أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد عبدالله حسن - دفاتر نقدية - 8 - مشروعية الزعامة المقدسة لقادة الحروب الدينية.















المزيد.....

دفاتر نقدية - 8 - مشروعية الزعامة المقدسة لقادة الحروب الدينية.


وليد عبدالله حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 23:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معسكرات الله في الدين الاسلامي -8-
- يوفرالاقرارالربوبي لقادة الحرب والقتال خزين من النصوص التي تشير الى اعداد الامة المؤمنة نفسيا ومعنويا لثقافة العمل العسكري والجهادي ويزرع في عقل المؤمن كفرد بذورخصوصية العمل العسكري والجهادي في حرق مراتب الايمان والوصول الى اسمى العطايا. واعتبار الجهاد(العسكرة) احد اركان الدين الاساسية وهو من الفروع الدينية التي يعتنى بكل تفاصيلها ولها ذكر كبير في النصوص المقدسة (القران والسنة) وكذلك توصف باعلى الاوصاف حتى تصبح أمنبة شخصية وتأريخية متجذرة بنفس وذاكرة المؤمنين وتحقيقها يكون من الاهداف الكبرى لنيل تمام الدين وخلاصة الايمان في الحياة الدنيا والاخرة، وترسيخ مفهوم وثقافة المجاهد (المحارب) في سبيل الله كأساس لتركيبة شخصية المؤمن في المواجهة الخارجية لنصرة الله والدين ونعلم ان المجاهد( المحارب) اما ان( يَقتل) بالفتح او ان (يُقتل) بالضم وفي كلا الحالين سيكون له مرتبة خاصة وكبيرة ولها تفصيل وآفي في اسس التفكير الاسلامي، ويمكن لنا ان نحدد بعض هذة الصفات او تأثير تقافة العسكر واصحاب رؤية الحرب الالهية من خلال مرجعية النصوص المقدسة على المجمتع بشكل عام و تركيب شخصية المؤمن المجاهد في سبيل الله بشكل خاص ومن هذة الصفات الميدانية والواقعية التي تجلت في التاريخ الاسلامي الى يومنا هذا مايلي:
1- تدريب المؤمن بشكل مباشر او غير مباشرعلى رسم وتصويروالاخرالمخالف له عقائديا ودينيا مما يجعله مستفزا ومستنفرا وكانه مراقب من جهات خارجية مما يجعله يتفنن بمراقبة حركاته وسكناته وتنسيق وجودة ومظهره على اتم وجه في توحيد الصفوف في الصلاة مثلا او التجمع لاداء مناسك دينية معينة او الخروج في مظاهرات واعتراضات ، واظهار القوة والتمسك بالاعتقاد من اجل اغاضة العدوا وادخال الرهبة في قلوبهم وهذا يضيع على المتدين فرصة التأمل الروحي في اداء مناسكه والانشغال بالآخرالعدوا الواقعي والمفترض الذي يتدرب على عداوته من خلال التلقين والاتباع او التقليد الاعمى للتاريخ او للمؤسسات الفقهية او الراعية للدين.
2- المبالغة في الهوية الظاهرية للمتدين المؤمن المتبع عقيدة معينة كانت (سنية او شيعة ،صوفية ، سلفيه او مذهب اخر) في الاعلان عن هويته باللباس تارة او حمل شي ما او اتباع سنة دينية ويحرص المؤمن على اظهارهذة الهوية بشكل مبالغ مما يؤكد بشكل قاطع مراقبة الاخر له ويعلن من خلال اظهار هذة الهوية ليس التميز الظاهري لذاته بل العداء والكراهية للاخر المخالف له ويعلن عنه من خلال لباسه وشكله الايماني.
3- يدرب المؤمن على حلم ابدي وهو الجهاد في سبيل الله الذي له شواهد كثيرة ومشجعه وشخصيات بطولية مقدسة مارست افعال بشعة ومخيفة ضد الاخر المخالف لهم في الاعتقاد او العدوا المفترض او الواقعي لاكنهم بقوا مقدسين وابطال في نظر اهل الجهاد مادموا نصروا الله ونبية وحافظوا على الدين واهله، وهذه الامنية تزق زقا حتى تصبح سلوك فعلي يمارس في حالات المواجهة مع الاخر وتظهر صفات العنف والقسوة وعدم الرحمة والشفقعة على الاعداء او المخالفين والذين يقعون تحت سلطة آية قرانية او حديث نبوي فيمارس المجاهد أبشع حالات التدمير والوحشية بحقهم ولايصيبة اي اثر نفسي او وجداني او روحي من خلال عمله هذا بل هو يتباهي باي فعل يطيع به امر الله وينصره حسب اعتقاده وهذا السلوك وصل من البشاعة في زماننا المعاصر الى حد يخرج عن اي سياق انساني او حيواني وخاصة في حروب المذاهب في العراق اليوم.
4- كثيرمن المؤمنين يدعون في صلاوتهم وخلاواتهم لنيل الشهادة كأمنية مقدسة كي يرزقهم الله الموت في سبيلة وهذة ثقافة عسكرية اصبحت من القواعد الايمانية في تركبية شخيصة المؤمن وصياغة سلوكه وطموحاته بل هي من ممارسات غسل الادمغة الايمانية وتأجيل حضورها الوجودي وجعلها فارغة ألا من أستقبال الحشو والتحشيد والأندفاع الأعمى لتأريخ البطولة والهوية والتقليد والتًُمنى .
5. يتوارث أهل الجهاد والعسكرة المقدسة شخصياتٍ تتكامل ملامحها من خلال الدروس والمواعظ في تاريخ الغزوات والبطولات الدينية. وتُعتبَر هذه الشخصيات من المعلِّمين المنتظمين لهذا الطريق. ففي كلِّ زمان، تظهر إحدى هذه الشخصيات كمنظِّم للغزوات وقائد لها. وتتميز هذه الشخصيات بثقافة دينية ملقَّنة وحافظة كبيرة للقرآن والسنَّة النبوية وتاريخ المسلمين، الذي يُختزَل إلى طُرُق الجهاد والمواجهة. وتتمتع هذه الشخصيات بجاذبية إيمانية وعقائدية وجراءة وتأثير كبير، خاصة على الذين لا يملكون أيَّ وعي مسبق بالدين بشكل علمي. فمعظم هؤلاء معتنقون لهذه العقيدة شعوريًّا وحسيًّا، ويمارسون حياتهم مقلِّدين، في تقديس أعمى، الشكلَ الأول للظهور الإسلامي. أما العامة من أهل الجهاد، فعادةً ما يدخلونه بالمصادفة القدرية الغريبة؛ ومعظمهم ليس لهم حتى تاريخ ديني. بل الأغرب أن معظم أهل التوجهات العروبية والقومية ينضمون إلى هؤلاء المتعسكرين، بدوافع كثيرة وأسباب مختلفة، ويقاتلون معهم قتالاً يلفت الانتباه.

