أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - رحلة - ثيرثة مايا - و- ابنتها -:..( إلى سالتو)















المزيد.....

رحلة - ثيرثة مايا - و- ابنتها -:..( إلى سالتو)


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 15:02
المحور: الادب والفن
    


ولدت الشاعرة الاوروغوايية "ثيرثة مايا" ، في منتفييدو عام 1932، و دَرَسَتْ الفلسفة واللغات الحديثة بالجامعة الشرقية في الاوروغواي. وصدر لها منذ عام 1958 عدة دواوين شعرية منها:في الزمان- 1958 ،والحضور اليومي- 1963 ، والجسر-1970 ، وتغير..ثوابت- 1978، والصرختان- 1981،وسطوح-1990، والمرئية – 1999، والشمس القصيرة-2000 ،وآلام-2001 ، وفيما اطلعنا على بعض أشعارها، مترجمة إلى اللغة العربية، كانت معنيةً بعذابات وقهر الإنسان، المحبط ، إلا من الأمل. (الأمل) الذي يساعده على الحياة ببساطة وسمو، في عالم يتمتع بحدٍ ، ولو أدنى، من عدالة- اجتماعية إنسانية ، وعَبرتّ "ثيرثة مايا" ، عن حيرة الإنسان، الأعزل، وهو يسعى للدفاع عن وجوده اليومي تحت ظل سلطات قمعية- قاهرة، بغض النظر عن المكان والزمان، وغالباً ما يمثلها "ذئاب بشرية" لا تعبأ نهائياً ،إلا بالتوجهات والأوامر السلطوية ، وتتفنن بتطبيقها بكل ما فيها من انتهاكات لبشر لا ذنوب لهم غير التمسك بالأمل، الذي لابد منه ، في حياة تعاش، مرة واحدة لا غير.ولـ"ثيرثة مايا" أعمال نثرية عدة منها "هدم" ، و" قناع" و" قنوط" و" حنين"و" لوعة". المترجمة (سحر احمد) قدمت (رحلة إلى سالتو) لـ" ثيرثة مايا"، وتقع في ما ترويه بنت ووالدتها ، عن رحلةٍ قامتا بها في ظروف قاسية ، من مدينة (باسو دي لوس توروس) ، إلى مدينة "سالتو"، وبعد عودتهما، بمنتهى القنوط و اليأس، لمنزلهما، اقترحت الأم على ابنتها، أن تَكتبَ كلٌ منهما، على حدةٍ، ما حصل لها، من وقائع، بدقةٍ وصراحة ودون خيالٍ ،لا قيمة ومعنى له في رحلة" الجحيم" تلك ، التي دامت أكثر من شهور،مع التطرق لتفاصيلها ، بحيادية، بقدر الاستطاعة، وكانت الأم، بحكم عمرها ، و خبرتها الحياتية، وثقافتها اليسارية، تؤكد لأبنتها إنّ إنساناً لا تحرّكه أهوال الاضطهاد، ومعاناة ضحاياها، ولا تهزه آلامهم، بغض النظر عن تواجدهم أينما كانوا، ودينهم وقوميتهم، وجنسهم ،و درجة القرابة معهم، ويكفي أنهم (بشر) فقط ،سوف يلاحقه صمته كعارٍ أبديّ دائم ، ويتابع سيرته حتى وان انتقل إلى العالم الآخر،وتؤكد (الأم) على أن التعامل مع البشر في دولة (اللاقانون) يحول الناس إلى (أقنان)، وان العقاب، الذي يطلهم، بمجرد (الشك) ودون قرائن( مادية)، له علاقة بدولة ( الإرادة) الفردية، لتعميم (العقاب) الجماعي على الناس. لم تجنس" ثيرثة مايا" ومعها المترجمة (رحلة إلى سالتو)، لكن يمكن ،لنا، أن ندرجها ضمن(المذكرات)، أو الـ (يوميات) و التي تُدون فيها الأحداث التي تترك أثراً فينا، أو في محيطنا المعيش،أو(أدب الرحلات)، وكذلك (قصص) قصيرة،غير منعزلة عن الأوضاع الإنسانية، و السياسية، والفكرية، والاجتماعية ضمن تلك المرحلة التي كانت يعيشها الناس في (الأوروغواي)، وفي أمكنة عدة في العالم، متقاربة و متشابهة في نسقها العام ، وما كان يجري في(الأوروغواي)،من خلال تصنيف كثير من الناس كونهم (اقرب) للتوجهات (اليسارية) والتي تعد ((لعنة))، تلاحقهم حتى بعد الفناء سلطوياً، وضمن ظروف غامضة،وهذه ((اللعنة)) تصيب حتى الأبناء والأحفاد. (رحلة إلى سالتو) يمكن،كذلك، أن تدرج ضمن جنس القصة القصيرة التي يكون شخوصها مغمورين ، لكنهم في قلب الحياة، حيث تشكل حياتهم اليومية الموضوع الأساسي لهم ، ومع إن تلك القصص- الحكايات-الشهادات- المذكرات، يمكن ملاحظة خلوها من بعض التوجهات الفنية - الجمالية، لكنها شهادة صادقة عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المعتقلين وخصوصا (اليساريين) في سجون(الاوروغواي)، و تتحدث عن تجارب شخصية، وتخص البنت والأم ، في تفاصيلها، وقد مرَّ بها الكثير من "الاوراوغوايين" ، وليس لأسماء الأشخاص أهمية ما بقدر ما لحقهم من تعسف وإجحاف وعذابات ومهانات، متواصلة ، وكان مبعث ذلك الأمر، مجرد الشكوك، الجاهزة ، والتي لا تحصى ، ويمكن تكييفها من قبل مَنْ نذروا أنفسهم لخدمات سلطات قمعية ،قاهرة، غادرة. تلك الشكوك التي يتقدم بها بعض "المخبرين السريين" ،بكل ما معروف عنهم من خسة ودناءة وانعدام ضمير. وان مَنَ كتب تلك: اليوميات - القصص - الشهادات - المذكرات، وببساطة شديدة فتاة لم تبلغ الـ(16 ) عاماً من عمرها، وأمها المعذبة - القانطة حد اليأس ، خلال سنوات 1972-1974. "رحلة إلى سالتو" تروي اعتقال الأب الزوج- الطبيب- بسبب مساعدته ، بحكم واجبه الطبي الإنساني أولاً، وتوجهه الفكري - اليساري ثانياً ، لبعض جرحى ثوار (التوبوماروس) ومكابدات زوجته وابنته في الحصول على معلومة ،مهما كانت بسيطة عنه، ومحاولة مواجهته عند نقله، الدائم، من معتقلٍ لأخر ، ويشترك في هذا الموضوع ألاف النساء ، لغرض الحصول على معلومة ما، عن الأبناء ، والأشقاء ، والأزواج، والآباء ، والأحباء ، الذين اعتقلوا بسبب اتهامهم بمولاة الثوار، أو إنهم حملة للفكر اليساري ،أو متعاطفون معه سراً!!. قدمت المترجمة "سحر احمد" (رحلة إلى سالتو), بلغة عربية سلسة ، ومؤرقة ومعذبة للضمير الإنساني، بغض النظر عن توجهاته الفكرية. وسبق لـ "سحر أحمد" أن ترجمت "التساؤلات" و"مائة قصيدة حب" لبابلو نيرودا ، وصدرتا عن دار - أزمنة - الأردن . كما قدمت (البحر و الأجراس) لنيرودا أيضاً. وسبق أن ترجمت (سحر أحمد) جزءاً من بحث مطول للباحثة البريطانية"تيري دوي يونك" وأصدرته بكتاب حمل عنوان:" قراءة جديدة لأنشودة المطر"، وسبق وقدمنا له قراءة مطولة نشرت في مجلة " بيت" الفصلية - العدد الثالث،والتي تصدر عن" بيت الشعر العراقي"، كما نُشرت في صحيفة(الحوار المتمدن الالكترونية اليومية). وقد اشتركت المترجمة" سحر احمد" مع الشاعر الراحل حسين عبد اللطيف في: " بابلو نيرودا- كتاب التساؤلات- حسين عبد اللطيف- كتاب الإجابات". وأثارت ترجماتها المتميزة اهتماماً ثقافياً- جدياً، فكتب عنها الشاعر محمد علي شمس الدين، والشاعر حسين عبد اللطيف، والكاتب إحسان السامرائي، والقاص والروائي جمال حسين علي، وبعض النقاد والشعراء والكتاب العراقيين والعرب. يذكر أن المترجمة"سحر احمد" حاصلة على درجة الماجستير في اللغة الانكليزية وآدابها - جامعة البصرة، و تكتب القصة القصيرة، و في مخزونها الثقافي- المتأني ، أكثر من مجموعة قصصية، وترجمات عدة تنتظر الطبع،ولها مساهمات نشطة- متعددة في المشهد الثقافي- الأدبي العراقي- البصري.الغلاف للفنان المكسيكي (بيتر كوبر).



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (مقاربات في الشعر والسرد) ط3 . للكاتب جاسم العايف
- واقف في الظلام.. وتلك الأيام
- حسين عبد اللطيف: مقبرة نائية.. تابوت أسود
- -شاكر العاشور-: وبعض حصاده الشعري
- جماليات الوثقائية الفكرية في الدراما
- القاص فرات صالح : و عربته التي تحرسها الأجنحة
- التلفيقات العنصرية..والسينما النازية
- د. سلمان كاصد:..و -صنعة السرد-
- بنيان صالح :.. رحلة الحياة والمسرح
- الماضي وسطوة الحاضر في:-عندما خرجتُ من الحلم-
- استهداف القارئ في ..-مقاربات في الشعر والسرد-
- الشاعر فوزي السعد ومراثي (الريشة والطائر)
- ما وراء السحب.. إدانة للحروب وخساراتها
- -ممر الضوء-.. البعد عن الخسائر الفائضة
- عبد الكريم كاصد .. (45 ) كتاباً وأكثر
- رسوم على ورق..المعرض التشكيلي الثامن للفنان:.. هاشم تايه
- في رثاء العراق .. ؟!
- المحنة العراقية
- النفط في العراق:.. التاريخ.. والراهن.. و المستقبل
- عاصفة أوراق: ماركيز.. وعواصف: العراق


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - رحلة - ثيرثة مايا - و- ابنتها -:..( إلى سالتو)