|
مصدر التعصب من الثقافة الذاتية و العقل الجمعي
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 11:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد تحريم المكة من القتل و القتال من اجل المصالح الخاصة و العامة لاهلها فقط في اشهر الحرم وموسم الحج، نتيجة الغزارة من الاموال التي امطرت عليهم من خلال التجارة التي وفرت الفرصة السانحة لتثبيت خصوصيتهم و جلبت لهم الخير و البركة بعد فتح الاسواق امام الحجاج في حينه ( بالمناسبة ، بداية نشوء الاسلام حج الكفار ايضا مع المسلمين الى بيت الله حتى السنة التاسعة من الهجرة )، و كما يقول راي اخر ان الحج هو نتيجة او ولادة طبيعية لتلك المصلحة التي تمسك بها سكان مكة من القريش خاصة و الجيمع على العلم ان الحج هو طقس وثني و من ثم تغير شكلا و مضمونا بعض الشيء . اصبحت الثقافة العامة لاهل قريش في مستوى فرضت عليهم احساسا بانهم افضل من غيرهم لما ابدعوا فيه من فرض ارادتهم و عقليتهم العالية!! و لذلك فرضوا الكثير من الامور على الاخرين و استثنوا نفسهم منه، و حتى الطقوس الدينية من الحج و اداء المناسك اعفوا نفسهم منها و فرضوا ادائها على الاخرين، و عظموا من نفسهم و رفعوا من انفتهم و كسبوا من الامتيازات التي لم تتوفر فرصة لغيرهم من الحصول عليها . و بذلك نشات التعصب القبلي بينهم بداية و من ثم انتشر بعد الفتوحات . هذا كتاريخ اسلامي و كيف انتشرت ثقافتهم الى الاخرين، فلنتخيل هذا التعصب بين القومية ذاتها و لكن بين القبائل و نقارنه مع التعصب الاتي بين القوميات و الاعراق و كيف فرضوا ما لديهم من النظرات على الاخرين من خلال القوة المفرطة و ما رافقها من السلب و النهب و القتل والسبي و فرض الجزية و الفدية و استباحوا كل ما وقع بين ايديهم من امور الدنيا و حللوها باسم الدين الاسلامي و تعاليمه و صدق الاخرون بهم فكرا و عقيدة . ان التسميات و النعوت التي فرضها الاسلام على غيرهم فرض التعصب آليا على اهل الدين و بدوافع متعددة اهمها المصالح المادية، و ثبتوا ذلك في كيانهم و عقلهم الباطن و توارثوه جيلا بعد اخر على الرغم من تخلفهم الكبير من كافة نواحي الحياة، ونشاهده لحد اليوم . نتكلم عن هذا لاننا نعتقد جازمين بان التعصب العرقي و الديني نشا بشكل خاص من الجزيرة العربية و من خلال الدين الاسلامي بشكل خاص، او لنكن اكثر حيادية، نقول عظموا من امر التعصب بشكل غير مسبوق و خلطوا التعصب الديني و العرقي في بودقة واحدة و مزجوها و كبرت مساحتها نتيجة ربط الدين الاسلامي باصله العربي و البقية تابعة لها شاءت ام ابت رغما على انفهم من خلال الممارسات الدينية التي فرضت عنوة في بداياتها لحين توارثها الاجيال من بعد و بقت هي السائدة ليومنا هذا . اقول هذا و لم ادخل في اماكن التعصب الاخرى في بقاع العالم لان تاريخ و مساحة و الزمن الذي طال فيه التعصب العرقي العربي الديني اكثر من غيره طوال تاريخ البشرية و اثر سلبيا على الاعراق و القوميات الاخرى كان من خلال الدين الاسلامي الذي اصبح مصدرا كبيرا للتعصب وا لانانية التي فرضت العقل الجمعي المتكون من الدين الذي كان دنيويا و اخرويا ثقافة عامة ضيقة الافق غير انسانية الدوافع جاءت من ظروف قاحلة ماديا و معنويا او ثقافيا و انسانيا و فرضوه غصبا و عنوة على الاخرين بالقوة عند امتلاكهم لها و بالترغيب عند ضعفهم . اقول هنا ما يؤيد الكلام هذا و ما يفعله اهل المكة خلال الحج لحد الان وهو عدم اداء الصفا و المروة و غيرها من المناسك التي تؤديها