أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال ابو شاويش - عائدون...ألا زلت تذكر يا صديقي؟!














المزيد.....

عائدون...ألا زلت تذكر يا صديقي؟!


طلال ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 22:06
المحور: الادب والفن
    


أتذكر يا صديق القبر ؟
يوم اخفينا وجوهنا ذات زمن و نقشنا على الجدار الممتد لمدرسة اللاجئين في المخيم ...عائدووووووووووووون؟!
يومها كانت فلسطين على مرمى حلم جميل و كان الانتظار اقصر من موال بدوي في ليلة سامر....
اتذكر كيف بكينا وكدنا نختنق تحت اللثام الاحمر؟
نقشناها بخط جميل فضحنا...فكل اهالي المخيم عرفوا بموهبتنا الفطرية في الرسم بالألوان و الكلمات....
يومها بكينا زواريب المخيم و ازقته... كما بكينا جدي المنتظر وأخي الأسير و أمي الثائرة و أمك التي قهرتها الحياة بجنون والدك الطيب..وشهداء القناص الاسرائيلي الاشقر الحاقد...و جرحى القوات الخاصة التي الهب رصاصها كلية جارنا الطفل غسان...كما بكينا مهانة كبارنا و هم يمسحون الشعارات بالطين تحت اعواد المشانق ويتسلقون أعمدة الكهرباء نصف عراة لانزال الأعلام ...
يومها تعمدنا ان يكون الشعار طويلا يمتد من أخر السور غربا حيث يتكئ على الصبار و حتى أوله شرقا حيث يعانق وجه أي زائر الى المخيم....لنضاعف العبء على من يقدر له زيارة قوات الاحتلال فجرا...
عائدووووووووووووووون....و متنا عدة مرات... و عاد الشهداء و رحلوا مرات...وشفي الجرحى و أصيبوا مرات...وتحرر الاسرى و اعتقلوا ثانية مرات... و قبرنا الحلم و احييناه مرات....
عائدوووووون....
و مر بنا السلام يرتدي زي بابا نويل و يطلي وجهه بنفس الأصباغ التي نقشنا بها شعارنا...نعم... مر بنا السلام وغادرنا مرات...
وضحكنا يا صديقي الى حد الاغماء و نحن نستذكر مهامنا السرية السخيفة التي أبكتنا حماسة ولهفة وراء الحلم ذات زمن...
ضحكنا و نحن نتحسس الألام الفظيعة للغضاريف المبكرة في ظهورنا المتخشبة...و نرتمي على بوابة المعبر ككلبين اجربين استسلما لموت مهين يرفض ان ياتي...
عائدووووووووون.....
وقهقهنا و نحن ننتظر في سرداب الامن امام مكتب ضابط صغير علمناه قواعد اللغتين العربية و الانجليزية في نفس مدرسة اللاجئين ...استدعانا للتحقيق بشان سخافاتنا على ما يدعونه الفيس بوك ...وجرب ان يرهق هذين الخمسينيين بفذلكات الامن المستوحاه من نماذخ رجال المخابرات الاسرائيلية....قهقهنا الى حد الاغماء للاسئلة المتطابقة التي تدحرجت عن شفتيه ككلمات الملك السعودي الامي في خطاباته للأمة...
عائدووووون...
وصدحت ضحكاتنا الخائبة في الحانة الاولى التي احتضنتنا ذات سفر...فقد تسمرت نساء الحانة الجميلات أمام سكيرين سالت الكحول من مسامات صدريهما دون ان يثملا...و خابت صدورهن و مؤخراتهن الجميلة في تحريك ذاك الاله الافعى الواهن بين ساقيهما...و عادا من الحانة ليكملا حلم العودة السابح كالنمل في رأسين تخضبا بالحزن و اليأس الصافيين....
عائدوووووون...
انه الجنون يا صديقي التعس....نحزن و نبكي و و نتذكر ونضحك تحت سحابات دخان الماضي المتخثرة فوق وجودنا....
ردد معي يا صديق القبر ...ووحد صوتينا المتهدجين ....عائدووووووووون...
يا نبيذ رام الله... عائدون....يا ظلام غزة.....عائدووووووووون...
ايتها المدن الراحلة ....عائدون...
ايها الشعراء الكاذبون....عائدون...
ايها القادة الفاسدون ....عائدون....
ايتها الاحزاب الستالينية المريضة بعقدة الاقلية ....عائدون....
ايتها الحركات المفتونة بكثرة الغوغاء ....عائدون....
ايتها العصابات السرية الماخوذة بفائض القوة ....عائدون...
ايها المعلمين الجهلة ....عائدون....
أيها الاطباء الشاذون....عائدون....
ايها العمال العاطلون عن الحياة...عائدون....
ايها الصناع الغشاشون...عائدون....

اصرخ معي يا صديقي الذي يحميني و اقيه من التيه و السقوط و السكر و الثمالة...
سنرجع يوما...اخبرنا اصدقاء القبور ...عائدوووووووووووووون !!!



#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصية !
- لم أفاجأ أبدا!
- ليس مهما أن يقال: مات بصحة جيدة!
- الرواية الفلسطينية بين المحلية و العالمية !
- بيض-سكر- شاي- وابور و كاز أبيض !
- هي وانا و السائق !
- دقة_ورمش‬-;-!
- الى د احمد يوسف...مع الاحترام
- كاراج الجنوب
- لا قداسة مطلقة للمقاومة!
- كلنا مقاومة...ولكن !
- اخر تغريدات حلمي المهاجر !
- مناهج حقوق الإنسان بالأونروا ...فلسفة تربوية وطنية أم رؤية ا ...
- عساف )2)
- تعليقا على المواقف الظلامية من عساف(1)
- اعتذار لاسرانا!
- يا مصر عودي!!
- ليس ردا على مصطفى ابراهيم
- اعشق الجينز...امقت الجلباب!
- الجل و الجينز و العصا!!!


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال ابو شاويش - عائدون...ألا زلت تذكر يا صديقي؟!