أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - أسرار مجمع روتانا 3














المزيد.....

أسرار مجمع روتانا 3


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 22:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كنا شعبَ علم وفلسفة لما حل بنا كل هذا الذل والضياع , ولما تفسخ وعينا , ولما أضعنا الطريق القويم وتفرعت انتماءاتنا الى كل حدب وصوب , فالتعقل ليس بمعجزة تتنزل أو موهبة ننالها دون جهد ذهني يغير الجمع فيريهم الصواب بعد أن يصحح بصرهم , ونحن شعب لا يؤمن بالمنطق وضروراته العلمية والفلسفية لأن آباءنا أتخذوا من الخرافة سبيل لبلوغ الحق , فيا قوم العراق المتدينين لسنا بحاجة لمعرفة الحق بقدر حاجتنا لمعرفة الحقائق التي تحيطنا والتي تمهد لنا سبل الرفاه والاحترام والمصالح واستخلاص الثروات من بواطن الارض وإقامة حكومة تحكم بما أنزل الكون علينا من دلائل الاستقامة والمكاسب ..
يثير استغرابي الايمان ( العلمي ... ) المتمكن من العقل الشيعي والذي كفاهم واستبد باكتفائهم الى درجة التخمة , والايمان السُني ليس بأكثر تطورا" , فدولتا الشيعة والسُنة ترجع الى نفس البيت والعائلة , وقد أقام التوأم المتنافر دولتيهم على هدي الماضي فتجسد واقعا" ورفعت له رايات ورؤوس مقطوعة وأصوات تنادي بأسعار سبايا القرن الواحد والعشرين , والشهود آلاف المسيحيين والأزيديين والليبراليين والعلمانيين والمدنيين والكفاءات العلمية والتخصصات المعرفية فليس للآخر أن ينافس الله في أرضه التي اختارها وفضلها على العالمين , وليس للآخر أن يعلن عن عقله قبال عقل السماء , ولله في أرضه خلفاء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسبحون أسم الرحمن بكرة وأصيلا , وعقل الخلفاء مستنبط من سماء مر على احتجابها قرون , ولكن الأمة لن تتخلى عن رسالتها العالمية الى أن تقوم الساعة وتندثر الحضارة وتموت المدنية ونرجع الى العصور الأول حين كان المؤمن كالفطير ...
لن تعود الأمور الى سياقها الذي كانت عليه قبل مجمع روتانا فالقرض السياسي شارف على الانتهاء والرياح العاصفة تسبق الإعصار , ولن نميز الصادق من المنافق لأننا أصلا" لا نفهم مضار النفاق ومنافع الصدق , نحن ساعة نفكر بالآخرة , وساعة بالمقدس , وساعة نحلم بدولة الحق الإلهي , ونريد أن نسترد حقوقنا المنهوبة من خلال مرافعة مقدسة ولا نتساءل عن تخصص وخبرة السيد المحامِ أدام الله ضله الوارف , وجماعات ادعاء التحرر والعلمنة واللبررة يتبعون شريعة اسقاط الفرض في ضجيجهم الوطني غير عابئين بضرورة تفسير الأسس بل والجواهر الثيولوجية والثيوقراطية للحراك الديني للإسلام السياسي فيسألوا أهل العلم إن كانوا لا يعلمون ليفهموا فلسفة الحراك , فأين علماء العلمانيين , والمتخصصين الليبراليين , والعقول الدستورية والاجتماعية والسياسية , أين صوت العلم ليهدر بكل ذي جهل , أين صوت التخصص ليثور علنا" بوجه القادة المتخلفين , هل خلى العراق من اليسار , هل خلى العراق من العلماء , من الخبرات الاكاديمية الرصينة , ماذا حل بالعراق ؟؟؟...
ستفضح حقبة ما بعد مجمع روتانا مساحة من الخرافة وتسلط الضوء على العتمة الايمانية وأساطير الأولين , سيصحو الناس على حقيقة أن لا الغيب ولا الملائكة ولا بركات يوسف الصديق ستسد الثغرات في الميزانية وتجد بدائل اقتصادية للنفط وتفسر الانهيارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفق العلم , لن ننجو من الفقر لمجرد أن يوسف أمرنا بأن نذر ما حصدناه في سنبله فالزمن تغير والدنيا صارت أكثر تطورا" والطرق القديمة منبوذة حتى وإن كانت طرق الانبياء , ولى زمن الانبياء , أنتهى وقت المرسلين , أفيقوا أيها الناس , بعد سنوات قليلة سيتقاسم الامريكان والأوربيين والصينيين أرض القمر والمريخ ويعقدوا الاتفاقيات حول كواكب وفضاءات أخر , فهل سنضل نراوح في دوامات التدين ومتاهات الوهم الى ذلك الحين ؟؟؟...
وأنا استمع لمقطع فيديو للكاتب والروائي يوسف زيدان لفت انتباهي وصف قاله زيدان حول الوضع المرتبك والمشوه في مصر عام 2013 , وصف يوسف زيدان تلك المرحلة واحدثها (( في هذا الوقت لم يكن للأحداث منطق ولم تكن هناك رؤية كلية للواقع المصري أو للعربي عموما" , وحينها بدأت الانهيارات المفزعة في بلاد تحيط بنا ولهذا رأيت من الضروري أن تكون سنة 2013 سنة فلسفة كنوع من السباحة ضد التيار وكنت أكتب حينها بأن الامراض تعالج بأضدادها )) ويتعمق يوسف زيدان في طرحه الرصين وهو الذي عودنا التعمق في المفردات والمفاهيم وأسلوبه المميز في ضبط المفردات (( عندما نشخص المرض في الفرد أو المجتمع علينا المبادرة لعلاجه بالضد , فإذا كان الحال حال اضطراب وعشوائية وغرق في التفاصيل وخبل في التفكير وفي الفعل فهنا يكون من المناسب استعادة التوازن المجتمعي على مستوى العقل الجمعي بطرح التفكير الفلسفي والمنطقي )) ويتساءل زيدان , لماذا , ويجيب (( لأن من سمات الفلسفة : النسقية . وهذه الكلمة للأسف الشديد لم تعد من المفاهيم الحاضرة في قاموسنا المعاصر , فلن ينضبط الخبل العام إلا بالإطار النسقي وبالرؤية الفلسفية , والرؤية الفلسفية تعني وكما عرفوا الفلسفة قديما" : انشغال بالكلي . فالفلسفة حتى في علوم الكيمياء والفيزياء وغيرها التي تبحث في الجزئيات تنظر في الاطار النسقي العام )) ..
عزيزي القارئ , دعنا نطرح معا" السؤال التالي : لماذا لم يدعو الكاتب والمفكر وخبير المخطوطات والاستاذ الجامعي والروائي يوسف زيدان الى اعتصام ومظاهرات في زمن حكم الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي؟؟؟...
وجود الفكر والمفكر ضرورة في مثل هذه المرحلة التي تمر ببلادنا , المفكر يُعيد بناء المفاهيم ويؤشر على اللامجدي من الافعال وطرق التفكير , هو عقل الدولة المدنية الحديثة وهو الذي يؤنسن الدولة وينزلها من عليين , نحن لا نسكن في عليين , نحن نسكن الأرض , نحن بحاجة لدولة الانسان لأنها دولة مؤسسات وحقوق , هي دولة واقعية تتعامل مع الواقع البشري وتصنعه وفق ما تقتضي المصلحة العامة للمواطنين , متى يعلن المفكر عن ظهوره لتغيب النجوم القزمية ؟؟....



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار مجمع روتانا .. جزء 2
- أسرار مجمع روتانا .. جزء 1
- رحيل خضير ميري .. ترحيل عصيان العقل
- رؤوس الحزب الحاكم
- بدو السماء يهاجمون فرنسا
- آخر الآيات الناسخة , تأويلها مثل شعبي دارج
- سقوط برلين البابلية
- بين فيزيائي ومتدين
- الموهوب والموهوم .. هل تتقبل حديث الثقافة وتنوعاتها ؟؟
- تنازع الناس في الصوفي .... !!!!!!!!
- غابتنا ..آخر ما تبقى لنا
- أهواكِ يا سالي .. الى بنت الجزائر
- راهب ومعركتين
- عاش الوطن ..يموت المواطن !!!
- هل أنت حر ؟
- منزلي ..جحيم
- يصفن مثل جدة
- دولة ( كم ).. تحجب مواقع التواصل الاجتماعي
- رأي في عقيدة 2
- مقال قي الانتخابات العراقية 2014


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - أسرار مجمع روتانا 3