أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - الدول الاسلامية و التخلف الحضاري















المزيد.....

الدول الاسلامية و التخلف الحضاري


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 1 - 18:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المعروف ان الاسلام والمسلمين يمتازون بالمظاهر الخارجية اكثر من تنمية الجوهر و العقل والفكر الحضاري المتقدم . الدول الاسلامية تتجه بسرعة نحو التخلف بينما بقية العالم يتقدم .
المسلمون يشجعون انتشار الحجاب و النقاب بين النساء ، و يتظاهرون بالتقوى و بالصلاة في الشوارع و الطرقات خارج ابنية المساجد في الدول الاوربية ، للتظاهر بالتقوى و التدين و تقربهم الى الله ، بينما هناك الكثير منهم من يتبرعون بأموالهم لدعم اخطر عصابات الاجرام والقتل في العالم ويتطوع شبابهم المغرر بهم و المغسولة ادمغتهم للقتال مع ارهابي دولة الخلافة الاجرامية . فلمن صلاتكم و مظاهر تقواكم الكاذبة ؟
المسلمون المتشددون يتعمدون ان ينشروا مظاهر الزي الاسلامي الافغاني والباكستاني ذات الدشداشة القصيرة و غطاء الرأس امام الناس واطالة اللحية وخاصة السلفيون منهم ، يكتفون بعمل دورات و مسابقات لتحفيظ القرآن ، لكنهم لا يعملون اي دورة لتفسير نصوص القرآن حتى لا تنكشف الاخطاء و التناقضات و اللخبطات في كتابة تسلسل النصوص الغير مترابطة والتي تقفز من معنى الى معنى آخر بعيد عن الموضوع السابق .
يتعمد المسلمون المتشددون بتغطية الراس و تغليف العقول بستار سميك كي لا يدخل اليها نور العلم و المعرفة ويحفظون عن ظهر قلب ماكتب في الكتب الصفراء الدينية التي ينقل محتواها فلان عن فلان عن علان عن عن عن ان فلان سمع ان فلان قالوا له عن الرسول انه قال كذا و كذا . ثم يختم المؤلف العتيد كلامه بعبارة تدل على عدم ثقته بالذي قيل فيقول ... الله اعلم . فهو غير واثق مما علم ومما سمع ومع هذا يصدقه ملايين المسلمين .
امتازت الدول الاسلامية التي يعتمد حكمها و دستورها على الشريعة الاسلامية كمصدر رئيسي للتشريع بتزمت كبير و تطبق فيها الحدود الاسلامية ، بالفشل السياسي و الركود الاقتصادي و الفشل في التقدم العلمي . وتقع جامعاتها في اواخر التسلسل العالمي بين الجامعات الراقية في محافل الجامعات العلمية المتقدمة ان دخلت في قوائم التنافس العالمي . و تمتاز الدول الاسلامية بعدم حصول مفكريها وعلمائها ان وجدوا على جوائز نوبل في العلوم او الاداب ، ومن حصل منهم على جائزة نوبل في العلوم والاداب لا يزيدون عن ثلاثة اشخاص في كل العالم الاسلامي فهم قد درسوا و تعلموا في جامعات اوربا و امريكا و يواصلون اعمالهم في الجامعات الغربية و يقدمون خدماتهم وعلمهم لمصلحة بلاد الغرب و ليس لبلادهم . الاديب نجيب محفوظ حصل على جائزة نوبل في الاداب كفره ابناء جلدته و حاولوا اغتياله . طه حسين عميد الادب العربي كفروه و الغوا بعض كتبه.
تمتاز معظم الدول الاسلامية بالتخلف في الصناعة و الابتكار و مجال الاكتشافات العلمية والابحاث المتطورة لأن العلوم الدينية عندهم اهم من العلوم البحتة المفيدة ، ويكثرون من كليات العلوم الدينية و ومدارس الفقة و تدريس القرآن ، ولا يهتمون في انشاء مراكز الابحاث العلمية و الدراسات الستراتيجية ولا يواكبون التطور العلمي السريع . و يهتمون بتخريج مئات الاف من اصحاب العمائم و رجال الدين الغير منتجين من المدارس و المعاهد الدينية والذين لا يعرفون سوى علم اللغة و الكلام والثرثرة وراس مالهم كتب التراث الديني وقال الله و قال الرسول . ولا ينتجون شيئا مفيدا لبلادهم و مجتمعاتهم .
