أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - -: ربيع عودة.. بيت للعصافير.. في زمن الضواري..؟!.*














المزيد.....

-: ربيع عودة.. بيت للعصافير.. في زمن الضواري..؟!.*


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 16:49
المحور: الادب والفن
    


"االمارة يتناقصون كما لو أن الأرض أخذت تمتصهم واحداً بعد الآخر" محمود عبد الوهاب- سيرة بحجم الكف
يشكل خطاب القاص (ربيع عودة) ومعطياته النصية في مجموعته " بيت العصافير- اتحاد أدباء وكتاب البصرة- دمشق- الغلاف: ياسين شامل"، قيم وتوجهات الحنين للماضي ، والمفتقد في الراهن، ويتأكد ذلك من خلال اهتمام ( ربيع) بالنثر (المهموس/المركز) الذي اجترحه ووضع بعض سماته ومحدداته واستثمره (حسين مردان). ومع أن(ربيع عودة) وضع على عنوان مجموعته الرابعة (قصص.. ونصوص) فبعضها لا تقع على وفق المحددات القصصية، ومنها : الراوي بكل أشكاله وتوجهاته ، وكذلك الحبكة والحوار وفي الأهم منها السرد في معانيه المعروفة، إذ له أساليب عدّة, تكون لدى السارد بما يشبه الأدوات بين يديه ، والسارد يعمد في اختياراته الأداة والمنحى الذي يناسب ما يطمح لإظهار توجهاته وما يشعر به ويسعى لتقديمه، مستثمراً ما يراه مناسباً من تقنيات فنية. والأسلوب ، كما متعارف عليه ،هو السرد. فالسرد هو من الأساليب المتّبعة في القصص والروايات وكذلك المسرحيات و اليوميات والمذكرات وهو ينسجم مع طبع الكثير من الكتّاب وأفكارهم لمرونته وكشف مقدرة الكاتب وتوجهاته الفكرية وقدراته الفنية, والسرد،كذلك، هو" أداة للتعبير, ويقوم الكاتب من خلاله وبواسطته بترجمة الأفعال وردودها والسلوكيات الإنسانية والأماكن بأسلوبه الخاص، وعلى وفق إمكانياته ، وبذلك يكون الكاتب قد قام بتحويل المحكي وترتيب الأحداث في نصه مع الانسجام بين توجهاته وأفكاره عبر اللغة التي تطرح تلك المعاني. وفي السرد الفني تنعدم الحاجة لتقديم المواعظ , وذلك لأن السرد يظهر كل ما هو ممكن، وإن حصل ما هو عكس ذلك فهو زيادة وحشو يضعفانه ويؤثران سلباً في بنية المسرود ،و ينشأ من هنا الضعف في تركيبته. وللسرد صيغ متنوعة فيمكن أن يروى شفهياً أو كتابة أو حواراً أو أن يكون عن طريق الصور والإيماءات وقد يقع أيضاً بصيغ فنية مبتكرة أخرى" ". مصادر عدة - بتصرف . وحسب رولان بارت فالسرود لا حصر أو عدَ لها. مجموعة ربيع عودة ، تتألف من قسمين ، ضم الأول(12) موضوعاً و هذه يمكن أن تقع في منطقة القصة القصيرة جداً، كونها تتجه إلى المتلقي بسهولة. والثاني(6 ) وتقع في ما سماه ربيع بالـ(نصوص)، و هي اقرب لمدونات يومية و مشغولة بما تراه وتتفاعل معه ذات المُدون. وعلى العموم فإن (بيت العصافير) بلغتها المبسطة تقع في منطقة المنثور مع أنها تحمل ثيمات كان يمكن أن تتطور بشيء من الجهد والتعب والفطنة ، وعبر الانتقالات الفنية المنظمة و دون سرعة نفض اليد عنها، حتى أن "ربيع " أحياناً لم يوضح الإشكال في ما يذكره في البداية ويقر في النهاية عكسه، ففي نصه (موديل)،مثلاً، يرد في الصفحة( 18) :" مثل بجعة يدفعها الأثير، ممسكة ابنتها الصغيرة التي تجاوزت- الحلم- بقليل " لكنه في الصفحة(20 ) يذكر كونها: "امرأة عصرتها عنوسة السنين، أسقطت من بين أناملها - قلم شفاهها الأحمر"، دون معرفتنا لمن وجه وعنى به خطابه الأخير؟!. كما تضمن القسم الثاني بعض السِير لبشر مزقهم الاستبداد ، والظلم الاجتماعي ،واللاعدالة ، وقسوة واقعهم، فذهبوا حالمين بحياة مليئة بالأحلام ، إذ يتحول كل شيء عندهم إلى الممكن عبر الحب الشخصي. (بيت العصافير)، لحد ما، انعكاس متماثل مع حياة وتوجهات القاص (ربيع عودة) والمعروف في الوسط الثقافي بالبساطة والطيبة والدماثة، والخلق الرفيع، والابتعاد عن (المثاقـفة) التي لا معنى أو جدوى لها أو منها، والنأي عن الوصولية ، وعدم التدافع بـ(الأكتاف) طمعاً بمجد زائف أو مغانم خاصة ، ونصوصه تحاول الإفلات من وضعه الاجتماعي القاسي ، ومعاناته التي يتجاوزها عبر لغة نثرية شفافة وبسيطة، دون تعقيد الأفكار وحمولتها. وضع القاص (قصي الخفاجي) في مقدمته للمجموعة عوالم (ربيع عودة) تحت المجهر وقام بتشريحها، ومنها أن (ربيع): "منغمر في انشغالاته على الصوغ المنهمك بتشكيل الجملة المشتعلة بسطوة الجمال". لكن، (الخفاجي)، يحسب ربيع على جيل الستينات ، الذي تميز بثورته على الموروث الأدبي والفني والسياسي وحتى الأخلاقي، دون أن يبحث- الخفاجي- في الظروف والأوضاع العامة - الخاصة التي كانت خلف ذلك. ونرى أن الفنان، مهما كانت اشتغالاته، لا يقاس ما يطرحه بزمن ولادته وإنما بتنوع قدراته وإمكاناته الخاصة في ما يقدمه من نتاج، مهما كان عمره. (الخفاجي) ذهب في مقدمته لتحليل الجملة القصصية لدى ربيع عودة فرأى أنها تعود إلى: " ما قبل الريادة العربية - العراقية ، وهي في (بيت العصافير) تنتمي إلى بدايات عهد النهضة الفنية التي بزغت على الساحة العربية في مصر ولبنان والعراق".لكننا نرى إن جملة (ربيع عودة) تنتمي إلى الروح المفعمة بالتوجه الرومانسي المفقود راهناً. في بعض نصوص (بيت العصافير) ثمة ما يطلق عليه (بالبورتريه) في الفن التشكيلي من ناحية التجسيم، وإيلاء السمات الخاصة اهتماماً مخلصاً ،و ما يحسب لـ(ربيع) تأكيد خصوصية "المُهدى" له النص كما في(جلَّ...نار) الذي يهديه إلى (ناصر قوطي) وكذلك(طيور) والمُهدى إلى (ياسين شامل). والمجموعة بكليتها تشعل الحنين إلى حياة تبددت وأجهضت تحت ظروف مفعمة بالتردي والإهمال والأهوال سابقاً و حالياً ، من خلال إهدائها إلى أستاذنا " محمود عبد الوهاب". محتويات (بيت العصافير) تقدم نفسها عند لحظة كتابتها، ولم يسع "ربيع " لإعادة النظر فيها ثانية وتشذيبها أو الإضافة لها، وهي رثاء واستعادة زمن مضى ولن يستعاد قطعاً، و تحاول مراقبة ضياع الإنسان وقيمه الرفيعة بندم وحسرة ولوعة ومرارة، و ما تفتقده (بيت العصافير) هو عدم الاهتمام بحياة القاع الاجتماعي وتطلعاته الإنسانية- النبيلة البسيطة المشروعة، والذي يعيشه ويواجهه وانبثق منه (ربيع عوده)،والذي أشرع أبواب : بيت عصافيره.. في زمن الضواري الراهن.
* في اربعينيته




