أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إبريهي علي - ضعف الدولة يستنزف العراق اقتصاديا














المزيد.....

ضعف الدولة يستنزف العراق اقتصاديا


أحمد إبريهي علي

الحوار المتمدن-العدد: 5119 - 2016 / 3 / 31 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف إثنان ان العراق بأمس الحاجة إلى اصلاحات عميقة تفضي إلى إمكانية إستئناف التنمية الأقتصادية وتسريعها. وعندما تفقد اجهزة الدولة قدرتها على اداء وظائفها التقليدية، ومنها فرض القانون وتنظيم الحياة الأقتصادية والأجتماعية، وحماية امن الناس وحقوق الملكية، فان هذا الضعف يعيق حتما عمل النظام الأقتصادي بالحد الأدنى من الفاعلية. ومع هذا الشلل في الجهاز البيروقراطي للدولة، ومنظومة فرض القانون والنظام العام، كيف نتصور إعداد موازنة مالية وإدارة الأنفاق الحكومي بكيفية تساعد على تقديم خدمات عامة على الوجه السليم، وتجديد وتطوير البناء التحتي اسوة بالدول الأخرى في الوضع الأعتيادي. أن الأرهاب، ومختلف اشكال العنف والجريمة، التي تتغذى بالأنقسامات الأثنية والكراهيات الدينية والأطماع الحزبية والشخصية ، كانت من اسباب الفشل الأقتصادي في العديد من الدول، ونخر اجهزتها الأدارية بالفساد وخيانة الواجب، وتعميق مشكلات الفقر والبطالة. والعراق امام تحدي كبير ، إذ لا يسمح الأنقسام المجتمعي، على محاور اثنية ودينية، والحروب التي يولدها، للوصول إلى توافق وإجتماع إرادة وطنية لبناء دولة قادرة على حماية حقوق الناس وامنهم، ومباشرة تنمية إقتصادية جادة تقود إلى انعتاق العراق من اسر المورد النفطي، ومواصلة تقدمه الحضاري والأنساني .
ان الرعب وسفك الدماء البريئة، وما عاناه العراقيون من مختلف الوان العذاب، هذه كلها تفصح عن عملية تكفي نظريا لأسقاط الدولة واستزاف العراقيين إلى حد الأستسلام التام لأملاء الأرادات الأجرامية. ولذا يصبح الخيار الوحيد لأنقاذ الحياة في بلادنا عدم إنتظار التوافق المستحيل، بل محاولة اعادة بناء اجهزة الدولة الأقتصادية والمالية وتعزيز قدرتها على فرض القانون، كي يصبح من الممكن ردع الفساد ومباشرة الأصلاح ولو بالحدود التي تمنع الأنهيار. فهل توجد جهة سياسية متنفذة ومتفانية بالقدر الذي تتولى فيه هذه المهمة الصعبة ، أي إختراق دوامة العملية التدميرية بذكاء وشجاعة لتأسيس مقومات موضوعية لأنقاذ العراق. ولا يخفى على اهل المعرفة والخبرة أن إعادة بناء شاملة نحو دولة تنموية، تضمن العدالة واسباب الرفاه للجميع، بعيدة المنال الآن وفي القريب العاجل. لكن المقصود تحدي قوى التخريب ولو في نطاق ضيق يتصل بديمومة الحياة الأقتصادية، وإتخاذ هذا الأنجاز بؤوة لتوليد وتعميم نمط الحياة الجديدة في العراق.
ونكرر النصيحة للمخلصين ان يبدأ العمل على مستوى الوحدات الأساسية للجهاز الحكومي وهي المديريات العامة وما في حكمها ، في مراكز الوزارات والمحافظات، وأن تعطى الأولوية الأولى لدوائر المنظومة المالية وإدارة المشاريع الممولة من الموازنة ، بكيفية عرضت في مقالات سابقة . و بموازاة هذه العملية يفضل تشكيل جهاز شرطة جديد، يسانده استعلام جنائي، وتحقيق قضائي بترابط وظيفي، لتحتص هذه المنظومة حصرا بمكافحة الجرائم والتجاوزات الأقتصادية والمالية في القطاعين الخاص والعام. بما فيها وقائع الفساد المالي، والأعتداء على حقوق الملكية، ومختلف انواع الغش التجاري والصناعي وعدم الوفاء بالعقود والألتزامات المالية و التجارية. د. أحمد إبريهي علي
لا بد من التحسب لأحتمال بقاء سعر النفط منخفضا في العام القادم، ومع انحسار الموارد التعويضية لأسباب معلومة يصبح تمكين الدولة من ترصين الوضع الأقتصادي من اعلى الواجبات الوطنية والأخلاقية. ومن العبث الحديث عن سياسات اقتصادية في الزراعة والصناعة وزيادة ايرادات وترشيد نفقات طالما بقيت اجهزة الدولة ضعيفة. وما اعلنت عنه الحكومة من إجراءآت لمحاربة الفساد سوف تتعثر وتعاق لأنها تصطدم بمحدودية القدرة على فرض القانون ، اي انها تفتقر إلى المنظومة الكفوءة القادرة على كسرشوكة المفسدين وحماية الموظف النزيه والممارسة الرقابية النظيفة.



