أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سلمان محمد شناوة - سيمون دي بوفوار امرأة لا تشبه إلا نفسها ...















المزيد.....

سيمون دي بوفوار امرأة لا تشبه إلا نفسها ...


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 05:25
المحور: سيرة ذاتية
    


سيمون دي بوفوار امرأة لا تشبه إلا نفسها ...

هل تمر ذكرى ولادة سيمون دي بوفورا ولا نكون مع المحتفليين بولادة هذه الكاتبة , سؤال يطرح نفسه , وسؤال أخر أكثر أهمية من هي سيمون دي بوفوار حتى نحتفل بها ؟ وماذا تتميز عن كثير من النساء , وخاصة العربية منها , بحيث نبحث ونحلل شخصية مثل هذه السيدة ...

الحقيقة إنا دائما يستفزني إن اكتب عن غربيات ولا أجد عربيات اكتب عنهن , والأكثر من ذلك إن كثير من الوجوه النسائية العربية , يصبحن منطقة ظل لكل الرجال والذين يدورن في فلكهم , وكثير من النساء تتنازل عن معتقد أو مذهب أو رؤية في سبيل إن تصبح تبع لرجلها أو بصورة أخرى هي تصبح أمرآته ...

الحقيقة هناك نقطة مهمة نؤكد عليها كثيرا , إن إي شخصية مهمة جدا لمجتمعها , لأنها تمثل ذاك المجتمع بكل تقاليده وعادته وحتى جنوح ذاك المجتمع إلى التمرد أو الثورة , أو حتى البحث عن متنفس يبحث فيه عن ذاته ...

ونحن لن نفهم شخصية سيمون دي بوفوار دون إن نفهم شخصيات مثل جان بول سارتر وألبير كامي , ولن نفهم هذه السيدة دون إن نعرج إلى مذهب أنساني رائع مثل الوجودية , دون إن نستوعب كل خيوط العصر والذي عاشت فيه , من حرب عالمية ثانية , وصراع رهيب بين الرأسمالية والشيوعية , ودون إن نفهم جيدا , ماذا يعني ان تكون يساريا , وان يكون لك رأي في عالم متصادم بهذا الشكل ...

سيمون دي بوفار شخصية أثارت الكثير من الجدل , الجدل حول حياتها حول كتبها , حول آراءها , حول علاقتها الإنسانية وخصوصا مع سارتر , والحقيقة إن سيمون أمرآة لا تشبه إلا نفسها , وحين تدرس حياتها تجده كل ما أمنت به طوال حياتها , وهذا يعطينا انطباع إن الإنسان هو الذي يصنع حياته , ويشكلها كما يريد , وسيمون كانت كذلك , فهي في تبنيها للفلسفة الوجودية , جعلت حياتها صورة كاملة لهذه الفلسفة .

عندما فارقت الكاتبة الفرنسية، سيمون دي بوفوار، الحياة سنة 1986، قالت إليزابيث بادنتر مقولتها الشهيرة: يا نساء العالم، أنتن مدينات بكل شيء لسيمون . ...

سيمون دي بوفوار صاحبة " فتاة رصينة , المدعوة , والمثقفون , والجنس الأخر " , سيمون دي بوفوار صاحبة مقولة " إن المرأة لا تولد امرأة بل تصبح كذلك "

ولدت سيمون سنة 1908 في باريس لعائلة ثرية, ولأب يعمل محامياً خسر ثروته في الحرب العالمية الثانية, بينما تفرغت أمها لتربيتها مع أختها تربية كاثوليكية صارمة, لكن سيمون رفضت هذه التربية وتمردت عليها. ‏
واصلت تعليمها في جامعة /أكول نورمان سوبراير/ الفرنسية إلى أن تخرجت وغدت أستاذة جامعية في السوربون بين أعوام 1931-1943.
مع مرور الوقت وببطء، تضاءلت علاقة سيمون القوية بخالقها وتحولت تدريجيا إلى الاهتمام بالطبيعة وبدأت تدرك بان المتع الأرضية لم تمنح لنا لنتخلى عنها بل لنعطيها حق قدرها ولندركها إدراكا كاملا...وبالتدريج،غيرت هذه الطريقة في التفكير حياة سيمون إلى الأبد، فعاشت الحياة لحظة بلحظة حسب أهوائها بعد إن دفعها التخلي عن الدين إلى الإقلاع عن التفكير في إمكانية الحياة إلى الأبد...كما عملت على تطوير شعورها العميق بالتوحد من دون الحاجة إلى شهادة أو إله تتحدث إليه...!
في سن الحادية والعشرين،درست سيمون الفلسفة في جامعة السوربون وانضمت هناك إلى مجموعة من الطلبة المعروفين بسوء سمعتهم من أمثال بول نيزان واندريه هيرميد وجان بول سارتر الذي أصبح صديقها المفضل وقرينها الفكري...
كان سارتر يمثل بالنسبة لها الند الذي ألهمها اشتغالها الدائم فبعد لقائها به، لم تعد وحيدة أبدا...
في منتصف حياتها، كانت سيمون متفائلة جدا لكنها انهارت بعد موت أفضل أصدقائها حين شهدت قيام الحرب العالمية الثانية... وعندها تحولت إلى الكتابة بشكل أكثر جدية...ففي مذكراتها الثانية " ربيع الحياة "،حللت العلاقة بشكل صائب بين إل(إنا) والـ(نحن)، كما كتبت عن الاستقلال والوحدة وتطور علاقتها الأزلية بسارتر....

باريس هذه المدينة المدللة الماجنة لغاية الفجور , تثير فينا دائما الخيال , وتثير بنا قصص أشبه بقصص ألف ليلة وليلة , حيث الباريسيات, تلتقي بهن بالطرقات والمقاهي , وصالونات باريس الثقافية , لا تشبه شي , الفن والمتعة والثقافة والفجور أحيانا , والحب المجنون البعيد عن كل الضوابط , هل هكذا وصفها عبد الرحمن بدوي , بحيث لو جاءت هذه الحسناء الغانية بأي مذهب فكري , يسمى مذهب الانحلال والفجور ...

ربما ولكنها باريس الأربعينات والخمسينات ربما لها صورة أخرى , أكثر إشراقا أو أكثر قتامه , ومن هنا نجد رواية المثقفون تعري الثقافة ووجوها في باريس ...

تحلل دي بوفوار في هذه الرواية عبر بطلتها، وهي محللة نفسانية، نفسية المثقفين الفرنسيين الفاعلين، في إشارة واضحة إلى جان بول سارتر، وألبير كامو، ومقاومتهم للزحف النازي على فرنسا، فينتقلون من لحظة المقاومة إلى لحظة الكتابة، وتلك لحظة ميلاد وبداية شيء جديد اسمه الالتزام .

الرواية عبارة عن تأملات في عالم الكتابة وعلاقتها بالفلسفة. وعبّرت سيمون على لسان البطلة عن مأساة الإنسان المعاصر، وكتبت: إن الحياة لا تتجزأ، يجب أن تؤخذ ككل، فإما الكل أو لا شيء ، كل ما هناك أننا لا نملك الوقت الكافي لكل شيء، هذه هي المأساة .

جاءت الرواية غنية وثرية بالحوارات الفلسفية. وتؤرخ للحياة الثقافية في حقبة ما بعد الحرب في فرنسا، وتقف عند لحظات الشك واليأس، والقلق التي ساورت المثقف الفرنسي قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، بين البقاء في مثاليته والنزول لاحتضان تغيرات الشارع. وتقول البطلة وهي تتحدث عن روبير وإذا ما وجد نفسه محكوما عليه ثانية بالعجز والعزلة، فكل شيء سيبدو له باطلا، حتى الكتابة. وكان روبير، المثقف المناضل المتأثر بالفكر اليساري مقتنعا بأن كتبه تساعد على بناء المستقبل وأن إنسان الغد سيقرأها. لذلك كان من البديهي أن يكتب، لكنه متخوف من عدم حصول تفهم الجماهير، ففي تلك الحالة فالموت أفضل له.

ولاحقا قالت سيمون دي بوفوار عن الرواية: خلافا لما ادعاه البعض، من الخطأ اعتبار المثقفون رواية مفاتيح، وأنا أحتقر روايات المفاتيح احتقاري لكتب (الحيوات المروية) (....) وأنا لا أزعم أن المثقفون رواية ذات فكرة، إن رواية الفكرة تفرض حقيقة محو جميع الحقائق الأخرى وتوقف دائرة الاعتراضات والشكوك التي لا تنتهي: أما أنا فقد صورت بعض أشكال الحياة في فترة ما بعد الحرب من غير أن أقترح حلولاً للمشكلات التي تقلق أبطالي .

نشرت سيمون سنة 1949 كتاب الجنس الثاني ، وهو أشهر مؤلفاتها، بحيث تحوّل إلى دستور مؤسس للحركة النسوية عبر العالم. رأت دي بوفوار في كتابها أن الرجل يمارس على المرأة سطوة عاطفية، وذلك ما جعلها تعاني من اضطهاد بارز، لأنها في النهاية قبِلت بتحوّل الرجل من إنسان واقعي إلى رمز شبيه بالآلهة. وتعتقد دي بوفوار أن الإنسان لا يولد امرأة بل يصبح كذلك . ولا يوجد -حسبها- قدر بيولوجي أو نفسي أو اقتصادي يقضي بتحديد شخصية المرء كأنثى في المجتمع. فالأنثى تحوّل إلى امرأة ضمن واقع ذكوري متسلّط تشكّلت شخصيته انطلاقا من مفهوم السلطة التي وضعت ملامحها وحدودها السلطة الاقتصادية عبر العصور والحضارة في أبجديتها، وهي التي تصنع هذا المخلوق الذي يقف في موقع متوسط بين الذكر ويوصف بأنه مؤنث، وأن الآخر (الرجل) أساس جوهري في صياغة الذات الأنثوية والإنسانية بكاملها .

أثار الكتاب جدلا كبيرا، وانقسمت النخبة المثقفة في فرنسا إلى مؤيد ورافض ومشكك. وعن الكتاب قالت سيمون دي بوفوار: تعرّضت للهجوم خصوصاً بسبب فصل الأمومة. وصرح رجال كثيرون بأنه لم يكن يحق لي التحدث عن النساء لكوني لم أنجب أولاداً، ترى، هل أنجبوا هم؟ إنهم يعارضونني بأفكار ليست حاسمة ولا قطعية، أتراني قد رفضت كل قيمة لشعور الأمومة والحب؟ كلا، لقد طلبت من المرأة أن تعايش هاتين القيمتين وبشكل حرّ. في حين أنهما غالباً ما يخدمانها كحجة، وأنها تخضع لهما إلى درجة أن الخضوع يبقى، إذ يكون القلب قد جف .

وتساءلت سيمون في كتابها: من هي المرأة؟ لتحدد هويتها التي وجدتها هوية مُستلبة، من اختلاق الرجل وحده. واستنتجت أن تحرر المرأة مرتبط بمدى استعدادها وقدرتها على تغيير الصورة التي ينظر بها الرجل إليها ولخصائصها الجسدية والنفسية. كما عولت على تحرر المرأة من الموروث الثقافي الذي يشكل سلبا حيواتها اللاواعية. وهذا الدور تحققه حتى سيمون، تلك المرأة الكاتبة التي تملك ناصية اللغة لتبليغ المشاعر والأحاسيس للآخر الذي تمثل المرأة في عُرفه الجنس الآخر ، فالأنثى تُحوّل إلى امرأة ضمن واقع ذكوري متسلّط تشكّلت شخصيته انطلاقا من مفهوم السلطة التي وضعت .

سيمون وسارتر ...

علاقة سيمون وسارتر علاقة متميزة وقلقة في نفس الوقت , وربما هذه العلاقة تمثل الوجه الأخر للوجودية والتي تؤمن بها ويؤمن بها , من أهم النقاط والتي تدعو لها الوجودية هي الحرية , الحرية بكل شي , والحرية حسب المفهوم الوجودي هي (( قرار , والتزام , ومسئولية )) , فكيف تكون علاقتها مع سارتر إذا , وهي لها رأي وقول في كل ما واجه المرأة بحيث قالت قولها المشهور (( الأنثى لا تخلق امرأة بل تصبح كذلك )) فهل كان إيمانها بمذهبها وبالا عليها بحيث في لحظة مواجهه مع الذات رفضت إن تصبح زوجة لصديقها جان بول سارتر , ربما , ولكن الأكيد أنها لم تتزوج طوال حياتها وبقيت وفية لجان بول سارتر بحيث طلبت إن تدفن إلى جواره في مرقده الأخير ...

سيمون وسارتر واحدة من أكثر العلاقات إثارة للحيرة في تاريخ الأدب رسائل حب سارتر كانت عبارة عن فلسفة أكاديمية عجيبة، حب رومانسية وخيال علمي.

حين تقدم إلى خطبتها ذكرته دي بوفوار انه وصف الزواج بـ"مؤسسة برجوازية حقيرة" وقدمت له عرضاً رومانسياً: إنهما سيوقعان عقداً لمدة عامين قابل للتجديد، حول علاقتهما أخذت بين يديها رأسه ملاحظة، إن رائحته كانت مزيجاً من التبغ والمعجنات، ثم قبلته.

وعند وفاته، قالت دي بوفوار: "ان وفاته قد فرقتنا، وموتي لن يوحدنا هذه هي الامور، كان كافيا انسجام حياتينا طوال هذه المدة".

من اقوالها ...

" لو لم تكن المرأة موجودة لاخترعها الرجال "

" أن الرجل غير قادر على تحقيق ذاته في عزلة عن الآخر لابد له من شاهد يشبهه دون أن يكون مطابقا له. بذلك أصبحت المرأة ضرورية للرجل الذي يطالبها بأن تكون خارج ذاته، فالرجل يتمنى تحقيق نفسه ككائن بسيطرته وامتلاكه الجسدي لكائن آخر، كي يأكيد حريته؟ "



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية من الحُسين الى جيفارا ....
- المنسيون في ثورة الحسين ...
- تأمل في ارادة حرة ...
- بين عبد الرحمن بدوي وسارتر
- كيف نفهم الوجودية ...
- هؤلاء البعيدين عن الدولة ....
- الوطن يختفي حين تسود الطائفية ...
- الدين وحاجتنا اليه ...
- الصراع في سوريا ...
- لماذا احمد القبانجي ؟ !!!
- بعض العلمانية ودعونا نعيش
- زيرو دارك ثيرتي
- الحرب في مالي
- ارغو هذا الفيلم المزعج ...
- ألعريفي وتناقضاته العجيبة ...
- موسم الهجرة للحُسين ....
- هل غزة انتصرت أم إسرائيل انهزمت ؟
- هل يصبح الدباغ كبش الفداء لصفقة السلاح الروسي ؟
- المورمون الطائفة المجهولة.... في أمريكا
- سنان الشبيبي واستقلالية البنك المركزي ...


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سلمان محمد شناوة - سيمون دي بوفوار امرأة لا تشبه إلا نفسها ...