أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - حارس الذاكرة الفلسطينية















المزيد.....

حارس الذاكرة الفلسطينية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 21:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


حارس الذاكرة الفلسطينية 1من2
في أسبوع الثقافة الفلسطينية في عيدها الموافق عيد ميلاد الشاعر الراحل محمود درويش وضع على برنامج الأنشطة الثقافية في محافظة الخليل يوم ثقافي عن سلمان ناطور، المثقف الفلسطيني ، سادن الذاكرة الفلسطينية. ألقيتُ هذه الكلمة بالمناسبة.

منذ ان تفتح وعيه واصطدم بكارثة الوطن حمّل سلمان ناطور نفسه عبء رسالة مطاردة القتلة بجرائمهم التي لا تسقط بالتقادم. و"شرف الموقف عبء دونه العمر عناء عقيما"، كما قال الشاعر الفلسطيني الراحل، عبد الرحيم عمر .فقد قال بن غوريون مهندس كارثة فلسطين التي تناسلت كوارث،"الكبار يموتون والصغار ينسون". إزاء هذه الصلافة خط المثقف العضوي موقفه من الحياة ، والإنسان موقف، «استحضار ذاكرة جيل النكبة الذي كان يرحل يوماً بعد يوم آخذاً حكاياته معه، من دون أن تدوّن وتنقل للأبناء والأحفاد» . فالأديب يلتزم بمبدأ في الحياة، والمبدأ المرشد لسليمان ناطور هو الحرية؛ ومضمونها القدرة على اختيار كل ما يتلاءم والتزاماته تجاه الحياة والمجتمع. "ومبدأ الحرية يتطلّب منّا أن نتنازل عن كثير من المعتقدات والأفكار التي فرضت علينا،" بمعنى التحرر اولا من زيوف الثقافة المتسربة إلى وعيه الغض. راح المثقف العضوي يراكم من الأحياء عناصر الكارثة ويجمع المآسي والنكبات والمصائر الدرامية على مدى عقود؛ يجمعها ويقدمها للجمهور ؛ إذ لا قيمة لعلم لا ينتفع به . والكاتب بطبعه يتعاطف مع شخوصه، بل يتماهى، إذا كان فنانا، مع التدافعات الدرامية للشخوص والأحداث الروائية متقمصا معاناة الأبطال الدراميين. تراكمت معاناة سلمان وتثاقلت على قلبه الكبير حتى انهار القلب، بينما كان يعد بأجزل العطاء..
بُعيْد صدور قرار التقسيم (نوفمبر 1947) خطط بن غوريون لمشروع التطهير العرقي في فلسطين. كانت الفكرة تراوده في أواخر عقد الثلاثينات، وأعد لها منذ ذلك الحين. امر بإجراء أبحاث انثروبولوجية ميدانية، ارسل من اجلها مبعوثون سريون إلى عديد القرى العربية في فلسطين. أقاموا فيها تحت أقنعة زائفة وتغلغلوا في مساماتها. تعرف المبعوثون على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لكل قرية وتعمقوا في العلاقات بين العائلات والعشائر، خاصة التباغض والتنافس بين زعماء العشائر . واهتموا بشكل خاص بالمشاركين في ثورة فلسطين 1936-39 دونت أسماء العناصر المتورطة في الكفاح المسلح. والدولة العتيدة تكمل سوءات الانتداب وتنفذ ما عجز عن تنفيذه، مثل تنفيذ عقوبة الإعدام بالثوار كافة. وكلما احتلت قوات الهاغاناة قرية يحضر "المقنع" في سيارة عسكرية ومعه إحدى القوائم المعدة قبل عقد من الزمن، يستعرض صفوف الرجال ممن حشدهم المحتلون، مشيرا إلى أصحاب الأسماء المدونة بالورقة التي بيده. هكذا تمت المجازر بالجملة أثناء احتلال الديار وتشريد أصحابها. تكررت ميادين الإعدام في عديد القرى المنكوبة. وظن الجزارون ان جرائمهم سوف يطويها النسيان ؛ غير ان سلمان ناطور بعثها للحياة اشباحا تطارد القتلة ، تدينهم بجرائمهم حتى بعد موتهم.
