هاله ابوليل
الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 22:53
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
كن مثله :
كن من يصنع الشغف
هي نصيحة في زمن لم تعد فيه للنصائح قيمة ولكن مادمت أرتضيت -عزيزي المعلم -أن تكون معلما للأجيال ,فقد جعلتك مهنتك حكيما حتى لو كنت لاتملك الحكمة الفائضة
كمعلم مثل المعلمين الأوائل , نصائحك ,حتما لن تنفذ ,
ولكن مارأيك لو جعلتها شغفا !
هل يعقل ذلك!
كيف يحدث ذلك !
في البداية
عليك ن لاتنظر لوظيفتك كمهنة تعتاش منها ,هي رسالة كما يقولون ,فلا تجعلها رسالة صادقة وصحيحة فقط ,بل أجعلها نافعة ومجدية في المقام الأول .
سافر وحلق في الفضاء ,أغمر رئتيك باوكسجين المعرفة و برياحين التجول في متاهات الكون , ومن ثم ادلف الى حجرتك الدراسية حيث تنتظرك عيون الدهشة المتشوقة لكلماتك .
ولكن ثمة شيء ينتظرك بعد رحلة العودة تلك ,حتما ستشعر بها فالمكان سيضيء بك ويغمرهم نورك .
استغل تلك الومضة التي خلفتها وراءك وتكلم عنها ,اجعلهم يتحدثون عنها , وينتظرون جديدك , فلا تكن محدودا في البيئة المفروضة عليك و التي أنت فيها , بل اجعل خبراتك تغير بيئتك , وتغير نظرة الآخرين لها , بل للحياة برمتها .
استغل مكانك الذي تقف فيه, وقدم ورقة اعتمادك للحياة بكاملها .
لا تتأخر بالرد , اترك كلمتك الحاسمة تجوب العالم برحبه ,وتعود إليك بلغة فيها طعم الرضا و نكهة الحب المُطًعّم بشغف المغامرة والطيران.
هبّ عزيزي المغامر - إنك كنت مدرسا في ثانوية عامة ,استغل ذلك بأن يكون اسمك ممتدا في علامة فارقة للجيل القادم
دعهم يمتنون للحياة ,لأنها جعلتم تلاميذا لك .
,,, حتى لو كنت مدرسا جامعيا , لا تترك الطلاب ينسونك, بل جرب أن تكون عابرا للقارات الرحبة !
لا تكن نمطيا وعاديا ,تتلو الكتاب حفظا بل استغل وجودك معهم لتجعلهم يحلقون في سقف الغرفة معك .
اجلب خبراتك لقاع المحاضرة , اجعل الطلاب يتشوّقون لجديدك , وكأنهم يستمعون لنصائح غاندي بلسان تشرشل , وبصوت أقوى من تشي غيفارا. وبهدوء الأم تيريزا اسكب لهم كاس خبرتك ودعهم يشربون .
علمهم أن يكونوا مختلفين ,خلاقين , مبدعين.حدثهم عن حضارات الآخرين واجعلهم يقارنون .ليعرفوا اين نقف وماذا يتطلب منهم ذلك بدون ان تقول لهم شيئا عن ذلك .
حلق معهم فوق الحضارات الغابرة و فوق سحاب الحاضر القادم , فلعل الحكمة تخرج من افواه احدهم .
اجعلهم يتشوّقون يوميا للقدوم لسماع رنو صوتك وأنت تتحدث عن ضمير العالم الثائر, عن مشاعر العالم الثالث ,عن صراعات الطبقات الأبدي .عن الحياة بثوب الحياة المرقع
لاتخفت صوتك خوفا وطمعا بوظيفة لن تضيف شيئا عظيما لسجل خلودك
بل اجعل صوتك حرية
وحريتك كلمتك
بل بالأحرى ,
إجعل الحرية وظيفتك الأبدية .
#هاله_ابوليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