أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - على أبواب جنيف 3 سوريا:صورة فوتوغرافية متخيلة بالأسود والأبيض















المزيد.....

على أبواب جنيف 3 سوريا:صورة فوتوغرافية متخيلة بالأسود والأبيض


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5082 - 2016 / 2 / 22 - 04:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على أبواب جنيف 3
سوريا:صورة فوتوغرافية متخيلة بالأسود والأبيض
إبراهيم اليوسف


كيف تتصورخريطة سوريا المستقبل؟.
سؤال طالما يطرح على السوريين، بعد إرث الدم الهائل، المتراكم، عبر خمس السنوات من القتل والدمار في هذا البلد، حيث تعيا إحصاءات الرصد عن تحديد أعداد الضحايا الأبرياء، ومساحات الخراب، وهي تقدم مقارباتها الواخزة لما تبقى في الضمائر من الحية، من أرومة النخوة، وهو بدوره سؤال إشكالي، على الأصعدة كلها، لاسيما عندما يكون المجيب في مقامي الاهتمام والدقة:
كيف تتصور خريطة سوريا المستقبل؟
بعيداً عن كيفية رسم الشكل الأول لهذه الخريطة، في الرحم السايكسبيكي 1916، ضمن إطار المنطقة كلها، وما أثير من لغط آنذاك، بين مذعن، ومحتج، لا يد لكليهما، في ما رسمت لهما من مصائر، حيث ثمة وصي غربي قدم نفسه، وهو في بزة أحد أشكال الاحتلال، كي يفكر عن الموصى عليه، لا الموصى به- وإن كانت الوصاية في الأصل معدومة- محدداً بذلك قدره التاريخي الذي بات يتآلف معه، من دون متابعة مسارذلك، حيث سياسات الدكتاتوري، ومكيجات المحو والصهر، التي راح يوزعها وفق موازين آلة الاستبداد، البعثوي، فلا منجاة لأحد منها، كي ينال كل منهم حصته بالقدر المرسوم، أو العبثي المهندس، كي تؤول الأحوال إلى لحظة الانفجار.
كيف تتصور خريطة سوريا المستقبل؟
من حق السؤال، لما يتكهرب به من حساسيات، أو"حزازيات"، كما يقولها ابن المكان المعني، في الفضاء ذاته، أن يحتل هذا القدرمن العناية، لديه، كما لدى المعني به، وهو في موقعه غير المسؤول، ليكون كلاهما غير قادرين على التأثيرعلى دفة سير الأمور، على اعتبار أن كل ما يجري منذ نقطة الدم الأولى التي جرت في إطار الثورة السورية، وحتى النقطة التي لن تتوقف بعد أية مصالحة ما فوق وطنية، أو حتى وطنية، وما تحت وطنية؟- وأنى هذه الوطنيات أصلاً؟-بعد تنطع اللاوطني كي يكون في مواقع تمثيلها، في المحافل، والمؤتمرات، وواجهات الثورة، وهو نعت لا يطلق عليه-هنا- إلا بعد فشله في امتحانات تمثيل من تقدم باسمهم، عبر أوراق غير رسمية، إلى الدرجة التي بات فيها شريكاً للقاتل، متعدد الهويات، المحلية منها، والإقليمية، والدولية، في آن.
أجل، ولكي نعرف مصيراللوحة السورية في خريطتها، المستقبلية، بعد هذه السنوات الخمس التي غدت فيها، عرجاء، مشلولة، كسيحة، رهن المحو، وهي مخضبة بلوني الدماء والحرائق،فإنه لابد علينا أن نتذكرخريطة السوري، في أعماقه، بعد أن انفلتت الأهواء من عقالاتها، وباتت تتوالى انقسامات، وتجزيئات، إلى الدرجة التي بات هوى الفرد الواحد، أهواءمتناحرة، متضادة، بل هويات عصية على اللحمة، أوالجبر، أوالرتق، عبر الهروب إلى مرحلة ما قبل الدولة، بل ما قبل العشيرة، أو القبيلة، أو حتى ما قبل العائلة، أو الأسرة، وما قبل الأنسنة، بعد أن ضلع في كل هذه الوحشية، وهو شأن نسبة هائلة، تحت وطأة رحى الحرب: فاعلة أو مفعولاً بها، أو منفعلة إلى أقصى أمداء الانفعال.
ولم تعد خريطة السوري، المكانية، وحدها، تبوصل موقعه، بعد أن استيقظت-فجأة- كل هذه المتناقضات، المنومة، من تحت رمادها، لأن هناك سلسلة خرائط فاعلة في تحديد شكلها. إذ أن هناك مقابل هذه الخريطة أرومات خرائط، مستحدثة، واقعاً، أو مجازاً، تولدت تحت سطوة سايكلوجيا الحرب والمكيدة، إلى جانب أرومات خرائط ماقبل اللحظة السورية، وخرائط المحيط، التي طاولتها الأيادي القريبة والبعيدة، الإقليمية، والإسلامية، والكونية، بما أوصلها إلى مهاوي لزوم المعادلة التي لا يمكن أن تستقيم ضمن حدود ما قبل المعجزة الآدمية.
ثمة قلق رهيب، ينتاب السوري، في عمقه، ومحياه، داخل معادلة المكان، أو خارجها، وهو يجلي البصر، كي يسترئي ما بعد دخان الحرب، وركامات الجثث والدمار، حيث لايبدو جلياً، في لحظة الغبش، والتضبب، كل ما هو مكمون، إذ لابد من استقامة أطراف معادلات شتى، مشوشة، يختلط فيها فايروس النظام، بفايروسات المعارض الذي نشأ في أحضانه- وهو ما لا يعمم البتة أمام حالات الاستثناء وما أكثرها..!- بالفايروسات الأممية، لاسيما في تصنيفيها:الروسي والأمريكي، إضافة إلى ما هو متأسلم، كي يزداد التهاب الصفيح، وهو يتحول إلى سفود لامنجى لأحد منه، وإن تفاوتت درجات أذاهم، بتعدد ذواتهم، ومدى درجات القرب أو البعد من من الكور الأتوني الذي لما ينطفىء بعد..!.
لا حل البتة، لمعضلة السوري، على المدى العياني، إلا بإيجاد تلك المقدرة على إقصاء القاتل، بهوياته المتعددة، عبرفرض إرادة إقصاء"القاتل" المستنسخ عن"القاتل الأول" على أن يكون هذا الأخير، أولهما، مادام أنه أول القتلة، وإن كانا متوازيين في الحكم، بل إقصاء كل من سال هذا الدم السوري في حضورهم، ومن عداد هؤلاء: مفاوضواليوم، ومن يتنطعون كي يكونوا مفاوضين، وهم شركاء بأدوارهم، في ما آل إليه المشهد السوري، كي يجلس السوريون، على اختلاف أهوائهم، ورؤاهم، على طاولة محايدة، مستبان مافوقها، أوماتحتها، وما وراءها، وما حولها، ليمنحوا كل ذي حق حقه، ضمن الفضاء الذي يتفقون عليه....!.
الحديث عن المرحلة الانتقالية في سوريا، والتي كانت لعقود أحد شطري دولة البعث، يحيل إلى تخيل حال الشطر الأول، أي: العراقي، في راهنيته، وبعد عقد ونيف على سقوط نظامه، وإطلاق الإرهاب من عقاله، لاسيما أن نظام الشطرالسوري وراء ما وصلت إليه الأمورفي الشطرالمقابل، من خلال استبكار مواجهة الثورة قبل ولادتها، ببضع سنوات، وتحديداً منذ أن تم إطلاق خطاب"المقاومة" الملفق، التضليلي، وما نجم عنه من تصدير لمن سميوا ب"الجهاديين" الذين ولدوا من رحم أجهزة الاستخبارات السورية التي راحت تخطط للقتال من أجل كرسي النظام، على أرض غير سورية، فكان ذلك، ولا يزال، في تواز مع ما هو سوري، حتى في استنبات أعتى أشكالها الداعشية، أوالمابعد قاعدية.
إن هذا الاتفاق، لايمكن أن يعول عليه، في صورته هذه، ضمن سلسلة الجنيفيات المتسلسلة، حتى الآن، المحكومة بإرادة أو فعل قوى الدفع إلى الحرب القائمة ذاتها، مادام أن هناك من يعطي القاتل حقه في التفاوض، ومادام أن بعض السارقين، أوالمتواطئين، مفاوضين، من ضمن هيئات سورية فقدت مصداقياتها، وهنا، فإنه لابد أن تكون هناك إرادة عليا تواصل التصورالعام، لاتكون فيها الغلبة لطرف دولي، دون آخر، مع التركيز على إبعاد من آزروا القتلة، متباهين، بأفاعيلهم، لأن أمكنتهم محاكمات التاريخ، لاسدة التحكم بمصائر الأمم والشعوب.