اكثر الرجال شهرة في بلاد المسلمين بين عامة الشعب هم رجال الدين وشيوخ الدجل ، واصحاب اللحى الطويلة و الجباه المختومة بالسواد . فعند زيارتك الى المدن الاسلامية البحتة والتي فيها المراقد الدينية او الحوزات او المعاهد الدينية مثل النجف و كربلاء و قم و الازهر تجد في شوارعها الاف و افواج من ارجال المعممين الغير منتجين اقتصاديا وعلميا ، و شيوخهم اعلى الناس صوتا و اكثرهم ظهورا على وسائل الاعلام و شاشات التلفزيون ، يعرفهم الناس اكثر مما يعرفون عن علماء و اساتذة الجامعات العلمية . يخدرون الناس بالدين و يغلقون عقولهم بتراث بالي اكل الدهر عليه وشرب لايفيد و لا يقدم الحضارة والمعرفة خطوة الى الامام ، بل يزيدون شعوبهم تخلفا . والادهى من ذلك ان الحكومات تدعمهم لتسهيل السيطرة على المجتمع الديني المتخلف .
في العراق يحتفل المسلمون هذه الايام بذكرى موت الامام موسى بن جعفر الذي قتله خليفة المسلمين هارون الرشيد ، فيحج الناس البسطاء و الفقراء و السذج و المغسولة ادمغتهم بالدين الى ضريحه بالملايين ، و تغلق الطرق و الشوارع امام السيارات ، و تكرس سلطات الدولة الشيعية عشرات الالاف من رجال الشرطة والامن و الجيش لحمايتهم من الارهابيين المسلمين الوهابيين السنة . وتعطل دوائر الدولة لمدة اسبوع كامل بسبب الزيارة المليونية ، وتلحق بالبلاد والعباد افدح الاضرار الاقتصادية والبلاد حاليا تشرف على الافلاس ، لكن المهم ان لا يزعجوا رجال الدين والمرجعية الشيعية من الذين يشجعون ملايين البسطاء للزيارة لينتفعوا هم وحدهم ، و لتذهب البلاد واقتصادها الى الجحيم.
في العراق - بلاد العجائب - يحتفل المسلمون و خاصة الشيعة منهم بعشرات المناسبات الدينية سنويا ، فكل يوم نسمع بولادة الامام فلان و مقتل الامام علان من الائمة المعصومين , و ذكرى ولادة فلانة و ذكرى موت فلانة من بنات او زوجات الرسول و احفاده . والدولة تغلق مؤسساتها و تجيّـش جيوشها وهي في حالة حرب مع الارهاب لحماية الزائرين و تهيئ باصات الدولة لنقل الناس مجانا الى مراقد الزيارات و الاضرحة ، وتُعمل المواكب الحسينية على طول الشوارع و في داخل المدن لاحياء ذكرى من قتل بايدي المسلمين قبل 1400 سنة خلت . فمالذي يستفيد المواطن و الدولة من كل هذا غير الخسارة في الموارد الاقتصادية و جهود القوى العاملة . اليس هذا يسبب التخلف الحضاري و التقدم الاقتصادي؟
الاب المسلم المتزمت يكون حريصا على تغطية شعر ابنته الصغيرة اذا ما بلغت السن التاسعة و لا يعير اهمية لتعليمها و مواصلة دراستها و تثقيفها و ايصالها الى الجامعة . بل يسعى جاهدا لتزويجها و هي صغيرة و قطع دراستها و ابقائها في البيت للتفريخ وانجاب الاطفال لزيادة عدد المسلمين .
اعداد الفتيات المسلمات في مدارس الدول الاسلامية يتناقص من المرحلة الابتدائية صعودا الى الاعداديات و الجامعات لعدم الرغبة في تبؤا النساء المراكز الوظيفية في البلد . لعدم توافق الدين مع تقدم المراءة و احتلال مكانة مرموقة في المجتمع . استنادا لحديث الرسول (لن يفلح قوم ولوّ امرهم امراءة ) . ويقولون المراءة نصف المجتمع ، في الغرب كل المؤسسات تديرها النساء بعدد اكثر او مساو للرجال . المراءة تقود الشاحنات الكبيرة و القطارات و تعمل في مجال التعليم و الادارة و الفنون ، بينما في الشرق و قلب العالم الاسلامي في السعودية يحرّم على المراءة قيادة سيارتها الخاصة ، و يجوز استخدام سائق هندي او بنغالي وهو رجل غريب عنها لقيادة سيارتها الخاصة .