6.تحمل معظم شعارات أهل الجهاد والعسكرة، على اختلاف ألوانهم، علاماتٍ وإشاراتٍ إلى سيوف أو صورًا لبنادق عسكرية وسكاكين. وتُكتَب على رموزهم شعاراتٌ وعباراتٌ مختلفة لها علاقة بالشهادة والقتال والقوة والشراسة والصلابة والصمود في سبيل الله ونصرة دينه. وتدل هذه العلامات على أن "السيف" هو الحاكم الأول وعلى أن الحرب هي الأجندة الحقيقة لتكوين هذه الحركات والمنظمات التي انتشرت انتشارًا واسعًا في زماننا المعاصر. وكلها يحمل أسماء دينية لها دلالات حربية واضحة. وهذا كله يدل دلالة واضحة على عسكرة الدين التي أمست، على ما يبدو، كاملة[2]. ويبدو من رؤية ملامح التركيبة النفسية والعقلية والمنظومة المرجعية لأهل العسكرة الدينية، ومن دراستها المتأنية، أن الحرب المقدسة وثقافتها لن تنتهيا. فمازال إقرار الحرب، ماديًّا ومعنويًّا، وجوبًا ربانيًّا مدونًا في الكتب المقدسة، بحيث تظل لعبة الإنسان المتدين مع الموت "رأسمالاً وجوديًّا" لبقائه؛ إذ هو يلبس لباس التقديس باسم الشهادة التي كَتَبَها أبطالُ الدين المقدسين تاريخيًّا كشواهد ربانية مقدسة. وفي المقابل، يتم تشكيل مجموعة من الأعداء لله ولدينه، كشواهد قابلة للتكرار والتواصل، وتتفنَّن عقول أهل العسكرة في نحت أصنام أعدائهم من حجارة التاريخ والنصوص المقدسة. فأصحاب عسكرة الرب لا يمكن لهم العيش في الحياة إلا بوجود "العدو" المتربص بهم والمتربصين به؛ مما يجعل وجود الرب العسكري حاجةً دائمةً كمنقذ أزليٍّ على الجبهات كلِّها. وحتى يومنا هذا، تعاني الحياة الإسلامية الكوارث من جراء اعتلاء ربٍّ عسكري متسلط للعرش الديني. وأحد الأسباب الأساسية لظهور التوجهات الجهادية التكفيرية في التاريخ الإسلامي والحياة المعاصرة يتمثل في سيطرة هذه الربوبية القاسية على الإسلام سيطرةً شمولية، وفي استمرار الإرث الدموي في التاريخ الإسلامي وفي المناخ الفكري التقليدي للمسلمين، وفي استبداد دكتاتورية السلطات الإسلامية المستوحاة من أشكال الفهم والتفسير العسكري للنصوص والمستفيدة من الجهل المتجذِّر في أمَّة العرب.
وما ينتظره المسلمون، اليوم وغدًا، هو إسقاط ربوبية العسكرة الدينية كي يتحرروا من "التجنيد الإلزامي" للجسد والروح ومن عسكرة الرب التي دفعوا ثمنها قرابين مازالت متواصلة في قتل الحياة الروحية والمعنوية للدين خاصة، وفي قتل كلِّ إبداع قابل لأن يطور الحياة الدنيوية والإنسانية عامة.