الحاجون الاخرون لكونهم من اهل الدار و ما يباح لهم ليس لغيرهم الكلام فيه، و نسال هل هم عند الله الاعلى ام الاسلام الذي جاء لمصلحة فئة و عقلية جزيرية جائعة تسمح بمثل هكذا افعال متناقضة متفاوتة و حتى في الدين قبل الامور الاجتماعية . نعم انه المصدر الرئيسي للتعصب و لازالت الناس تتمسك بما يفرضه من خلال الضعف الفكري العقلاني و عدم التعمق في امور الحياة و ما فيها و اتخاذ اسهل الطرق في مسيرتهم، وهكذا تمدد التعصب بتمسك الناس بدوافعه و مصادره . و نقول هنا طالما بقي الدين فارضا تعاليمه الدينية و الدنيوية على المتمسكين به، و انه سيبقي التعصب غالبا على كل الامور في حياة الناس مهما ادعى البعض خلاف ذلك، و اكثره سلبا على الجميع هو التعاليم المبالغة فيها في الدين الاسلامي و التوجهات المتبعة في ثنايا اداء مناسكه المتعددة و المتطرفة في اداءها . و كلما استوضحت منابع التعصب بجراة و عقلانية و صدق و مندون خوف و مستندين على الحقيقة كلما قصرت فترة التعصب المميت و الذي تشق به حياة الناس و ممارساتهم اليومية و تتضايق به نفسيتهم و تبتعد السعادة عنهم . ان العلاقة الجدلية بين الثقافة الذاتية الاتية من المصادر المختلفة مع الثقافة العامة و ما ينبثق منها العقل الجمعي المجتمعي هي العامل الحاسم في فرض التعصب او التخفيف منه في اي زمان و مكان كان . و ان جفت المصادر مجرد بتوضيح مصارده و سلبياته و كيفية مجيئه، و معرفة الناس بكيفية نشوءه و توارثه من خلال مزج الدين مع العرق و بدوافع مصلحية شخصية كانت ام قومية، فانهم سوف يقتنعون بالحقيقة المخفية و يُرفع الستار عن الحقيقة المغطاة بالدين و اكثرهم تعصبا و سلبيا هو الخاتم الاديان و عرّابه .
#عماد_علي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل حقق بوتين اهدافه و انسحب من سوريا ؟
-
السعودية تتخبط في تعاملها مع قضايا المنطقة
-
ثلاثون عاما في الهباء -3-
-
مَن يتمكن مِن وقف اطلاق النار يمكنه وقف الحرب
-
ماذا تقصد امريكا من التهويل حول سد الموصل ؟
-
ثلاثون عاما في الهباء -2 –
-
ماذا حصل لاردوغان ؟
-
ثلاثون عاما في الهباء
-
هل حان الوقت لحل اللغز في المنطقة ؟
-
هل يقع استبعاد مسلم عن مؤتمر جنيف لصالح الكورد
-
لم يستمر زمن القطب الواحد كثيرا ؟
-
نعم الشعب الكوردي ضحية قادته
-
لماذا ينعكف نوشيروان مصطفى ؟
-
تقاطع تام بين الشعب و السلطة الكوردسانية
-
اثارة الفتن بتصريحات غير مسؤولة !
-
لماذا يصر البارزاني على اجراء الاستفتاء في هذا الوقت بالذات
-
المنافسة ثقافة
-
الاسئلة التي لم تجب عنها السلطة الكوردستانية
-
هل اعادة الزرادشتية الى كوردستان تتكلل بالنجاح ؟
-
هل تحل روسيا محل امريكا للكورد
المزيد.....
-
بعد صدمة فيديوهات الأسرى.. جادي آيزنكوت يحمّل نتنياهو مسئولي
...
-
تصاعد المطالب الأميركية اليهودية لإغاثة غزة وسط أسوأ أزمة إن
...
-
السودان.. قوى مدنية تبدأ حملة لتصنيف -الإخوان- منظمة إرهابية
...
-
الأردن.. إجراءات بحق جمعيات وشركات مرتبطة بتنظيم -الإخوان-
-
إغاثة غزة.. منظمات يهودية أميركية تضغط على إسرائيل
-
الناخبون اليهود في نيويورك يفضلون ممداني على المرشحين الآخري
...
-
الأردن يحيل شركة أمن معلومات تابعة لجماعة الإخوان المحظورة إ
...
-
كيف تدعم -خلية أزمة الطائفة الدرزية- في إسرائيل دروز سوريا؟
...
-
الخارجية الفلسطينية تدين دعوات اقتحام المسجد الأقصى غدًا بحج
...
-
3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|