أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبعوب - وليمة ذكورية ..














المزيد.....

وليمة ذكورية ..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 00:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كلما التقوا كان لحم الأنثى هو الأشهى لوليمتهم النميمية، فهي العدو الأول لهم وسيرتها هي الأشهى في جلساتهم، كما هي حُلُمهم ومعقد آمالهم الغريزية، يتبارون في تشريح لحمها وتفصيله كما يحلو لهم وبما يرضي أناهم الذكورية المتوضعة في وعيهم ككائنات منزهة عن الخطأ والخطيئة..
ذات وليمة من هذه الولائم التي تقام بلا موعد و في أي مكان وفي أي وقت تلتقي فيه شلة الذكور، التقينا أربعة ذكور في محل للحلاقة كنت زبونا لديه منذ ثلاثة عقود مضت، كان أكبرنا على أعتاب القبر وأصغرنا في العقد الرابع من عمره ننتظر دورنا للحلاقة.. تطوع الحلاق كعادته في خلق قصص لتبديد ملل الانتظار بين زبائنه، بقص شريط الوليمة، فطرح سؤال وطلب من الجميع الإجابة عليه مفاده، كيف يستطيع الرجل السيطرة على زوجته وإخضاعها لإرادته؟ !! وكانت الزوجة الوليمة التي تَسَابقَ الحلاق وزبائنه على نهش لحمها بنهم كل يريد أن يتفوق على الآخر في تفتيت أوصالها وتمزيق أطرافها بأنيابهم الصدئة. التزمت الصمت وأنا أراقب تسابقهم على كيل كل التهم الحقيقية والخيالية والممكنة والأسطورية والملفقة للأنثى وكأنها شيطان متناسين في تلك الجلبة أنهم أبناء وأخوة وأزواج وآباء لهذه الأنثى التي ينهشون لحمها بنهم قل نظيره، وأنهم في حقيقتهم لا يستطيعون التخلي عنها او مفارقتها ولا يمكنهم الاستغناء عن وجودها في حياتهم..
"المرأة شيطان " "إن كيدهن عظيم" .....وووو الى آخره من قائمة التهم والنعوت التي أنتجتها الثقافة الذكورية السائدة لتلصق بالأنثى مجانا، وبعد أن أفرغ هذا الجمع جعبتهم ونفسوا عن عقدهم الذكورية المَرَضية بنهش لحم الأنثى ، انتقلوا الى موضوع آخر يتعلق بحال المتقاعدين وما يواجهونه من مشاكل في البيت، ليوظفوه في هذه المجزرة ضد الأنثى، فتطوع ذلك الشيخ الثمانيني بشرح حاله وكيف يعاني من الضجر والملل جراء الفراغ، لافتا الى أنه قد ملَّ البقاء في البيت وإثارة المشاكل مع زوجته وبناته لأتفه الأسباب، موضحا أن الفراغ والسجن بين جدران البيت هو السبب.. هنا تدخلت وأخذت زمام المبادرة لأرد على كل ما دار في تلك الوليمة بفصليها، وسألتهم:
- الم تقولوا إن بقاءكم في البيت الذي لا يزيد عن أيام محدودة يدفعكم لإثارة المشاكل لأتفه الأسباب، فلماذا تستكثرون على الأنثى -التي تظل حبيسة جدران هذا البيت منذ ان تدخل العقد الثاني من عمرها إلى أن توارونها التراب- مجرد إبداء ضجرها او ضيقها من البقاء في هذه الزنزانة؟!!
- أليس من حقها وهي المحكومة بالسجن المؤبد في هذا السجن أن تنفس عن قهرها والظلم الذي لحق بها بالاحتجاج الصامت الذي تستكثرونه عليها؟
- لماذا لم اسمع ولو اعتراف بسيط من أي منكم بأنه قد أخطأ يوما في حق زوجته او ابنته او أمه او زميلته ؟ أم إنكم ملائكة منزهون عن الخطأ!!
- هل نسيتم وأنتم تنهشون لحم الأنثى بأنكم قد تكونتم وترعتهم في أحشائها 9 أشهر، ثم سقتكم من صدرها لبنا سائغا لمدة عامين ثم بين أحضانها ترعرعتم الى أن اكتشفتم ذكورتكم التي أنستكم هذا التاريخ وأصبحتم تكيلون لها كل التهم المعقولة والخيالية!
صمت ذلك الجمع المغرور بفحولته لبرهة أمام الحقائق الصادمة لخيالهم المريض، ثم استعادوا وعيهم المزيف، وكرِّوا من جديد يراوغون للدفاع عن أباطيلهم مستندين إلى خرافات من مختلف المشارب ، وراح كل يبحث في جرابه المهتري عن قصص تؤيد وجهة نظره في عدوته التي ولدته ومنحته الحياة وأنجبت له خلفا يحمل اسمه و يخلده في مجتمع الذكور.. اكتشفت ساعتها أنني أغرد خارج السرب وأنني أجادل أصناما ليس إلا.. لزمت صمتي وسافرت عبر الخيال حالما بعالم ينصف نصفنا المظلوم منذ قرون..
25/7/2015م



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فعل الهوية في عقول همجية
- الربيع العربي برؤية مثيرة تكشف حقيقته..
- فاقرة الفياغرا.. (3/3)
- فاقرة الفياغرا.. (2/3)
- فاقرة الفياغرا.. (1/3) ( قصة )
- أمريكا .. سذاجة إدارة التضليل
- الأقليات ومبدأ التوافق قنابل تفتيت ليبيا
- اليها في عيدها
- الاختلاف لوأد الخلاف
- ساعات بطول الدهر!!
- قراءة في كتاب -الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ-..
- ليبيا.. أسباب الفشل ومسار التصحيح..
- الفردوس الدامي.. صورة مقربة لعشرية الجزائر الدامية
- هجمات باريس .. الشريك المُغيَّب
- اسرار -منتقاة- تحت قبة المؤتمر الوطني الليبي.. قراءة في كتاب
- مهلا سادة ليبيا الأغبياء الجدد!!
- هل يتحول ضحايا الأزمة الليبية إلى وقود يزيد من أوارها؟
- متى تغادر النخبة الليبية أبراجها وتخوض معركتها الواجبة ؟
- ترى.. من الضحية القادمة لحسين البنغالي ؟
- (34808) ماذا يعني هذا الرقم؟؟


المزيد.....




- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرض لحملة تنمر على مواقع ا ...
- مقتل امرأة وإصابة أخرى بقصف أوكراني استهدف قرية في مقاطعة كو ...
- استمرار الاعتقال التعسفي بحق الناشطة هدى عبد المنعم
- هيومن رايتس ووتش: العنف يتصاعد ضد السوريين/ات في لبنان
- -سيكسومنيا-.. اضطراب نادر يجعل مرضاه يمارسون الجنس أثناء نوم ...
- بعد ارتباطها بزعيم عصابة شهير.. لحظات مروعة لتصفية ملكة جمال ...
- رابط التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان “احصل على 445 ريال ع ...
- لجنة إيرانية ترسل مسودة قانون الحجاب لمجلس صيانة الدستور لمر ...
- “فرحهم وخليهم يتسلوا”.. تردد قنوات الاطفال 2024 “توم وجيري، ...
- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبعوب - وليمة ذكورية ..