النقطة السوداء في الثوب ابيض

صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

النقطة السوداء في الثوب الابيض
صافي الياسري
عامة الاحزاب الشيعية تاسيسا قامت على ايديولوجيا المظلومية وهضم الحقوق ،دون ان تتمها وقد تولت زمام الامور بافكار تاسيس الدولة العادلة الناجحة والادارة السليمة لها ولو في الحد الادنى ،لذا لم تتمكن من تنتج غير دولة شوهاء فاسدة فاشلة تديرها مجاميع طائفية سياستها تقوم على اقصاء الاخر خوفا من فقدان التسلط الشيعي او دولة المظلومية الشيعية ،اما الانحياز الشعبي الشيعي فقد قام على الانقياد الاعمى للكاريزما وليس للبرنامج والفكر والتوجه لتحقيق اهداف عامة تخدم العموم بعدالة لا تفرق على وفق الهوية والانتماء والمناطقية ،وهذا هو سر جمود الحراك الشعبي وعجزه عن تحقيق اي هدف سام ،ما اوقع العموم فريسة رموز دولة فاشلة فاغرة فمها للالتهام وحسب ،وانا اضع التيار الصدري في سياق هذه الاحزاب والتجمعات .
وعلى الوجه التالي ، تطالب هذه الاحزاب التي هددها اصلاح العبادي الفارغ بخروج العبادي على حزب الدعوة ،هذه المطالبة في رايي ترتد على المطالبين بمن فيهم او في مقدمتهم السيد مقتدى الصدر المعتصم في الخضراء ، اذ انه يتطلب منه سحب وزراء تياره والنواب الاربعين التابعين له للقفز من سفينة الدولة الفاشلة ،لان بقاءهم في البرلمان يعني بقاء وديمومة تلك الدولة ،كما ان الاعتصام داخل الخضراء يفسر على انه اعتراف بقيمومتها على الشعب واستمرار وديمومة هذه القيمومة ،عدم سحب السيد مقتدى نوابه ووزراءه افراغ للاعتصام من محتواه كقوة دافعة نحو التغيير ورسمه كاستعراض شكلي للقوة واعلان سيادة الكاريزما الفردية ،وقد تبين ذلك جليا في الكيفية التي خاطب بها المعتصمين ،وممارسة الاستعلاء .
كذلك مشاهد تقبيل اطارات سيارته من قبل اتباعه ومن قبل القادة والضباط والجنود في افواج حماية المنطقة الخضراء حيث يحتمي اركان الدولة الفاشلة ، هنا نلمس بلا لبس غياب البرنامج والعودة الى سيادة الكاريزما وهو ما يدفعنا لرؤية مبصرة انه حتى في حال انتصار حركة الصدر ،فاننا سنركع مجبرين على عتبة دكتاتور مقدس ،وذلك ما نربأ بالعراقيين ان ينجرفوا وتياره .

#صافي_الياسري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل