شاهين خليل نصّار
الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 16:12
المحور:
الادب والفن
في حيفا قصص كثيرة يحاكيها الزمان
وروايات أخرى مخفية عن الأعيان
هناك حكايا مخبأة بين الأزقة والجدران
إنها لمدينة يعجب لها القادم من أي مكان
في حيفا، حدائق معلقة أنماها إنسان
جنة على الأرض ملأها الحنان
ويقين أنها كونية في كل زمان
لكن في مقابرها تخفي شجن
على ماضٍ كان لها مرصوص البنيان
ومجد تليدٍ يولد من قلب الدمار
* * * * *
شواهد حيفا تحكي أحداثا لا تعرف البدء
والنكبة لم تضع لها حدا ولا إنتهاء
تقصّ على مرآى العابرين منها افتراء
النظام السياسي الجديد الذي حطّ وسط الصحراء
بمعايير عصرنا شواهد قلّة قبل الاجتراء
ورغم شحّتهم، يزهو فيها الأبطال الشهداء
وعميدهم القسّام في بلد الشيخ يأبى الدمار
* * * * *
هناك لن يبكي الطفل على جد الجدِّ
ولن يعثر الباحث عن أسلافه بجدِّ
على إجابة عمّا حلّ بمصير الأعيادِ
ومع ذلك، قد يجد هناك من يشهدِ
على ازدهارٍ نما من قلب الدمار
* * * * *
تعلو الشواهد على قيام شعب من الحضيض
وبناء مجتمع تحطّمت ثناياه في أخاديد
منبع الديمقراطية الوحيدة في شرق جديد
رحل انتداب وحلّ غريب أعجمي، سعيد
بكارثة أنزلها على الأصلانيين الأجاويد
استقبلوا شعبهم القادم من قريب وبعيد
ليعيدوا ترتيب أوراق البيت المجيدِ
* * * * *
قال شاعرنا، على صدورك باقون
مهما بقي الزعت والزيتون،
ونحن هُنا نرزح كالصوّان المصون
وإن حاولوا، لن نهجر الوطن
فنحن جددنا العهد أن نبقى كالحصن
ونرفع القضية، ونوضح لمجلس الأمن
أننا حفظنا ميراث الظاهر ونبقه علنِ
وللقسام سنخلّد ثورة انتهت بشجنِ
في حيفا المقابر تروي قصة شعب بنى نفسه من جديد وكوم ذاكرة خلدها باسطر من باب التتريخ. ففي الخمسينيات رحل القليل وفي الثمانينيات لأكثر. وفي القرن الواحد والعشرين ازداد الرحيل وبقي فيها مستقبل الحب والحياة مزدهرا مبشرا بالخيرِ...
شاهين نصّار
حيفا، 30-4-2016
#شاهين_خليل_نصّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