|
رئيس الوزراء بطة عرجاء
مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 14:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تفاقم الاستياء على صعيد العراق عموما نتيجة توالي الحكومات العاجزة التي اجهضت احلام العراقيين في التغيير ، والتي لم تعنى بتطوير البلاد ورفاه المواطنين رغم مليارات الدولارات من ايرادات النفط التي ذهبت هباء منثورا ، وراح معظمها في جيوب المسؤولين وحسابات بنوك الكتل السياسية التي تبذخ - بلا وجع قلب - على مباذلها وتمارس الدجل في المساجد من ركوع وسجود ، وهي في الحقيقة بدلا من ان تسجد لله تسجد لشيطان المال ليساعدها على اكل السحت الحرام . شاع تحت مسؤولية تلكم الحكومات الفساد بانواعه واشكاله، فالفساد الاجتماعي يلازم الفقر ، وشاعت الرشوة والسرقة العامة والخاصة ، حتى اصبح الفساد ثقافة كما قال كنفوشيوس الحكومة ، وهو يتجاهل ان هذا الفساد لم يصبح ثقافة الا بما تيسر له من سبل تسهل شيوعه ، اولها كان نظام البعث الصدامي واخرها نظام المحاصصة والاحزاب الاسلاموية التي دعمت ما كان معروفا من فساد واضافت اليه فساد السريرة ، اذ يظهرون التقوى و الورع ، ويتسترون بالبراق من العمائم ، والثمين من الخواتم ، ويضمرون نهمهم للمال من اخضر واصفر رنان . رغم ان هذه المظاهر لا تخفى على العراقي - المفتح باللبن - الا ان الظروف المساعدة رافقت حظوظ هؤلاء الشياطين الذين تلبسوا لبوس الدين والورع ، فكان اكتساح العصابات الاجرامية - داعش - لسوريا والعراق عاملا مساعدا على تاجيل المعركة مع السراق والفاسدين في الحكم الى حين ولكن الشعب يمهل ولا يهمل ، فقد دقت ساعة الحساب ، ساعة ستكون كالقارعة وما ادراك ما القارعة . القارعة ستقرع رؤوس الفساد لتهشمها بمطرقة الشعب الجائع المحروم من ابسط وسائل العيش الكريم ، ما اضطره يخرج بالملايين يطالب بحقه في الحياة الحرة الكريمة ، ولذلك رفع شعار خبز ، حرية ، دولة مدنية . تلاعبت الاحزاب الاسلاموية في جميع المناصب الحكومية والهيئات التي من المفروض ان تكون مستقلة ، فعينت فيها منتسبيها واقتصر شغل المناصب على من له صلة قرابة مع قادة الكتل السياسية دون اخذ الكفاءة بنظر الاعتبار ، واستخدموا حيلة الشهادات المزورة وابدعوا في الالتفاف على القوانين من خلال تعيين الوكلاء بدلا من الاصلاء في المناصب العليا . هكذا امتلأت المؤسسات الحكومية بالمحتالين والاميين والدجالين ، الذين مارسوا جميع وسائل النهب والسرقة ، فاصبحوا لصوصا محترفين في سرقة المواطنين والمال العام. اما النفط فحدث ولا حرج ، تعرضت هذه الثروة الوطنية الى طرق من النهب والسرقة لا عهد لاي دولة منتجة للنفط بها ، فبالاضافة الى العقود الفاسدة ، نلاحظ سرقة النفط من الانابيب بواسطة ثقبها وسحب النفط منها وبيعه دون معرفة السلطات بذلك ، كما يتم التلاعب بالموانئ وشحنات النفط المباعة وتزوير اوراق التصدير والبيع ، والغش بتزويد المنتجات النفطية للمصانع ومحطات الكهرباء ، وبيع النفط بصورة سرية للصوص والسيطرة على محطات بيع البنزين وغير ذلك من اساليب مختلفة يصعب وصفها . اما المواد الغذائية فانتشرت في الاسواق مواد غير صالحة للاستهلاك ، ومثلها الادوية المغشوشة والفاسدة التي تباع على الارصفة ، وزادت باضطراد سرقة مواد الحصة التموينية حتى باتت معضلة لا يمكن حلها الا باعادة وزيرها الهمام الذي سرق ملايينها، ليعالجها بالسرقة مرة اخرى ليقضي على البقية الباقية من مفرداتها البائسة . ان السرقة واللصوصية ادت بالعراق الى ان يصبح دولة فاشلة ، لا علاج لها الا باقتلاع الاحزاب