أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاهين خليل نصّار - كيف وجدت نفسي مدافعا عن الحركة الإسلامية؟















المزيد.....

كيف وجدت نفسي مدافعا عن الحركة الإسلامية؟


شاهين خليل نصّار

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 18:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تستعر نقاشات الفيسبوك وتويتر في هذه الأيام في فلسطين الداخل حول مسألة حظر الحركة الإسلامية الشق الشمالي كليا في إسرائيل، ‏وخصوصا حول مسألة الجدال والسجال بين دعم الخطوة الإسرائيلية وبين دعم الحق الفلسطيني بوجود حراك سياسي داخلي شرعي ‏وإن كان لا يتفق مع آرائنا السياسية أو رؤيتنا الاجتماعية ولا حتى الدينية.‏
اعتبر العديد من المغردين والمعلقين أنه يجب بالفعل حظر الحركة الإسلامية التي تتماشى وآراءها مع حركة الإخوان المسلمين ‏المصرية، في ظل الهجوم المشابه على الإخوان في مصر وحظر الحركة هناك ومنع تحركاتها واعتقال مسؤوليها، الأمر الذي لم ‏يحدث بعد في إسرائيل، فقط لمجرد أن النظام القضائي يختلف قليلا بل وربما لأن الوقائع والواقع مغايرين، ولكننا لسنا في هذا الصدد ‏الآن. ‏
وقد أعلن المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر في ساعات الصباح الباكر أمس الثلاثاء عن إخراج الحركة الإسلامية الشمالية عن ‏القانون، وذلك بسبب "تحريض نشطاء الحركة الإسلامية على العنف والترويج للكذب من خلال شعار الأقصى في خطر، والادعاءات ‏المستمرة بأن إسرائيل تعمل على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى". وجاء في قرار المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي أن ‏‏"الحركة الإسلامية في شقها الشمالي "حرضت على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى من خلال الرباط في المسجد الأقصى ‏الأمر الذي أدى الى استفزازات دفعت الى زيادة التوتر في الحرم القدسي الشريف مما أدى الى موجة من أعمال العنف بسبب ‏التحريض والدعاية التي روجوا لها".‏
أكتب هذه المقالة ليس دفاعا عن الحركة الإسلامية، التي برأيي تشكل خطرا على جماهيرنا العربية في الداخل وعلى مشروعنا ‏العلماني اليساري، ولكن القضية هي ثنائية المعايير والتلون الاسرائيلي في تعاملها معنا كعرب فلسطينيين من مواطنيها.‏
القضية هي كالتالي، طالبت مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية العربية في إسرائيل، ومؤسسات حقوق الإنسان الإسرائيلية عموما، ‏وبينها مركز مساواة لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل، مركز عدالة، الائتلاف لمناهضة العنصرية في إسرائيل (والذي يضم 37 ‏مؤسسة وجمعية حقوق انسان في إسرائيل، والذي عملت كمنسق إعلامي له في السابق)، والمركز الإصلاحي للدين والدولة (مؤسسة ‏تضم ناشطي حقوق إنسان من اليهود المتدينين الإسرائيليين)، وغيرهم بإخراج جمعية "لهافا" العنصرية الفاشية اليمينية الإسرائيلية ‏التي تعمل بحسب قولها على "منع اختلاط النسب" (بين اليهود والعرب) ومنع الزواج المختلط، ولكن نشاطاتها تتعدى ذلك بكثير بل ‏وباتت منبرا للتحريض الأرعن على مجتمعنا العربي في الداخل والفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ومعظم أعضاءها ‏وناشطيها هم من أتباع اليمين المتطرف وجماعة كهانا وحزب "كاخ" الذي حظرته محكمة العدل العليا في الثمانينيات من القرن ‏المنصرم. ناشطو هذه الجمعية يحرضون على العرب الفلسطينيين بشكل دائم، ان كان عبر مناشيرهم العنصرية التي يدعو بعضها ‏لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل اليهودي الثالث على أنقاضه أو لطرد الفلسطينيين العرب من موطنهم الأصلي أو عبر تنفيذ ‏اعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية، أو تخريب ممتلكات وثقب اطارات وشتى الجرائم العنصرية تحت مسمى "تدفيع ‏الثمن". يذكر أن اثنين من أتباع كهانا أقدموا على احراق منزل آل دوابشة وقتل أفراد العائلة في قرية دوما شمال الضفة الغربية قبل ‏شهرين تقريبا.‏
الحكومة الإسرائيلية ولا المؤسسات القضائية قبلت بإخراج هذه الحركة وأعضاءها عن القانون، بادعاء حرية التعبير عن الرأي. ‏ورغم علم الشرطة الاسرائيلية والشاباك بخطورتها فقد رفضت حتى الآن حظرها. ‏
لا أتفق مع الحركة الاسلامية بأي شيء ولن أتفق معهم، فأنا ملحد وهم متدينون بشدة، بل إن بعض أعضاءها متطرفون ويرفضون ‏تقبل الآخر وأفكاره وحرية معتقداته. هذه الحركة لا تؤمن بالمساواة بتاتا، وترفض حقوق المرأة وتعادي حقوق الإنسان التي نطالب ‏بها كأقلية فلسطينية مقموعة. وفقط في العام الجاري قتلت عشر نساء بحجة "شرف العائلة" في الداخل الفلسطيني، وأطلقت النيران ‏على ناشطات نسويات دعون لتنظيم سباق ركض نسائي في الطيرة وهي بلدة عربية داخل إسرائيل. كما أنهم يرفضون حق الانسان ‏في ان تكون له ميوله الجنسية الخاصة وإن كانت لا تنطبق مع رؤيتهم للأمر، ويرفضون حتى الاختلاط بين الشاب والفتاة، وفي أيام ‏دراستي الجامعية حتى غادروا قاعة مؤتمر عندما نظمت لجنة الطلاب العرب حدثا بمناسبة ذكرى النكبة بداعي أن فتاة كانت تغنّي ‏علما أنهم كانوا ضمن المسؤولين في لجنة الطلاب العرب التي نظمت الحدث بذاته.‏
بغض النظر عن ذلك، فإن التطرف الإسلامي في مجتمعنا آخذ بالازدياد في الآونة الأخيرة مع صعود حركات إسلامية في سوريا ‏كداعش والنصرة وغيرها، والتي بدأت طريقها في كنف حركة الاخوان المسلمين السورية. ‏
انتفضنا للنساء والمرأة وللمثليين وحقوقهم كبشر مثلنا مثلهم متساوون في كل شيء.‏
بنظري لا فرق بين لهافا وجماعة كاخ الفاشية وبين الحركة الإسلامية – الشق الشمالي على الأقل.‏
ولكن عندما يأتي الأمر للدفاع عن حقنا في الوجود وحقنا في المعتقد في الداخل الفلسطيني، فتجد نفسك تصارع نفسك، كيف لي أن ‏أدافع عن حركة أعتبرها ظلامية كهذه؟ بكل بساطة عندما يوجد خطر أكبر يرزح على مجتمعنا الفلسطيني من المؤسسة الاسرائيلية ‏الحاكمة، فالواجب هو الوقوف يدا واحدة، فاليوم يستهدفونهم وغدا يستهدفوننا.‏
بعيدا عن السياسة، تلقيت مؤخرا دعوات بالقتل من داعشي سوري عبر تويتر، بسبب كوني فلسطينيا علمانيا وهؤلاء لا حديث معهم، ‏لكن الحركة الإسلامية في الداخل لا تزال جسما شرعيا في مجتمعنا الفلسطيني وإن كنا لا نتفق واياه. ‏
هكذا وجدت نفسي أدافع عن حق الحركة الإسلامية بالوجود والنشاط، مع كل التناقضات في الأمر.‏
في الختام لا بد من التنويه له هو أن مطلب بعض أعضاء الحركة باستقالة أعضاء الكنيست العرب من الكنيست بسبب حظر الحركة ‏لهو مطلب حقير ودنيء ببساطة لمجرد أنها لا تعترف أصلا بحق تواجد ممثلينا العرب في الكنيست.‏
‏* كاتب فلسطيني من حيفا

‏ ‏



#شاهين_خليل_نصّار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحتها
- إنتقام أمريكا وانجلترا من الفيفا ولعبة قطر القذرة
- شبتُ
- غمزة
- إعزفيلي
- رُديّ الروحَ
- فخار يكسر بعضه بلجنة المتابعة


المزيد.....




- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاهين خليل نصّار - كيف وجدت نفسي مدافعا عن الحركة الإسلامية؟