أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نشأت المندوي - رسالة عيد الى امي














المزيد.....

رسالة عيد الى امي


نشأت المندوي

الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 15:26
المحور: الادب والفن
    


رسالة عيد الى ...امي
الحزن الابيض كالعطر الناعم لاتدركة العين لكنه يرمدها والحسرة حين يسكنها الوجع تصبح دمعة منسية .احدا منكم يشتري ثرثرتي فقد اضعت صناعة المراثي
قلت لصحفية لبنانية تعزيني ان الام حينما تغادرنا ينخرنا الصمت فنتحول لمنفى
قالت اكيد فهي الحضن اجبتها لابل هي الوطن
همست في اذني مسرعة ..(يبقى الرجل طفلا حتى تموت امه بعدها يشيخ)
رددت في نفسي : البهجة العقيمة لاتلد فرحا ولاتمسح محنة وان قصائدنا تحتاج لحزن مكثف برتبة فاجعة لتصل السماء
وان الشجن حين يلامس الروح يصبح مرثية
يعجبني (طالب القرة غولي) بمدونتة حين يصرخ (ياليل صدك ما اطخ لك راس واشكي لك حزن)
احباب وجعي ..... سلاما , و الله وبمحض الصدفة اكتشفت ان اسم امي(صبهن )وانها نصف صباح وكل ال(هن) ولكم ان تتخيلوا ان امراء بحجم القمح هي (كل) النساء
الهي
قلت للشمس ذات غروب
ثمة دمعة تستاذن صاحبها هذه خجولة
واخرى تربك الشيبات فهي وقحة
وثالثة تتبختر فوق الوجع بعناد تلك دمعتي

والدتي العزيزة
اتذكرين ونحن صغارا كنت تحملين قدر العجين قبيل الظهر وتصعدين به السطح حيث الغرفة المظلمة الا من فتحات بوسع محبتك , بخشب اخضر ونفط اسود تسجرين تنوراحمر . لحضتها تغضب منك الالهه وتغار لانك تشاكسين بهاء الشمس بوهج وجهك الدائري فتلصقين العجينة بعد ان تمطيها في جوف التنور بحنية
كان الدخان يسرق من عينينك زرقتها ويمنحك عرقا رماديا لكنه يبقى البؤبؤ فقط تستعين به لاانتشال الخبز فيتكوم على طبق من خوص يحتل كتف التنور الطيني , تحت الدرج في صالة بائسة كنا نترقب نزولك والمدرسة ستدق اجراسها بعد ساعة فيما الجوع يغزو امعاءنا
على كتفك طبق وبثوب مهلهل تنزلين الدرج الاسمنتي . تطرحينة ارضا , كل وجع الدنيا يغزو جسدك الان, نهملك ونلتم حوله ثم نلتهم اقراص االخبز كالجراد الاصفر وننساك , نقتطعه جياعا وعيوننا صوب الساعة
تتأمليننا . ترسمين على براءتنا ضوء وبصعوبة تبتسمين , نتجاهلك فالجوع ابو الكفار تطلبين جرعة ماء تتمنينه بارد فنأتيك من الصنبور حارا كحزيران تغرغرين به شفتيك المتكهربتين , فينزاح الصيف قليلا لكنه يترك قطرات عرق صلفة فتصعد الروح قمتها لتبدأ امومتك بالعطاء
الله ما ااشقى جوفك يا امي
الله ما اوسع ضحكة تشقيها وسط بطون فارغة الا من الحب
يا جسد يغلي في قلب بارد يحدة شمالا أيتام وتعب يومي و جنوبا ماء كجمرة روحي
نتأبط كسرة الخبز و حفنة الكتب عجالا وننطلق بلا استئذان فتودعنا شيباتك بالغناء ان نعود سالمين وكان الله كافرا مشغولا عنا و تعرفين ان المستقبل خلف براءتنا غافي
كم كانت حياتك البائسة ملعب لطفولتنا المجنونة وكان زنبيل الخضار المحمول على رأسك هو ضيفنا الذي نستقبلة كل غروب بمثابة عربون حنان تحشين به امعاءنا الخاوية
كنا متمردين تحت خيمتك واشقياء في منطقة المرح
جاء اليتم مبكرا لدارنا فاثث في احلامنا الطرية غصة وخوف وعتمة
,لم يطرق بابنا يوما عم او خال او خالة او جد اوجده
كانت ( بابا ) كلمة استثنائية لانتراشقها الا على صورة لشبح بعقال تتوسط صالتنا اليتيمة ايضا
وكان سقف الدار المرهون للدولة هو واحتنا المستقيمة في دنيا كل قوانينها مقوسة
أتذكرين أخر صورة وكنت تتوسطينا كسيدة من فضة قلت لك هل اقلقك شملنا صمتي لحظة كأنك لم تتحملي جرعة الفرح فغادرتي
لك الحب ان بياضك كالجمار طهر احزاننا التي لم ترخص ولكن يا لغباء الدنيا
تقبلي مني برقية برائحة الهيل لظفيرتك المحناة بالقرنفل فقد تعلمت الدندنة وصرت تأتين كلما غنيت و بصوت عال :
(تلولحي بطرف الكصيبة اتلولحي
اتمرجحي بروحي قصيده اتمرجحي)
نامي يا عمري الباقي و اصبع يضحك
فامام رحيلك يصغر الكون وتصيرين وحدك معبدي
نشأت المندوي ،،،،ديترويت






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردة لعيون عبد الرزاق عبد الواحد
- شمال قلب مربع
- لوحة لعراق من فخار
- المنطقه بين قسوة الام ودلع البنت
- ورده بيضاء للدجيلي
- محنه الصائغ ولعنة وطن
- الابنوسه البيضاء ناجيه المراني ....وداعا
- عبد الرزاق عبد الواحد وامارة الشعر


المزيد.....




- احتفاء وإعجاب مغربي بفيلم -الست- في مهرجان الفيلم الدولي بمر ...
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نشأت المندوي - رسالة عيد الى امي