الحاكمة وازالة اثارها عاما بعد اخر ، ولا يتم ذلك الى باللجوء الى رجال يؤمنون بالمدنية ويتركون الدين لله وللمؤمنين والوطن للجميع ، لا ان يتعكزوا عليه في سرقة المواطنين ، وان يكونوا ممن يشهد لهم المجتمع بالنزاهة والاخلاص والكفاءة ، وهم ليسوا بالعملة النادرة في العراق وانما ابعدتهم الكتل السياسية جانبا ، على طريقة العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة ، لذلك يجب ان تعمل الجماهير المحتجة على الاطاحة بهذه الحكومة العرجاء وبقيادتها الفاشلة التي عاثت فيها الاحزاب الاسلاموية فسادا وسرقة ، واشاعت الجهل والامية في جميع مفاصل الدولة والمجتمع ولم تساهم سوى بانتاج ممارسات وطقوس بائسة لا علاقة لها بالدين ولا بالمذهب ، مثل المشي مئات الكليومترات من اجل زيارة المراقد والاضرحة ، او طبخ الاطعمة على الارصفة في مظاهر بائسة هدفها خداع المواطنين الفقراء واشباع رغباتهم البسيطة من اكل وشراب . واشاعة ممارسة اللطم والبكاء على احداث مضت عليها مئات السنين ، من اجل نسيان الحاضر وتركهم ينهبون دون رقيب . انتجت هذه الاحزاب الاسلاموية نظاما هجينا في الحكم ، لا هو نظام جمهوري ديمقراطي ، ولا هو ملكي دستوري ، فالاحزاب ورموزها يتربعون على كراسي الحكم ، ويتبادلونها بينهم بين دورة انتخابية واخرى مثلما يتبادل الخلفاء الجواري الحسان للتمتع بهن ، فاصبحت الوزارات حكرا على اسماء معروفة ، عرف منهم من تلبسه العي والجهل وارتدى عباءة الفساد دون خشية من حسيب او رقيب . ان مصير رئيس الوزراء سيكون مشابها لمصير غورباتشوف صاحب الاصلاحات المنقوصة ، ليبقى مصير العراق مفتوحا على احتمالات بلا حدود .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة من اين لك هذا... حلم ليلة صيف
-
اكتساح المنطقة الخضراء ضرورة قصوى
-
فتح اسوار الخضراء ثورة على الفساد
-
خلدون جاويد على جسر بودابست
-
الزراعة بين عزة الدوري و الشرستاني .. شهاب الدين ازرع من اخي
...
-
مجلس النواب يحتال على رئاسة الوزراء
-
المنطقة الخضراء اوهى من بيت العنكبوت
-
مقامة تكنقراط
-
المرجعية تعتكف ... فمن لنا في غياب الامام
-
حوار مع الفنان كاظم الداخل على هامش اقامة معرضه الجديد
-
حوار اذاعي حول وساطة الجعفري بين السعودية وايران
-
اعدام الشيخ النمر .. قطع الاعناق لن يؤدي الى وفاق
-
( دا ) للكاتبة الكردية زهراء حسيني
-
حوار بين وزير الخارجية الروسي لافروف ووزير خارجية من العصر ا
...
-
منظمات حاربت الشعوب .. واخرى قاومتها ببسالة
-
المقامة الجعفرية في البلاد اليابانية
-
اسقاط الطائرة الروسية ... جرة اذن لبوتين
-
بروفسور في جامعة لوند / السويد : الحرب العالمية الثالثة بدأت
-
العبادي .. في الصيف ضيعت اللبن
-
بغداد تغرق ...مجلس النواب يحاسب... والشعب يقبض من دبش
المزيد.....
-
صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران
...
-
إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
-
كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت
...
-
دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
-
أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في
...
-
لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير
...
-
-الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ
...
-
سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
-
خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج
...
-
زلزال يضرب غرب تركيا
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|