاذل والتردد , فلا صفة حسنة في سلوكه .وهو لا يشكر أحداً على أي فعل حسن يؤدى له , كما أنه لا يعرف معنى الوفاء ولا يسلك سلوكاً بهذا المعنى,وبذلك يصنف ضن الخسيسين لما يمتلكه من ممارسات دنيئة مع سبق الإصرار. ولعل إنكار الفضل واحد من أبرز صفاته إذ أنه لا يتحدث عن أية حسنة قدمها له الآخرون وإن إضطر الى ذلك فإنه يحاول التقليل من أهمية ما قُدِم له ثم يُظهر ما يُسيء لذلك , فلا تتًوقع منه طيباً أو سلوكاً يسعد أحد من البشر, بل على العكس من ذلك فهو يتلذذ بالإساءة للآخرين من خلال التشهير المراد به إضعاف القيمة الإجتماعية أو التسقيط الإجتماعي ,و تبلغ إساءته حد الأذى الجسدي المدمر من دون أن يرجو منفعة شخصية أومردوداً مادياً جراء تصرفه , وبسلوكه هذا فإنه ينسجم مع مرضى السادية في التلذذ بإيذاء الآخرين. ويتميز الأنذال عادة بميزة التعالي والتكبر والعجرفة واللا مبالاة أزاء المحيطين, لكنه يُظهر اللطف والإبتسام عندما تكون له حاجة عند أحدهم,و يدير له ظهره لحظة إنتفاء حاجته تلك . وهو يبتسم لك أيضاً مادمت تقدم له الخدمات وما يلبث أن يتحول الى حيوان مفترس حالما تتلكأ في الإستمرار بتقديم الخدمات بسبب إنشغال أو مرض يلهيك عن ذلك الأداء ,فلا يتوانى عن القيام بأية ممارسة مؤذية وهو لا يحتاج الى أية مخططات لممارساته تجاه من ينوي إيذاءهم فلديه الخطط الجاهزة التي ينفذها دون الحاجة الى تخطيط مسبق ,لكنه يقوم أحياناَ بوضع خطة معينة للعدوان ليطمئن الى ما تلفظه من نتائج ملذة له. كما أن النذل لا يحمل أيا من المباديء الإنسانية , وهو يتصف بالوصولية والإستغلال , وبسبب سلوكياته التي أدرجناها فهولا يستطيع الإحتفاظ بصديق لوقت طويل ,كما أنه لا يهتم بمديح وإطراء الآخرين له في حين أنه يشعر باللذة والزهو عند تحقيره لهم وإشعارهم بالذل ,وكثيراً ما يعزي تصرفاته وممارساته اللااخلاقية تلك الى الظروف ليعطيها مبرراً إن إضطر هو لذلك .
لعل موضوعنا هذا يثير لدى القراء ذكريات مؤلمة حدث له مع أحد من الأنذال إذ لم يسلم أحد منهم رغم الحذر الشديد خشية الوقوع في حبائلهم, ويحاول الجميع تفادي تكوين أية علاقة بهم أو الإرتباط معهم بصداقة او أي شكل من أشكال الإحتكاك. فخير وسيلة للتخلص منهم هوالإبتعاد عنهم وتجنبهم.
وفي هذا السياق يتداول الناس في أحاديثهم قصصاً وأمثلة تضرب . فعلى سبيل المثال نذكٌر القراء بالمثل المتداول حول موضوع النذالة وهو( جزاء سننمار ) ,وملخص القصة التي جاء منها هذا المثل أن أحد ملوك الحيرة ( التي تقع بظهر الكوفة) ألقى بالمهندس المعماري ( سننمار ) من أعلى ( قصر الخورق ) الذي بناه له حال الإنتهاء من إنجازه بعد سنين من العمل المضني والجهود المبذولة لإظهاره باروع ما يكون عليه من روعة وإنبهار فأرداه قتيلاً خشية أن يبني قصراً آخر لغيره بهذا الجمال والفن المعماري. وتتجلى أيضاً النذالة بوضوح عند أحد الطلاب عندما وضع مخدراً في القهوة التي قدمها لمعلمته عندما كانت تعطيه درساً خصوصياً في بيته ,وبعد أن فعل المخدر فعلته المرجوة قام بإكمال خطته الدنيئة التي توجها بنشر صور فاضحة ومسيئة للمعلمة كان قد إلتقطها لها وهي مخدرة وهو بذلك قد سعى لتدميرها وتحطيم سمعة عائلتها دون سابق عداء ولا حتى بدواعي الثأر من موقف مضاد كانت قد أبدته تلك المعلمة المسكينة تجاه النذل.
