أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة منصور - مصنع السعادة (الحلقة الثامنة)














المزيد.....

مصنع السعادة (الحلقة الثامنة)


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


لماذا جُبلنا على الحزن؟ ومن ذا الذي جعل أرواحنا الحرة تجنح الى الحزن الى درجة أن الحزن اصبح يقيم بها ..وكأن الحزن قدر قد قُدر علينا و كتب على جباهنا.منذ بداية الخليقة؟؟
لما لم نتعود على الفرح و السعادة و الخير و الجمال؟؟ لما أجبرني أبي أن اصلي ل إله لا أعرفه و أصوم في حر الصيف..في وقت اشتاق فيه لشرب المياه المثلجة!! ولما أجبرني على
الحجاب و أنا مازلت أعشق مطاردة الفراشات و تسلق الجبل..حيث ترقد جثة أخي الكبير؟؟
لما أصبح أصبح أبي شخصا آخرا ..لا نعرفه..حين صادق الشيخ صادق الغزال؟؟
ما هو الشيطان الذي سكن أبي حينما أصبح متدينا كثيرا...و يصلي الفرائض و السنة.. ولما اصبح أكثر عدوانية بعدما رجع من حج البيت العتيق؟؟
لما أخذ التلفيزيون...نافذتنا الوحيدة على العالم..و باعه لجارنا...حنًا السكران؟؟
لما سكن الحزن بيتنا منذ أن صادق أبي الشيخ صادق الغزال...إمام المسجد الوحيد..الذي في منطقتنا؟؟
لم يدخل الدين بيتا...إلا و أفسده تماما و سأتحدث كثيرا عن هذا الأمر لاحقا.
فلنرجع معا الى مصنع السعادة..السعادة التي خُلقنا من أجلها.
لن نتمكن من السعادة مطلقا..مالم نستطيع الغفران و المسامحة.
____________________________________________________الغفران____________________________________________
الغفران قيمة روحية عظيمة،،هي أعظم القيم،، ولن نكتسبها مالم نتمتع بأخلاق عالية و مثالية..و فوق المستوى .
طوال عمري..كنت مثقلة بالحزن الذي يقض مضجعي و يلًون أيامي بالعتمة ...رغم كل الرفاهية التي أتمتع بها.
هناك عتمة ثقيلة أحس بها..و حملا لم اقوى عليه..فوق كاهلي!!! و لم أكن أعرف جوهره و كنهه.
كنت، وما زلت، شديدة الإلتصاق بنفسي و ما يعتريها، فأدركت أن ما يثقل نفسي و يُعتم روحي هو أنني لا أستطيع التخلص من آلام الماضي..أنا ببساطة لا أستطيع أن أغفر..أنا أفتقد
الى الغفران في حياتي...
هكذا قالها لي طبيبي النفسي الذي أشرف على علاجي: لن تكوني سعيدة أبدا...مالم تستطيعي الغفران..يجب أن تتعلمي كيف تغفري.
قلت في نفسي: أغفر لمن!! لمن أساء لأنوثتي؟؟ لمن إغتال سعادتي و جعل لون ايامي اسود من السواد؟؟ أغفر لمن ضربني بالسوط كي اسجد ل إله لا أحس به!! لمن جعلني أصلي وراء
قفاه..رغما عني!! أغفر لمن أجبرني على ترك مدرستي كي ألتحق بإمرأة شاذًة تُدرس الدين الإسلامي و تحرشت بي لاحقا!! أغفر لمن أحرق دواوين شعر نزار قباني الذي أعشقه!!
أغفر لمن!!! لأمي التي لا هم لها إلا كيف ترضي رجلا...تتمتع معه ليلا..و تشكوه لنا صباحا!! أغفر لأمي التي لا أتذكر عنها شيئا الآن..سوى بطنها المنفوخة!! لا أتذكر أمي الآن إلاَ و
هي حامل!!! حامل دائما..اللعنة...اللعنة على كل ذكرياتي اللعينة.
ومضت السنوات..و أنا في مهجري ..مضت و أنا أحمل آلامي التي حملتها معي من بلادي السعيدة...بلاد الشرق الألعن.
كنت أبحث دون كلل أو ملل عن السعادة...السعادة التي إفتقدتها في طفولتي.
أريد أن أكون سعيدة....فقط لا غير...ولدي كل الأسباب التي تدعوني الى السعادة.
ثم تذكرت طبيبي...مستر أنطوني باكستر الذي قال لي فيما مضى...كي تكوني سعيدة....يجب أن تتعلمي كيف تغفري.
دخلت ثانية الى خبايا روحي ..كي أتعلم كيف أغفر.
بحثت طويلا..في زوايا النفس العميقة و الروح المهاجرة عن الغفران...إلى أن وجدته.
وعندما وجدته..أمسكت به..بيدي ..قلت له بتوسل و ضراعة...أنا في عرضك..لا تتركني قبل أن تفصح لي عن ماهيتك.
فقال لي: أنا هو ذا الذي تبحثين عنه...إمسكي بي و اعتنقيني و إزرعيني داخلك كي تنبت مطارح الجمال و العفو و لبساطة..كي تنتعش روحك العطشى الى الحق و الخير و الجمال..
فلا يمكن للخير أن ينمو و للجمال أن ينتعش و للخير أن يقوم..مالم تقدري على الغفران.
إغفروا لكل من أساء اليكم...فالبغفران...تنتعش أرواحكم.
إغفروا لكل من أذاكم..فالبغفران..تستعيدوا إنسانيتكم المفقودة.
إغفروا للألم...فبالألم تعلتم أن تكونوا أحياء ترزقون.
إغفروا لكل من أساء إليكم..فبلغفران..تثبتوا آدميتكم التي إغتالها الكهنة و شيوخ الدجل.
إغفروا كي تعيشوا...و تحيا أرواحكم الميتة.
الغفران معنى عظيم و قيمة كبيرة لن ننالها مالم ندقق في جزيئات أرواحنا و أنفسنا..كي نستطيع الخلاص و الحرية و الحياة و الحب وفق شروط الله.
لن تقدر على الغفران سوى النفوس العظيمة التي تتحلى بناموس الله و الخلق.
الغفران شرط ضروري من شروط السعادة التي ننشدها في عالم شديد التعقيد و الإضطراب و الصعوبة..إنه الخلاص من كل ما علق بنا من آثام الماضي و رذائله.
هنا أقف و من هنا أمشي و للحديث بقية



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصنع السعادة ( الحلقة السابعة)
- مصنع السعادة (الحلقة السادسة)
- مصنع السعادة (الحلقة الخامسة)
- مصنع السعادة (الحلقة الرابعة)
- مصنع السعادة (الحلقة الثالثة)
- مصنع السعادة (الحلقة الثانية)
- مصنع السعادة (الحلقة الأولى)
- لا تنصحوا فاطمة ناعوت
- الأستاذ المحامي كميل فنيانوس
- كيف نقضي على الإرهاب؟ 2
- كيف نقضي على الإرهاب؟
- عاجل وهام..الى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي المحترم
- لما لا أتعامل مع نصف الفرائض فقط ؟؟؟
- معالي وزير التنوير المحترم
- رد على مقالة الأستاذ سامي لبيب..لما نعيش؟؟
- هكذا أفهم الله 4
- هكذا أفهم الله3
- هكذا أفهم الله 2
- هكذا أفهم الله
- ماجدة منصور


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة منصور - مصنع السعادة (الحلقة الثامنة)