خليل إبراهيم كاظم الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 07:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليلة القبض على الكرامة
خليل إبراهيم كاظم الحمداني
قضت بغداد ليلتها الأولى بعد بدء الاعتصام وهي ترسم لوحة لم يرسمها احد على مدى التاريخ ...ثمة عالمين تفصلهما كتل الكونكريت والاسلاك الشائكة ..في طرف الحالمين بالغد الأفضل ثمة الآلاف من العيون تشاكس الألوان وتعيد ترتيبها لغد اجمل ..وفي الطرف الآخر ثمة من انكفأ على نفسه ولم يتصور يوما انه سيكون بمثل هذا الموقف وهذا البؤس أي رعب تعيشون اكثر من هذا ..سرواليكم مثقوبة من اكثر من مكان ولا تفيد كلماتكم لأن تغطي كل هذه الثقوب ...لطالما صدعتم رؤوس الناس بتفاهاتكم وسرقاتكم ..كيف للص ان يرفع عينه على من سرقه ..المؤكد ثمة سرقة ..وثمة لصوص والمؤكد أيضا ان هذه الجموع لم تسرقكم وانما حاولت ولمدى سنوات ان تحاوركم ..هل نجد منكم من يحس بالخجل من هذه العيون التي تحاصركم ..اشك ان منكم من يستعد لأن يقايض بعمره بلحظة من الكرامة...لن نشفق عليكم لأنكم من التفاهة الى حد ان لا تستحقون حتى التفاهة ..قلتم انكم وحدكم العارفون بامور دنيانا وآخرتنا طبعا ...فشوهتم بلدي الجميل بالدم ونفاياتكم وقذاراتكم ...انكم فارغون إلا من الثرثرة ..سئمنا الكذب والثرثرة.. مؤكد ليس عندكم ما تملكون غيرها لأنكم تربعتم على عرش اكذوباتكم لا غير.. كيف ستنامون الليلة وبغداد تتهيأ لاستعادة الكرامة من لصوص الليل والنهار.. اعدكم بان الجموع ستواصل الركض صوب الحياة وصوب طريق الرب لأنهم وببساطة لا يملكون سوى هذا الخيار.. كلكامش وعشتار وكل الإباء المؤسسين لهذي البلاد أرادوا لهذا الوطن ان يكون الاجمل وهم يرقبونكم بأمل استعادة الاحلام من لصوص الحياة والدين ومن باسم الرب نصب نفسه وكيلا عن الحالمين بمستقبل اكثر جدوى مما يعيشون.
#خليل_إبراهيم_كاظم_الحمداني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