وعى هذا المثقف العضوي رسالته الثقافية فضح ما ارتكبته إسرائيل من مذابح بحق السكان الأصليين، وإفشال محاولاتها طمس جرا ئمها بقوة الخرافة وتزييف الحقائق. هكذا اختط فقيد الأدب الفلسطيني دربه في الحياة ، كما تعهد عام 1971، منذ ان وضع قدمه على طريق التكوين الثقافي في كتابه الأول "آراء ودراسات في الفكر والفلسفة".
مارس أديبنا الراحل حريته قدرة على اختيار مبدا الحياة. ألقدرة في منظور المثقف العضوي ليست عضلية إنما فكرية مكوناتها، حسب قوله ، " ما أكتسبه من تجاربي الحياتية فأنا أقرأ الحياة كما أقرأ رواية بحيث أكتسب منها معرفة وأستخلص نتائج وعبرًا تعلمني الكثير. القراءة والاطلاع على نتاج الآخرين هي مصادر هامة لتشكيل ثقافتي. في عصرنا الراهن هناك مصادر متعددة للثقافة وهي متاحة لكل من يطمح لأن يكون مثقفا ". نصيحة قدمها لكل من يطمح تنمية موهبته الإبداعية. شكل الحصاد المعرفي طاقة الكاتب الإبداعية تفاعل عبرها الشكل مع المضمون، فأتاح له أفضل سدة يسيطر منها على الواقع، ويدير من خلالها حركته باتجاه صاعد نحو مصالح المجتمع الذي التصق بهمومه . إن سعة معارف سلمان وعمقها قد تجلت في تساميه على الطائفية واختياره المرشّد أفق النضال القومي. نهض سلمان ناطور بمهمة ثقافية كان الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون لها. سلطات الاحتلال الإسرائيلي عملت جاهدة على طمس الذاكرة الفلسطينية فعززها المثقف العضوي وعمقها في الوجدان الجمعي .
في نشاطه الإبداعي شمل جميع ضحايا التطهير الإسرائيلي. مسلسل شهوده لم يفرق بين مسيحي ومسلم أو بين سني ودرزي؛ لأن العصابات الصهيونية استهدفت الإنسان الفلسطيني بغض النظر عن مذهبه وملّته. تعمد إظهار صمود وبطولات المسيحيين وتعرّضهم للقتل والذبح، حتى أن بعض الأديرة التي كانت ملجأً للمدنيين الفلسطينيين جرت فيها العديد من المجازر. تدوين أحداث الماضي ينصاع لضرورات الحاضر، وحيث تبرز أهمية الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على المحتلين بزرع بذور الانقسام بين أبناء الشعب الواحد تنداح الذكريات بما يدعم هذا المطلب الملح. (حياة عازر، الله يرحمه...كان إنسان فقير...قوّسوه لمّا كان طالع من باب الكنيسة...وبعد ما ارتمى قدّام الناس يفرفر زي العصفور، تقدّم منه ضابط وحط الفرد في رأسه وفرّغ باغه...خمس...ست رصاصات دفعة وحدة)
(أهالي عيلوط هربوا إلى الناصرة، وسكنوا في الأديرة...بقوا في البلد 13 زلمة، دخل الجيش جمعوهم واحداً واحد وقتلوهم عالبيدر)
ويقترح الباحث في هذا الصدد إقامة نصب تذكاري وطني وقومي لشهداء نكبة 1948.

اختتمت المحامية الإسرائيلية ليندا براير بحثا عنوانه " الحق المطلق للمقاومة الفلسطينية" بالقول، "إن تدمير فلسطين وطرد أغلبية سكانها وحملات الإبادة المدبرة والمتواصلة ضد من تبقوا تحت الاحتلال الإسرائيلي، ليس من شأنها إلا أن تبرز لا مشروعية الوجود اليهودي واستمرارية عدوانه ضد الشعب الفلسطيني". توطأت نفس الدول قبل قرن من الزمن على إسناد الوصاية على فلسطين للامبريالية البريطانية كي تنفذ وعد بلفور . وفي رسالة وجهها الوزير بلفور لرئيسه أقر أنه تواطأ على حرمان شعب فلسطين من حق تقرير المصير ، وتواصل التواطؤ حتى الوقت الراهن.
نعى فقيدَ الثقافة الفلسطينية الدكتور إيهاب بسيسو، وزير الثقافة الفلسطيني:ان "ناطور يعد أحد أبرز القامات الثقافية والأدبية الفلسطينية على المستويين العربي والدولي"، وبرحيله "تفقد الحركة الثقافية الفلسطينية علما من أعلام الفكر والثقافة والأدب، حيث نقش ناطور فعله الإبداعي على صفحات العالم ورسخ الأدب الفلسطيني الذي سجل من خلاله الدور الأبرز في نشر الحكاية الفلسطينية، سواء من خلال أعماله الروائية أو القصصية أو المسرحية".
وأبّنه محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العربية في إسرائيل، معتبرا رحيله المباغت "بالخسارة الفادحة للأدب والثقافة المعاصرة، وهو من أبناء الجيل الثالث من المبدعين بعد النكبة ، والذي كان له حضور وعطاء غزير".
وعلى عهدة الناقد الأدبي محمود شريح، جمع سلمان ناطور «لوعة غسان كنفاني وفكاهة إميل حبيبي».
طبيعي أن لا تتجاهل السلطات الإسرائيلية مواقفه الشجاعة، إذ اعتقلته أكثر من مرّة، وفرضت عليه الإقامة الجبرية، لاحقته وهددته وساومته . منعت مسرحيته «المستنقع» ليلة افتتاحها في مدينة الناصرة. لكنه لم يخضع للضغوط ولا هان امام المساومات.
قطّر سلمان ناطور معاناته وأقرانه من المثقفين في ظل الاحتلال تناقضًا بين مفهوم الوطن ومفهوم الدولة، بإقامة دولة يهودية على الوطن الفلسطيني. فهذا يجعل المكان الذي نعيش فيه وطناً لنا والدولة ليست لنا، وأما اليهودي فله دولة ولكن الوطن ليس له وهذا هو أساس الصراع».
سلمان ناطور ولد في قرية دالية الكرمل جنوبي مدينة حيفا عام 1949، أي بعد كارثة التهجير. ينتمي من حيث المولد للطائفة الدرزية ؛ لكنه استرشد بالمبدأ الذي جعله محور حياته ، فتنازل عن كثير من المعتقدات والأفكار التي تسربت إلى وعيه الغض ، و آثر توسيع انتمائه ، وانحاز للإنسانية . تمسك برابطة العروبة . مفاصل حياته مقرونة بالحروب تشعلها إسرائيل او حلفاؤها:
يختزل سيرته المؤلمة بقوله «ولدت بعد حرب 1948، دخلت المدرسة في حرب حزيران، تزوجت في حرب أكتوبر، ولد ابني الأول في حرب لبنان، ومات أبي في حرب الخليج، حفيدتي سلمى ولدت في الحرب التي ما زالت مشتعلة..."
لم توقف إسرائيل جرائم الحرب، ولا يرتوي عطش الحقد العنصري للدم الفلسطيني، رغم غزارة ما سال من دماء فلسطينية!الوحوش تبشم وتعزف أحيانا عن الفتك؛ لكن الإسرائيليين لا يفوتون فرصة للقتل. في كل جولة تقترف المزيد من الجرائم وتحرص على التكتم على جرائمها بادعاء طهارة السلاح وانضباط الجندي الإسرائيلي وأخلاقيته الشامخة. ردا على تناقض الأفعال والادعاءات تشكلت في إسرائيل منذ بضع سنين منظمة اطلقت على نفسها منظمة كسر الصمت، راحت تجمع شهادات جنود شاركوا في فظائع العدوان على غزة ومدن الضفة. كان الرد أن وصف موشيه يعلون ، وزير الدفاع الإسرائيلي،أعضاء المنظمة بالخونة لأنها تهتك قناع الطهر ، كما عرت زيوفه المحامية ليندا براير. خلال عقود عدة لم تقر إسرائيل إلا بمجزرة واحدة خارج القدس في دير ياسين اقترفها كما تروج الدعاية الرسمية، "أفراد اوباش غير منضبطين". والمعروف ان ميناحيم بيغن، أحد رؤساء وزارات إسرائيل هو الذي قاد العملية وتباهي بفعلته وعرض الأسرى الباقين على قيد الحياة في شوارع القدس، وكل ذلك من أجل الترهيب ودفع الناس إلى الهرب.فضح هذه الجريمة الدكتور أينشتين في رسالة نشرتها نيويورك تايمز بمناسبة زيارة بيغن إلى الولايات المتحدة. زعمت إسرائيل أن تلك الواقعة هي الاستثناء الوحيد للقاعدة . ورسالة وجهها بن غوريون ، رئيس الوزراء إلى رئيس بلدية حيفا يحظر إرجاع اللاجئين إلى قراهم ومدنهم، تكشف عن أوامر عليا أملت تصرفات الجنود الهمجية.
