أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الغراز - وهج الأفكار و الذكريات














المزيد.....

وهج الأفكار و الذكريات


عبد الجبار الغراز
كاتب وباحث من المغرب

(Abdeljebbar Lourhraz)


الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


1 -

بين داخلي و خارجي ..

أراني طائرا يصعد صوب السماء ..

يرفرف بأجنحته

يعلو ، ثم يعلو ،

ليلامس أرض العطاء ..

يبحث هناك .. في الأعالي

عن أحلام كسرتها أيادي الشقاء ..

ناوليني يا أنشودة الأزل قيثارة الوجد ..

كي أوقظ في الأعماق

وهج السنين الثكلى ..

من شيمي الغوص في ثنايا النفس ..

فلا تعبثي بقدري ، إذن ، أيتها البجعات المدنسة

سأنسج من خيوط الشمس الذهبية سجادتي

و أنغمس في صلواتي رافعا أكف الضراعة

مشتما عطر الوجود حتى الثمالة .

‌2 -

بيني و بين نفسي ..

لا وقت عندي الآن ..

كي أرى نفسي في نفسي

فالطفولة التي كانت تسكنني

قد اغتالتها زمجرة ريح ماضية إلى قرار مكين ..

فهل أستكين كما استكان فراخ البجع

و أحول قمم النسور قلاعا للعواء ؟

لا وقت لدي للنحيب

لا وقت لدي للعويل

مادام صباحي غد دائم

يسكب قهوته المرة السوداء

لترشفها بنات آوى وقت الظهيرة

دموعا و دماء ..

3 -

بيني و بين بنات أفكاري ..

وقتي .. كل وقتي

زنزانة تبتسم لي ..

و تروادني عن نفسي :

" هيت لك يا أشقى الناس "

تقد قميصي من دبر ..

فأشتهي كيوسف الصديق

فاكهة التأويل ..

يا أيها الراقد في مكمني

لم تقضن مضجع أحلامي

‌و أنا القادم من دنيا اليقضة ..

أرشف نبيذ الحنين

كؤوسا شبقية تسكر أطيافي المتراقصة في رأسي .. ؟

4 -

بيني و بين وهجي

تسكنني أوجاع الأنبياء

فأكنس محراب فكري من دنس القداسة

منعرجا نحو اليسار ..

سالكا طريق الغواية

جسدي المثخن بالجراح

مازال يصرخ كالرغبة في أحشاء الذكرى

" هل أدلك ، أيها الحالم في أرض التجانس

على أوطان لا تشبع من ترياق الذكريات ؟ "

هكذا قالت لي محنتي الحبلى بنوارس الجنوب .

أجبتها ضاحكا :

" سأعود في المساء

لتروي لي أمي كيف انتحرت أشواق الناس

في معبد الرتابة "

لا تتعجلي رواية القصة يا أماه

، فنحن في حضرة وطن ينعي موتاه ..

و غدا سيطوي صفحاته الداكنة

و يغادر أرض التطابق

كعبير اشتاق إلى خلانه ذات يوم من أيام الربيع المزهرة ..

قد لا أكون ساعتها كما تشتهي نفسي ..

لكن ..

سأكون ، يا أمي ، كما أراد قدري أن أكون :

مسافرا يهوى الترحال في متاهات الأسفار ..

بزورق صغير يمخر عباب الأفكار ..

باحثا في بحر المفارقات

عن ذرر الشذرات و الأشعار ..

5 -

بيني و بين البحر

سأشبه نفسي في انكساراتها ..

بأمواج بحر

في ارتفاعه و تعاليه .. تزأر مزمجرة

لكن حين تعانق صلابة الصخر

تستكين على ضفاف رؤياي ..

قد أشبهك أيها الضوء الساطع

المار من شرفة الروح

ذات مساء بارد ..

حين تشتعل نار الرغبة و تجتاح تجاويف دواخلي ..

آه .. كم تبدو لي، وقتها ، طقوس قبيلتنا ثقيلة

تكتم الأنفاس كصباحاتي الخريفية ..

6 -

بيني و بين حزني

لا بريق ضوء يومض في أفق حاضرنا ..

لا موت رحيم ينثر شآبيبه على نعوشنا الباردة

أبكي أيامنا الخوالي

كم هو جميل لو بقيت يا أمي على قيد الحياة

كم هو جميل

لترضعي سمكاتي .. لبن الفكر ..

مساؤكن أيتها السمكات .. غفوة للروح

و ليلكن الحالك نزوة للجسد

يزهو كطاوس بريشه السرمدي ..

لم عجلت يا أماه .. الرحيل

حتى غدت كلماتي عابرة

تنسج في سمائي وطن المستحيل ؟

لم عجلت يا أماه الرحيل ؟



#عبد_الجبار_الغراز (هاشتاغ)       Abdeljebbar_Lourhraz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحاجة إلى نقد ثقافة الإقصاء
- الربيع العربي .. المبني للمجهول !
- السوسيولوجيا الكولونيالية بالمغرب
- كرنفالات فاتح ماي .. نحو تأسيس خطاب مناهض لعنف الشغل
- أي دور للفلسفة في بناء الإنسان العربي ؟
- المنظومة التربوية المغربية : من المسؤول عن تعنيف نساء و رجال ...
- الأخضر الإبراهيمي كبش فداء ؟
- الرئيس المصري الجديد و أسئلة المرحلة الصعبة التي تجتازها مصر
- الربيع العربي كما يبدو في نسخته المعدلة جينيا
- سنة 2011 أو سنة زمانية العرب . قراءة سريعة في أنطلوجيا الثور ...
- الثورات قدر الشعوب .. فهل من معتبر ؟
- مغرب اليوم بين طريقين ملغومين
- - الإعاقة الفكرية - وآلية إنتاج المجتمع المدبلج


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الغراز - وهج الأفكار و الذكريات