أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الغراز - اقرأ .. !!!














المزيد.....

اقرأ .. !!!


عبد الجبار الغراز
كاتب وباحث من المغرب

(Abdeljebbar Lourhraz)


الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 14:50
المحور: الادب والفن
    


اقرأ .. !!!
اقرأ ، فبفعل القراءة أنت موجود ..
اقرأ، و ناج طائر أرتيابك .. مهجتك ، الآن ، بقدرة القراءة وحدها صارت جناحاه .. صفق بهما .. ولا تكترث بما تصادف من غربان قلمت أجنحة الفكر ، فسكنت سوادها و استكانت لليل سرمدي يلعق ما تبقى من ندى صباحها الباهت اقرأ .. و لا تعبأ بنعيقها المخيف الذي يعلن موت هذا الوجود .
اقرأ .. لكي ينتابك جنون العارفين بخبايا فراشة القلوب ، فترتاب في نفسك .. في زفراتك التي تجتاح قمم النفوس و سفوحها ..
اقرأ .. حتى تحس بأنك بلا مأوى يحميك من حر يقين مطلق ، و من قر سير الأجداد المجيدة ، فتبدد هذا الخراب الذي سكن دواخلك ..
اقرأ .. فالقراءة فعل جميل يطهر الإنسان، كل إنسان، من دنس الجهل و الأمية و الاغتراب اللعين..
اقرأ و انفض عن جسمك المفهومي غبار كل هذي السنين ..
اقرأ .. حتى تنجلي لك ممكنات هذا الوجود .. فأرض يقينياتك ، لو تدري ، هشة .. غادرها بسرعة دون ندم .. دون التفات إلى الوراء .. فالماضي حقل مليء بألغام ستصير جسدك أشلاء إن استكنت عند نقطة من نقطه .
اقرأ .. لترى ، دائما ، ك " زرادشت " ، فعل الكينونة ، من أعالي الجبال ، يسبق زفراتك .. يمتص رحيقها المر، كي يخرج من بطنها الألم و الاغتراب ..
اقرأ .. كي تصرخ نحلات أزهارك في وجه قمر رمادي بليد ، يستلذ بالتيهان في صحاري نجواك .. فرقصهن نهر ماؤه لم يفارق ، بعد ، التدفق و الانسياب .
اقرأ .. حتى لا تصاب يعسوب لغتك بعماء الصمت ، بالتهاب الفواصل ، فتهتز كلماتها و نقط حروفها .. و تغدو مجرد قطران أسود انطلى على أوراق الكراسات و الكتب .
اقرأ .. حتى تستطيع أن تعانق حريتك .. و تنفض عنك غبار العبودية.. فبالقراءة وحدها تستطيع أن تسترد حريتك من عبث اليومي و عبث المبتذل الذي تساق إليه من حيث تدري أو لا تدري ..
اقرأ .. لكي تكون قادرا على أخد معولك لهدم حقائقك الجوفاء و أوثانك الصدئة.. فبخمول الذهن قد تكون أو لا تكون .. لكن بالقراءة تكون .. و تكون ..
اقرأ عن تاريخك ، عن سير الأولين و الآخرين لتعيد أمجاد أجدادك ..
اقرأ عن أرضك ، التي لم تعد تنبت أزهار الطفولة ، لكي تنفخ فيها روح المحبة و التسامح وتزرع فيها بذور الدهشة ، حتى تستعيد خصوبتها و تصبح قادرة على إنجاب جيل العطاء .. فلا أحد من أهلك و ناسك ، هناك ، أصبح قادرا ، من فرط الخمول و الكسل ، على استعادة دهشة الأطفال عند رؤيتهم زرقة السماء و نور الشمس و ضياء القمر ..
اقرأ .. لكي تسابق بقراءتك الرياح و الضوء ، نحو غد قد يبدو بعيدا .. لكنه ، دون شك ، غد مرتقب . . في مدينة عشاق الحرف و الكلمة ، حط الرحال .. سترى ، هناك ، دررا مرمية ، أصبحت بفعل التقادم ، متآكلة و منسية .. سترى قبورا بلا شواهد ، لأسلاف رحلوا عنك ، بغتة ، دون إشارة وداع .. فقد كانت أرضهم ، بالأمس البعيد، أرض أحلام و مسرات ، تصغي لتغاريد الشحارير ، و الآن ، غذت أرض خراب و سراب .
اقرأ .. فقد تكون ، أنت ، نطفة بعث جديد، أو تكون بلسما لداء هذا الخرس الذي أصاب العقول .
اقرأ .. لتبحث في مرآة كينونتك عن وجوه تتقاطع مع بقايا ملامحك ، فتصير تلك المرآة عنوانا لمعاناة عشاق الحكمة، أو تطهيرا لمهجتك من صخب هذا الناقوس المزعج الذي يدق معلنا اقتراب ساعة الموت و الفناء..
اقرأ .. لتبدد هذه الظلال المكبلة ليدك، و المصفدة لقدميك، و القاذفة بك في قرارها السرمدي..
اقرأ ليغدو عالمك كهفا يشتاق لغاوون الشعراء ، و لوثة الحكماء . فإن كنت عاشقا للحكمة ، منصتا لها ، فأنا صوفياك ، حكيمة الحكماء ، اعشقني مثلما عشق قيس لبناه .. و جميل بثيناه ، وعنترة عبلاه .. و ابحث لك عن بصيص نور ، حتى لا تلتهم ظلال كهفك ما تبقى من زادك ، وانتظرني ، فأنا قادمة ، من أعالي الجبال لأفك عنك قيود شهواتك .. .. تأمل في وجهي الإشراقي ، فسترى في عيني الشمس تطرز بخيوطها الذهبية، هذا الخواء ليصير، من أجلك أيها القارئ الحكيم ، بهاء ..



#عبد_الجبار_الغراز (هاشتاغ)       Abdeljebbar_Lourhraz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آكادير .. على إيقاع ليلة الورشات الفنية
- إيبولا و داعش .. أيةعلاقة ؟
- فيلم :- أندرومان من دم و فحم - .. قراءة تحليلية لمفارقات الم ...
- وهج الأفكار و الذكريات
- في الحاجة إلى نقد ثقافة الإقصاء
- الربيع العربي .. المبني للمجهول !
- السوسيولوجيا الكولونيالية بالمغرب
- كرنفالات فاتح ماي .. نحو تأسيس خطاب مناهض لعنف الشغل
- أي دور للفلسفة في بناء الإنسان العربي ؟
- المنظومة التربوية المغربية : من المسؤول عن تعنيف نساء و رجال ...
- الأخضر الإبراهيمي كبش فداء ؟
- الرئيس المصري الجديد و أسئلة المرحلة الصعبة التي تجتازها مصر
- الربيع العربي كما يبدو في نسخته المعدلة جينيا
- سنة 2011 أو سنة زمانية العرب . قراءة سريعة في أنطلوجيا الثور ...
- الثورات قدر الشعوب .. فهل من معتبر ؟
- مغرب اليوم بين طريقين ملغومين
- - الإعاقة الفكرية - وآلية إنتاج المجتمع المدبلج


المزيد.....




- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الغراز - اقرأ .. !!!