أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - حكام العراق يعترفون بفشلهم لكنهم يصرون على تكراره














المزيد.....

حكام العراق يعترفون بفشلهم لكنهم يصرون على تكراره


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5152 - 2016 / 5 / 4 - 19:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل عقود خلت، اطلق أحد الفلاسفة الثوريين في العالم، مقولة مشهورة، يتداولها أجيال من السياسيين في العالم، حتى الآن، وبمختلف مشاربهم الفكرية، خلال ممارستهم للعمل السياسي، بحيث اصبحت هذه المقولة، حكمة لا مناص من استلهامها وأخذ العبر منها، وهذه المقولة هي (ليس الرجل الحكيم من الذي لا يخطأ، انما الرجل الحكيم الذي لا يكرر خطئه). فمعظم سياسيو العالم المتمدن، يقترفون أخطاءا، سواء أكانوا حكاما أو قادة لحركات واحزاب سياسية، فلا يوجد من هو معصوم من الاخطاء، فمن لا يعمل لايخطأ، لكنهم سرعان ما يعترفون بأخطائهم بشجاعة، ويحاولون تجاوزها، لأن أخطاء العاملين في الحقل السياسي، تنعكس سلبا، على النظام الذي يقودونه، ان كانوا حكاما، او على الاحزاب التي يقودنها، مما يؤدي الى انفضاض الجماهير من حولهم، والتوجه الى تنظيمات سياسية اخرى، علَهم يجدون ضالتهم فيها.
لكن حكام العراق، يشذون عن هذه القاعدة، فأحيانا نجدهم يعترفون بأخطائهم، وبفشلهم، على رؤوس الاشهاد، لكنهم لا يتوانون عن تكرار نفس الاخطاء عن قصد وبسق اصرار، لماذا أقول عن قصد؟ لأن الانسان الذي يعترف بخطئه وفشله في زاوية معينة من زويا الحياة، ان كانت سياسية او اقتصادية أو أجتماعية، ويكرر نفس الخطأ، يعني ذلك، ان اعترافه بالفشل ما هو الا استجداء لعطف الناس البسطاء، او محاولة منه لتضليلهم وخداعهم من جديد، وهذ هو عين النفاق والدجل، ويتناقض مع كل القيم، التي يدعون التمسك بها. فلو قلَبنا صفحات التاريخ، قلما نجد سياسيين يشبهون سياسيو العراق، فعلى مدى أكثر من عقد من السنين، تسنموا مقاليد الحكم، جلبوا الولايات والكوارث على الشعب والوطن، لاارى داعيا لتكراره، لأنها اصبحت على ألسن حتى بسطاء الناس.
مما يستدعي القول عن هؤلاء السياسيين، انهم عديمو الكرامة، فبالرغم من سيل الشتائم التي يتلقونها من عامة الناس يوميا، ويُبصق على وجوههم، وتضرب صورهم بالأحذية، من الجماهير الغاضبة، من سياساتهم الفاشلة ومن فسادهم الذي اصبح على لسان القاصي والداني. بالرغم من كل تلك الاهانات التي يتلقونها من الشعب، لكنهم متمسكون بكراسيهم ومناصبهم التي درت عليهم المليارات من أموال الشعب العراقي المنكوب ولا يبالون بكل تلك الاهانات، ولا لأنَين الامهات الثكالى، ولا للفقراء الذين لايجدون قوت يومهم، ولا للفوضى والفساد اللذان ينخران بجسد ومؤسسات الدولة ومفاصلها، هذه المؤسسات التي قسَمت كأقطاعيات على محاسيبهم وشللهم، وحرَموا اصحاب الكفاءات من تبوء اية وظيفة فيها الا ماندر، ولا للأمن المفقود، الذي فشلوا بتوفيره للناس، حيث يستشهد ويصاب على مدار اسابيع واشهر السنة، المئات من المواطنين الابرياء، على يد الارهاب الداعشي الاسود، الارهاب الذي وفرت السياسات الفاشلة للحكام، بيئة خصبة لانتشاره ونموه،
لكي يكون القارئ الكريم على بينة من قولي عن هؤلاء السياسيين، اذكر هنا نماذج من اعترافاتهم بالفشل.
بعد أن خسر المالكي معركة الولاية الثالة، ظهر عل شاشة أحدى الفضائيات، ليجيب على سؤال المحاور، حيث قال بالحرف الواحد وبدون لبس او غموض (ان الطبقة السياسية التي تولت ادارة السلطة بعد عام 2003 فشلت في ادارتها، وكل من تصدى للحكم شريك في هذا الفشل وأنا لا استثني نفسي منهم، فعليهم أفساح المجال لأجيال جديدة لتجرب ادراة السلطة )، هل يوجد أكثر من هذا الحديث صراحة؟، فملايين العراقيين يتساءلون عن الاجابة عن هذا السؤال، عندما يعترف السيد المالكي بفشله لماذا أذن يصر على الاستمرار في العمل السياسي ويتزعم كتلة سياسية كبيرة تحاول لحد الان الوثوب الى السلطة بقيادته؟. والقطب السياسي الآخر الذي تكلم على نفس النحو، هو السيد عادل عبد المهدي، القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى، حيث ادلى هو الآخر بدلوه، عندما صرح لأحدى الفضائيات بقوله (ان هذه الطبقة السياسية فشلت وشاخت عليها التنحي جانبا وفسح المجال لأناس آخرين لأدراة دفة الحكم ولم يستثني نفسه منها). يتساءل الناس ايضا، اذا كان السيد عبد المهدي، قد اعترف بهذا الأمر، بصراحة ووضوح، لماذا لا يعلن اعتزاله للعمل السياسي، وتفرغه للكتابة والتأليف عسى أن يستفيد الباحثون من كتاباته ومؤلفاته؟. أما السياسي الذي أثيرت عليه في الآونة الأخيرة، شبهات فساد في جولة التراخيص النفطية، وعجز عن دحض تلك الشبهات، وفشله الذريع في الايفاء بوعوده في تحسين الطاقة الكهربائية خلال تولية منصب نائب رئيس الوزارء لشؤون الطاقة، وهو الدكتور حسين الشهرستاني، هو الآخر اعترف بفشل الطواقم السياسية التي تولت الحكم بعد عام 2003، واعترف ضمنا انه هو الآخر يتحمل مسؤولية هذا الفشل! حينما قال (مع الأسف لم نقدم شيء يستحقه الشعب العراقي طيلة هذه السنوات) وقد جاء اعترافه هذا متأخرا كثيرا، اذ جاء بعد ان فقد منصبه الوزاري. أقول وبالتأكيد يشاطرني القول، ملايين العراقيين الذين اكتوا بنار سياسات هؤلاء الفاشلين، ودفعوا اثمانا باهضة من دماء ابنائهم وممتلكاتهم، والاموال التي اهدرت على أيدي هؤلاء السياسيين الفاشلين والفاسدين، واصبح الملايين من ابنائهم نازحين في وطنهم، وآخرون مشردون في اصقاع الارض، أقول هل يكفي الاعتراف بالخطأ؟ اليس من حق الشعب مقاضاتهم عن طريق قضاء مستقل عادل، والاعتراف سيد الادلَة كما يقال، على ما اقترفت ايدهم من جرائم بحق الشعب؟ وهل حقيقة ان هؤلاء اعلنوا التوبة؟ ان كان الامر كذلك فعليهم اعتزال العمل السياسي ويكونوا شجعانا، ذلك بتقديم انفسهم للقضاء عسى أن يكفروا عن خطاياهم.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال العراق.. معاناة كبيرة وحقوق مسلوبة
- انقلاب ابيض يقوده دولة القانون بقيادة المالكي!!
- المتباكون على (سقوط بغداد)!
- متى يستفيق العالم على الخطر الوهابي؟
- ضوء على الاعتصامات وطريقة اجتماع قادة الكتل السياسية
- العراق يتجه صوب الدولة العميقة
- حول التنسيق الجاري بين التيار المدني والصدريين
- لا اصلاح حقيقي قبل الاطاحة برؤوس الفساد
- ذكريات عن الشهيد الخالد ابراهيم محمد علي مخموري
- المتقاعدون يدفعون ثمن فساد وفشل الحكام
- جريمة 8 شباط الاسود لن تمحى من ذاكرة التاريخ
- هل لايزال التحالف المدني الديمقراطي قائما؟
- الاسباب الحقيقية لتنحية حميد عثمان عن قيادة الحزب الشيوعي ال ...
- تعقيب على مقال.. الحركة العمالية في العراق نشأتها وتطورها
- القادم في العراق بعد داعش هو الاسوأ
- هل تعلمون ما هو ثمن الاطاحة بالفهداوي؟
- هؤلاء هم الفاسدين.. ان كنتم صادقين
- ماذا يراد من دعوات بعدم تسييس التظاهرات؟
- ذكريات لا تنسى عن أسرة اتحاد الشعب
- الثورة المظلومة


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - حكام العراق يعترفون بفشلهم لكنهم يصرون على تكراره