الحروب سبب رئيس لدمار البلاد وخرابها و قتل العنصر البشري فيها و دمار للاقتصاد و الحضارة .
و الحروب و القتال من سمة الدول و الشعوب الاسلامية ، بسبب كثرة الجماعات الارهابية المتنافسة على النفوذ ، وهي في صراع دام ضد الحكومات ، فنرى في العراق وسوريا منظمة ( دولة الخلافة الاسلامية - داعش ) اكبر منظمة اجرامية اسلامية في العالم ، وقد فاقت منظمة القاعدة في اجرامها و وحشيتها و نشاطها الحربي تقتل البشر و تخرب البلاد والحجر لاعادة دولة الخلافة الاسلامية . يتقاتل المسلمون السنة مع الشيعة في حروب دامية بكل انواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة ويكفرون بعضهم بعضا بسبب خلافات مذهبية عقيمة ، تكرم كل منهم لجماعة ماتت وانقرضت منذ 1400 سنة ، السنة والجماعة تكرم خلفاء محمد الراشدين مثل ابو بكر و عمر وعثمان و زوجة النبي عائشة . و الشيعة يسبونهم ويلعنونهم لمواقفهم في سلب الخلافة من علي بن ابي طالب ابن عم النبي و صهره وتآمرهم عليه و محاربته وقتل انصاره في معركة الجمل . و تعاد هذه المذابح بين المسلمين بعد تغليفها بالسياسة ، فنرى احتدام القتال الشرس في اليمن بين التحالف الاسلامي السني المذهب بقيادة السعودية الوهابية و الامارات والاردن و مصر ، ضد الحوثيين الشيعة الموالين لأيران الاسلامية الشيعية التي تدعمهم ضد هذا التحالف الاسلامي السني وتمدهم بالمال و السلاح ، كما يخوض الجيش المصري السني القتال الضاري في صحراء و مدن سيناء مع عصابات سنية مسلحة وهابية وسلفية لجيش بيت المقدس تنتمي و توالي داعش الوهابي ويسقط كل يوم من الطرفين المسلمين قتلى و جرحى . و ليبيا دولة مسلمة ممزقة بين عصابات داعش الارهابية و وقبائل اسلامية مسلحة و بين جيش الحكومة الموقتة و ضحيتها المسلمون فقط من الطرفين . وكذا الحال في تونس و الجزائر و الصومال و جنوب السودان ، اما في افغانستان فعصابات طالبان لازالت نشطة رغم القصف الامريكي المدمر لقواعدها و اغتيال قياداتها ، ولازالت تفجر السيارات المفخخة في مناطق متفرقة في مناطقها و في باكستان المجاورة لها و في المناطق ذات الاغلبية الشيعية.
فما الذي كسبت الدول الاسلامية في سياساتها الاسلامية المتشددة و من تطبيق شريعتها غير التخلف و الفشل و الحروب و الدمار ؟ فهل تقدمت بسبب هذا كله خطوة الى الامام ام تراجعت الاف الخطوات نحو الانهيار و التخلف في كل المجالات بسبب الدين والشريعة و التناحرات المذهبية ؟



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يجري في العراق ؟
- العراق دولة يقودها اللصوص
- الدولة الدينية والدولة المدنية عند المفكّرفرج فودة
- اختلاف معنى الروح في القرآن
- رسالة الى الكاتبة فاطمة ناعوت
- المؤلفة قلوبهم
- الارهاب الوهابي يضرب اوربا مجددا
- الرد على تسائلات مسلم
- الاخوان المسلمين والفاشية
- العنف في المجتمع
- الجنة في الاسلام و المسيحية
- الانجيل او الخبر السار
- خديجة صانعة النبوة
- نساءٌ في حياة محمد
- المسلمون و الحروب الصليبة واوربا
- شذرات من وحي السيرة المحمدية
- اله الاسلام خير الماكرين
- اين قال المسيح انا الله فاعبدوني ؟
- هل كان محمد عقيما بلا ذرية ؟
- هل الهنا والهكم واحد ؟


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - الدول الاسلامية و التخلف الحضاري