مدار الأسئلة
-------------------------
-لماذا يبدو الرب العسكري متوترًا في صياغة النصوص الحربية، تنبعث منه حرارةُ الموقف كمراقب عن كثب للأحداث القتالية، يشارك أحيانًا بإمداد عسكري "غيبي"؟ هل يتأثر بمزاج الأنبياء في صراعهم أو يخشى انقلاب المواقف أو يتحسَّس من الآخرين غير المعتنقين لدينه، أم يتأثر بالأحداث الخارجية المحيطة بالوقائع، أم تُفرَض عليه شواهد الحضارات الأخرى المحيطة بجغرافية الوقائع والمواجهات القتالية؟
- الصفات والألقاب التي تنهال على أهل الحرب من القادة والمخطِّطين للقتال، بغضِّ النظر عن تاريخهم الدموي أو توجهاتهم الحربية – هل تعني "نفعية" الرب في استثمار طاقات العناصر الحربية، بصرف النظر عن إيمانها الروحي وعمق انتمائها للمبادئ الدينية؟ – وهذا ما نشاهده في كثير من الوقائع التاريخية التي كان أبطالها قادة إسلاميون في مواجهة الأعداء وفي إضفاء ألقاب طنانة عليهم ("أمير المؤمنين"، "سيف الله المسلول"، "أسد الله"، "ثائر الله"، "ذبيح الله"، إلخ).
- نرى في النصوص الحربية خشونةً واضحةً في صفات الرب العسكري وانتفاءً لملامح الرحمة واعتلاءً لمبدأ الفردانية السلطوية في الثواب والعقاب، كدكتاتورية واضحة للرب في قيادة الحياة والعالم في زيِّ الحرب ومنطقها. فهل استوحى الحكام العرب والمسلمون شكل الدكتاتورية السياسية متأثرين بفهمهم للصورة الدكتاتورية للربِّ الحربي في تاريخ الإسلام؟
- ميل الرب إلى طائفة معينة وقومية واحدة بعينها (كالعرب مثلاً في الإسلام) – هل هذا الانحياز متأتٍّ من رغبة نبوية متجذِّرة في ذاكرة الأنبياء، أم أنها تفضيلٌ سماوي وغيبي لم تُعرَف أسبابه (كتميز العرب بأنهم "خير أمة أُخرجَت للناس" واليهود بأنهم "شعب الله المختار")؟ – مع العلم بأن هاتين الأمتين متصارعتان منذ الأزل الديني!
-من الذي استفاد، تاريخيًّا وواقعيًّا، من الدين والرب العسكري، فرسم طريقًا للعنف الدائم الذي كوَّن وجودًا استلابيًّا وحضارة حربية قربانية أنتجت أنواعًا من الظلم والاستغلال والتسلط على رؤوس القرابين الجهادية المحشوة بالشعارات والمبادئ؟ وما هي الفائدة الوجودية أو الإنسانية الناتجة للأجيال القادمة والمستقبل الإنساني؟

- ما هو مصير القرابين الجهادية في الحياة والعالم والتاريخ؟ هل سيكون لهم ذِكْرٌ حقيقي، أم هم مجرد أرقام لها مردود مادي واقتصادي يعود على أرباب الدين العسكري، الطموحين إلى اعتلاء أعلى المناصب الأرضية، المتسلطين على رقاب الناس بدفعهم عجلة الخصومة والعداوة إلى محرقة كبرى لا يأخذ منها المتدين إلا الوعود التي تتضارب مع المنهج الإلهي الحق في العدالة والمحبة والتسامح؟

