أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ساعة قامشلو2














المزيد.....

ساعة قامشلو2


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


ساعة قامشلو

إبراهيم اليوسف


شدِّي الرحال في دمي
ما استطعتِ
وما استطعتُ
وكأننا منقطعان منذ سحابة سوداء
كفى جفلة باهتة...!
كفى انتكاساً من صفرة عرجاء
هلا ترجل أي منا عن ظهرالسهو
لا تقولي عني تأخر...!
لا تقولي عني استبكر اللعاب
أو استبق الخطى في الأوبة
كان علي أن أغدو كما صورتي هذه
خلف جفونك المسدلة كخريطة.....!
خاصرتك باحت بما لم تخفه من خاتم أخير
والحساسين كانت تتلاشى هباباً في الأفق
لا تشفع لها أعشاش ولا فراخ منظرة
كتابك فتحته
على صفحة نيسان
أعرف أين أصبت
وأعرف أين أخطأت
مازالت أرغفتك في صرَّة أمي
وهي تظللني في المغتربات
مازالت صورتك في ابتسامتها
معلقة الأثير والوعود
ها أنا الآن
لا أهادنني
كما عهدت لهفتي وآلامي
كما تحيله إلي أرصفتك
لم أذوِ على داليتك كعنقود ملحاح من حلم
ولم اسم إلا في سجلاتك فحوى أزل أو أكثر
نشيدك حليبي المعلن
بكائي المتواصل
أصابع مربيتي الحنون
أفتح فمي على مسغبة قديمة
دم واقعي
وأنين متخيل
أرضع من ثدي غيمتك اللغة
ما فتئت تناولك روحي في هزائمها المتتاليات
متكئة على أريكة الجبل البعيد
في ذروة الاعتراف
لا تقولي لأحد لم يسمع
لا تقولي لأحد لم أناده
كل ذلك كان على حين غرَّة
أعرف الكثير من أخطائي الآن
لقد تركتك وأنا أتابع جفلتك أمام منظر القناص
في أعلى مئذنة المدينة
هو يكرِّر نفسه في إملاء عسير
يكرِّر بحَّتك في صوت المؤذن
ما من أحد تردد
ما من أحد ردد سفاهة الذبول
كل شيء في ذلك الوقت كان كماعليه
دمك كان يمطر في كراريسي
وتنهض في الألوان صور الأطفال في قمصان الذعر
حنو الأمهات والآباء
استنفار الأخوة
رحت أسير في حاراتك
الابن الذي احتضنته ذاته
حمم النار كانت تأكل ما في ساعة يدي من بهجة
استعدت التواريخ اثنتي عشرة سنة كاملة
ما دمت أحتفظ برائحة بارودها
وقمصان الدم
وعويل الأمّهات
دمك لم يتوقف قيد هدنة
دمك لم يهادن قيد قبلة
هل لدي سوى هذه الإفادة؟
ربما أقول: بلى...!
ربما أقول: لا.....!
سيان، الأنين، مادامت المقبرة فاغرة شدقي الانتظار
لم أستدرك الرصاص الخاطىء
لم أستدرك الرصاص المصيب
كلهم بدوا في تلك اللحظة تحت شالك
ينسجون ملحمة مختلفة من مفردات معاجمهم
ثمة ما أدونه عني في مشهد الرجاء
ثمة ما أدونه علي في مشهد الرجاء
ثمة مهرج في أوج اللغو
يستعرض أصداءه الملونة
بهرجاته
بهلوانياته
خديعته نفسها
لن أغفل عنك رمشة روح حارة
أرصفتك تنتفض في جبلة الهباب
دم وبارود
أشلاء
بيت يكاد ينفض آخر من استعصى على اللعبة
شارع يستعيد الظلال الغاربة منذ مباغتة مجنونة
حي غضاري يرمي أثقاله ونياشينه على غير هدى
مدينة تتضاءل في كاميرا المصور التلفزيوني
لاضير، يا ملكتي، لاضير...
كثيراً ما لاح لي المشهد
وأنا بين يديك أو ناء
كل شيء في دورة عارضة
لم أحتج إلى نظارتين لأراك
ولا إلى بوصلة لئلا أتوه
ليس بيننا هذا البون من وجوه الغرباء
المشهد هو نفسه
القاتل هونفسه
أنا نفسي
وأنت نفسك
ليس بيننا ما يعكر الصدى من جدران
شدي الرِّحال إلي في هذه الاستراحة بين حربين عابرتين
كما كانت تقتضيه صكوكنا الطفلة من قبل...!
شدي الرحال إليك..!
وانهضي في دمي
لست من يتأخرعنك
لستِ من تنامين على الرَصيف الغريب..!.
22-4-2016






#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبريئيل موشي
- عشية عيد الصحافة وبمناسبة عقد مؤتمرالكتاب والصحفيين:
- عشية مؤتمررابطة الكتاب الكرد حوار مع موقع ولاتي نت
- بروفة فيدرالية وقصف واقعي- رداً على المفكر الفلسطيني سلامة ك ...
- خالد إبراهيم يحاور إبراهيم اليوسف
- الفيدرالية في نسختيها الاستباقية والمأمولة
- خطاب السعار
- على أبواب جنيف 3 سوريا:صورة فوتوغرافية متخيلة بالأسود والأبي ...
- أزمة المثقف الكردي
- هل يقتل الفنان التشكيلي نفسه حقاً؟ الفنان مالفا أنموذجاً
- من قتل الرئيس السوري؟:حكاية هرشوالبرازي الذي قتل سامي الحناو ...
- قامشلي الوادعة في معادلاتها الموقوتة
- في استقراء الأبعاد الثلاثة: بدلاً عن مقدمة-لديوان إلى مشعل ا ...
- عودة الروح في المجلس الوطني الكردي وأسئلة السياسي والثقافي
- آلة الاستبداد ولذة المواجهة (شهادة ذاتية)
- جكرخوين في آخر مظاهرة له في قامشلي:
- أكون ولا تكون....!
- إلى متثاقف نطاط:
- أحد مشوهي تفجير-قامشلي الإرهابي-:أحمد خوجة صورة فوتوغرافية.. ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة1


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ساعة قامشلو2