أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد تغوج - قردة وسعادين وظباء














المزيد.....

قردة وسعادين وظباء


رعد تغوج

الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 18:58
المحور: الادب والفن
    


قردة وسعادين وظباء

أدغال تنزانيا مليئة بالسعادين والقردة ، وفي بُحيرة مُحاطة من جهة الجنوب بأشجار جوز الهند الشهية والسامقة تدنو غزالة مُرقطة بالبياض الناعم مِنْ غدير ماء تتجمعُ حولهُ بعضُ الحشائش الخضراء التي تكتفي بها الغزالة الرشيقة والتي عُرف عنها منذُ الأزل أنها نبايتة وبعيدة عن كولسترولات الحضارة البرجوازية !


يرقدُ فرد آدميّ عِندَ سيارته القديمة من نوع لادا نيفا ذات المُحرك الذي يخترقُ الأذن الوسطى بضجيجه وتنتمي بطبيعتها – أقصد السيارة أو العربة – إلى حقبة ما قبل ظهور قوانين البيئة ومعاهدات المُحافظة على الهواء والمناخ، ولأنهُ مُستغرقٌ في النوم على بطنه الذي ملأهُ بالبيرة الرخيصة نوع "رويال داتش" لم يسمع ما دار بين السعدان والغزالة من حديث جانبيّ قريبٌ من البوح لكن بصورة أكثر رشاقة تليقُ بغابات تنزانيا المُريحة للأعصاب والأنسجة معاً .

بداية لم يلحظ السعدانُ قدوم الغزالة التي تعبرُ الحجارة السوداء والداكنة كأنها تتهادى على سلسلة من الحرير والقطن، وقدْ كانَ السعدانُ مُتوسداً باحدى ذراعيه جذوع شجرة جوز الهند مُحاولاً أن يضرب بيده الأخرى على صدره، وهي لغة السعادين المشهورة في افريقيا منذ عصر الأجداد!

دنتْ الغزالة من المكان فرمقها السعدانُ وفي نفس الوقت بالذات كان قد بدأ بالقفز الواثب للأسفل مُتشبثاً غصون الشجرة حتى اقترب من الغزالة، وفي الأثناء كانت الغزالة تُبحلق في المكان مُؤمنة نفسها واحترازا من اختراق حدودها الإقليمية وجبهتها الداخلية رسمتْ خطوطاً وهمية بفضلاتها بحيث تستطيع أن تحدسَ خطرَ البشر والآدميين والإنسَ حالَ وُصولهم ! وهي خاصية تُضاهي أنظمة الإنذار المُبكر والجي بي إس في الألفية الثالثة الأعجف في التاريخ الطبيعيّ كما يقول العارفون.

قالَ السعدانُ :
للهِ أنتمُ الظباءُ أمنُ الحديثِ عِندكمُ ألوانُ

قالتْ :
أحرقوها بقولهم أرضُ حشدٍ وبئسَ المَقولة الأمنُ والأمان

هذه اشارات لا يعرفهما بطبيعة الحال إلا العارفون وأهلُ الخطوة والحظوة، لهذا لم يُتعبْ الفأر الذي يرقدُ بعيداً عقله في تفسير ما ذهب إليه السعدانُ ولا الغزالة.

يُقالُ أنهُ في الأثناء كانَ التِمساحُ – وقد كان الجو استوائياً وحاراً جداً – يُحاولُ أن يَتبغدد ! لكن كيف ؟ بالطين ! فهذا الحيوان هو أخفضُ الحيوانات إلى الأرض، أي أوطاها ! ويملك أكبر فمَ وهو مع ذلك يبقي فمه مفتوحاً دائماً ، والمُحزن كما يقولُ العارفونَ هُوَ أنَّ العصافير الجميلة ذات الألوان النادرة وبعضُ فراشات المونارش الملكية الشهيرة تنزلُ إلى أسنان هذا التمساح لتنظفها ، فقد لاحظ البعضُ أنُه بعد تناوله طعامه يُبقي فمه فاغراً ، ويكونُ مُنزعجاً من أسنانه البعيدة عن بعضها البعض، لهذا يُتيج للعصافير سالفة الذكر والفراشات الملكية أن تأتي وتلتقط برشاقة بعضاً من زوائد أكله، لكنهُ ما أن يشعر براحة حتى يُغلقَ فمه! وهذه صفة أخرى تُضافُ إلى قربه من الأرض وانغماسه في الطين وفتحه فمه دائماً !






#رعد_تغوج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلود مونيه الوهج القادم من الجنوب
- التسوية السياسية في سوريا
- غزة تنتصر
- سطوة التاريخ في رواية فرسان وكهنة
- نقد الشرعية الإبستمولوجية لقواعد الأصول
- المُؤمن الصادق لإيريك هوفر : أفيون الجماهير
- التنظير للجحيم : الحدود الدموية للإسلام
- الرحلة إلى غوانتنامو
- الاحتباس الحراري ومأزق الطبيعة
- هكذا تكلمت فكتوريا - اللامتوقع في رواية كنوت هامسون


المزيد.....




- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد تغوج - قردة وسعادين وظباء