|
هل اقتربت نهاية آل سعود ؟
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 5168 - 2016 / 5 / 20 - 08:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل اقتربت نهاية آل سعود ؟ ********************** ان قوة ارتباط السعودية بالادارة الأمريكية ، وبخاصة البنتاغون والمخابرات ، وحده االكفيلة بمحو اسم كان يسمى المملكة العربية السعودية . فبقدر درجة فسخ هذه القوة تكون درجة انهيار النظام السعودي . فلو تم الفسخ ضربة واحدة ، فان النظام السعودي سينهار في غضون أيام ، اما اذا كان رفع اليد بمستويات متدرجة ، فان هذا الانهيار أيضا سيتخذ نفس المنحى . لماذا قرر النظام الأمريكي الاندفاع وراء اقرار قانون متابعة السعودية بالارهاب ؟ ، في انتظار مصادقة الرئيس أوباما عليه ؟ . وقد كان كاتب أمركي قد أقر أن الممكلة العربية السعودية محمية امريكية ، ولو تخلت عنها فانها سرعان ما ستنهار . فهل آن اوان انهيار المملكة العربية السعودية ؟ . ان المتتبع للأحداث يكاد يجزم ان الأمر في طريقه للتحقق والاطاحة بالنظام السعودي في شكله الحالي على الأقل ، اذا لم يقم آل سعود بتنازلات كبرى للجشع الأمريكي الذي لا يعرف حدودا . فهذه الدولة التي قامت على الريع ودفع الرشاوي ، سواء للدول العظمى لمساندتها وحمايتها ، ان في المنتظمات الدولية ، او في بعض مواقفها ، او للدول الفقيرة لموالاتها والانجرار وراءها ، تعيش على ما يبدو مرحلة الشيخوخة السياسية والوجودية . قبل شهور فقط بدأ الهجوم على السعودية من قبل مجموعة من الجرائد الدولية الكبرى ، كواشنطن بوسط ونيويورك تايمز ، والاندبندنت والتايمز البريطانيتين . ثم جاءت عقيدة أوباما لتقطر الشمع اكثر على الأنظمة الخليجية وفي قلبها طبعا المملكة السعودية . في غضون ذلك كان الكونغريس يمرر مشروع قانون متابعة السعودية بالارهاب ، ليظهر أولا مدى التنسيق بين مختلف دوائر القرار الأمريكي حول ابتزاز النظام السعودي اكثر ، ليرد النظام السعودي بطريقته المعهودة والوحيدة المتمثلة في سحب ودائعه المالية وسنداته من خزينة الولايات المتحدة الأمريكية التي قدرتها بمبلغ ضخم هو 750 مليار دولار ، بينما الخبراء الماليون يقولون ان هذا المبلغ يخص فقط مجمل ما تعادله سندات الخزينة الأمركية التي تعود للسعودية ، بينما هناك مبالغ اخرى في استثمارا عقارية وصناعية وسياحية ، اذ أن المبلغ يتجاوز تريليون دولار . لكن الغريب في الأمر ان الادارة الأمريكية قبل أيام قليلة افرجت عن مبلغ هزيل قدرته ب116 مليار دولار مستحقة للودائع وسندات الخزينة باسم السعودية . ورغم ان الأمر كما يرى المختصون غير اعتيادي ، حيث يعتبر ذلك من أسرار الدولة التي لاتكشف عنها عادة الادارة الأمريكية ؛ فان المهتمون يتساءلون أين بقية المبلغ ، بمعنى أين هي 634 مليار دولار التي قدرها النظام السعودي بالاضافة الى 116 مليار دولار التي اعترفت بها الادارة الأمركية ؟ . ولماذا لم تحتج الأسرة المالكة على الرقم المقدم من قبل الادارة الأمريكية ، كما صنعت ايران مثلا التي صعدت الأمر الى حدود تقديم شكاية الى محكمة العدل الدولية بلاهاي من أجل فقط ملياري دلار ؟ . هاتين الكفتين تميل احداهما لصالح ايران ، بينما الأخرى تنخفض في غير صالح السعودية . فليس بريئا ان تكشف الخزانة الأمريكية لائحة استثمارات الدول الأجنبية لديها ، كما ليس بريئا ان تتذيل السعودية هذه اللائحة ، بمبلغ هزيل مقارنة مع مبالغ الصين واليابان مثلا . والقرار حسب راعي هذا القانون "تشاك شومر " ، مضمون تطبيقه رغم انف الرئيس أوباما ، اذ يكفي ان يصوت عليه ثلثي أعضاء الكونغريس الأمريكي ليكون قابلا للتنفيذ . واذا علمنا ان القانون مر بأغلبية مطلقة ، بما يعني ان كلا الفريقين ، الديمقراطي والجمهوري قد وافقا عليه ، فان عملية تعطيله أصبحت متجاوزة’ . وقد استطاع محترفو الاستراتيجية الأمريكيين ان يضربوا ضربتهم في الوقت المناسب . فالسعودية غارقة في حربين مباشرتين ، في اليمن وفي سوريا ، وهي لم تحشد في حلفها دولا لا قيمة لها عسكريا ،الا من خلال رشاوي ، كما انها دخلت لأول مرة منتدى الدول المستدينة ، وبلغ عجز ميزانيتها ما يقرب سبع في المائة لأول مرة . مما يوضح بجلاء ان التوقيت كان مدروسا بعناية لاطلاق رصاصة الرحمة على نظام قايض من اجل وجوده وحمايته بالنفط واموال النفط واموال الأسلحة . وعوض ان ترتمي السعودية في حضن الدول العربية والاسلامية والدول الحرة ، تم حشرها في حضن دولة عدوة لجميع الشعوب العربية والاسلامية هي اسرائيل ، مما أفقدها دعم ومساندة الشعوب العربية . وتماديها في شن عدوانها غير المبرر ضد حزب الله وايران قلص من فرص العودة الى حضن دافئ كان بالامكان أن يقيها شر ما تتعرض اليه اليوم . لكنها اختارت بطريقة عمياء الدخول في نزاعات هامشية وغير استراتيجة ، من أجل رهانات خاسرة . وكأنها لم تستفد مما تعرض له نظام صدام حسين حين تم الزج به في صراع طويل مع ايران ، وتوريطه في غزو الكويت ، وتنصل الولايات المتحدة الأمريكية من أنظمة عربية كانت تركع للادارة الأمريكية وعلى رأسها نظام مبارك . فهل هذا يعني ان نهاية آل سعود قد اقتربت ؟
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة متأنية لنبرة خطاب الملك القوية في قمة الخليج
-
حان الوقت للافلات من تبعية القادة العظام
-
قمة التفاهة أن يحتفل الشعراء بيوم عالمي للشعر
-
أوباما يعيد كتابة التاريخ بطريقته
-
عرب يوقعون بقلم اسرائيل
-
حب قديم
-
تأجيل والغاء القمة العربية هل هو حكمة مغربية او انقاذ فشل حت
...
-
الشاعر لايموت...الى مصطفى بلوافي
-
متاهات اتحاد كتاب المغرب المغلقة
-
النظام السعودي يزداد اختناقا
-
محاولة منهجية لتأسيس الذات المثقفة
-
ايران نمر الخليج القادم
-
اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى
-
قصيدة الاعدام
-
رسالة الى صديق غائب
-
حكايات طنجة
-
العصر الذهبي للارهاب
-
تهمتي أني شاعر
-
ليلة عيد الميلاد.....قصة
-
الارهاب ونظرية سلب العقول أو شلها بالصدمة
المزيد.....
-
ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول
...
-
عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
-
واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين
...
-
رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
-
الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
-
تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ
...
-
كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا
...
-
بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا
...
-
جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
-
العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|