أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - السياسة الليبية ..وعاهاتها اللبرالية والدينية والأمازيغية















المزيد.....

السياسة الليبية ..وعاهاتها اللبرالية والدينية والأمازيغية


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح نريد أن نعيش بالأمل في توافق ووفاق بين الساسة في ليبيا إلا أن الممماطلات والإخفاقات التي نعيشها تدل على وجود تشوهات خلقية بالفكر السياسي الليبي. باستثناء أتباع المفكر الأوحد في ليبيا من يمارس السياسية اليوم أما مسجون أو منفي وهذا ربما أنتج لنا عاهات في الفكر الديني واللبرالي بل وصل التشوه الفكري لشأن الأمازيغي أو القضية الأمازيغية.
قبل 17 فبراير عاشت الحالة السياسية في الخفاء ولم يمارسها الليبيون والليبيات داخل حلبة الواقع أو الفعل السياسي. بل ربما لا نبالغ لو قلنا بأن السياسة نمت وترعرعت مشوهة داخل أقبية السجون وبالمنفى بعيدا عن الواقع. وجميعها لا تملك واقع المعطيات أو معطيات الواقع بكل بساطة لأنها فقدت الاتصال أو التواصل بالواقع ومعايشة الواقع.
تنويه هام:
المقالة لا تستنقص من الدين أو اللبرالية ولا الأمازيغية ... فالعاهات المقصوده والتي يناقشها الكاتب هي تلك التي يحملها البعض و يمارسها الأخر لتهوي بفكر الإنسان من أحسن تقويم لترتد به إلى أسفل السافلين!!!! فالعاهات هي نتيجة فعل الفاعل الإنسان بالدين واللبرالية والأمازيغية المفعول بهم.
السياسة القذافية:
لا نريد أن نشطح بالحياة السياسية في ليبيا بعيدا عن نصف قرن. وهنا سنجد أنفسنا ضمن إطار حديدي يمنح ممارسة السياسة وبشروط الحارس والسناريونست كاتب النص. فالسياسة الوحيدة التي سمح بها الدكتاتور معمر ممارستها داخل سياج ملغم باللجان الثورية ومفخخ بعناصره الأمنية .. هي المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية. هذه السياسة دفعت بمعظم الجادين في ممارسة السياسة دخول السجون أو الجلاء داخل الوطن أو العيش خارجه. فالمنتج السياسي تحت الأرض أو خارجها اعترته عاهات انعكست عل الأداء السياسي بعد 17 فبراير. وهنا نجد أن تلك العاهات رافقت الأداء السياسي المتعثر حتى تاريخ اليوم. فكيف يمكن مناقشة هذه العاهات؟

العاهات والبراللية:
أكبر مشكلة بالعاهة اللبرالية ..نجدها بالكثير ممن يطلقون على أنفسهم بأنهم لبراليون ويرون في كل من يدخل المسجد عدوا لهم. فاللبرالية في نظر الكثير من الرجال انحلال وتفسخ وعربدة وسكر !!! بينما ترى بعض النساء العفة والطهارة ولباس الحشمة، ليس بالضرورة غطاء الوجه، رجعية وتخلف وردة لعصور الديناصورات. هذا الفهم يمارسه بعض الساسة في ليبيا فأنتج لنا عاهات فكرية لا تتحمل أن تشتم رائحة التدين ولو من مسافات ضوئية.
من حق كل إنسان أن يمارس حياته بحرية ما لم تؤثر سلبا على الأخر أو تجلب الضرر للبيئة والناس. لا ندري ما الضرر في دخول الناس للمساجد أو عباد الله ولكننا نقدر من يقول بغياب الأمن عندما يدخل اللباس الخليجي (السواد من منبت الشعر إلى أسفل القدم) لمؤسسات الدولة والحياة العامة هنا نتفق مع اللبراليين ولكن بدون أن ينسب ذلك للدين الإسلامي !!! أما بالنسبة لنساء النبي عليه الصلاة والسلام فهذا يخصهن وبالتأكيد لم يكن يتحركن لوحدهن بالرقعة الجغرافية التي عاشوا بها ولم تثار الشكوك حول هويتهن.
فهم بعض الممارسين للسياسة بأن اللبرالية تفريغ الإنسان من القيم الروحية أفرز عاهات سياسية. وهذا سينتج بالتأكيد عاهات سياسة لن تخدم الوطن والمواطن. هذا العاهات نراها تريد القضاء على ظاهرة التدين بليبيا ولو كلفها رمي الناس ببراميل متفجرة وبحجج مكافحة الإرهاب الواهية.

