أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - رائحة الإنجيل














المزيد.....

رائحة الإنجيل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 21:24
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كلما أشعر بالحزن أتسارع أنا ودقات قلبي وعيوني إلى الإنجيل...نتسابق أيهما يفتح الإنجيل أولا...أيهما يحضنه أولا...تكون عيوني تدمع فتريد عيوني التوقف عن البكاء من خلال قراءة هذا الكتاب الذي وحده يستحق أن نعطيه لقب الكتاب...يريد قلبي أن يتوقف عن النزيف فيركض ليضم الإنجيل إلى صدري...أنا أشتم بالإنجيل لغة الاطمئنان وأشعر بالأمان...وعندما تحتار نفسي أيضا أضم الإنجيل إلى صدري وأنظر إليه كلوحة فنية...للإنجيل فضل عليّ أنا شخصيا لأنه وحده من جعلني مدنيا...متحضرا.....كنت أعيش في العصر الجاهلي مع الزناة الذين يزنون في الليل ويصلون صلاة الفجر...كنتُ أعيش مع الخطاة الذين لم يعترفوا بخطيئتهم....أنا الآن ألقي همي على الإنجيل وعلى الله وحده وكنت من قبل أُلقي همي على الناس...كنت مغفلا أطلب الرحمة من الجناة وأطلب الأمان من اللصوص...كنت أحاول أن أطلب السماح والتسامح من المجرمين الزناة بالسر الذين يرجمون الزانيات...

اشتم رائحة العطر في الإنجيل وأشتم رائحة الدماء في الكتب الأخرى...أشتم رائحة الحرية في الإنجيل وأشتم رائحة القهر والاستبداد في الكتب الأخرى...كنت أقرأ مؤلفات الشيطان ومراجعه الوثنية كنت أقرأ دستور الشيطان وأنتظر مراحمه...ولكن منذ أن عرفت الإنجيل لملمتُ أوراقي وأطعمتها للنار الجائعة...كنت أطلب الرزق من وكلاء الشيطان على الأرض كنت أطلبه من أناس لا يقدروا أن يطعموا حشرة صغيرة وجاء اليوم الذي كنت أشتم به رائحة الإنجيل فضربت على رأسي وقلت: كيف كنت أفعل هذا!!! واتهمت نفسي بالإلحاد وبالكفر واعترفت أمام الله بخطيتي وبذنوبي كلها..كنت أطلب الرضا من أناس غضب عليهم الرب...وأخيرا وليس آخرا أتيت إلى الإنجيل معترفا بخطيتي...أتيتُ إلى الإنجيل مسرعا جدا كصخرة هبطت من علِ...أتيتُ إلى الإنجيل معترفا بفسادي وبزيفي ونزعتُ القناع الذي كنت ألبسه على وجهي بكيتُ وانهارت كل قواي على الأرض ومثلُ طفلٍ جائع يبكي أمام أبيه وأمه جوعا بكيتُ أمام أبي السماوي فمد إليه يده قبل أن يمد الطبيب إلى معدتي يده...أعطاني كل شيء: الأمن والأمان والفرح كل وقت وكل حين ومنذ أن بدأتُ أحتضن الإنجيل بين جوانحي بدأتُ أشعر بالفرح حتى في الوقت الذي من اللازم أن أحزن فيه.
الآن رائحة الإنجيل تعطر ثيابي...الآن رائحة الإنجيل تعطر مكتبتي...تعطر الشوارع التي أمر بها وتعطر قلبي...الآن رائحة الإنجيل أشتمها في كل مكانٍ أذهبُ إليه حتى وأنا عائد من الأماكن المليئة بالروائح الكريهة أشتم رائحة عطر الياسمين وهي منبعثه من سماء الإنجيل..
وأشاهد جراح المسيح وهو يتحمل عني آلامي وأوجاعي....الآن بعد أن أشتم هذه الرائحة أشعرُ بأنني مطمئن على حياتي...أنا الآن أعيش في أمن وأمان دائم طالما بقيت رائحة الإنجيل تعطر أخلاقي وسلوكياتي وتصرفاتي, وتعلمت أنه لا جدوى من سياسة العين بالعين والسن بالسن..إن التسامح هو الأفضل...رائحة الإنجيل تبقى وتدوم على مر العصور...وكل العطور التي وضعتها على جسدي من صنع باريس وإيطاليا تزول من أول حالة استحمام بالماء إلا رائحة الإنجيل تبقى معي ما بقيت الذكريات...لن أنسى الذي لم ينسانا ولن أنسى الذي أطعمني من صنع يديه وتفنن في زخرفتي من الداخل ومن الخارج.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احنا شعوب هامله لا تستحق الاحترام
- سبايا أوطاس
- لعنة الله
- الإسلام والواقع
- اليوم عيد ميلادي أنا الشهيد الحي
- الذين باعوني بمقابل وبدون مقابل
- أين خبأ محمد وأبو بكر الجمل في قصة غار ثور؟
- نعمة الله 2
- أعداء الله
- تقديس الحروب وإخفاء فظائعها
- التفرقة العنصرية في الدول العربية
- سيكون لكم في هذا العالم ضيق
- القديس آندراوس صاحب المروءة
- اعتراف بالخطية
- كل عام والمجتمع المسيحي بخير
- رجال الدين ليسوا نصابين
- يعبدون الله ويكذبوا عليه وعلى المستهلك
- مكافحة الإسلام,ردا على مقالة الزميل: نبيل العدوان, بعنوان:تر ...
- جنون حديث
- عيد الحب 2


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - رائحة الإنجيل