أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - السعودية وأيران ...















المزيد.....

السعودية وأيران ...


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السعودية وإيران ...

يقول اوباما في احدي لقاءاته "«الحروب والفوضى في الشرق الأوسط لن تنتهي، إلا إذا تمكنت السعودية وإيران من التعايش معاً والتوصل إلى سبيل لتحقيق نوع من السلام».

إن كل حروب المنطقة في السنوات الأخيرة , سببه هذا الجفاء الإيراني السعودي , ربما كان على خلفية مذهبية , ولكن كل مشاكل المنطقة وخلافتها سوف تتوقف أو سوف تأخذ بعدا أخر , لو ارتضى هذا المتصارعان , الجلوس وحل مشاكلهم بهدوء وبعقلانية , فجأة سوف نجد إن حرب سوريا والعراق واليمن لا داعي لها , وفجأة سوف نجد إن الهدوء سوف يعود إلى لبنان .

الموضوع هو ليس تمدد إيراني , إيران موجودة منذ زمن طويل في المنطقة , إيران موجودة في العراق وسوريا ولبنان واليمن منذ زمن طويلا , وإيران ملئت الفراغ في المنطقة بعد سقوط العراق 2003 , كثيرا تكلمنا في موضوع العراق , وقلنا إن هناك فراغ في البلاد , والكتل الشيعية مدت يدها منذ البداية للدول العربية , ولكن منذ أول لحظة السعودية والدول العربية انسحبت وولت ظهرها للحكومة العراقية منذ 2003 .

التوافق في العراق هو الذي اوجد شكل الحكومة والمستمر منذ سقوط النظام , البعض يسميه محاصصة , ولكنها محاصصة تمت بتوافق بين المكونات الرئيسية في العراق ( الشيعة والسنة والأكراد ) , وهو قائم لغاية اليوم , وهذا التوافق جعل رئاسة الوزراء للشيعة والبرلمان للسنة ورئاسة الدولة للأكراد , وهذا توافق قائم لا يمكن إن ينتهي إلا إذا قامت حرب ضروس في العراق, أو انقلاب يحرق البلاد عن بكرة أبيها .

رئيس الوزراء المالكي , هو شخصية غير مقبولة , وأخطاءه أكثر من إن تحتمل وجر البلاد إلى مشاكل لا حصر لها , ولكن أتذكر وكتبنا إن نوري المالكي هذا , كان يقوم بجولات عربية يمد يده , ولا يجد من يتقدم ويسلم بيده أو يأخذ بيده إلى طريق أكثر حكمة , في وقت ما كان الشعور العام , انه يجب إن تحدث توازن في العراق بين النفوذ الإيراني والذي اخذ يجتاح كل شي في العراق , وبين التواجد العربي حتى على الأقل يحدث بعض التوازن بين النفوذ الإيراني والنفوذ العربي , و يكون هناك لحظة استقلال للقرار السياسي العراقي , لكن وجدنا السعودية تدير ظهرها لنوري المالكي , بينما كانت تمد المجموعات السنية بالمال الذي سبب الكثير من المشاكل , الم يكن أجدى إن تستميل السعودية والدول العربية مؤسسة الرئاسة في العراق , وتستطيع إن تحدث التغير المطلوب بالحكمة .

سوريا كذلك وجدت نفسها منذ البدايات الثورة الأولى في موجهات قوية , ومنذ اللحظة الأولى قررت دول الخليج نهاية الرئيس السوري والنظام السوري , سوريا منطقة نفوذ تخلفت عنها الدول العربية والسعودية , وملأته إيران بحكم الواقع (( انتم كنتم غائبون , ونحن حضرنا )) هذا ما كانت تقوله إيران وفي اليمن , حضرت إيران كذلك حين غاب العرب .

الذي يحدث اليوم ليس مد إيراني , إيران موجودة في المنطقة منذ زمن طويل , بل هو تواجد سعودي وعربي , يحاول إن يزاحم الوجود الإيراني , الذي يحدث اليوم محاولة هو إعادة ترتيب الأوضاع , الدخول إلى المنطقة بقوة , لخلق منطقة نفوذ , هذه المنطقة , السعودية والدول العربية هي التي انسحبت منها , ولم تكن لها الشجاعة يوما لملء الفراغ , ولكنها اليوم تحاول إن ترتب الأوراق مره أخرى بهذا الشكل .

