أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار الغراز - الغرب .. و هويتنا البيضاء














المزيد.....

الغرب .. و هويتنا البيضاء


عبد الجبار الغراز
كاتب وباحث من المغرب

(Abdeljebbar Lourhraz)


الحوار المتمدن-العدد: 5156 - 2016 / 5 / 8 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغرب .. و هويتنا البيضاء



عبد الجبار الغراز *
عندما تعرفنا ، كعرب ، على الغرب ، قدم لنا هذا الأخير ثقافته بشكل فج ، عن طريق تغلغله " في نسيجنا الثقافي ، على أنها تمثيل نموذجي عالمي في التدبير الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي و الثقافي و العلمي ..
حدث ذلك بطرق مختلفة زاوجت ما بين الترغيب المتجلي في التبشير بقيم حداثية عالمية كالحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية، و بين الترهيب المتجلي في التدخل العسكري و استعمال القوة المفرطة المؤدية إلى عنف و عنف مضاد .
و عندما أحرزنا على استقلالنا السياسي ، أردنا أن نسلك النهج الذي يقود إلى معاصرة لا تقلل من قيمة ما هو متجذر و متأصل فينا ، فجربنا الخوض مع الخائضين في تجارب عدة : ليبرالية ، اشتراكية ، قومية ... ، وتبنينا نماذج دولاتية قطرية، و لم نكن، و الحقيقة تقال ، في وضعية حقيقية للاختيار بين النموذج الأنسب لنا ، بل كانت تتقاذفنا رياح اليمين و اليسار طيلة سنوات الحرب الباردة.
و عندما بشر فوكوياما بنهاية التاريخ ، نهاية الإيديولوجيات ، و بتحرر الأسواق و تعولم العالم ، كانت الأحادية القطبية لنا بالمرصاد تتعقب كل تحرر جدي يروم تقدمنا المنشود .. لحظتها علمنا أنه لم يحدث أي تثاقف حقيقي بين عالمنا و عالم الغرب ، فازداد نسيجنا الثقافي تمزيقا، و أصبحنا في وضعية جبرية لا تسمح بحرية الاختيار بين نموذجه الليبرالي و بين نموذجنا الأصيل. فساد التوتر و التباعد بيننا و بينه.
نرغب الآن، في عصر الثورة المعلوماتية، و بعد هذه التجارب المتأرجحة بين النجاح و الفشل، أن نشارك العالم و نقتسم معه هذا الإرث الحضاري العالمي الإنساني، المناهض للعبودية و المساءل مساءلة نقدية لكل أشكال التطرف و الغطرسة.
لكن، كيف السبيل إلى ذلك و نحن لا نسعى إلى تجديد أدوات اشتغالنا السياسي، لتوسيع آفاق الرؤية و الفهم الموضوعي للأشياء المحيطة بنا، و محاربة كل جمود سياسي و تحجر عقائدي ؟
و كيف سنستطيع الوقوف من جديد و نحن لم ندبر بشكل عقلاني اقتصادنا و ثقافتنا لحل إشكالياتنا الكبرى كالفقر و الأمية و التخلف و التبعية ، و لم نصلح منظوماتنا السياسية و التربوية و الثقافية و الفكرية على ضوء متغيرات هذا العصر المعولم ؟
ينبغي أن نتحلى ، قبل فوات الأوان ، بالشجاعة و بالحزم و بالمرونة لتكون لنا موطئ قدم صلبة في هذا العالم ، و نصنع لأنفسنا مستقبلا زاهرا يليق بنا .
لقد آن الأوان أن نكف ، كعرب ، عن توجيه قاذفات النقد نحو بعضنا البعض ، و نعلم جميعا أن سبب كل هذا التردي و هذا الضعف الذي لحق بنا ، هو تلك الصورة النمطية التي رسمها الغرب عنا و أظهرنا ، من خلالها ، ككائنات آدمية لا عمق تاريخي و حضاري لها ..
صورة سنورثها، و لا شك ، بوعي منا أو بدونه ، إلى أجيالنا اللاحقة ، إذا لم نع ظرفيتنا الدقيقة التي نتواجد فيها حاليا.
فالنكوص و الارتداد و المكر اللاشعوري و الحيل الدفاعية من أجل الحفاظ على هوية عربية " بيضاء " لا يشوبها كدر و لا تتخللها نواقص ، ما عادت آليات دفاعية تليق بنا .
و الأمة التي تنشد الحياة هي تلك التي تبحث باستمرار عن نفسها.. فبالفحص و بالتأمل المبطن بالنقد الذاتي لأحوال وجودنا تكمن القيمة الحقيقية لنا..



#عبد_الجبار_الغراز (هاشتاغ)       Abdeljebbar_Lourhraz#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تفشل النخب السياسية العربية المعارضة في مناهضتها للاست ...
- طفولة قاتلة .. و مقتولة !
- الفيلم الوثائقي: - تحت الثلج.. البياض القاتل - للمخرج المغرب ...
- اقرأ .. !!!
- آكادير .. على إيقاع ليلة الورشات الفنية
- إيبولا و داعش .. أيةعلاقة ؟
- فيلم :- أندرومان من دم و فحم - .. قراءة تحليلية لمفارقات الم ...
- وهج الأفكار و الذكريات
- في الحاجة إلى نقد ثقافة الإقصاء
- الربيع العربي .. المبني للمجهول !
- السوسيولوجيا الكولونيالية بالمغرب
- كرنفالات فاتح ماي .. نحو تأسيس خطاب مناهض لعنف الشغل
- أي دور للفلسفة في بناء الإنسان العربي ؟
- المنظومة التربوية المغربية : من المسؤول عن تعنيف نساء و رجال ...
- الأخضر الإبراهيمي كبش فداء ؟
- الرئيس المصري الجديد و أسئلة المرحلة الصعبة التي تجتازها مصر
- الربيع العربي كما يبدو في نسخته المعدلة جينيا
- سنة 2011 أو سنة زمانية العرب . قراءة سريعة في أنطلوجيا الثور ...
- الثورات قدر الشعوب .. فهل من معتبر ؟
- مغرب اليوم بين طريقين ملغومين


المزيد.....




- بعد أيام من التوتر.. شيوخ السويداء وقادة الفصائل يصدرون بيان ...
- مصدر لـCNN: تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين أم ...
- إيلون ماسك باق على رأس تسلا: مجلس إدارة الشركة ينفي بحثه عن ...
- إرجاء المحادثات النووية بين طهران وواشنطن... هل تنعقد الأسبو ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...
- هيئة البث الإسرائيلية: مئات الجنود الدروز يستعدون لتقديم مبا ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عملية مركبة في شارع الطيران بحي تل ...
- مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن
- مخاوف عراقية من حرب إيرانية أمريكية
- ترامب يهدد كل من يشتري نفطا من إيران بفرض عقوبات ثانوية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار الغراز - الغرب .. و هويتنا البيضاء