وفي رسالة اخرى دونها المؤرخ الإسرائيلي يائير اورون ونشرت لأول مرة في النصف الثاني من آذار 2016 بصحيفة هآرتس الإسرائيلية طعنت في الصميم فكرة أخلاقية الجيش الإسرائيلي. كتب الرسالة جندي وصحافي يدعى شابتاي كابلان يكشف النقاب عن مجزرة الدوايمة ، آخر بلدة احتلت في منطقة الخليل. نفذت المجزرة فرقة النخبة بقيادة اسحق ساديه، وهو الذي فبرك عقيدة " طهارة السلاح". ويقول كابلان ان المجزرة جزء من " نظام الطرد والتدمير بهدف واضح: كلما قل عدد العرب الباقين يكون ذلك أفضل.
وفي أواخر عقد التسعينات استطاع طالب دراسات عليا جمع شهادات من جنود شاركوا في احتلال قرية الطنطورة ، جنوبي حيفا، حيث قتل ما لا يقل عن مائتي شخص وضمنها رسالة لنيل شهادة الماجستير . بعد أن شاعت ثمرة جهده بين الجمهور عوقب الطالب بسحب شهادته العلمية.
وكشف الباحث البروفيسور إيلان بابيه النقاب السميك عن المجازر المقترفة عامي 1948-49 بعد ان استطاع الاطلاع على أرشيفات الهاغاناة ، فصدمته الجرائم الفظيعة والمتلاحقة، مما اضطره لتضمين ما وسعه الاطلاع عليه في كتابه " التطهير العرقي في فلسطين". واضطر بابيه البحث عن وظيفة أكاديمية في بريطانيا.
بعد هذه الخيبة اغلقت السلطات على جميع الوثائق ومنعت الوصول إليها، كي لا تتلف الرواية الرسمية حول طهارة السلاح في إسرائيل.
في الأسبوع الماضي عقدت حكومة نتنياهو جلسة لبحث سلوك منظمة كسر الصمت وقال نتنياهو ان عملها لا يطاق. ويبدو انه يعد لحظر منظمة كسر الصمت. وكل هذا يبين القيمة النفيسة للمهمة التي نذر المثقف العضوي حياته لإنجازها.
وفي الأسبوع الماضي اغتيل اثنان من الخليل بدم بارد. احدهما عبد الفتاح الشريف أصيب في قدمه، حاول عبثا النهوض فعاجله جندي برصاصة في رأسه ؛ جرى توثيق الحادث ونشره؛ دافع عن جريمة القاتل نتنياهو وليبرمان، وارتفعت أصوات تمجد القاتل وتطوبه بطلا وطنيا. تلك هي القيم التي يتربى عليها سفاحو الشعب الفلسطيني!!
لم تقتصر جهود المبدع الفلسطيني على التسجيل ، إنما عمل من اجل ان تستعيد الأماكن وجهه العربي - إحياء عمرانها وبعث نكهتها الحضارية المميزة . وطبيعي ان تكون مدينة حيفا الأثيرة لقلبه : " حيفا- كمدن فلسطين الأخرى- تعرضت وما تزال حتى اليوم إلى محاولات مسح معالمها العربية والفلسطينية، حيفا التي عرفت قبل النكبة بعمرانها العربي الجميل وبناياتها الحجرية تهدم ويبنى على أنقاضها بنايات من القصدير والزجاج، غريبة عن جغرافيتها وعن تاريخها وعن هويتها، وحيفا قبل 1948 كانت منارة ثقافية مثل يافا والقدس وعكا، وازدهرت فيها حياة إبداعية متشعبة حيث صدرت عشرات الصحف، وأقيمت عشرات المراكز الثقافية والنوادي، كما تشكلت فرق مسرحية، ووصل إليها العديد من الأدباء، وترجمت فيها عشرات الكتب من الأدب العالمي. هذه المدينة كانت مستهدفة في بدايات الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وذلك لمواصلة تصوير فلسطين على أنها أرض قاحلة وصحراء وتنتشر فيها المستنقعات وشعبها متخلف، لكن رغم تشريد سكان حيفا (حوالي 70 ألفا) فإن من بقي فيها (حوالي 3 آلاف) عملوا خلال 60 عاما على إعادة شيء من روحها، وأقاموا المؤسسات الثقافية، وأعيد نشر الصحف، وفيها أكثر من مسرح عربي فلسطيني، ونعمل بكل جهد من أجل إعادة النكهة الثقافية والحضارية لفلسطين، حتى بواسطة المقاهي الثقافية التي أنشئت فيها في السنوات الأخيرة، باختصار نريد لحيفا أن تستعيد هويتها العربية الفلسطينية، كما كانت قبل النكبة ".
