أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - لنستبشر بالأمن والسلام مع إطلالة 2016















المزيد.....

لنستبشر بالأمن والسلام مع إطلالة 2016


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد سئم معظم الليبيين والليبيات الحروب الأهلية الممتدة على طول البلاد وعرضها .. ليبيا .. والتي يوظف فيها شباب ليبيا، من قبل قوى خارجية عن طريق "سياسيين" باعوا أنفسهم للشيطان ولأنانية بخسة، وبالأجرة لقتل أخوتهم وأخواتهم في الوطن والإنسانية .. بالتأكيد خلال الحروب الطاحنة استغلت الكثير من خلافاتنا وانقساماتنا القبلية، والمذهبية، والعرقية، والفكرية.. التي زرعها فينا اللانظام السابق. إلا أنه بدأت تتكشف للكثير من أبناء وبنات الوطن بأن الصراع المفتعل لدول لا تريد استقرار ليبيا مستغلة أطماع بعض سياسينا المراهقين الذين أختفى من قاموسهم السياسي مصطلح الوطن أو الأمة الليبية. فلا مفر من التوافق السياسي ولو برعاية غربية، أو بوصاية استعمارية كما يسميها البعض، وهنا نستذكر رد د. محي الدين عميمور المنشور بكتابه: "نحن والعقيد ..صعود وسقوط معمر القذافي" عن مقالة بالقدس العربي للسيد عبدالباري عطوان بعنوان: "الخيار المر بين الاستبداد والاستعمار" حيث يقول د. عميمور : "وإن كتب علينا الثاني (كخيار) فمقاومته أهون من الأول، لأنه عدو واضح، أما الاستبداد فعدو تصعب مقاومته، لأنه سوس ينخر في جسد الشعوب" والقتل على الهوية والخطف والتعذيب والحرابة لسلب الناس وسرقة الدولة لعمري لا يفرق قيد أنملة عن الاستبداد..

المولد النبوي عظة وموعظة:
يلتقي في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر ميلاد ليبيا الجديدة و ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام وكذلك رسول الهدى (اللهم صل وسلم عليه) إلا أننا نستغرب من بعض سياسينا أنهم لا يحاولن اسقاط سيرة رسولنا على واقع الحروب الأهلية التي تمعن في انقسامات الشعب الليبي .. ويتمسكون بشكليات قد تكون صحيحة لكن لا يرون إلا ولا ذمه في هذا الشعب المسكين والذي يغلب عليه الإنهاك من الجوع والخوف.. فالبعض يرفضون التنازل عن طموحاتهم الشخصية والبعض يرفض توقيع الاتفاق السياسي ولا يتعظ من سيدنا المصطفى عندما وقع على صلح الحديبية بالرغم من رفض الصحابه بما في ذلك سيدنا علي مسح ..بسم الله الرحمن الرحيم.. فمسحها النبي ووقع على صلح الحديبية مع الإجحاف الظاهر للمسلمين ولكن لكي يتحقق الأمن والسلام قبل بها الرسول عليه السلام بالرغم من معارضة أصحابه. فالإسلام لم يكن ليترعرع وينمو لو لم يتوفر له السلام .. وكذلك بناء الأوطان ما كان لينجح إلا في ظل الأمن والسلام وإبعاد شبح الجوع والحاجات الأساسية للمواطن والمواطنة.