العاهات والتدين:
التدين رغبة أكيدة وجامحة أحياننا في النفس البشرية. فيجتهد الإنسان في صناعة دين عندما لا تصله رسالة سماوية أو رسول مبعث. هذه الغريزة الإنسانية تتفاوت عند البشر بل هناك من ينتشي أو يتلذذ بالحالة الدينية فيتخيل أنه الوصي على الدين وربما صاحب هذا الدين. لذا نلاحظ بعض القادة المتدينين يسقطون في نشوة تدينهم عندما لا يتصلون بالواقع ولا يستخدمون نعمة العقل، بل يذهبون إلى نصوص ظنية الدلالة، فيحيد القائد بأتباع الدين عن دينهم ليصيروا اتباعه هو وهنا يبدأ مسلسل تشويه الدين بعاهات قد تكون مستديمة. فنجد القائد أو المسؤول السياسي المتدين يرفض كل أشكال الاختلاف معه وينسى قوله تعالى: " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين " فعدم استيعاب حقيقة الاختلاف وقبولها من الأسباب الرئيسة في تشويه الدين وبروز عاهات لبعض من يدعون التدين ويمارسون السياسة.
فعدم قبول الأخر باسم الدين انطلاقه نحو التشويه لهذا الدين. ففي ليبيا وصل التمذهب إلى مرحلة تكفير المسلم المتبع لمذهب مخالف. بل وصل الأمر إلى تكفير موحدين يشهدون أن لا إله إلا الله لينتهي بهم مسلسل العاهات بالقتل وغنيمة الأموال وسبي النساء. هذا الأمر الذي لا يمكن قبوله بعد أن تطورت الحياة الانسانية والحقوقية لمرتبة لا يمكن أن تسمح به قوانين العالم الدولية بممارسة الاضطهاد باسم الدين على أي إنسان.
وصلنا إلى كوكب الأرض بدون أن نختاره ولكن الخالق سبحانه حرص على تهيئة هذا الكوكب بسبل العيش ليختبر قدراتنا على التعامل الأفقي مع الأرض وعمارتها و يحاسبنا على علائقنا الأفقية بالحياة النباتية والحيوانية والإنسانية ووعدنا بنقلنا إلى حياة أخرى فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. واستأثر لذاته وصفاته العليا بعلاقتنا العمودية بحيث جعل محلها القلب بحيث لا يستطيع أحد الانحشار بين العبد وربه. للأسف المتدين المغرور المعوق يظن بأنه شريك الخالق سبحانه في محاسبة الإنسان فيعطي الحق لنفسه أن يقرر مدى صلاحية سرية مناجاة الإنسان لربه ويبالغ في مناقشة شريعتها من عدمها وكأنه مفوض من الله بالتدقيق في علاقة الإنسان بربه وصلاته التي يتقرب بها لله.
بل ويعطي بعض الساسة باسم الدين حق مصادرة الحياة لكل من يختلف معهم في الاجتهاد مدعين بملكيتهم للحق الإلهي في وقف نبض حياة لهذا الناسك أو ذاك العابد الذي لا تتوافق طقوس عبادته مع عللهم أو عاهاتهم. علينا قبول واحترام كل محاولة اجتهاد لكن لا يمكن فرضها على أحد أو تخوين من يملك وجهة نظر مختلفة... الاجتهاد الصادق النابع من تحقيق المصالح ودفع الضرر لا يمكن أن يكون سافرا بالتدخل البغيض في خصوصيات الإنسان. فبمحاولة التسلل لخصوصيات الإنسان تبدأ العاهات الدينية المرفوضة. كذلك ينطبق الأمر بإسقاط فهم بعض النصوص الدينية على علاقتنا بالناس دون أن يكون لها مشاركة في التعبير أو النقد. فالتدين لا يعني تحويل من كرمه الخالق: " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات " إلى قطيع من البشر يخضع لسلطة الراعي ولو كان بعاهة دينية!!!

