أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - المكلية الفرنسية الجديدة















المزيد.....

المكلية الفرنسية الجديدة


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5185 - 2016 / 6 / 6 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الملكية الفرنسية الجديدة
**************
نظرا لأهمية المقال من جهة القراءة الداخلية للنظام الفرنسي ، من جانب ، ومن جهة لجانب محجوب من القراءات السياسية بالمغرب ، نظرا لارتباط وتماهي النظام المغربي مع طرق اشتغال النظام الفرنسي ارتأيت ترجمة مقال الكاتب الأمريكي سيمون كوبير بعنوان " الملكية الفرنسية الجديدة" ، المنشور قبل ايام بالدريدة الأمريكية ، فايننشال تايمز "
----------------------------------------------------------------------------------
اذا كان من الممكن أن يعود الملك لويس السادس عشر الى عرشه الذي فقده خلال الثورة الفرنسية، وعاد إلى باريس في ربيع هذا العام، فانه من الممكن ان يصبح ملكا بسرعة متناهية .
وبجولة حول جهات المدينة يمكن له ان يـتأكد أن بنيات السلطات الأساسية بفرنسا لم تتغير . فقد فشلت نخب البلاد بطريقتها الخاصة . وكما "يلاحظ مراقبون ومختصون بالجمهورية الفرنسية في كثير من الأحيان " ، فان باريس لاتزال تشتغل كبلاد ملكية ، وفقط بقليل من الشعر المستعار .
وفي التفاتة الى مبدأ الحداثة ، فقد أصبح ممكنا للفلاحين في قراهم البعيدة ان ينتخبوا الملك ، ملك يحمل صفات رئيس ، ففي شهر ماي المقبل على فرنسا ان تنتخب ملكها ، او ربما ملكة . لكن وكيف ما كان شأن من سيتم انتخابه ، فان القصر سيستمر في تدمير البلاد .
لن تجد بلاطا اكثر أبهة وروعة من بلاط باريس . يمكن أن تقارن بين ساحة "الشان ايليزي بباريس ، حيث القصر الرئاسي ، وبين مكتب الرئاسة الانجليزي "بالداونين ستريت10ّ". فالعديد من المسؤولين الحكوميين الفرنسيين العاديين يقضون معظم حياتهم العملية ،في واقع الأمر بالقصور .
النخبة الباريسية الحديثة تمتلك نفس حجم القصر . الخندق الخارجي للقصر هو المساحة الدائرية للطريق الملكي . في داخله ، الحياة أكثر حميمية : معظم رجال الحاشية يتجمعون في الأحياء الراقية ، ويحافظون على علاقاتهم الدراسية (تم تعيين صديق قديم للرئيس فرانسوا هولاند على رأس شركة الطيران KLM) . كما تتميز الحياة الاجتماعية والأعمال المشتركة بنوع من الخليط الداخلي ، وأفراد الحاشية يثبتون ولاءهم بنوع من الاغتياب والمكر . ويستحسن أن تمر جميع القضايا بنوع من السرية ، بحيث لا تنتقل حتى الى جرائد القصر بما في ذلك لوموند .
انهم يسخرون من وراء ظهر الملك ، لكنهم يتملقونه في وجهه . رأيت ذات يوم الرئيس فرانسوا هولاند يقوم ببعض مهامه في قصره الرائع . ورغم انه رئيس لاشعبي الا انه محاط بالمتملقين الذين يقلبون له الصورة .
يمتلك الرئيس الفرنسي كل مظاهر السلطة ، لكنه لايمارسها فعليا . انه محصور بين القصر والشارع . يقول احد أصدقائه القدامى وهو رئيس الوزراء السابق دوفيليبان في كتابه الصادر سنة 2010 " L esprit du court "روح القصر " : "كلما حاول الرئيس أن يغير شيئا قام الشارع بالتصدي له " . قبل ان يصطدم في النهاية بقانون العمل خلال هذا الشهر ، حيث سكبوه كالماء ، ولم يعد يساوي شيئا .
لسان حال رأي الشارع يقول : الوضع الراهن فظيع ، وكأنه لن يتغير . Immobilisme ؛ الجمود ، كما يسميه الفرنسيون ، لم يكن صدفة ، بل هو شكل نظام كامل . فالرؤساء الثلاث السابقون لم يغيروا شيئا ، وحتى القادم لن يغير شيئا .