المشكلة في الموضوع كله , إن الشيعة هم وقود الحرب , في التغيرات التي تحدث في المنطقة , فلابد إن نفرق ما بين هو سياسي وبين ما هو طائفي , ولكن الشيعة لسبب او أخر , يحسبون على إيران , يتم نسيان أنهم عرب , ولهم خصوصية كونهم عربا , هناك شيعة في الكويت والسعودية والبحرين , هؤلاء تم معاملتهم ولزمن طويل مواطنين الدرجة الثانية منقوصة حقوقهم , لا يستطيعون تولي المناصب الحكومية الرفيعة , ولدرجة إن البحرين , أخذت منذ زمن على تجنيس الجنسيات الأخرى من المذهب السني , حتى تستطيع إن توازن التواجد السني والشيعي , كون الشيعة أكثرية في البلاد , وكون الشيعة أكثرية هو قلق دائم ومستمر .

منذ زمن طويل دعا الدكتور عبدا لله ألنفيسي إلى فيدرالية أو اتحاد خليجي , حتى يصبح الشيعة في دول الخليج أقلية , لان هناك خوف دائم منهم , إن يقوم الشيعة في كل دولة على حدة , بالثورة وطلب الانفصال , بدعم من إيران , هناك خوف دائم من الشيعة , لذلك يتم إبقائهم تحت النظر والمراقبة دائمة , هناك شك مستمر في ولائهم , وهناك حذر في التصرف معهم .

لبنان هي الأخرى أصبحت بين فكي كماشة , والمطلوب إن تتخذ موقفا ضد حزب الله , وحزب الله مكون أساسي في الحكومة اللبنانية , وحزب الله يمثل المقاومة ليس في لبنان وحدها ولكن في الوطن العربي , وحزب الله هو الدرع الوحيد المتبقي ضد إسرائيل , وحربه في حزيران 2006 , اعتبرتها الدول العربية مغامرة مجنونه , ولدى الدول العربية إن حزب الله جر المنطقة إلى حرب لا لزوم لها , لان أخر شيء يمكن إن يفكر به العرب اليوم هو حرب مع إسرائيل , أنهم منذ زمن طويل يطوعون كل شيء حتى تصبح جزء من المنطقة , واجبروا منظمة التحرير الفلسطينية للجلوس مع إسرائيل والاتفاق على حل الدولتين , وهو حل يزيل عن عاتق العرب عبئ هذه المسئولية , وربما تصبح اسرائل في يوما عضو قائد في الجامعة العربية, لا يهم , المهم إن تنتهي هذه المشكلة بأي صورة كانت .
خطيئة حزب الله , انه يعتقد انه صوت المقاومة الوحيد , وانه محسوب كذلك على إيران , وان هناك تحالف ثلاثي سوري إيراني مع حزب الله و حتى يصبح أمام إسرائيل , لذلك يبقى الحزب يد من أيدي إيران , مشكلة إيران الأخرى , هو سعد الحريري المحسوب وبقوة على السعودية , فهو ابن السعودية , وهو له ثار شخصي مع حزب الله ومع سوريا , لأنه يعتقد إن سوريا وحزب الله له يد أو اشتراك أو توجيه في اغتيال ولده رفيق الحريري .

وهكذا كانت المنحة لتسليح الجيش اللبناني وقيمتها 3 مليارات , وكانت هبة من السعودية وسيلة ضغط على الحكومة اللبنانية , ثم جاء قرار السعودية لسحب الهبة , قرار ضغط أكثر صلابة للتأثير على الحكومة اللبنانية وإسقاط حزب الله , وهكذا تستخدم السعودية كل شيء من اجل مصالحها .

مشكلة السعودية أنها اليوم تجعل الآخرين , إما مع أو ضد , لذلك هي تحارب بقوة كل احد يريد إن يبقى على الحياد , لم تستطيع السعودية إن تفهم حالة الحياد والتي أبدته بعض الدول العربية لحرق سفارتها وقنصليتها في إيران , فإما تدين هذه الحادثة , أو تصبح عدوا لي .
هي مشكلة في العقلية , والتي تسود المنطقة , ولا نفهمها أبدا , سقوط العراق 2003 والربيع العربي والذي لم يكن ربيعا بل هو جحيم عربي , جعل المنطقة كلها تغلي , والذي نشاهده مخاض ولادة لكيانات جديدة ودول جديدة , وتحالفات جديدة , أمريكا نفسها لم يعد لها ذاك التأثير القوي , وأخر تغير كقوة عظمى أحدثتها كانت من خلال إدارة جورج بوش الابن , وكان غزو العراق , وهو بداية للفوضى الخلاقة والتي إرادتها أمريكا , حتى تجني ثمارها فيما بعد , وبالفعل تحولت المنطقة إلى حالة فوضى عارمة , فبين ليلة وضحاها ولدت الأحداث داعش من رحم القاعدة , وأصبح شكل المنطقة غريبا , وللبد إن يكون هناك تدخل من جهة ما لحل المشكلات العويصة في المنطقة .