العاهات والأمازيغية:
على المستوى العام قليل جدا من يرى اليوم في الأمازيغية إضافة للرصيد الثقافي واللغوي للأمة الليبية. أما على المستوى السياسي فالأمازيغية أما نكرة أو أداة توظيف مؤقتة لكسب معارك انتخابية وجمع أصوات الأمازيغ والأمازيغيات أو استغلال بشع لحسم معارك حربية قد لا يرقى فيها الأمازيغي عن دور البيدق في لعبة الشطرنج السياسة الليبية.

خلال حقبة القذافي فرضت الأحادية كفكرة ايديولوجية فكانت سياسية واقتصادية وحتى ثقافية واجتماعية. فلا يرى الدكتاتور معمر في ليبيا غير العرب إما الأمازيغ فما كانوا وجودهم بالنسبة له إلا أدوات يوظفها لخدمة نزواته الشخصية أو تأمين منظومته القمعية. فخلق تشوهات في الفكر تجاه الأمازيغية إلى أن تجرأ وقال في خطاب معلن الأم الأمازيغية التي تعلم أبنائها الأمازيغية فهي ترضعهم السم .. خطابه العنصري جسد الكراهية إلى أبعد ما يمكن أن تهوي به النفس البشرية إلى مستنقع الحقد والرذيلة.
يرى بعض الأمازيغ أنهم يملكون حقيقة الأمازيغية والبعض الأخر يظن بأنه هو الوصي عليها وهذا ما ينتج تلك العاهات التي تشوه وجه الأمازيغية بل وتهتك بتلك العاهات أحيانا عذريتها ليمتلكها كل من يرى بأنه مناضل ويستبيح لنفس كل ما يفعل بها. الأمازيغية آية من الله وكائن يعيش وينمو ويمكن أن يموت بعمر قصير أو طويل حسب الرعاية والاهتمام. فيا ليت شعري أرى الجميع يقبلون الاختلاف ولو الجميع أدعوا بأنهم أمازيغ أو أمازيغيات ويعملون من أجل الأمازيغية لغة وثقافة وحياة للحاضر والمستقبل.

اليوم وليس غدا:
قد يتوق البعض لما بعد الموت فيطلب الموت بطريقته .. وقد يفرض قرار الموت على البعض لخلل يرونه في عقيدتهم مع الله من قبل من يتكلمون باسم الرب مع إقرارهم بوجود يوم للحساب!! وهم بذلك يتدخلون في الشأن الرباني. لا يوجد متدين ينكر الحساب بعد الموت .. إلا أن بعض أصحاب العاهات يريدون التعجيل بمحاسبة علاقتنا بالله سبحانه في حياتنا الدنيا قبل الممات. وعندما يتكلمون عن القصاص والشريعة فهي حسب فهمهم فقط وعلى الأخر وليس عليهم. أي قصاص كان هو ليس غاية في حد ذاته فقد عطلها بعض صحابة الرسول. كما وأن طبيعة الحياة الاقتصادية والاجتماعية بمجتمعات أو قبائل مكة والمدينة ناسبها استمرار قبول تجارة العبيد أما اليوم فلا يمكن قبول المتاجرة بالبشر باسم الدين فبالتأكيد هذه عاهة عميقة لا تتناسب والحياة المعاصرة التي نعيشها. السياسة لبرالية كانت أم دينية أو مرتبطة بالأمازيغية لا يمكن أن تكون شريعتها خارج جلب المصالح لليبيا ودفع الضرر عن الليبين والليبيات.. فهل أصحاب العاهات دينية كانت أم لبرالية أو مهتمة بالأمازيغية سيأخذون خطوة إلى الوراء ويتركون الوطنيون والوطنيات يبنون ليبيا الجديدة على أساس التسامح وقبول الأخر بحيث يتسنى له التعبير والاختيار بحرية ؟ تدر ليبيا تادرفت



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد النفعية للحرب الأمريكية على داعش
- داعش خارج دائرة المحرمات .. ودرنة الضحية
- السياسيون في ليبيا مع داعش والعالم
- السياسيين في ليبيا مع داعش والعالم
- الأمازيغية وتبادل أدوار الشعوب -الإسلامية- عليها
- لنستبشر بالأمن والسلام مع إطلالة 2016
- هل لعنة معمر القذافي ستلاحقنا بعد توقيع الاتفاق السياسي؟
- قراءة ايجابية لمسودة الاتفاق السياسي الخامسة الصادرة عن بعثة ...
- الأمازيغ وحوار غدامس 2


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - السياسة الليبية ..وعاهاتها اللبرالية والدينية والأمازيغية