الأمن من الخوف والجوع للإيمان بالوطن:
لا بدأ من توفر شرطين أساسين بحيث يستطيع الإنسان التفكير في الأيمان بالله كخالق والوطن كبيئة حاضنة له، ويتمكن من تحريك قدراته العقلية للوصول لحقيقة وجوده والمتمثلة في عبادة الخالق وتحقيق رسالة استخلافه على الأرض من خلال اعمارها بالبناء، والزراعة وتربية الحيوان، وإمداد سواقي مياه الشرب لإرواء كل عطشان.. لا بدأ من توفر شرط أبعاد شبح الخوف والشعور بالأمان وعدم الانشغال بالمتطلبات المادية للأمن الغذائي حتى يبنى الوطن ويعبد الله بحرية.. فلا تتم العبادة لله بتجرد تام إلا بتوفر هاذين الشرطين ..يقول سبحانه: "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" فبشبح الحروب يختفي الآمان وبالتلاعب بقوت المواطن/نه وغذائه/ها لن يتجه التفكير في الأيمان بالله والوطن وهذه غاية أعداء الدين والوطن .. سيدنا المصطفى صل الله عليه وسلم في صلح الحديبية أمر بمسح ..بسم الله الرحمن الرحيم .. محى أسم الله من أجل توفير البيئة الآمنة للأيمان بالله وتمكين مشريكي قريش من رؤية نور الإسلام بقلوب مطمئنة لا تحت تهديد السيف.. فهل يا ترى من يريدون المشاركة ومن يشاركون في كتابة التوافق السياسي الليبي اليوم يؤمنون بالتنازل عن غرورهم ونزواتهم "الطفولية" السلطوية من أجل توفير بيئة للأيمان بالله والوطن؟

حقيقة الاستخلاف الأرضي:
لا يمكن الوصول للآخرة إلا عبر جسر الدنيا وبعض النظر عن الدين الذي نتبعه أو المذهب الذي نرتاح له أو حتى نظرتنا للقوة الخارقة التي تقف وراء وجود الكون الذي يلفنا ضمن لفافات من المجرات الهائلة لتمر بنا بلفافات السموات السبع ثم تنتهي بنا في لفائف أمهاتنا البيولوجية، على ظهر أمنا الأرض، بقطعة قماش لا تتعدى المتر مربع .. لنعود بعد رحلة شاقة ومعاناة مع الإنسان والتراب والزمن إلى أمنا الحقيقة الأرض بلفات قماش لا تتعدى ثلاثة متر مربع. مع كل هذا وذاك وما وصلنا له من قناعات فإن زادنا الوحيد الذي نحتاجه للانتقال للحياة الأخرة، ولو كان النوم حسب ما يراه البعض، هو أفعالنا ..إذن فلا بدأ لنا من أن نحمل معنا الزاد من أفعالنا في هذه الدنيا وبما يليق بمقامنا في حياتنا الأخرى أو انتقالنا إلى المجهول الذي يغيب عنا، ولو كان الخلود للنوم فليكن بهناء ورضا عن أنفسنا وأفعالنا.

تحمل أجسادنا على رؤوسنا الصغيرة لنتحسس طريقنا إلى الخير ونعمل على عمارة الأرض وربما حسب عنوان أحدى روايات غادة السمان "الجسد حقيبة سفر". نتفاعل مع الأرض والبشر في رحلتنا الأرضية عبر محطات سفر لنكتسح العالم اللاورائي .. فالاستخلاف في الأرض هو خلق بيئة صالحة للحياة الإنسانية بحيث يحصل البشر على فرص للتفكير في الآخرة وتكون هناك فرصة للتزود بما يكفي للرحلة الأخروية، للعالم غير المرئي اليوم، بالعمل الصالح .. فعمارة الأرض وحب الإنسان بمساعدته على حياة آمنة من الخوف والجوع هي ما نحتاجه في حقيبة سفرنا للأخرة. بهذا النوع من الأفعال نأمل أن يدخل علينا عام 2016 ونحن على أهبة الاستعداد لإبعاد شبح الخوف عن أهلنا برفض الحرب وسحب أولادنا من جبهات القتال وعقد النية للتفاني في أعمالنا والالتزام بدوام العمل والحرص على خدمة بعضنا.