المشكلة في كل ذلك هو موقف الرئيس اوباما , لكن في لحظة ما , اقتنع إن أمريكا لا مصلحة لها في الذي يحدث , ويجب إن تبقى بعيدا , لقد غضب من حلفاءه كثيرا حين وصل الضغط ذروته لضرب سوريا , ثم لحظة ما قرر التراجع .. لان الرئيس «أوباما لم يكن يعتقد بأن الرئيس يجب أن يعرّض الجنود الأميركيين لخطر كبير من أجل تجنّب كوارث إنسانية، إلا في حال كانت هذه الكوارث تشكل خطراً على الولايات المتحدة».


لذلك كان يرى أن «سوريا تشكل منحدراً مثلها مثل العراق»، وهو توصّل، خلال ولايته الأولى، إلى اعتقاد مفاده أن «التهديدات تبرر تدخلاً أميركياً مباشراً، هي القاعدة، والتهديد لوجود إسرائيل، وأيضاً التهديد الذي يشكله السلاح النووي الإيراني والذي يرتبط بأمن إسرائيل». لذا، «لم يصل الخطر الذي يشكله نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى مستوى هذه التحديات».

فكان غضب وخيبة أمل دول الخليج منه كبيرة .. ربما لذلك قال محمد بن زايد لزائريه الأميركيين إن «الولايات المتحدة يقودها رئيس غير جدير بالثقة».

و كذلك ملك الأردن عبدا لله الثاني الذي كان مقتنعاً بفكرة أن أوباما يبتعد عن حلفائه التقليديين وينشئ تحالفاً جديداً مع إيران. وقال لأحد المقرّبين «أؤمن بقوة أميركا أكثر ممّا يفعل أوباما», السعوديون أيضاً غضبوا من العدول عن الضربة، حينها عاد الجبير وقال للمسئولين في الرياض «إيران هي القوة الكبرى الجديدة في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة هي القوة القديمة».

في اللحظة والتي تم فيه الاتفاق النووي مع إيران , زار كل قادة الخليج أمريكا حتى يعرفوا أو يفهموا ماذا يحدث في المنطقة , لان لديهم شعور إن البساط يسحب من تحت أقدامهم , وأمريكا السيدة والقائدة , لم تعد سيدة وقائدة , وان هناك ابنا جديدا تحاول إن تتبناه أمريكا , وتنسى أبنائها السابقون , والذين لا يعرفون اماُ أو اباُ غيرها .
الخوف الخليجي , من إن تنسحب أمريكا في المنطقة ولد لهم قناعة , إن يكون لهم قول وقرار بالذي يحدث , وكانت إيران لها وجود كبير في المنطقة ومنذ زمان طويل , لذلك كل الخطوات والتي اتخذتها السعودية , والدول العربية من ورائها بحث عن دور في المنطقة .

الوضع في المنطقة يحتاج إلى حكمة الكبار , لأنه وضع متفجر متأزم , وتحويل الدول إما تكون معي أو ضده , سيولد الكثير من الأزمات والكوارث في المنطقة , لان التغير المتوقع , لن يكون في ساعة أو يوم أو سنة , انه يستغرق زمن طويل , حتى تخلق له الأرضية المناسبة , حتى ينموا عليها وطن جديد ومنطقة جديدة , سيكون ولاءها للشكل الجديد للدول .

المشكلة في المنطقة هي السعودية وإيران , فهما القوتان الأكبر الوليدتان في المنطقة , والصراع على مناطق النفوذ التقليدية في المنطقة , ومناطق النفوذ هي العراق وسوريا ولبنان واليمن وحتى مصر , تصادم هاتين القوتين سوف يسبب دمار المنطقة , ولكن جلوسهم وتحاورهم سوف يخلق ازدهار للمنطقة .

فمتى يجلس المتخاصمان على طاولة واحدة , ربما جلوسهم سوف يجنب المنطقة ويلات لسنا في حاجة لها ...



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقية في عيدها ...
- أزمة التيار المدني
- جلال الدين الصغير .. الشخصية والأسلوب والنستلة ...
- سمير قنطار هل كان بطلا أو كان قاتل أطفال ..
- السؤال المطروح : كيف نفهم الوجود ..
- التطرف ... صناعة دينية
- الخديعة في زمن الحرب
- مجازر الارمن ... وأبادتهم ..
- معركة تحرير تكريت
- داخل حدود وطن وهمي ...
- المرأة حين تصنع الأرهاب ...
- شيماء الصباغ ... طريق حرية لا ينتهي
- مجزرة شارلي ايبدو .. الارهاب هل له وجه اخر غير الكراهية ..
- الايمان الوجودي
- المتشددون ... والمجتمع
- النضال من اجل 8 ساعات عمل ..
- ماذا يعني إن يكون الأمير مقرن وليا للعهد ....
- نظرية مالتوس عن حتمية الفقر ...
- الاخلاق ... والألتزام ...
- سيمون دي بوفوار امرأة لا تشبه إلا نفسها ...


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - السعودية وأيران ...