لقد كان الداعي الذي جعلني أكتب عن هذا الموضوع هو الحادث الذي روٌع الأستراليين قبل فترة قصيرة من الآن وتكرر مثله في فرنسا بعد أيام قليلة من حادثة سدني مع زيادة في عدد الضحايا .فقد قام أحد الأنذال وإسمه (هارون مؤنس) وهو من أصل إيراني بإحتجاز مجموعة من المواطنين الأستراليين المسالمين داخل مقهى شعبي يقع في شارع (مارتين بليس) في قلب سدني وإستمر الإحتجاز 16 ساعة إنتهى بقتل النذل وإثنين من المواطنين الأبرياء دون سبب أو مبرر لذلك .ولقد وصفته بالنذالة لأنه قابل المعروف الذي أسدته له أستراليا بالإساءة ,فقد قبلته لاجئاً سياسياً عام 1999 بعد أن قدٌم نفسه بإسم مزور ,فقدمت له الحكومة الأسترالية كل ما يلزم لينعم بالعيش الكريم من مسكن ومأكل وملبس وأمان وعلاج طبي بعد أن كان مشرداً في ماليزيا وغيرها من الدول,وقد رفضت أستراليا طلباً من الحكومة الإيرانية بتسليمه الى سلطاتها إذ أنه مطلوب للقضاء هناك بجريمة الإحتيال( لعدم وجود معاهدة بين البلدين لتبادل المجرمين). وربما كان يراد من تلك الفعاليات زرع الكراهية بين أفراد المجتمع الأسترالي وتحطيم وحدته لولا تماسكه وما تسوده من روح تسامح ومحبة .
ولتسلية القاريء النبيه أسرد قصة من الماثولوجي وكالآتي ..........
يروى ( والعهدة على الراوي !!) أن أحدهم عرض حماره للبيع في سوق بيع الحمير وبثمن بخس أثار إستغراب وتساؤلات الذين حضروا في السوق ,وبدافع الفضول سأل أحد الحضور صاحب الحمار عن سبب رخص ثمنه فأجاب :- ((صحيح أن حماري يتمتع بصحة ممتازة ويمتلك قابلية أسطورية على الصبر والتحمل ,وله جسد قوي وعضلات مفتولة تؤهله لحمل حاجات وأمتعة ثقيلة دون كلل أو ملل أو تقديم إحتجاج أو شكوى ,إضافة الى ما يمتلكه من صفات جمالية من أذنين طويلتين منتصبتين بتعال واضح وتباه يدل على الثقة بالنفس ,وذنب جميل بنهاية رائعة تثير كل أناث الحمير عن قرب أو بُعد ,لكن عيبه الوحيد هو أنه نذل)). وهنا إنبرى أحد المساومين وقدٌم على الفورلصاحب الحمار المبلغ المطلوب ثم سحب الحمار ومضى متمتماً :- (وما الغرابة في الأمر إنه حمار ممتاز ورخيص الثمن وهذا كل المرتجى) . وفي اليوم التالي قام هذا المشتري بإعادة الحمار الى صاحبه الأصلي وطالبه بعصبية بإعادة الحمار وإرجاع نقوده دون نقص ,وعندما سأله البائع عن سبب تراجعه عن شراء الحمار أجاب المشتري بعصبية :- (( ألا ترى ما حل بذراعي اليسرى وبأسناني وأضلاعي من كسور؟؟ لقد رفسني حمارك اللعين رفسة قاتلة في حين أنك أخفيت عني ذكر هذه الصفة التي يمتلكها ولم تذكر لي أن أحد عيوبه المميزة هي الرفس القاتل ))..فسأله البائع ( ومتى رفسك الحمار ياترى؟) . أجاب المشترى :- (( في أثناء ما كنت أعتني به وأطعمه بيدي اليمنى بألذ الطعام الذي يحبه ويعشقه معشر الحمير في العالم وكنت أمسح برفق وحنان على ظهره بيدي اليسرى في أثناء ذلك)) . وهنا رد عليه البائع منتصراً ( أنا لم أغشك إذن, ولم أخف عليك عيباً , فلقد أخبرتك بأنه نذل ) ..................



#صباح_راهي_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي......وحقوق الإنسان
- عندما تجاهلت اللبوة نصيحة الأسد
- الدقة.....وأسواق الدقة.
- القيثارة البابلية تعزف لحن الوداع لرحيل محمد جواد أموري..... ...
- (اللايك) في مواقع التواصل الإجتماعي........ذوق وأخلاق ,أم تم ...
- كريم راهي الشاعر والقاص ..........والجائزة الأولى.
- الجن يحقق حلم العاقرات
- العصافير تحضر ليلة الزفاف
- المادية الديالكتيكية عرض مبسط
- زغير آل عنون والعبقرية الخارقة
- مات ميكافيلي وبقيٌ الأميرخالداً
- الإعتذار المتأخر
- الثقافة الغائبة..............عن كل نائب ونائبة.
- دجل.............بلا خجل.
- إكتشاف ساعات تعمل منذ ملايين السنين.....لا تُخطىء ولا تتعطل.
- إكتشاف ساعات تعمل منذ ملايين السنين دون توقف....لاتُخطىء ولا ...
- ذاكرة أستاذ غانم ........ومدينة ( ز ).
- الأثر يدل على المسير..........والبعرة تدل على البعير
- بكائية.........في عيدهن.
- في نيسان القادم......سوف لا أنتخب لصاً ولا مزوراً ولا دجالاً ...


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح راهي العبود - النذالة و الأنذال