#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البار الأمريكي.. العتمة وعوالم الأرق
- آلية التلقائية في توثيق بعض تجارب الشخصيات الثقافية العراقية
- حياة.. كُرست للمسرح
- رحلة - ثيرثة مايا - و- ابنتها -:..( إلى سالتو)
- (مقاربات في الشعر والسرد) ط3 . للكاتب جاسم العايف
- واقف في الظلام.. وتلك الأيام
- حسين عبد اللطيف: مقبرة نائية.. تابوت أسود
- -شاكر العاشور-: وبعض حصاده الشعري
- جماليات الوثقائية الفكرية في الدراما
- القاص فرات صالح : و عربته التي تحرسها الأجنحة
- التلفيقات العنصرية..والسينما النازية
- د. سلمان كاصد:..و -صنعة السرد-
- بنيان صالح :.. رحلة الحياة والمسرح
- الماضي وسطوة الحاضر في:-عندما خرجتُ من الحلم-
- استهداف القارئ في ..-مقاربات في الشعر والسرد-
- الشاعر فوزي السعد ومراثي (الريشة والطائر)
- ما وراء السحب.. إدانة للحروب وخساراتها
- -ممر الضوء-.. البعد عن الخسائر الفائضة
- عبد الكريم كاصد .. (45 ) كتاباً وأكثر
- رسوم على ورق..المعرض التشكيلي الثامن للفنان:.. هاشم تايه


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - -: ربيع عودة.. بيت للعصافير.. في زمن الضواري..؟!.*