دلالات رفع علم السعودية في ذكرى تحرير سيناء! !

بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 5145 - 2016 / 4 / 27 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كتبت مقالا تحت عنوان " احتفالات لا مظاهرات في ذكرى تحرير سيناء" تم نشره في الثامن عشر من أبريل الحالي في موقعنا المتميو الحوار المتمدن ، قلت في هذا المقال ما نصه: "
إن خيال الداعين لمثل هذه التظاهرات المريض يصور لهم أن عجلة الزمن يمكن أن تعود للوراء، فيثق شعبنا المصري فيهم، متغافلين أنهم قد كُشِفُوا تماما وأن جميع أوراق التوت قد سقطت عنهم وأن ألاعيبهم وحيلهم لم تعد " تنطلي " على أبناء الشعب المصري هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن تقييمهم لثقة أبناء الشعب المصري في قائدهم تقييم الواهم الذي يمني النفس بالفوز ب " يا نصيب " لينقله من حال رثة إلى أخرى، ذلك ال " يا نصيب " الذي لن يأتي لهؤلاء أبدا لأنهم يحملون قلوبا سقيمة وعقولا مريضة، فشعبية الرئيس السيسي إن لم تكن في زيادة فإنها لم تتزعزع في نفوس أبناء الشعب المصري الذي يبرهن يوما بعد يوم على ذلك وسيأتي يوم الخامس والعشرين من إبريل ليحتفل فيه الشعب بذكرى تحرير أرض الفيروز سيناء الحبيبة ليؤكده التفاف الشعب حول قائده للنهوض بمصرنا الغالية"

ولقد صدق حدسي وجاء يوم ذكرى تحرير سيناء احتفاليا بمناسبة عزيزة على نفس كل مصري، فلم تستطع البلطجة الثورية - إن جاز التعبير - أن تفرض على الدولة سيناريو محددا من كر وفر وهتافات وفوضى، ففي الوقت الذي أعلن فيه من يطلقون على أنفسهم نشطاء أنهم لن يلتزموا بقانون التظاهر وأنهم سوف يخرجون متحدين القانون، كان هناك على الجانب الآخر من أعلنوا عن احتفالات بذكرى تحرير سيناء ملتزمين بالقوانين؛ حيث استصدروا تصريحات لهذه الاحتفالات الوطنية التي حرصت على حمايتها – كما حمت مؤسسات الدولة العامة والخاصة - المؤسسة الأمنية .

صَبِغَت الموسيقى والأغاني الوطنية - كما هو الحال في مثل هذه المناسبات - الاحتفال بعيد تحرير سيناء الرابع والثلاثين، كما ارتفعت أعلام مصر خفاقة، ولم يخل الاحتفال من بعض رقص، ووجود علم المملكة العربية السعودية، حيث كان الاحتفال بمناسبة ذكرى تحرير سيناء هذا العام متزامنا مع ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، هذا الترسيم الذي صاحبه الكثير من الجدل والعظيم من اللغط، وهو نفسه السبب الذي كان قد أعلن النشطاء!! عنه لحشد الشعب ضد هذا الترسيم، الذي عادت بمقتضاه جزيرتي "تيران وصنافير " للمملكة العربية السعودية.

لم يكن للمنادين للمظاهرة المناوئة للرئيس عبد الفتاح السيسي من أي أثر في الشارع، هذا الأثر الذي كان يُعَوِّل عليه أعداء نظام الرئيس السيسي والذين جَنَح خيالُهم بعيدا بل اشتط اشتطاطا فوجدنا من يتصور - في أحلامه - أن النظام قد سقط وأن جماعة الإخوان في طريقها للعودة لسدة الحكم، ولكن لم يستجب لدعوة الداعين أيٌّ من أبناء مصر، فأخذ الواهمون يفتشون ويبحثون ويتعبون العين في الحصول على صورة لعلهم بها يفسدون تلك البيعة الجديدة للرئيس السيسي، فإذا بهم " يتعلقون " بصورة مَن حمل علم المملكة العربية السعودية ليصفوا من احتفل بهذه الذكرى المجيدة بالخيانة، بل وصل ببعض المُنَظرِين أن قارنوا بينه وبين علم القاعدة في تلك المظاهرات التي كانت تخرج تأييدا للرئيس المعزول محمد مرسي والتي كان يرفع فيها علم القاعدة، وهؤلاء يريدون من هذه المقارنة - غير المستقيمة - أن يبثوا في النفوس سموما.

إن رفع علم المملكة العربية السعودية في الاحتفالات بتحرير سيناء، جاء رد فعل من بعض أبناء الشعب المصري ليعلنوا من خلاله تأييدهم المطلق - بطريقتهم الخاصة - للرئيس عبد الفتاح السيسي من ناحية ومكايدة في أعدائه من ناحية ثانية، وصفعة قوية على وجه من يدعون أن لهم شعبية وهمية من ناحية ثالثة.

#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل