أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - القاص فرات صالح : و عربته التي تحرسها الأجنحة














المزيد.....

القاص فرات صالح : و عربته التي تحرسها الأجنحة


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 4715 - 2015 / 2 / 9 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


" عربة تحرسها الأجنحة"* المجموعة القصصية الأولى للقاص فرات صالح ،مع حجمها الصغير، فأنه يقسمها على (ثلاثة كتب)؟!.دون أن يُعرفنا على الأسباب المؤدية لمثل هذا التقسيم ؟!. (الكتاب الأول)، احتوى على ثمان قصص و(الثاني) تسع و(الثالث) سبع، وبعضها قصص قصيرة جداً ، وأغلبها في (الكتاب الثاني). ثمة وشائج وتأثيرات متبادلة بين ما يكتبه القاص (فرات صالح) من قصص و قصيدة النثر، كونه يمارسهما معاً ،ونلاحظ أنه قد عمل على المزاوجة بين توجهات واشتراطات ومهيمنات بعض قصائد النثر،الراهنة، والسرد في أغلب قصص المجموعة،التي حملت بين طياتها ملامح وتوجهات شعرية ودرامية مع مساحة ما لاستنطاق ذوات الشخصيات القصصية. القاص و في مجموعته ، اعتمد على الأسلوب الأبلاغي وهو من الأساليب التي تعتمد على تلخيص الإحداث والبؤرة الواحدة دون التشظي والإسهاب الفائض عن الحاجة في مثل هدا النوع من القصص، ومن هنا كان إيقاع القص مقتصداً و سريعاً مما أضاف عليها الإمتاع والومضة والمفارقة التي كما أوضحنا تكاد تتميز بها بعض قصائد النثر حالياً ،كما عمد القاص(صالح) لاستخدام تيار الوعي مع استثمار روح الدعابة سردياً ، عبر المفارقات الساخرة التي انطوت عليها غالبية القصص. تبدو قصصه وثيماتها هي مشاهداته اليومية و تجاربه الشخصية الحياتية التي يعيد سردها ، ويحاول أن يرتقي بها فنياً دون أن يضع لتقبلها محددات واشتراطات خارجية، تاركاً للمتلقي تقدير صدقها أو عدمه ، وهي بمثابة شفرات ،ملغزة، رامزة، يتمنى قبولها من قبل المتلقي المرتبط به في الحلم و أمل الحياة المشتركة وعوالمها التي تعاش مرة واحدة في هذا العالم، ويجهد القاص عبر قصصه ومنحاها أن تكون بفضائل إنسانية وعلاقات متينة ، خالية من الرذائل ، و الموت المجاني الذي عصف بنا سابقاً وما يزال. يلاحظ أن المهيمنات في قصص (عربة تحرسها الأجنحة) مبنية على وفق تقنية التوجه الذي يعتني بتقليل جرعات سرعة السرد وتكثيفه باتجاه تسليط إضاءة ساطعة على تفصيلاته الموجزة وهذه التوجه يسهم مع تقنية الوصف لإتمام البناء الفني في القصص وخاصة القصة التي حملت اسم المجموعة ونعني بها(عربة تحرسها الأجنحة) ومعها قصة ( التمثال) ففيهما نجد الراوي يتابع حركة الأشخاص بتفصيل مكثف - مختلف وتتوفر في هذا الجانب السردي كل العناصر الضرورية التي تهيئ للمتلقي متابعة الحدث وارتباطاته بالمشاهد التالية ، و يلجأ القاص إلى الوصف المرتبط بالسرد الفني لغرض إضاءة التفاصيل ومكوناتها ومنها ، النخل ،وهو يهوي بلا رؤوس، بل فقط جذوع لتكون بدائل عن جسور متقطعة ، وبعضها مهدم تماماً، وفي هذا المشهد تتضح مأساوية الخراب والدمار الذي أصاب الخارج بسبب الحروب المتواصلة وعبثيتها، و باتجاه فضح الخراب الداخلي الذي لحق بالشخصية المحورية ، وفي ظهورها المكثف تندفع العربة باتجاه مجهول كما في مشاهد القصة ، التي تلخص حوادث الانتهاك والتعسف الذي يطال الفتاة ، من خلال التركيز فيها على الفتاة فقط ليكشف بعض التفاصيل الضرورية ، و منها ، ابتسامتها المخفية خوفاً أو حياءً ، وجسدها وبدانته. والقصة الثانية (التمثال) لا تبدو وقائعها فائضة أو تخضع لإضافات بشكل مباشر أو ضعيف قياساً بنهاية القصة ،التي يطرح القاص فيها إمكانياته السردية بوضوح ، عندما يستثمر سرد الإحداث فيها مع انه توجه في السرد لصالح الوصف وربطه بين التوجه الخيالي والواقعي فيه ، ثمة في القصتين إنجاز تقني يظهر فيه التوازي المتوازن بين زمنين ، هما زمن الحكاية بالتوازي مع زمن السرد. و نرى إن بعض الشخصيات في مجموعة (عربة تحرسها الأجنحة) مهزومة وتعاني من فراغ وقحط حياتي- روحي ، وتحاول أن تعوضه بالقراءات الفكرية الجادة - المتنوعة،وبعض القصص فيها إيغال في الوصف التسجيلي ، لكنها تكشف عن آفاق وتوجهات ورهافة لغة القاص، مع اقتصادها العام وانفتاحها على التوجه الشعري أكثر من الجانب السردي الذي يتميز بالتقنين والرصد المحايد. بعض قصص المجموعة، تقع ضمن جنس القصة القصيرة جداً ومنها: رحيل، وشطرنج ، والمقعد الفارغ، ومذيع، وشارع الجثث الأليفة، ومصطبة ، ودوامة ، وزيف، و(ترافك لايت) و كانت بسطر واحد فقط: " سيدة جليلة تشمخ بأنفها منتصبة مترفعة، مدت كفها الحمراء فتوقف سيل السيارات في الشارع". نرى هنا ذهاب القاص إلى الإبلاغ الخارجي دون مبرر من خلال الأوصاف التالية:"جليلة، منتصبة، مترفعة". ونرى انه كان على القاص أن يذهب عبر توجهاته الفنية الكشف عن شخصية قصته بحيادية. وقصص البندقية، و(الباب..الباب..يا محمد) وهي مبنية على أسئلة مقتصدة - رامزة وتقع بين الطفل ومعلمته ، فبعد أن رسم الطفل (محمد) بيتهم دون باب؟!. تسأله معلمته باستغراب عن سبب اختفاء الباب؟!. عندها يرد الطفل (محمد):" لكي لا يستطيع أبي الخروج منه إلى الحرب؟!"، وهذا الوعي العميق - المدهش ، يكشف عن تمزّقُ الروح والقلب ،بسبب غياب الأب والقلق على مصيره ، لكن الجواب، في الواقع، أكبر من عمر الطفل(محمد) ووعيه ، وكان يمكن أن يعالج القاص اختفاء الباب على لسان المعلمة، وقصص سرب حمام ابيض، وحكمة المهرجين، ونوح، وأعوام الأب السعيدة، ومع حجمها الطويل نوعاً ما، لكنها تقع، كما نرى، في مكونات القص القصير جداً وتشترك معها في هذا المنحى قصة"بقعة زيت" ،والتي هي حصيلة "المشغل السردي في البصرة" ،وقد صدر في كتاب مستقل وكان الإصدار الأول واليتيم للمشغل، وتضمن (10 ) نصوص للقصاصين: عبد الرزاق الخطيب، وعادل علي عبيد، وباسم القطراني، وفرات صالح،وناصر شاكر الأسدي، وناصر قوطي، ورمزي حسن، وكامل فرعون، وعبد الحليم مهودر وفاضل حسن الكعبي، وكانت برؤى وأساليب سردية مختلفة في الأشكال والمضامين، خاصة بكل منهم . كما احتوى الكتاب على قراءات لبعض النصوص الواردة فيه لكل من مقداد مسعود وعلي عباس خفيف ومحمد سهيل احمد وثامر العساف.
* دار الصباح للطبع والتوزيع - الغلاف: للفنان صدام الجميلي.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلفيقات العنصرية..والسينما النازية
- د. سلمان كاصد:..و -صنعة السرد-
- بنيان صالح :.. رحلة الحياة والمسرح
- الماضي وسطوة الحاضر في:-عندما خرجتُ من الحلم-
- استهداف القارئ في ..-مقاربات في الشعر والسرد-
- الشاعر فوزي السعد ومراثي (الريشة والطائر)
- ما وراء السحب.. إدانة للحروب وخساراتها
- -ممر الضوء-.. البعد عن الخسائر الفائضة
- عبد الكريم كاصد .. (45 ) كتاباً وأكثر
- رسوم على ورق..المعرض التشكيلي الثامن للفنان:.. هاشم تايه
- في رثاء العراق .. ؟!
- المحنة العراقية
- النفط في العراق:.. التاريخ.. والراهن.. و المستقبل
- عاصفة أوراق: ماركيز.. وعواصف: العراق
- (أردابيولا) ل(يفتوشينكو):..استشراف لمجتمع في طريقه إلى الانه ...
- عن: قراءة في السَّردِ النّسوي العربي - للناقد العراقي: عبد ا ...
- رحلة علي عيدان مع قصيدة النثر:.. و(هنالك.. وأبعد)
- الأول من أيار..وبناة الحياة..صناع المستقبل
- الشاعر منذر خضير:.. ورحلته إلى السماء السابعة
- قدرات الدماغ البشري الفائقة:.. و علم (الباراسيكولوجي)


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - القاص فرات صالح : و عربته التي تحرسها الأجنحة