في الخارج ، لم يعد للقوة الفرنسية من تأثير ، بل ان هذه القوة قد تبخرت ، حتى وان كان وزير الخارجية يسكن في قصر منيف من القرن التاسع عشر . في القمم الدولية يبدو الرئيس الفرنسي كمبتدئ مساعد لأنجيلا ميركل . كما ان خطته الجهنمية في حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي لن يثق بها أحد .
دون سلطة فعلية ، فان مظاهر السلطة تصبح هي القضية . وفي واشنطن السلطة تمنحك المال ، فمتوسط ثروة نائب أمريكي يعادل أكثر من مليون دولار " وهذا قبل أن يغادر المكتب ويصبح احد أعضاء اللوبي الأمريكي " . ولكن في باريس فان السلطة تمنحك خاتم التأشير . ان الاتهامات الحالية المتعلقة بالتحرش الجنسي ، تشرح الأمر جيدا ، حيث ان أحد الأسياد المتملقين يمكن أن يتحرش بمراهقة لأنه فقط سيد .
نادرا ما يتم طرد أحد المتملقين من القصر . سيكون مستهجنا أن يُجبَر أحد الأصدقاء على الاستقالة ، يشير أحد الموظفين السامين ، الى ليلة الهجوم الارهابي في نوفمبر الماضي ، في قاعة باتيكلان ، حيث قتل 89 شخصا ، بعدما قام احد رجال الشرطة العاديين بقتل أحد الارهابيين ، لكن تم سحبه بسرعة . قبل ان تصل وحدة امنية متخصصة في وقت متأخر ، ولم تنه العملية الا بعد ساعتين .
في القصر الفرنسي ، الفشل غالبا ما يكون مقدمة لفشل آخر . كل من هولاند وسلفه نيكولا ساركوزي يأمل أن يقف في انتخابات العام المقبل. في عصر مناهضة النخبة ، فان تسمية مرشح رئاسي أخفق فعلا في مهامه الرئاسية يشبه الى حد كبير ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تتقدم زوجة رئيس سابق للانتخابات الرئاسية وهي تمتلك العديد من الملايير . انه اذن نفس خطأ فرنسا الاشتراكيين او الجمهوريين .
هولاند وساركوزي تم اختراعهما من قبل الزعيمة اليمينية مارين لوبين ، وهي تضع نصب عينيها قصر الاليزيه . فهل هي تنتقد القصر الذي ، ربما نسيت انها نفسها ترعرعت في قصر أرستقراطي خارج باريس ، وهي ابنة سياسي أرشي مليونير . انها تشبه في جاذبيتها دونالد ترامب أو بوريس جونسون .
اذا كان من أحد لينقذ القصر الفرنسي ، فهي لوبان . فرهانها أن تصل الى جولة اعادة الانتخابات الرئاسية القادمة ، حينها سيحتار أغلب الفرنسيين لمن سيصوتون من منافسيها المهترئين من اولئك المتملقين .
لحسن الحظ ، ان فرنسا تتقدم ، أشياء عديدة تحدث هناك بشكل جيد ، لكنها مدفوعة من الأسفل . ويبقى أنموذج القرن التاسع عشر يقطر قطرة قطرة وان بعنت شديد . المدرسة الفرنسية الجديدة التي تحمل رمز42 ، تزداد اتساعا في واد السيليكون ، مواهب عظيمة تطفو على سطح الأرض الفرنسية (ثم ، للأسف ، يهاجرون ) . وتبقى الحياة اليومية هنا من اجمل من يمكن أن يعيشه الانسان على وجه الأرض . تخيل ماذا يمكن أن تصنع فرنسا دون ملكية .
أعجبنيإظهار مزيد من التفاعلاتتعليق



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اقتربت نهاية آل سعود ؟
- قراءة متأنية لنبرة خطاب الملك القوية في قمة الخليج
- حان الوقت للافلات من تبعية القادة العظام
- قمة التفاهة أن يحتفل الشعراء بيوم عالمي للشعر
- أوباما يعيد كتابة التاريخ بطريقته
- عرب يوقعون بقلم اسرائيل
- حب قديم
- تأجيل والغاء القمة العربية هل هو حكمة مغربية او انقاذ فشل حت ...
- الشاعر لايموت...الى مصطفى بلوافي
- متاهات اتحاد كتاب المغرب المغلقة
- النظام السعودي يزداد اختناقا
- محاولة منهجية لتأسيس الذات المثقفة
- ايران نمر الخليج القادم
- اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى
- قصيدة الاعدام
- رسالة الى صديق غائب
- حكايات طنجة
- العصر الذهبي للارهاب
- تهمتي أني شاعر
- ليلة عيد الميلاد.....قصة


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - المكلية الفرنسية الجديدة