*المقال كتب عشية الجولة الأولى من جنيف 3



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة المثقف الكردي
- هل يقتل الفنان التشكيلي نفسه حقاً؟ الفنان مالفا أنموذجاً
- من قتل الرئيس السوري؟:حكاية هرشوالبرازي الذي قتل سامي الحناو ...
- قامشلي الوادعة في معادلاتها الموقوتة
- في استقراء الأبعاد الثلاثة: بدلاً عن مقدمة-لديوان إلى مشعل ا ...
- عودة الروح في المجلس الوطني الكردي وأسئلة السياسي والثقافي
- آلة الاستبداد ولذة المواجهة (شهادة ذاتية)
- جكرخوين في آخر مظاهرة له في قامشلي:
- أكون ولا تكون....!
- إلى متثاقف نطاط:
- أحد مشوهي تفجير-قامشلي الإرهابي-:أحمد خوجة صورة فوتوغرافية.. ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة1
- بعد مئة عام على تأسيسه: أسئلة المشروع القومي وأخطار تقرع الب ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة
- -على هامش أطروحة المنطقة العازلة-: التدخل التركي واقعاً وتحد ...
- عبدالباقي حسين كان عليك أن تنتظر أكثر..!
- بطولات جبان
- بطولة الماضي والزمن المضارع...!.
- نداء إنساني:انقذوا اللاجئين السوريين في معسكرات اللجوء البلغ ...
- دمشق/تدمر/ قامشلي:


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - على أبواب جنيف 3 سوريا:صورة فوتوغرافية متخيلة بالأسود والأبيض