أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهده محمد علي - ماذا تفعل أفلام ال Action العربية بالشباب العربي















المزيد.....

ماذا تفعل أفلام ال Action العربية بالشباب العربي


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 15:17
المحور: الادب والفن
    


من المعروف أن أفلام العنف والحركة الأمريكية والأوربية تعتمد على السيناريو المحكم والتسلسل الدرامي والمنطقي ، مع تبيان الهدف من الفلم والذي يمثل توجهات المخرج ، ويكون على الأكثر قيمة أخلاقية وهي ليست بالضرورة إيجابية ، بل قد يتجه المخرج إلى توجهات تؤكد مبدأ البقاء للأقوى والأذكى مع تبيان المسوغ لذلك وإقناع المشاهد بوجهة نظر المخرج ، وهنا تكمن القدرة التكنيكية للمخرج الغربي على الإقناع بالصورة والمؤثرات الصوتية وإختيارات الكادر المناسب أي سعة المساحة في الصورة والتلاعب بأبعادها وعمقها ، وإختيار الممثل المناسب بوجهه وشخصيته وطريقة نطقه للكلمات واللغة المستعملة . ومع وجود السيناريو المحكم قد يقتنع المشاهد بأن هذا القاتل له كل الحق بإرتكاب الجريمة وقد يتعاطف معه أيضاً الجمهور لقوة الأسباب والتقديم المنطقي لهذه الجريمة ، كأن يُنقذ البطل طفل أو مدينة من الهلاك فينفذ عدة عمليات قتل . وقد تثير قوة الحركة للممثلين وسرعتها المُشاهد فيتقمص الدور ويدخل داخل العملية الدرامية ، وإن لم يستطع أن يكون هو البطل أثناء العرض فسيكونه بعد الفلم وفي الحياة العامة .
إن أبطال هذه الأفلام هم المثل الأعلى للكثير من الشباب الأوربي فقد يقربه من الجريمة أو قد يبعده عنها ، لذا فإن كَتَبَة هذه السيناريوات هم في الحقيقة مربين فاعلين لهؤلاء الشباب ، وهنا تكمن قوة التكنيك السينمائي للسينما الغربية في إستخدام أدواتها إبتداءً بالكامرة وإنتهاءً بمواقع التصوير والتي قد تثير الخيال أو تثير الإشمئزاز والرعب .
إن أفلام الحركة والعنف العربية تأتي بتقليد مشوه للأفلام الغربية . فإختيار المواقع التي تشبه الطبيعة والمباني الأوربية وإختيار الممثلين وحركاتهم التي تقلد النجوم الأوربيين والسيناريو الذي يعتمد على أحداث وتجارب قلما تحدث في البلاد العربية ، فتسلق فتاة لناطحة سحاب أو إقتحام البنوك ذو التكنيك العالي يبدو غير منطقي ومقنع ، وليس المهم هنا أُسلوب العرض وتبيان قابلية المخرج السينمائية ، بل المهم هو وقائع الأحداث التي لا تبدو حقيقية والتي تخالف طبيعة المجتمع العربي ، فلهذا المجتمع خصوصية واضحة في مشاكله الإجتماعية وفي أساليب العنف الممارسة ونوع الممارسين لهذا العنف من خلال فرز الشرائح الإجتماعية التي يبرز فيها العنف . ويجب أن تكون أسباب العنف مُسبَبَة للمشاهد لكي تقنعه بالسبب والنتيجة . ففي عالمنا العربي مساحات العنف تكون عادة ضيقة إلا في حالة العنف الجماعي أو المنظم من قِبل فرق إرهابية منظمة من قِبل أية جهة كانت ، ولا يرتفع مستوى التكنولوجيا في إستخدام السلاح أو أساليب المواجهة . وقد تتشكل أسباب العنف الدرامي من قِبل الأعراف القديمة أو التوجهات السياسية المختلفة المرتبطة بالأوضاع الإقتصادية . وإذا كانت الأسباب مقنعة لحدوث هذا العنف الدرامي كالفقر أو الجهل أو الظلم الإجتماعي فقد يتعاطف المشاهد أو أكثر من ذلك فقد يتقمص شخصية أبطال الفلم ويصبح مقاتلاً لمجتمعه لتحقيق الهدف الذي حققه أبطال الفلم . إن المشكلة في هذا كله هي في كون هدف المخرج هو خلق فعالية عدوانية بقصد إمتاع المشاهد ، فيمتلك المخرج في هذا شباك التذاكر وعقول المشاهدين الشباب ، فيخرج منهم من يمارس عدوانيته داخل بيته أو في داخل منطقته أو مجتمعه بقصد النجومية أو الإصلاح ، فتتحول بهذا مجاميع من الشباب إلى مصلحين مفسدين ، حيث يتقمص الشاب شخصية البطل لكنه لن يستطيع الدخول إلى جوهر الفلم إذا كان الفلم توجهه تربوياً وإصلاحياً ، أما إذا كان الفلم كما ذكرت سابقاً توجهه تجاري فسيقلد الشاب السلوك العدواني والحركات البهلوانية لكي يصبح ( طرزان أو سوبرمان ) مجتمعه .
إن دور الإعلام في تربية الجيل الجديد قد أخذ موقع الصدارة في تأثيره الفاعل بعد أن كان موقعه الثالث بعد الأسرة والمدرسة لكثرة عدد الساعات التي يقضيها المراهقون الشباب أمام شاشات التلفاز والكومبيوتر . لذا تُعتبر دراما الـ Action وسيلة خطرة وفعالة في صياغة السلوك العدواني والوحشي لدى جيل الشباب ، وقد دلت الكثير من الدراسات الإجتماعية الأمريكية على أن الكثير من مدمني الجريمة هم في الحقيقة من مدمني أفلام الأكشن وبالتحديد أفلام الجريمة .
وندرج أدناه أسماء بعض الأفلام الأجنبية التي تُكرس وتكشف أيضاً واقع العنف والجريمة والتي عُرض البعض منها على الشاشات العربية :-
الشاشات العربية :-( Black Belt , Swordsmen , The Defender , The Green Mile , Hunger , T Hurricane )
لا يمكن للمخرج السينمائي أن يخرج بواقع منطقي من أُسس غير منطقية في المجتمع العربي ، وقد سار الكثير من المخرجين العرب على طريق تشويه الواقع العربي للرأي العام الغربي والمحلي ، وهناك قائمة كبيرة من أسماء أفلام الأكشن التي إختلطت عليها المقاييس ، فخلطت العنف بالعواطف الإنسانية وجعلت من المجرم عاشقاً ولهاناً لكي يتعاطف معه المشاهد ويبرر له أفعاله وليس هناك رؤية واضحة للخط الدرامي المتصاعد ولخط الجريمة وأهدافها ، وكل ما يراه المشاهدون يجعل المرضى منهم يتلذذون بمشاهد العنف والأسوياء قد يبتعدون وقد يقتربون واقعين في حبائل المخرج أو كاتب السيناريو . وندرج هنا بعض أسماء هذه الأفلام والتي يسود فيها العنف غير المبرر والتي تنشط الرغبات العدوانية لدى الشاب العربي مثل :-
فلم ( شد أجزاء 2015 - ، جمهورية إمبابة — 2015 ، وش سجون 2014 - ، ولاد رزق 2015 - ، خطة بديلة 2015 - ، القط - 2015 ، كرم الكينج 2015 - ) .
كل هذه الأفلام وغيرها الكثير تروج لعالم الجريمة والمخدرات بشكل أو بآخر ، وقد يكون المخرج قاصداً العكس لكن الذي يرسخ في أذهان المراهقين هو كيفية الكسب السهل للثروات وعالم الإنتصار المثير لهم . وقد ينجح المخرج في إيصال فكرة تربوية أو قيمية جيدة ويعود هذا لقوة تكنيكه .
إن السؤل الكبير هو لماذا العنف ، هل هو ضرورة أو متعة ، وفي الحالة الثانية يصبح الفلم متعة للمصابين بالهوس العنفي وليس للعامة ، أما إذا كان ضرورة فهو للدفاع القسري عن النفس أو عن المجتمع .
إن الممثل العربي يجاهد في تغيير ملامح وجهه وجسمه وحركته وطريقة إستخدامه للسلاح تقليداً للممثل الغربي فيخرج بهذا الممثل من شخصيته الحقيقية متقمصاً شخصية أحد النجوم الغربيين . وهكذا فإن واقع هذه الأفلام تبتعد عن الواقع الإقتصادى والإجتماعي العربي ، فتأتي نُسخاً مشوهه لأفلام الدرجة الأولى الغربية . إن مُثُلنا العليا تستدعي أن تخلق أفلام الحركة جيل من الشباب بقيم تكاد تختفي من قاموس المجتمع العربي مثل ( الشهامة والنخوة ) التي تجعله بطلاً حقيقياً لا عدوانياً ، وقد سادت هذه القيم لقرون عديدة وبإمكان الدراما العربية أن تعيد لهذه القيم مكانتها ليصبح الشاب العربي بطلاً أسطورياً حقيقياً وليس بطلاً خرافياً ، يتسم نشاطه الحركي بالخير والذي حتماً تستطيع الدراما السينمائية أن توجهه نحو الشر لقوة التأثير النفسي لفن السينما إذ أصبحت الدراما السينمائية أدب القرن الحادى والعشرين كما قال المخرج الفرنسي ( كلود ليلوش ) .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينقلب الربيع العربي في العراق إلى خريف
- المرأة والعهر الإجتماعي والعهر السياسي
- حينما يفقد الفرد المسلم حسه الإنساني
- هل تعشق المرأة العربية واقعها أم خيالها
- طيور بلا أجنحة ( 3 )
- طيور بلا أجنحة ( 2 )
- طيور بلا أجنحة ( 1 )
- الفكر الذكوري في الفلم الأفغاني ( أُسامة ) .
- ماذا فعلتم بشباب العراق
- النرجسية والعرب
- البقاء للأقوى أم للأصلح لدى المسلمين
- الزهايمر المرضي - السياسي
- لماذا يصفق العراقيون بيد واحدة .
- كارثة الطفل العربي - العمالة -
- الأم طوعة العراقية
- هل يحتاج العالم العربي مجدداً إلى سفينة نوح
- حكم الجاهلية - إستعباد النساء
- الطفولة العراقية والحرمان
- هل أصبحنا قتلة محترفين
- العراق هو الأسوأ صحياً في منطقة الشرق الأوسط


المزيد.....




- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهده محمد علي - ماذا تفعل أفلام ال Action العربية بالشباب العربي