أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة منصور - مصنع السعادة (الحلقة الخامسة)















المزيد.....

مصنع السعادة (الحلقة الخامسة)


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


قلت وعلى حسب ما أعتقد أن للسعادة شروطا يجب توافرها وذكرت أن شرط الإيمان، الإيمان الجميل ، و الإمتنان ، الإمتنان الفطري ، من شروط السعادة.
الآن سوف آتي على ذكر شرط هام و اصيل من شروط السعادة و أقصد به شرط البساطة.
البساطة شرط اساسي من شروط السعادة..فلنتحدث قليلا عن البساطة فنحن أحوج ما نكون اليها خاصة أننا قد أصبحنا نعيش في عالم شديد التعقيد في كل جوانب حياتنا.
_____________________________________________ البساطة________________________________________________
البساطة لا تعني مطلقا أن نكون كائنات غبية بل هي على العكس من ذلك لأن البساطة تعني أن نكون بشرا غاية في الصفاء و النقاء و الطيبة...البساطة تعني، من وجهة نظري المتواضعة
هو أن نكون بشرا اشبه بالأطفال.
الطفل كائن ملائكي تملئه الدهشة ونحن قد فقدنا الدهشة لأننا إبتعدنا عن ذاك الطفل الذي ما يزال قابعا في أعماقنا.
نحن لن ندخل الجنة مالم نعود كالأطفال...كالأطفال تماما و بالمعنى الحرفي للكلمة.
إن ما يجعل حياتي صافية و سهلة و مشرقة هم بشر صغار القامة و حديثوا الولادة..بشر ابرياء..أنقياء..طلباتهم بسيطة و أصيلة فطلب الأطفال الاساسي هو الحب..الحب فقط لا غير.
في عالمي أنا ، و اقصد به عالم الكبار ، لا اشعر بالسعادة الحقة إلا حينما أختلط بالأطفال...أتدرون لماذا!! لأن الأطفال بسطاء و طيبون و رائعون..الأطفال ملائكة حقيقيون يعيشون
بيننا ونحن الكبار..لا نستحي بأن نملأ أطفالنا الملائكة بعهرنا المعرفي و قيئنا الفكري و تلوثنا الإنساني و نلقي بكل قاذوراتنا، التي إكتسبناها ، في قلوب أطفالنا الملائكيين لا لشيئ إلا
أننا قد نسينا أن نكون بسطاء كالأطفال.
الأطفال..كائنات ملائكية تمشي بيننا...صدَق أو لا تصدَق.
أنا الآن في منتصف العمر و لكنني و ، لسبب أجهله تماما ، ما زلت مشدودة بخيوط غير مرئية و لا أعرف مصدرها لعالم الأطفال.
أعشق الشيكولاته و الآيس كريم و الألعاب الملونة..هوايتي هي الذهاب الى مُدن الملاهي و مشاهدة الألعاب السحرية و مراقبة السحرة الذين يمدون أياديهم الى جيوبهم و يخرجون لي
عصافير ملونة..تنبض بالحياة و الحرية.
الأطفال هم كائنات تسكنهم البساطة و البراءة و الحب و التلقائية و الشفافية..هم من عالم آخر لا أعرف بماذا أدعوه...ربما أدعوه بعالم الجوهر الأصلي..نعم إنهم من عالم الجوهر و أنا
لا أملك،،لحد الآن،، سوى هذا الإسم...مهما ضحكتم عليً في سركم.
ها أنا أدعوكم الآن ..من عالمنا الإفتراضي..كي تعودوا كالأطفال...بسطاء..محبون..أنقياء و تستمتعون بالشيكولاته و مراقبة الساحر الذي سيخرج لكم..من تحت عباءته..عصفورا ملونا.
لنلهو كالأطفال و نضحك مثلهم تماما بل و لنبكي مثلهم و لنصرخ عاليا حين نحس بالظلم و القهر و الإستياء..و لنرفس بأقدامنا كل من يحاول إغتيال هذا الطفل الذي يقبع عميقا بداخلنا.
إن البساطة سر الوجود..وجوهرها الأصلي ..البساطة هي الديمومة و الخلود والسعادة الدائمة..ألاصيلة.
فلنفرح بالعيد و بالالوان و لتملأنا الدهشة حين نرى قوس قزح و ساحرنا الذي يُخرج لنا عصافيرا من عباءته.
أنا أضحك الآن..كالأاطفال تماما..اضحك من عوالمكم القاتمة..السوداء و التي تلوثت بالإيديولوجيات و أسعار الذهب و النفط و حروب الدين و المذهب.
لا مشكلة عندي حين لا أمتلك ذهبا و عقارات و أموال لأنني سأظل أمتلك الشمس و الهواء و الطبيعة و الحرية..سأظل قادرة على الرقص و الغناء و الفرح و الحب بلا شروط مسبقة
لأن الحب و الحياة و الفرح و الحرية لا يحتاجون الى شروط.
أمتلك الحرية و الموسيقا و الحب و شرفتي تمتلئ بالزهور و أنا أستحم بعطوري و أقبض على سعادتي و كل همًي ينصب الآن في حصولي على تذكرة لدخول مدينة الملاهي التي تقع
جانب منزلي.
إضحكوا كالأطفال...لأن الله يحب القوم الفرحين و من يقول لكم عكس ذلك..هو إنسان مسكين و بائس..حرمته الطبيعة من الحب و الحرية و الحياة.
بعد ساعة مما تعدون...سيعرضون برنامجا كوميديا ساخرا و أنا أُعد نفسي لمشاهدته فالبرامج الكوميدية تُبعدني عن عالمكم الساقط الذي أنهكته المؤامرات و الدسائس و الحروب و الدماء.
لا تستهزءوا بالبساطة فهي منبع كل الفرح الأصيل و السعادة التلقائية و لا تسمحوا،،لكائن من كان،، أن يغتال منكم البساطة و الطيبة ،، لأننا خُلقنا كي نكون بسطاء و طيبون و فرحون.
عيشوا ببساطة..و اضحكوا ببساطة..و لا تنسوا أن تلقوا و تؤلفوا نُكتا ساخرة و بذيئة÷ههه عن عالم الكبار.
البساطة هي سر عميق من أسرار السعادة..أيها السادة الكُبار...الكُبار جدا.
لو لم يكن للسعادة من وجود حقيقي...لوجب علينا إختراعها و بكل الطرق و السبل المُتاحة.. و هي حق اصلي و فطري للبشر أجمعين.
نحن لا يمكننا السؤال كيف نكون سعداء..بل نستطيع القول و بالفم الملآن...نريد أن نكون سعداء.
دعونا نُفسح للبساطة مكانا كبيرا في حياتنا..و لنفكر ببساطة و نحب ببساطة و نعيش ببساطة و نأكل ببساطة و نلبس ببساطة نكتب ببساطة و نسخر ببساطة لتكن أحلامنا بسيطة أيضا
كأن نطير ،مثلا، إلى المريخ أو زحل أو نخترع مركبة تفوق سرعة الضوء...لما لا...فلنخترع مركبة تفوق سرعة الضوء..و ببساطة ايضا.
البساطة و السعادة و الفرح...ليسم رجسا من عمل الشيطان ومن يعتقد عكس ذلك..فليذهب الى الجحيم...جحيم الله أو جحيم نفسه...لا يهم...المهم أن يذهب الى الجحيم و ليدعنا نسعد و نفرح
و نستمتع بحياتنا القصيرة.
أعيش وسط عالم من رجال الأعمال و المليارديرات و لكنهم ليسم بسعداء على الإطلاق لا بل هم أتعس الخلق على الإطلاق!! و أتساءل بدهشة...لما هم تعساء؟؟
هؤلاء المليارديرات و رجال الأعمال...هم أتعس خلق الله على الإطلاق..وجوههم كئيبة و متشنجة...يخافون من الجميع..يخافون حتى من أنفسهم...لشو!!! ما بعرف.
هم تعساء لأنهم قد فقدوا سر البساطة و التمتع بالشمس و القمر و البحر و النهر..لقد فقدوا خيط التواصل العميق مع من حولهم..لقد فقدوا بساطتهم الأولية و سر سعادتهم الأصلي..
بستين جهنم الحمرا.
نفوسهم معتمة و سوء الظن بالآخرين و شكًهم و ريبتهم و ظنونهم يمنعوهم من العيش ..بحب و بساطة..وكأن الثروة التي يملكونها قد تحولت ، بقدرة قادر مقتدر، الى سوط عذاب و قهر.
في مفهومي البسيط عن السعادة...اقول لكم...إن السعادة الحقة لا يمكن لها أن تكون مادية..بل هي حالة روحية..وجدانية..ضميرية..في كل ابعادها و مكوناتها.
أتدرون ما هو جوهر الحرية؟؟إنه البساطة.
البساطة هي جوهر الحرية...فببساطة أنا لا أطيق بأن يسيطر كائن من كان على حياتي و ببساطة أنا لا أطيق أن تفرض عليً طقوسك و الهك و عباداتك..و ببساطة أيضا..حل عني و
دعني أكًون إيماني فإيماني يكون...حيث تكون سعادتي و فرحي و هناءي...مظبوط الحكي؟؟
البساطة تعني ، فيما تعني، التواضع و التفاؤل و صلة الرحم و الغفران و العطاء دون مقابل و الهدوء و البسمة الرقيقة و الضحكة التي تنبع من عمق ضميرنا و وجداننا.
البساطة تعني الحب غير المشروط لكل نابض حي..في هذا الوجود ..الذي إبتلى..بي و بك ايضا.
هنا اقف و من هناك أمشي و للحديث بقية.



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصنع السعادة (الحلقة الرابعة)
- مصنع السعادة (الحلقة الثالثة)
- مصنع السعادة (الحلقة الثانية)
- مصنع السعادة (الحلقة الأولى)
- لا تنصحوا فاطمة ناعوت
- الأستاذ المحامي كميل فنيانوس
- كيف نقضي على الإرهاب؟ 2
- كيف نقضي على الإرهاب؟
- عاجل وهام..الى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي المحترم
- لما لا أتعامل مع نصف الفرائض فقط ؟؟؟
- معالي وزير التنوير المحترم
- رد على مقالة الأستاذ سامي لبيب..لما نعيش؟؟
- هكذا أفهم الله 4
- هكذا أفهم الله3
- هكذا أفهم الله 2
- هكذا أفهم الله
- ماجدة منصور
- ابتسم..أنت في مصر
- تنويه...عودة ثانية الى صفحات الحوار المتمدن
- هذه أنا(الحلقة الخامسة)


المزيد.....




- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة منصور - مصنع السعادة (الحلقة الخامسة)