فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 18:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يبدو أن المرشد الاعلى للنظام الديني المتطرف في إيران وعلى الرغم من أن خطوطه الحمر و فتاويه التي يطلقها يمنة و يسرة لم تعد تجد نفعا، لکنه و على الرغم من ذلك يصر على تجربة حظه العاثر و يسعى بکل جهده من أجل معاکسة حرکة التأريخ و التطور و الوقوف بوجهها.
الفتوى الاخيرة التي أطلقها الملا خامنئي، کانت بخصوص تحريم الاحتفال بليلة آخر أربعاء من السنة الايرانية و التي صادفت مساء الثلاثاء الماضي المصادف 15 آذار الجاري، وهو تقليد يلتزم الشعب الايراني بإجرائه کل عام ومنذ قديم الزمان، لکن خامنئي الذي يتخوف کثيرا من الاجتماعات الحاشدة و من مظاهر الفرح و البهجة و الحياة، أصدر فتواه بتحريم هذه المناسبة و التي قوبلت بالسخرية و الاستهزاء من جانب الشعب الايراني، وتم إحياء تلك الليلة و الاحتفاء بها في سائر أرجاء إيران رغم أنف الملالي الحاکمين.
هذه المناسبة التي أحياها الشعب الايراني و تنفس الصعداء قليلا بممارسة واحدة من مظاهر الفرح و البهجة بعد أن قلب النظام الديني المتطرف حياة الشعب الايراني جحيما و جعل منه بمثابة حالة من الحزن و الکآبة الدائمة، وخلال الاحتفال بهذه الليلة التي کانت الاجهزة الامنية للنظام مستنفرة، فقد تم کتابة شعارات ضد النظام في مختلف المدن الايرانية ولاسيما في طهران و تبريز و يزد و غيرها، حيث تم کتابة شعارات مثل: الموت لمبدأ ولاية الفقيه، و عام 95 عام السقوط، وغيرها الى جانب حرق صور الملا خامنئي.
النظام الديني المتطرف في إيران الذي يبدو إنه بدأ يفقد صلاحيته و إن العد التنازلي من أجل رميه في مزبلة التأريخ قد بدأ بکل وضوح، وإن سعي النظام من خلال إصدار الفتاوي و الاجراءات القمعية و القوانين التعسفية و غيرها من الممارسات اللاإنسانية، للوقوف بوجه حرکة الرفض المتنامية داخل الشعب الايراني بقوة و طموحه الى تغيير النظام و تحقيق أحلامه و طموحاته و أمانيه، لکن الذي يبدو واضحا إن کل هذه الممارسات القمعية التعسفية صارت هي الاخرى غير مجدية و ليس بإمکانها أبدا أن تخفف من عزم و إيمان الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير، وإن فتاوي التحريم لهذا النظام والتي صارت محط سخرية الشعب، باطلة من أساسها لأن الشعب نفسه قد أفتى ببطلان هذا النظام و ضرورة إسقاطه.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