-من هي الأيدي الخفية التي تحرِّك الرب العسكري وتجنِّد المجاهدين المتقربنين في سبيل بقاء صورة الأعداء ونظام الحرب والعسكراتية في العالم والحياة؟ وهل معادلة الحروب الدينية حقيقة وجودية منبثقة من همٍّ روحي حق، أم هي خفايا وأسرار لتدوير العالم ومنهجته لمصالح مخططة مسبقًا في دوائر نفوذ خاصة؟

-هل الأنبياء أبرياء من رسم معالم هذه الخرائط؟ وما هي الدوافع التي جعلتْهم يمنهجون سياسة الحرب الإلهية التي استُثمِرَت استثمارًا مرعبًا في قيادة العالم قديمًا وحديثًا؟

-هل الصراع الفعلي هو "صدام حضارات"، أم صراع أديان، أم لعبة غيبية غير مدرَكة، أم هو وراثة لعقول مادية تستثمر "اقتصاد رب الحرب" في تسيير العالم وفق رؤيتها القديمة والحديثة في صنع الأعداء وتكديس الأموال والتوحش في ترقيم البشر كقرابين دائمة لرغبات وأمزجة خفية؟

-أين هو التراث الروحي والأخلاقي للديانات العسكرية؟ وهل أثَّرت فعلاً في صياغة عالم أخلاقيٍّ وفي تثبيت قيم الروح؟ وهل نرى في العالم المتدين هذه القيم والأخلاق واقعًا أم هي حبيسة الكتب والمكتبات؟

-لماذا نشاهد في التاريخ الإسلامي القرابين الهائلة من الجهاديين في سبيل الله ونصرة دينه؟ – ولا نرى نصرةً للدين حقيقية أو أيَّ انعكاس معنويٍّ وروحيٍّ للحياة، فلا يتغير شيء على صعيد الحرية والعدالة، بل تستمر رحلة الانحطاط الإسلامي، ولا نرى الإله الذي يُقتَلون في سبيله يحقق للحياة غير المذابح للفقراء والمساكين المدفوعين بالرغبة في عالم خلاصيٍّ آخر، المحشوين بصراع المفاهيم واللغة الفارغة. إنهم يقاتلون من أجل "مجهول" لا يعلمونه ومن أجل "لغة صماء" لم تقدِّم لأبنائهم وعائلاتهم وأجيالهم غير الفاقة والجوع والتشرد، فظلوا قابعين في خانة الفقر والعوز والبلاء و"الامتحان الإلهي"، لا مخرج لهم منها إلا بالشهادة المقدسة ونتائجها الكارثية على أجيالهم ومستقبل حياتهم على الأرض.

-كيف نفسِّر ما نشاهده من ذبائح على دكَّات[3] الإسلام بين المذاهب المتناحرة، قديمًا وحديثًا، وما وصلتْ إليه بشاعةُ الذبح المخيف وطريقة استخدامه، التي تُعتبَر نتاجًا طبيعيًّا لمعامل الرب العسكري ولما بلغه إنتاجُ القربنة المستمرة والرغبة في الشهادة، واكتشافُ طُرُق معاصرة في الذبح على المسميات والهويات، والنزاعُ المستمر لتجييش الأمَّة من أجل مصير مجهول لا يعلم به إلا "المحرِّك الأول" لهذه الثقافة كلِّها؟

-كيف نعلِّل "صمت" الغيب عن هذه الجرائم إنْ كان رافضًا حقًّا لحقيقة استثمار تراث الرب الروحي لقيادة الحياة عسكريًّا؟ هل هو تواطؤٌ من رغبة خفية غير مدرَكة بوصفها "سنَّة حياة"؟ أم أنه "خطأ وجودي" استمر وتواصَل خارج قاعدة العدالة الإلهية، حتى صار قاعدة متَّبعة يستغلها أهلُ الدين أو أصحاب الميول العسكرية في ذواتهم؟

-لماذا اختفى أهل العلم والمعرفة والحكمة الإلهية الخالصة في الدين الإسلامي أمام زحف زعماء الحرب والجهاد؟ هل هؤلاء أقرب إلى التكون الأول للإسلام؟ هل هم مصداق التطور الديني في الحياة؟ هل هم نتاج النصوص الحربية المقدسة أم أنهم دخلاء عليها بقوة السيف والعنف لإخضاع رقاب العباد أمام "ربِّ الأرباب"؟

- هل استخدام الموت طاقةٌ وجوديةٌ من أجل استمرار الدين الحربي وتحقيق رغبة أهل الحرب على الجبهات الدينية والحضارية كلِّها؟ وهل فناء الحياة الدنيا هدف أسمى في الدين العسكري من أجل تحقيق هذه الأمنيات المؤجَّلة؟ ولماذا تعميق رغبة الموت في الدين كجوهر وجوديٍّ لاستمرار القرابين المقدسة، يدفع ثمنها تساقُط الأجيال، ولبناء ثقافة العنف اللامتناهية؟ أهو من أجل "إحياء" الدين فقط؟ مَن الأهم: الإنسان أم النصوص المقدسة؟ ومَن الذي يكون قربان مَن؟ ولماذا نحتاج إلى قرابين كي "نحيي" دين الله وسنَّة أنبيائه؟ هل علاقة الدين بالموت علاقة "مصير" تُترجَم بهذا الفعل الوحشي ولماذا؟

-لماذا يحتاج الرب الديني إلى مَن "ينصره" و"ينصر" دينه؟ أليست حاجة الإنسان إلى العون والنصرة أولى من حاجة الرب؟ هل يأتي يوم على أهل الدين يعبدون فيه ربًّا يحتاجون إليه لعونهم ونصرتهم على إنجاز إنسانيتهم المؤجَّلة؟ أم سنكتفي بهذه القرابين المغلوب على عقولها في سبيل الله؟ ومتى يكون "سبيل الله" خاليًا من قرابين عباده؟

-لماذا لا يثق أهل العسكر بقدرة الإنسان على تحقيق السلام الإنساني؟ لماذا ينشرون روح اليأس في إنجاز إنسانية الإنسان؟ – إلا من خلال عملية المواجهة الحربية المدمِّرة للحياة والعالم.

-ألم يحن الوقت لأرباب الحرب أن يتقاعدوا عن حروبهم الدامية وعن استثمار الغيب لتشويه روحانية الإنسان وإعداد القرابين للمجهول؟

-ألم نشعر، نحن المسلمين، بثقل هذه القرابين إنسانيًّا ووجوديًّا وبأننا لم نحصد من ورائها إلا "المجهول" العالق في ذاكراتنا الممتلئة بالبطولات الفارغة؟

-متى يأتي الوقت الذي يكتفي فيه "الرب" بهذا القدر من الذبائح على دكَّة "الدين"؟ – هل هو سؤال مقيَّض له أن يبقى بلا إجابة؟!

*** *** ***
1- راجع هوامش الاجزاء الاخرى من هذا البحث- النصوص المرقمة
2- راجع دفاتر الاسئلة المرقمة في هذا البحث.
3- الدكَّة: المنصب أو المائدة التي تقدَّم عليها الذبيحة.



#وليد_عبدالله_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاتر نقدية -6- الدين العسكري والتجنيد الألزامي فرض مقدس.
- دفاتر نقدية -5 - صور وتجليات الرب العسكري.
- دفاتر نقدية - 4 - معسكرات الله في الدين الاسلامي
- دفاتر نقدية -3 معسكرات الله في الدين الاسلامي
- دفاتر نقدية - معسكرات الله في الدين الاسلامي- 2
- دفاتر نقدية 1- معسكرات الله في الدين الإسلامي
- قصة -محمد ساعة والسرُّ الأعظم وكباب الكاظم.
- دفاتر الاسئلة-5- القصاب المقدس في شرعنّة ذبح العقل.
- دفاتر الأسئلة 4 - نصوص العبودية وسجون الآلهة.
- دفاتر الأسئلة -3- طرق القتل المقدس وتوريط الله مع العبيد.
- دفاتر الاسئلة 2 - أعلن عن موت ربك العسكري.
- ربانيون
- دفاتر الأسئلة 1- تقنيات الوعي في العقل الأسلامي
- ربانييون لكنهم كذابون
- أسئلة وأشارات نقدية حول ولادة وموت الارباب.
- أسئلة قلقة حول التحالفات السياسية بين بعض المدنيين والتيار ا ...
- أسئلة قلقة حول التحالفات السياسية بين بعض المدنيين والتيار ا ...
- حكاية ورطة هنود مع شهيد كندي في العراق.
- مقهى الكذابيين ( الهجرة والمؤامرة)
- عندما يقدس العبد عبوديته .


المزيد.....




- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد عبدالله حسن - دفاتر نقدية - 8 - مشروعية الزعامة المقدسة لقادة الحروب الدينية.