التواصل مع الواقع:
المجال السياسي العالمي يفرض أن تسير بوصلة ليبيا في اتجاه معين بحيث لا تستمر الحرب الأهلية .. ومن الغباء تجاهل هذا المجال السياسي القوي، وتعمد أن نعاكس اتجاهه .. قبول السير في اتجاهه لا يعني بالضرورة الارتماء في أحضانه ولكن هي المناورة السياسية وكسب الوقت .. وعلى المتصدرين للمشهد السياسي في ليبيا تفهم ذلك والوعي به. وكذلك على الشعب الليبي أن يعتبر قبول التوافق السياسي مناورة لضمان الأمن والسلام والاستقرار إلى حين بناء أسس ديمقراطية متينة تضمن حقوق الجميع .. وما حصل في أمريكيا من تحول من عقود ليست ببعيدة لا تتجاوز ستة عقود .. فبعد أن علقت فيها لفتات تمنع دخول الكلاب واليهود والسود .. "No Dogs´-or-backs´-or-Jews Allowed" ... لبعض المباني واليوم على رأس هرم السلطة السيد باراك أوباما من السود ، وأكبر لوبي ضاغط في أمريكا من اليهود ويمثل مجموعات الضغط المؤثرة في المؤسسات والسلطات ولها القدرة على صياغة السياسة في أمريكا. بينما تلعب وتمرح الكلاب في جميع أنحاء أمريكا بما في ذلك البيت الأبيض وبداخل بيت السيد أوباما.

بإصرار الأحرار في أمريكا والمتطلعين فعلا للحرية، بعد الحروب الأهلية، من سود مثل مارتن لوثر كنج، وماكوم أكس وإيليجا محمد، وغيرهم، ويهود شردوا من أوروبا فكانوا اساتذة جامعات وإعلاميين شكلوا لأنفسهم منظمات وانخرطوا في جمعيات ترعي شؤونهم استطاعوا في ظل السلم والسلام أن يلعبوا أدوارا في صياغة السياسة الأمريكية وإدارة شؤونها. فما بلانا نحن في ليبيا لا نتعلم بأنه بالسلام نستطيع أن نؤسس لدولة ديمقراطية ترعي الحقوق والحريات للجميع. فبالسلام تحقق العدل للسود، واليهود، وحنى الكلاب .. إلا نطمع في أن يكون عام 2016 عام سلام !!!

لا عدل بدون سلام:
من المنظمات التي تشرفت بالعمل معها منظمة: "لا سلام بدون عدالة No Peace Without Justice (NPWJ)”"، ضمن النشاط المدني بعد التحرير ، والتي تهتم بنشر ثقافة العدالة الانتقالية التي تعتمد على: حفظ الذاكرة بتقصي الحقائق وأرشفتها، وجبر الضرر ماديا ومعنويا لضحايا الانتهاكات الإنسانية، وفحص المؤسسات المدنية والعدلية وغيرها من الخطوات التي تسعي للوصول للمصالحة الوطنية ولاستقرار الوطن .. صحيح أن نتيجة العدل السلام .. ولكن في ظل الحروب الأهلية التي تعانيها ليبيا كيف لنا أن نحقق العدل والجميع يعيش حالة الرعب والخوف ؟؟؟ وكل من هم من المؤسسة العدلية قضاة ، شرطة، محامين، وكلاء نيابة يعيشون حالة الخوف!!! وعليه لا يمكن أن نراهم يمارسون العدالة إلا بعد توفر السلام .. وعلينا جميعا ليبيين وليبيات أن ندعو للسلام، ونسعى للعمل بالسلام ، ونساعد كل من يريد السلام .. لنعيش 2016 بسلام ويتحقق العدل بيننا جميعا ليبيين وليبيات (عرب، أمازيغ، تبو)..تدر ليبيا تادرفت.



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لعنة معمر القذافي ستلاحقنا بعد توقيع الاتفاق السياسي؟
- قراءة ايجابية لمسودة الاتفاق السياسي الخامسة الصادرة عن بعثة ...
- الأمازيغ وحوار غدامس 2


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - لنستبشر بالأمن والسلام مع إطلالة 2016