عمل في صحافة الحزب الشيوعي محررا ورئيس تحرير، ثم تسلم إدارة مركز إميل توما، المناضل والمفكر الراحل. أعلنت بلدية حيفا نيتها بهدم بيت الراحل؛ فحرك سلمان حملة امتدت حتى خارج البلاد لمنع تنفيذ قرار البلدية، وبالفعل تراجعت البلدية وتحول البيت إلى مركز للتوثيق والدراسات. استعاد المثقف العضوي "الحياة إلى المقاهي الشعبية والأماكن المهملة في حيفا، وتحويلها إلى فضاءات ثقافية تحت عنوان ‘مواجهة ثقافة الموت بثقافة الحياة’"، حسب تعبير الناقد خليل صويلح.
لم ينسه الجهد الثقافي الغزير مسقط رأسه، دالية الكرمل : " قريتي هي وطني الصغير، وأنا مثل كل الناس أحمل هذا الوطن أينما ذهبت، أحمله ذاكرة وذكريات وروائح طيبة وحكايات ووجوها لا تغيب عني وحبا وغضبا وحزنا وفرحا، هناك من يجاهر بهذه العلاقة مع وطنه الصغير وهناك من يخفيها أو يخجل بها أو يهرب منها، ولكنني أحب هذه العلاقة مع قريتي التي لا أفارقها إلا لضرورات ملحة وقصيرة"
ينعدم مثل هذا التعلق الحميمي بالجغرافيا الفلسطينية لدى المستوطنين اليهود. الاستعمار اليهودي بفلسطين لم ينشئ علاقة الوطنية بفلسطين، و المستعمرون لا يتشبثون بفلسطين وطنا لا وطن لهم غيره؛ إنما بقيت فلسطين على الدوام في عرفهم دولة وظيفية ومجالا للكسب بشتى السبل، ويحتفظون كاحتياط بجواز سفر غير إسرائيلي يستعملوه ا، تأزمت الأمور



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقحام السياسة على الدين يفسد الطرفين
- إمبراطورية الشر وضعت العالم في قبضة الموت
- تدهور التعليم وتدهورت معه المكانة الاجتماعية للمعلم
- وتكشف التزوير في الرواية الصهيونية
- وحدة كفاحية تدمج نضال الأميركيين السود مع نضال الشعب الفلسطي ...
- ربيع ام خريف زمننا العربي الراهم، ام هو التضليل يغيب الصراعا ...
- التربية عتلة السلطوية المحافظة وقد تشحن عناصر التغيير الديمق ...
- الامبريالية الأميركية تكثف الجهود للإطاحة بالأنظمة اليسارية ...
- الامبريالية الأميركية تكثف الجهود للإطاحة بالأنظمة اليسارية- ...
- مصدات في طريق التطهير العرقي
- يحدث في غفلة القيادة الفلسطينية-3
- يحدث في غفلة القيادة الفلسطينية -2
- يحدث في غفلة القيادة الفلسطينية
- ثقافة العنف وازدراء الديمقراطية
- سنستان بدل داعش.. إصرار على مؤامرة التمذهب
- هل يقدم الحلف السعودي قارب نجاة لشعب تعصف به هوج الإرهاب؟
- تزاحم الطيران الحربي نذر بكوارث مبيتة
- امبريالية الغرب مستنبت العنف والإرهاب والعنصرية
- الموت ولا المذلة
- وفاءًلصداقة قديمة متجددة-3


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - حارس الذاكرة الفلسطينية