أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح شعير - أزمة الوضع الحالي بمصر














المزيد.....

أزمة الوضع الحالي بمصر


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخطر ما يواجه مصر في هذه الأثناء هو إنفجار المشاكل المتراكمة في شتي المجالات منذ عشرات العقود في لحظة وحدة، علاوة علي تردي الوضع الإقليمي، مما جعل الفضاء العربي غير قادر علي القيام بهمام الدعم والإمداد.

واليوم برزت علي السطح قضية المياه إستجابة للفكر الذي يستهدف تعطيش مصر وإغراقها في مشاكل الفقر والمرض والجهل، وفيما يبدو أن هذا الأمر قد خطط له وفقًا لمبدأ صراع الحضارات تخطيطًا محكمًا، ومع أن الأدلة والقرائن كانت بارزة، بيد أن غياب الديقراطية جعل الاستحواذ علي الحكم أهم من إنقاذ البلاد.

برزت ذروة المأساة في خروج أثيوبيا علي مسرح الأحداث كرأس حربة، تبتغي قطع المياه عن مصر، ورغم أن حقوق مصر التاريخية في نهر النيل تكفلها معاهدتان تعودان إلى 1929 و1959 وهاتان الإتفاقيتان تمنحاها حق الإعتراض على أي مشروع تراه مضرا بمصالحها، إلا أن بناء سد النهضة، ثم الإعلان عن سد جديد علي النيل الأزرق في مايو 2016 يؤكدان صحة ما خططت له الإدارة الأمريكية مع آخرين منذ عام 1961م بهدف إفشال مشروع السد العالي. ولب المشكلة الحالية أن مصر تأن تحت وطأة الكثير من المشاكل الموروثة، هذا الوضع قد يشل من قدرتها علي الحركة بسبب مايلي:

أولا تصدع الجبهة الداخلية: وذلك من خلال الصراع المرير علي السلطة بين التيارات المختلفة، علاوة علي تمدد ظاهرة الأرهاب كمحرك للأحداث، وبالتالي دخل الاقتصاد المصري غرفة الإنعاش جراء تدهور السياحية وهروب رأس المال، ومن ثم تراجعت قدرة الدولة علي الوفاء بإلتزاماتها؛ إلا من خلال القروض الخارجية أو الدين العام، مع الاعتماد علي السياسة النقدية في توفير وطبع النقود بدون غطاء إنتاجي، مما رفع معدلات التضخم والأسعار، وأشعل حالة من السخط العام.

ثانيا إنهيار الجهاز الإنتاجي: وذلك بسبب ميراث سياسة الخصخصة الفاشلة، والهرولة نحو بيع الأصول الإستراتجية، وتفكيك المصانع العملاقة، ومنح الأراضي المستصلحة، والمخصصة للبناء للمحاسيب، وإسقاط حقوق عامة الشعب من البرامج التنموية، مما أدي إلي عشوائية البناء علي الأراضي الزراعية، لإستعاب النمو الطبيعي للسكان؛ وبذلك فقدت مصر قدرتها علي التآثير الاقتصادي وتحولت إلي دولة مستهلكة جرّاء موت الصناعة والزراعة معًا.

ثالثا تصدع المحيط الإقليمي: بعد أن تاكد لليمين المتطرف بالغرب أن أبناء النيل هم الصخرة التي تتحطم عليها أوهام الغزاة، كان لابد من التخطيط لزعزعة الاستقرار حولها تمهيدًا للنيل منها، ولذا لم تكن القلاقل الحادة بالمنطقة محض صدفة، فقد كان إنهيار الصومال وتقسيم السودان ضربة البداية في مسلسل خنق مصر، ثم العراق وليبيا، وحاليا يعد تورط دول الخليج رغمًا عنها بمستنقعي اليمن وسوريا، نخرًا حول جذور مصر العربية الضاربة في أعماق الإقليم لخلعها، ومن ثم القضاء علي الهوية العربية بالكامل، وسحق الأيدلوجية الإسلامية.

رابعا تدهور التعليم والثقافة: لقد أرجعت بعض التحليلات أن تدهور التعليم بمصر ربما قد جاء عن عمد، حتي يتمكن الفاسدون من السيطرة؛ لأن بعضهم أعتقد أن التحكم بالشعب الجاهل أسهل، وهذا إعتقاد خاطئ، ومع دوران عجلة الأيام أنتجت المدارس والمعاهد بعض النماذج المشوهة من أنصاف المتعلمين فأصبحوا أشد خطورة علي الوطن من أعدائه.

وفي المجال الثقافي: هدمت أجهزة الإنتاج الفني، فإنحرف الأدب والدراما عن مجالات بناء البشر ، وقدمت عبر الشاشات الفضية نماذج شاذة علي أنها المثل الأعلي حتي هُدم البنيان الإنساني بتجريف الشخصية المصرية، وبات من الصعب علي العقلاء مخاطبت العقول الخربة أوإقناعها بخطورة الوضع، وأصبح من يؤذن بالإصلاح كمن ينخر بصوته في الصخور بودي الصمم دون جدوي.

واليوم ربما كانت بقايا الأمل في يد المخلصين من أبناء هذا الوطن هي الملاذ الأخير؛ لترميم الشروخ العميقة ببنيان الدولة، فقدر الشرفاء والنبلاء سوف يدفعهم إلي العمل علي لم الشمل الوطني، دون الإلتفات إلي الخلف، لأن اللدد في الخصومة يدمر المجتمع، كلنا نبتغي مخاض الأمل، راجين أن تقذفه به الأقدار من رحم المعاناة، لنصنع الغد بالعدل والعلم والعمل.



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الإنترنت والفيس بوك إعلامًا موازيًا كسر احتكار الصحافة ...
- دولة الطوائف
- عودة وزارة الإعلام بمصر ضرورة قومية
- الأمل والعمل والصبر
- مدرسة الحفظ والتلقين تقتل التعليم المفتوح بمصر
- الفاسدون لا يبنون الأوطان
- مثلث الفناء العرب تركيا إيران
- -لصوص الرحمة- نص مسرحي متعدد الثراء يفضح تجارة الأعضاء البشر ...
- رواية الظمأ والحنين تؤكد أن الأرهاب صناعة الجهلاء ورصاصات في ...
- الصناعة الغذائية أمن القومى يا ريس
- شجرة الأمل وينابيع العسل المر .. تحولات الريف المصري برواية ...
- الصحافة بالمزاج
- تفعيل السياسة الخارجية لمصر
- طهر ياريس
- فتح عينك
- دراما المخابرات وتعزيز الإنتماء
- -أحلام الملائكة- رواية جديدة ل -صلاح شعير- تشرح التدهور الذي ...
- الإنتقائية في النشر علي موقع اتحاد كتاب مصر
- الظمأ والحنين رواية للفتيان
- الحصار المائي لمصر بدأ من الصومال


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح شعير - أزمة الوضع الحالي بمصر