#أحمد_إبريهي_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاولات المشاريع الحكومية في العراق
- حكومة التكنوقراط في العراق
- التجارة الخارجية في العالم بين عامي 2000 و2014 وإتجاهات الأم ...
- نجاح مجموعة بركس والدول النامية في التجارة الدولية
- تقرير وضع الغذاء والزراعة لعام 2015 والفقر الريفي في العالم
- تقريرالتنمية البشرية لعام 2015: قراءة لبعض المؤشرات وملاحظات
- موازنة عام 2016 والتكيف مع سعر منخفض للنفط
- الفعل الجمعي لتجاوز الفشل والركوب المجاني في العراق
- مسار التحضر في العالم والعراق
- سعر النفط وتوقعات السوق
- هشاشة الدولة ودولة العراق
- بنية المجتمع والبنوية وما بعدها
- حول مفهوم البنية الأجتماعية
- النزاهة بين تنحي الأصيل وخيانة الوكيل ودوافع السلوك
- الموازنة العامة في العراق لعام 2016 وقيد العملة الأجنبية
- الفساد والبيروقراطية والمجتمع: مراجعة اولية وملاحظات
- التحديات السياسية والأجتماعية للتنمية وفرص الشباب: ورقة خلفي ...
- الكم والزمن في الوعي الأقتصادي: تتمة
- الكم والزمن في الوعي الاقتصادي : تتمة
- الكم والزمن في وعي المشكلات الأقتصادية


المزيد.....




- -البعض يحبها-.. ترامب يكشف دراسة إدارته لقرار بشأن الماريغوا ...
- خلّف سحابة سوداء ضخمة.. فيديو يُظهر انفجارًا بمصنع للصلب في ...
- قصف روسي على زابوريجيا يصيب 20 شخصا على الأقل
- خطة نتنياهو الكارثية للسيطرة على غزة - افتتاحية فايننشال تاي ...
- استنفار أوروبي قبل قمة ألاسكا.. ميرتس يجتمع بترامب وزيلينسكي ...
- السودان: 40 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين ...
- -مراسلون بلا حدود- تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن لحماية صحفي ...
- منظمات دولية للجزيرة نت: اغتيال طاقم غزة لإسكات آخر شهود الح ...
- موقع وهمي وشعارات مزيفة.. سقوط -مكتب مكافحة الجريمة- في الهن ...
- 7 أيام في ألماتي الكازاخية جوهرة آسيا الوسطى


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إبريهي علي - ضعف الدولة يستنزف العراق اقتصاديا