توقعاتي بفشل حكومة الوفاق ولماذا !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

توقعاتي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا بالفشل ! ، ولماذا !؟
*******************************************
توقعاتي ، والتي ارجو ان تكون غير صحيحة ، ان (حكومة السيد السراج) ستفشل بشكل دراماتيكي سريع وسيكون السبب في فشلها امران ، الأول هو نفس السبب المزمن الذي تعاني منه ليبيا منذ عدة عقود ، وتحديدا منذ عام 1963 ، وهو كارثة الغاء الصيغة الفيدرالية للدولة الليبية ! ، فليبيا لا يمكن حكمها و ادارتها بكفاءة وفاعلية بهذه الطريقة المركزية او شبه المركزية ولن يكون نظام الحكم المحلي والبلدي فيها سوى نسخة مكرورة لنظام الشعبيات في عهد القذافي او مجالس البلديات في عدة دول عربية ديكتاتورية وفاشلة! ، ليبيا تحتاج الى معالجة جذرية وشجاعة تحل عقدتها وتشفيها من أمراضها المزمنة ، فهي تحتاج اليوم ومنذ الآن الى سلطات قوية على مستوى المناطق الليبية الثلاث تتمتع بصلاحيات واسعة في الحكم والادارة والمالية وبقدر كبير من الاستقلالية عن مركز الدولة في طرابلس ، فغياب هذه الصيغة القوية من اللامركزية والادارة المناطقية ستكون السبب الاساسي في فشل حكومة السراج وهو السبب عينه في الفشل المزمن في كافة الحكومات السابقة وهو خلل هيكلي بنيوي في الدولة الليبية بسبب سيطرة العقلية والوطنية المركزية والمشبعة بروح الارتياب في برقة ونزعتها المناطقية وتعطشها للفيدرالية عند الكثير من الليبيين !!.

هذا سبب اساسي وعام و اما السبب المساعد في الفشل القادم والمتوقع لحكومة السراج فسيكون كالعادة هو (عصابات الاسلام السياسي ومليشيات الثوار المتنمرين) الذين يسيطرون على طرابلس اليوم والذين صدقوا قصة انهم هم اصحاب الثورة وحماتها الحقيقيين! ، فهؤلاء ربما سيتظاهرون في بداية الأمر خوفا من الدول الغربية انهم يتكفلون بحماية هذه الحكومة ثم سيأخذون تدريجيا وبطرق ملتوية خبيثة محاولة احتوائها وتحويلها الى خادمة واداة طيعة لمصالحهم المالية وأجندتهم السياسية فاذا صدتهم حكومة السراج وفشلوا في تدجينها سنرى نفس المشاهد الدراماتيكية التي رأيناها مع حكومة زيدان !!... هذا ما اتوقع حدوثه لحد كبير ولكن الشئ الايجابي في هذا الفشل الذريع والمتوقع لحكومة السراج سيكون هو ان هذا الفشل سيضعنا نحن الليبيين وكذلك اللاعبين الدوليين الكبار أمام الحقيقة التي ظللنا وظلوا يتهربون من مواجهتها وهي أن ليبيا دولة فاشلة حتى قبل الثورة وانها لا يمكن لها ان تنجح الا بالعودة للفيدرالية ، لأن عدم العودة للنظام الفيدرالي سيعني بالضرورة والصيرورة الحتمية العودة الى ما قبل تكوين دولة ليبيا الاتحادية عام 1951 ! ، اي العودة لحل الدولتين ، الجمهورية الطرابلسية التي سيكون لمصراتة الدور الرئيسي في توجيهها وقيادتها ، ودولة برقة العربية في شكل جمهورية او إمارة سنوسية .. هكذا تبدو الأمور لي وهكذا اتضحت أمامي من خلال استقراء التاريخ والواقع الحاضر واستشراف المستقبل ! ، ولن ينقذ ليبيا من هذا المصير الطبيعي المحتوم ، اي التفكك والانقسام ، في حال رفض الفيدرالية سوى حكم عسكري ديكتاتوري يملك قوة الحديد والنار والقدرة على كبح جميع المطالب السياسية والجهوية بالقمع والقوة والبطش كما فعل القذافي! ، وهذا غير ممكن عمليا خلال كل الزمن المنظور في ليبيا !.. فهل انتم منتبهون !!؟؟.
************
سليم الرقعي
14 مارس 2016 م

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل